اسماعيل شاكر الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 8386 - 2025 / 6 / 27 - 10:07
المحور:
الادب والفن
نصوص سرقتها العاصفة واستعادها البرق
أولاً : نص القصيدة
رأيتها تنتف لحية شاعرها ، وترحل
لم تعد هذه الكينونة التي يصوغها الشعراء في هذياناتهم ؛
قادرة على ان تلزم نفسها بطاعة أمزجتهم المتقلبة
فتركته شاعرها وحيداً ، واتجهت بجناحيها المضيئين صوب نهر المدينة …
عند كورنيش نهر المدينة دلفت البار نفسه الذي كان يغطس فيه كل مساء
واختارت الطاولة التي كان يفرش عليها احاسيسه وشظايا أفكاره ،
ثم طلبت - كما كان يفعل - ربع عرق ، وشيئاً من الخيار المملح
وحين بدأَت الخمرة تتعتعها وتتمتم بما لا يفهم من الكلام :
حلمت بكتابة القصيدة التي ظل طوال حياته يحلم بكتابتها …
ارتشفت آخر قطرة من كأسها الأخير ، ولوّحت للنادل الذي ظلّ يثرثر في تلفونه النقال دون ان يلمح بخشيشه الذي كان الشاعر يصفع به سطح الطاولة فيهرع اليه :
حاولت الابتسام له والتلويح بالوداع ،
لكن لا احد اقترب من طاولتها وحتى النهر الذي كان يتلبس شاعرها في بعض الليالي : لم يقترب منها ،ولم تلبس أمواجه جسدها
وتجري به إلى حيث يتقيّأها : شاعر آخر …
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟