أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي محمود - اتفاقية الدفاع السعودي الباكستاني، قراءة تحليلية في إعادة تشكيل خرائط التحالفات الإقليمية والدولية















المزيد.....

اتفاقية الدفاع السعودي الباكستاني، قراءة تحليلية في إعادة تشكيل خرائط التحالفات الإقليمية والدولية


حسين علي محمود

الحوار المتمدن-العدد: 8470 - 2025 / 9 / 19 - 08:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعد ‏الاتفاقية السعودية الباكستانية نقلة نوعية في مفهوم التحالفات الإقليمية، حيث تعكس اتجاهاً واضحاً نحو نسج خيوط أمنية جديدة قد تفضي إلى مرحلة مختلفة من التحالفات الاستراتيجية في المنطقة.
توحي الاتفاقية بامتلاك المملكة سلاح ردع نووي خارج أراضيها، فيما يمثل بناء صناعة عسكرية سعودية بباكستان خطوة استراتيجية لتعزيز قدراتها العسكرية تحت مظلة الردع النووي الباكستاني .
في خطوة هزت أركان التحالفات التقليدية في الشرق الأوسط وآسيا، حيث أعلنت المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية توقيع "اتفاقية دفاع استراتيجي مشترك"في مؤشر واضح على أن قواعد اللعبة الجيوسياسية قد تغيرت إلى الأبد، هذه ليست مجرد مذكرة تفاهم عابرة، بل هي زلزال استراتيجي سيعيد رسم خريطة التحالفات والقوى في واحدة من أكثر مناطق العالم اضطراباً
تعد الاتفاقية تتويج لعقود من العلاقات المميزة بين البلدين وتجسيد لرؤية استراتيجية أوسع تهدف لخلق نظام أمني إقليمي أكثر توازناً واستقلالية.

إن قراءة هذه الاتفاقية لا يمكن أن تكون منعزلة عن السياق الدولي الأوسع، حيث يشهد النظام العالمي مرحلة انتقالية من أحادية القطبية التي هيمنت فيها الولايات المتحدة بعد الحرب الباردة، إلى تعددية قطبية تتقاطع فيها مصالح قوى كبرى مثل الصين وروسيا والهند والاتحاد الأوروبي.
ومن هذا المنظور، تبدو الاتفاقية السعودية الباكستانية أكثر من مجرد تحالف ثنائي، إنها تعبير عن سعي الدول المتوسطة والكبرى في العالم الإسلامي لإعادة صياغة معادلات الأمن بعيداً عن الارتهان للقوة العظمى التقليدية.
كما أن هذه الاتفاقية تعكس بوضوح بما يسمى في العلوم السياسية بـ"الاستقلال الاستراتيجي" أي قدرة الدول على تنويع مصادر أمنها وتحالفاتها، بما يحصنها من الضغوط والابتزاز السياسي، وهذه الخطوة تساعدنا على فهم أن التحالف الجديد لا يستهدف طرفاً محدداً بقدر ما يفتح الباب أمام نموذج أمني جديد في المنطقة، يقوم على الشراكات المتعددة بدل الارتهان لطرف خارجي واحد.

■ ماذا يقصد باتفاقية الدفاع المشترك؟؟
تنص الاتفاقية على أن "أي اعتداء على أي من البلدين هو اعتداء على كليهما"، مما يخلق التزاماً دفاعياً متبادلاً كاملاً يتضمن التعاون العسكري بين البلدين كما تهدف الاتفاقية إلى تطوير جوانب التعاون الدفاعي وتعزيز الردع المشترك ضد أي اعتداء، وتشمل جميع الوسائل العسكرية من خلال التنسيق الأمني وتشمل الاتفاقية ايضاً التعاون في مجالات الأمن الإقليمي، والاستخبارات، ومكافحة الإرهاب.
اصبحت السعودية تحت المظلة النووية الباكستانية، وهي دولة تمتلك ترسانة نووية متطورة وصواريخ بعيدة المدى (مثل صاروخ شاهد-3 الذي يصل مداه إلى 2750 كم) باكستان أصبحت شريكاً في الدفاع عن أقدس الأماكن الإسلامية، وهو ما يعزز مكانتها كقائدة للعالم الإسلامي، تطوير التعاون الصناعي العسكري، بما يشمل نقل التكنولوجيا والإنتاج المشترك.
هذا التحالف قد يشكل بداية لسلسلة تحالفات استراتيجية أوسع تعيد تشكيل ميزان القوى في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، خاصة في ظل الحديث عن "إسرائيل الكبرى" والتوسع العسكري الإسرائيلي الذي يهدد الأمن القومي للدول العربية والإسلامية.

ان خيوط الحرب العالمية الثالثة بدأت تتشكل في مرحلة الوكالات، لتتمثل ب
- الصراع الصيني الامريكي
- الصراع الغربي الروسي
- الحزام والطريق
- التحالف الاردني المصري
- اتفاقية السعودية وباكستان
- تايوان، سوريا، غزة، اوكرانيا، فنزويلا، السودان، اليمن، بولندا، اسرائيل، فيتنام، بنما، حيث ينشأ وجه عالم جديد في خريطة شرق أوسط جديد.

■ لماذا الاتفاقية تعتبر رسالة موجعة لواشنطن؟؟
وفقاً لتقرير exclusiv نشرته صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية ..فإن التوقيت يحمل رسالة مدوية :
فقدان الثقة في المظلة الأمنية الأمريكية، جاء الإعلان بعد أسبوع واحد فقط من الضربة الإسرائيلية الجريئة على الدوحة، التي استهدفت قادة حماس أثناء مباحثات وقف إطلاق النار، هذه الضربة كما يذكر التقرير، هزت ثقة الحلفاء التقليديين لواشنطن في الخليج إلى الأعماق.
وبحسب فاينانشال تايمز هو أن السعودية أبلغت واشنطن بالاتفاقية بعد توقيعها بالفعل وليس قبلها أو أثناء المفاوضات هذه ليست إهانة دبلوماسية عابرة، بل هي صفعة قوية وإعلان صريح عن انتهاء عصر الاحتكار الأمريكي للأمن الخليجي.
إنها القطيعة الاستراتيجية التي طالما هددت بها الرياض، وقد جاءت الآن بشكل ملموس، ونفس الرد واسلوب واشنطن مع الدوحة ابلغتها اثناء الضربات الجوية الاسرائيلية!

■ لماذا باكستان وليس غيرها؟؟
العلاقة بين البلدين ليست وليدة اللحظة، إذ يعود التعاون الأمني بينهما إلى عقود، فبعد اختبار باكستان النووي الأول عام 1998، كانت السعودية أول من مد لها يد العون بدعم مالي بلغ 3.4 مليار دولار، ساعدها على المضي قدماً في برنامجها النووي.
كما أن قائد قوات مكافحة الإرهاب في الرياض هو ضابط باكستاني، وهو دليل عملي على عمق الثقة الذي يتجاوز العلاقات الدبلوماسية العادية.
الآن، السعودية لا تشتري أسلحة فقط، بل تشتري "الردع الاستراتيجي"و"ضمان الأمن الوجودي" الذي لم تعد واشنطن قادرة على تقديمه، أو غير راغبة فيه إلا بشروط سياسية كالتطبيع مع إسرائيل، لم تعد الرياض مستعدة لقبولها

■ تداعيات اتفاقية الدفاع المشترك، ومن سيدفع الثمن؟؟
- تعتبر الاتفاقية كابوس للمخططين الاستراتيجيين في واشنطنوتلأبيب، لقد نجحت السعودية في تنويع استراتيجيتها الأمنية بعيداً عن التبعية الأمريكية، وأصبحت تمتلك ورقة ضغط نووية لم تكن تملكها من قبل.
- الهند العدو اللدود لباكستان والحليف الاستراتيجي لإسرائيل والغرب، ستكون في وضع بالغ الحرج، أي عدوان على باكستان قد يجر الآن قوة عربية كبرى إلى الصراع والسعودية ستدخل مباشرة حسب الاتفاقية، مما يعقد حسابات نيودلهي بشكل غير مسبوق.
- يعتمد الجيش الباكستاني بشكل كبير على التسليح الصيني، لذا فإن تقارب الرياض مع إسلام آباد سيفتح الباب على مصراعيه لدخول الأسلحة والتكنولوجيا الصينية إلى الخليج، وهو اختراق استراتيجي كبير لبكين على حساب النفوذ الغربي.
- أصبحت إيران الآن أمام معادلة جديدة، أي تصعيد ضد السعودية يعني مواجهة مع باكستان النووية، وهي ليست حسابات يمكن لطهران تجاهلها بسهولة.

الخلاصة :
إن اتفاقية الدفاع السعودي الباكستاني ليست مجرد رد فعل على ضربة إسرائيلية في قطر فقط أو تقلب في السياسة الأمريكية، إنها إعلان ميلاد نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، حيث لم تعد الهيمنة الأمريكية مطلقة، ولم يعد الخليج ساحة للصراعات الخارجية، بل أصبح فاعلاً رئيسياً يصنع تحالفاته الخاصة لحماية مصالحه.
لقد أرسلت الرياض وإسلام آباد رسالة واضحة للعالم، إن زمن الوصاية انتهى، وإذا كان الأمن سلعة، فإنه لم يعد حكراً على بائع واحد.



#حسين_علي_محمود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم العالمي للديمقراطية، قراءة نقدية للواقع العراقي
- الخطاب الديني والسياسي واثرهما في تشكيل الوعي الجمعي
- تشارلي كيرك وصراع النخب الأمريكية
- الضربة الإسرائيلية على قطر، قراءة في الأبعاد الاستراتيجية وا ...
- الاستعراض العسكري الصيني 2025، بين رسائل الردع وإعادة تشكيل ...
- ازدراء الأديان، دراسة تحليلية في الأبعاد الفكرية والاجتماعية ...
- إيران بين آلية السناب باك واحتمالات الحرب، قراءة في الدوافع ...
- سيداو من النص الدولي إلى الواقع الأسري، قراءة تحليلية نقدية
- نظرية البجعة السوداء، بين اللامتوقع وصناعة التحولات الكبرى
- إعادة التموضع الأميركي في العراق، قراءة استراتيجية لانسحاب 2 ...
- قمة ألاسكا 2025، توازنات كبرى وانعكاسات إقليمية
- الدولة والدولة العميقة، قراءة تحليلية في بنية السلطة الخفية
- نظرية تأثير الفراشة، قراءة فكرية في الفوضى والنظام
- الثعلب والقنفذ، رؤية استراتيجية معاصرة
- ممر ترامب، إعادة تشكيل موازين القوى في جنوب القوقاز وإيران
- زيارة لاريجاني إلى بغداد، رسائل استراتيجية في لحظة إقليمية ح ...
- لابوبو بين الموضة ونظريات المؤامرة
- خور عبد الله بين اتفاقيات الأمر الواقع وتحديات الاستقلال الب ...
- دكاترة من ورق، وألقاب بلا معرفة
- الثقافة البائسة، عندما تتحوّل العلاقات الإنسانية إلى دفتر حس ...


المزيد.....




- مزاعم زوجة ماكرون -ليست انثى-.. تفاعل على تقرير عن -أدلة علم ...
- فيديو حركة من كاميلا مع الأميرة كيت أمام زوجة ترامب تثير تفا ...
- كيف تحولت عملية مياه بيضاء بسيطة إلى كابوس يهدد بصر العشرات ...
- ماذا يحدث في السجون السرية التي تسيطر عليها الاستخبارات الأم ...
- الاستخبارات البريطانية تلجأ إلى -الدارك ويب- لتجنيد جواسيس م ...
- السعودية.. ضبط رجل وامرأتان لممارسة الدعارة والأمن يكشف تفاص ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يسقط مبادرة دولية لوقف إطلاق النار ...
- ماكرون: إسرائيل تدمر مصداقيتها بسبب عملياتها العسكرية في غزة ...
- نهاية -صادمة- لـ-أسورة المتحف المصري- التي شغلت الرأي العام ...
- تحليل لـCNN: السعودية تلجأ إلى باكستان -الحليف النووي- مع تر ...


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي محمود - اتفاقية الدفاع السعودي الباكستاني، قراءة تحليلية في إعادة تشكيل خرائط التحالفات الإقليمية والدولية