أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي محمود - باغرام جوهرة استراتيجية، دلالات الموقع وابعاد الصراع في معادلة التوازنات الدولية














المزيد.....

باغرام جوهرة استراتيجية، دلالات الموقع وابعاد الصراع في معادلة التوازنات الدولية


حسين علي محمود

الحوار المتمدن-العدد: 8474 - 2025 / 9 / 23 - 01:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


باغرام كانت قاعدة رئيسية للقوات الأمريكية لمدة عقدين، وموقعها في شمال أفغانستان يجعلها بوابة مثالية ونافذة تجسس لمراقبة آسيا الوسطى، بما في ذلك الحدود مع الصين والباكستان وإيران. الإشارة إلى قربها من منشآت نووية صينية كما وصفة ترامب (مثل تلك في شينجيانغ أو مناطق أخرى) ليست مبالغة تماماً، إنها تذكير بأن السيطرة عليها يمكن أن تعزز الردع الأمريكي في مواجهة توسع الصين.
في عالم اليوم، مع تصاعد التوترات في بحر الصين الجنوبي وتايوان، فإن مثل هذه القواعد تُعتبر "جواهر استراتيجية" لأي قوة عظمى.
كما أن إتفاق الدفاع السعودي الباكستاني المشترك كان له الدور البارز في تحركات ترمب نحو قاعدة باغرام، حيث ادرك ان الاتفاق يجب ان يكون مراقبا مراقبة عن كثب وبخاصة المنشأءات النووية الباكستانية.
المطالبة فجأة، دون سابق ارهاص بإسترداد قاعدة باغرام الجوية في افغانستان من قبل ترمب، والتي كانت امريكا تخلت عنها عندما انسحبت من افغانستان، بعثت الاحساس اليوم بأن ذلك الانسحاب كان اكبر اخطاء امريكا، بعد اتفاق الدفاع بين السعودية وباكستان.
نعم، الصين قريبة بالنسبة للقاعدة كما اعلن ترمب، ولكن باكستان اقرب للقاعدة كما لم يعلن ترمب!!
الاتفاق اكيد اقلق إسرائيل، والنووي الباكستاني في وضعه الفعال اصبح اكثر اقلاقاً، بعد الاتفاق العسكري الاخير، من نووي ايران (المتضرر) بالنسبة لإسرائيل.
إن مخاوف ترمب والحاحه فجأة على طلب استرداد القاعدة يعتبر مطلب نتنياهو خصوصا وأنه زارَ الولايات المتحدة لحضور الجمعية العامة للامم المتحدة، أكثر مما هو مطلب ترمب .
الانسحاب الأمريكي من أفغانستان في 2021 (تحت إدارة بايدن) ترك القاعدة لطالبان دون إشعار مسبق، وهو ما يُعتبر خطأ استراتيجياً كبيراً في نظر الكثيرين، بما في ذلك ترامب نفسه. الآن، مع عودة ترامب إلى الرئاسة، يبدو هذا التصريح محاولة لتصحيح "الخطأ"، ربما عبر مفاوضات سرية مع طالبان.
إن استعادة القاعدة ليست مجرد صفقة تجارية، طالبان يسيطرون عليها حالياً، وأي محاولة لاستعادتها قد تؤدي إلى تصعيد عسكري أو دبلوماسي، وهنا السؤال، هل ستعود امريكا إلى حرب أخرى بعد 20 عاماً من النزيف الأمريكي، أم ستكون صفقة اقتصادية، مثل تبادل مساعدات أو إغراءات مالية؟؟
التصريح يذكر أن "هم يحتاجون أشياء منا"، لكن هذا يبدو متفائلاً جداً في ظل رفض طالبان، ربط الأمر بالصين ذكي سياسياً، لكنه يغفل أن الصين بنت نفوذاً هائلاً في أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي (عبر استثمارات في التعدين والطاقة)، لذا استعادة باغرام قد تُفسر كاستفزاز مباشر للصين، مما يزيد من التوترات العالمية دون ضمان فائدة طويلة الأمد.

النقاش حول قاعدة باغرام لا يقتصر على بعدها العسكري فحسب، بل يمتد إلى أبعاد متداخلة تعكس طبيعة الصراع الدولي اليوم، فمن جهة، تُعد هذه القاعدة أداة مهمة للردع وتعزيز التوازن بين القوى الكبرى، إذ يمنح موقعها الولايات المتحدة قدرة مباشرة على مراقبة الصين وباكستان وإيران في آن واحد.
ومن جهة أخرى، تحمل باغرام بُعداً رمزياً، فالانسحاب الأميركي عام 2021 لم يكن مجرد خطوة ميدانية، بل شكل ضربة لصورة واشنطن كقوة مهيمنة، ما يجعل إعادة طرح موضوع القاعدة محاولة لاستعادة الهيبة والنفوذ في المشهد الدولي، إضافة إلى ذلك البعد الاقتصادي، حيث تعتبر أفغانستان غنية بالمعادن النادرة والموارد الاستراتيجية التي تسعى الصين إلى استثمارها، وهو ما يجعل الصراع على باغرام جزءاً من منافسة أوسع لا تتعلق بالسلاح وحده، بل أيضاً بالاقتصاد والطاقة وسلاسل الإمداد.
وعليه، فإن تصريحات ترامب يمكن أن تُقرأ في إطار لعبة كبرى تجمع بين الأمن والرمزية والاقتصاد، أكثر من كونها مجرد دعوة عابرة لاستعادة قاعدة عسكرية، وهذا ما يفسر حساسية الملف، ويجعل من باغرام اختباراً جديداً لمدى قدرة واشنطن على استعادة زمام المبادرة في مواجهة بكين.

هل هذا يستحق المخاطرة، أم أن التركيز يجب أن يكون على تحالفات أخرى مثل الهند أو قواعد في آسيا الوسطى. صحيح أن باغرام جوهرة استراتيجية، لكن استعادتها تبدو خالية من خطط واقعية، قد تكون خطوة جريئة لتعزيز الموقف الأمريكي، فهل هذا التصريح جزء من استراتيجية أكبر ضد الصين، أم مجرد خطاب انتخابي؟؟
تخيّل قاعدة أميركية بهذه الضخامة على حدود منافسك الجيوسياسي الأول، ثم تتركها لتستفيد منها بكين؟!
وهنا يكمن غضب ترامب الحقيقي.



#حسين_علي_محمود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتفاقية الدفاع السعودي الباكستاني، قراءة تحليلية في إعادة تش ...
- اليوم العالمي للديمقراطية، قراءة نقدية للواقع العراقي
- الخطاب الديني والسياسي واثرهما في تشكيل الوعي الجمعي
- تشارلي كيرك وصراع النخب الأمريكية
- الضربة الإسرائيلية على قطر، قراءة في الأبعاد الاستراتيجية وا ...
- الاستعراض العسكري الصيني 2025، بين رسائل الردع وإعادة تشكيل ...
- ازدراء الأديان، دراسة تحليلية في الأبعاد الفكرية والاجتماعية ...
- إيران بين آلية السناب باك واحتمالات الحرب، قراءة في الدوافع ...
- سيداو من النص الدولي إلى الواقع الأسري، قراءة تحليلية نقدية
- نظرية البجعة السوداء، بين اللامتوقع وصناعة التحولات الكبرى
- إعادة التموضع الأميركي في العراق، قراءة استراتيجية لانسحاب 2 ...
- قمة ألاسكا 2025، توازنات كبرى وانعكاسات إقليمية
- الدولة والدولة العميقة، قراءة تحليلية في بنية السلطة الخفية
- نظرية تأثير الفراشة، قراءة فكرية في الفوضى والنظام
- الثعلب والقنفذ، رؤية استراتيجية معاصرة
- ممر ترامب، إعادة تشكيل موازين القوى في جنوب القوقاز وإيران
- زيارة لاريجاني إلى بغداد، رسائل استراتيجية في لحظة إقليمية ح ...
- لابوبو بين الموضة ونظريات المؤامرة
- خور عبد الله بين اتفاقيات الأمر الواقع وتحديات الاستقلال الب ...
- دكاترة من ورق، وألقاب بلا معرفة


المزيد.....




- بعد إيقافه إثر تصريحات مثيرة للجدل.. برنامج جيمي كيميل يعود ...
- الشرع يلتقي روبيو ويأمل باتفاق أمني مع إسرائيل
- 86 بلدية فرنسية ترفع علم فلسطين رغم الحظر
- واشنطن تتجه لفرض عقوبات على الجنائية الدولية بأكملها
- قائد درزي: الهجري تلقى أموالا من إسرائيل لتعزيز أزمة السويدا ...
- بيسان إسماعيل -متل الأميرة- ولحظات مؤثرة في حفل الـ - Murex ...
- محمود عباس يدعو -حماس- إلى -تسليم سلاحها-: -نريد دولة بقانون ...
- بمشاركة مستثمرين بينهم أوراكل وسيلفر ليك.. ترامب سيعلن قريبً ...
- ماكرون يعلن اعتراف فرنسا رسميا بـ-دولة فلسطين من أجل السلام- ...
- إسرائيل تؤكد عدم سماحها لسفن -أسطول الصمود- بخرق الحصار على ...


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي محمود - باغرام جوهرة استراتيجية، دلالات الموقع وابعاد الصراع في معادلة التوازنات الدولية