أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - مسرحية -عاصفة الاستقلال-















المزيد.....



مسرحية -عاصفة الاستقلال-


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 8472 - 2025 / 9 / 21 - 23:16
المحور: الادب والفن
    


مقدمة نقدية: النار والرماد في مسرحية المقاومة

في قلب المأساة الفلسطينية، حيث تتشعب خيوط الدم والأنقاض مع نسيج الأمل اللا نهائي، تصعد على الركح هذه المسرحية كعمل فني يتجاوز حدود الدراما التقليدية ليصبح صرخة وجودية، تعكس نبض شعب يرفض الخضوع لآلة القمع. إنها ليست مجرد سردية مسرحية، بل هي مرآة للواقع، تجسد الصراع بين الإنسانية المغلوبة والطغيان المسلح بالدعاية والمال. المسرحية، ببنيتها الدرامية المتقنة وشخصياتها المحفورة بعمق، تقدم لنا ليس فقط قصة مقاومة، بل تأملات فلسفية وأخلاقية حول طبيعة السلطة، الهوية، والحقيقة في عالم يسوده النفاق. من خلال لغتها الشاعرية وصورها البصرية المؤلمة، تنجح المسرحية في تحويل الألم إلى فعل إبداعي، وتحويل الصمت العالمي إلى صوت يدوي عبر القارات.

المسرحية تبدأ بمشهد المعبر المدمر، رمز للحدود بين الحياة والموت، بين الأمل واليأس. هذا المشهد ليس مجرد خلفية درامية، بل هو فضاء رمزي يعكس حالة الإنسان الفلسطيني المحاصر، حيث يصبح الجسد نفسه ساحة معركة. الشخصيات، من قاسم إلى يحيى ومعمر، ليست مجرد أفراد، بل هي تجسيد للروح الجماعية، حاملة لتاريخ طويل من الصمود. قاسم، بقوته الهادئة ونظراته النارية، يمثل القائد الذي لا يقود بالسلطة بل بالمثال، بينما يحيى، الفنان الثوري، يحول الأنقاض إلى لوحات تعكس جمال المقاومة وسط القبح. أحمد، الطبيب، يجسد الإنسانية في أنقى صورها، يعالج الجروح بأدوات بدائية لكنه يحمل قلباً لا يعرف الاستسلام. حافظ، المفكر، يقدم لنا العقل الذي يوثق ويحلل، بينما معمر، الشاعر، ينسج من الألم قصائد تصبح أسلحة في حد ذاتها. هؤلاء الأبطال، بتعددهم وتنوعهم، يشكلون نسيجاً درامياً غنياً يعكس تنوع الروح الفلسطينية.

في مقابل هؤلاء، تقدم المسرحية شخصيات الخصوم ببراعة لا تقل عمقاً. أرييل، القائد العسكري الصهيوني، ليس مجرد شرير كاريكاتوري، بل هو تجسيد للسلطة المسلحة بالتكنولوجيا والدعاية، التي تبرر جرائمها باسم الأمن. إليزابيث موسكوفيتش، بربطة عنقها الذهبية، تمثل الوجه الآخر للطغيان: المال والنفوذ السياسي. هي ليست مجرد ممولة، بل هي مهندسة النظام الذي يحول الإنسانية إلى أرقام في حسابات البنوك. يوسي وسلمون، بدوريهما في الدعاية، يكشفان عن قوة الكذبة عندما تُصنع بعناية وتُسوّق بمهارة. هذه الشخصيات، بتعقيدها، تجبرنا على التفكير في طبيعة الشر: هل هو نتاج أفراد أم نظام يغذي نفسه بنفسه؟

اللغة في المسرحية هي سلاح بحد ذاته. القصائد التي يلقيها معمر ليست مجرد زخرفة أدبية، بل هي صوت الضمير الإنساني، تجمع بين الشعرية العربية التقليدية وحدة الاحتجاج الحديث. عبارات مثل "من الدم نكتب النصر" و"من الأنقاض نصنع ثورة" ليست مجرد شعارات، بل هي تعويذات تحيي الأمل في نفوس الجمهور. لوحات يحيى، بدورها، تحول المسرح إلى فضاء بصري يتجاوز الكلمات، حيث تصبح الألوان – دم الشهداء، رماد الأنقاض، نار المقاومة – لغة بصرية تحكي قصة شعب. هذه العناصر البصرية والشعرية تضفي على المسرحية طابعاً ملحمياً، يذكرنا بأعمال كبار الدراميين الذين جعلوا المسرح ساحة للنضال الإنساني.

البنية الدرامية للمسرحية تستحق التأمل. كل فصل يبني على السابق، يصعد بالتوتر والأمل معاً، كأن المسرحية نفسها تعكس إيقاع المقاومة: هجمات صغيرة تنمو إلى ثورة كبرى. الفصل الأول يقدم لنا المعبر كرمز للحصار، بينما يأخذنا الفصل الثاني إلى قلب المقاومة في الأنفاق، ثم تنتقل الفصول إلى محكمة دولية وساحات عالمية، لتصل إلى ذروتها في هجمات جريئة على مراكز القوة الإسرائيلية. هذه البنية ليست خطية فحسب، بل هي حلزونية، تعود إلى نفس الموضوعات – الحصار، الخيانة، الصمود – لكنها تضيف طبقات جديدة من العمق في كل مرة. هذا الإيقاع يعكس ديناميكية الصراع الفلسطيني نفسه: كل ضربة من العدو تولد مقاومة أقوى، وكل خسارة تتحول إلى بذرة انتصار.

الرمزية في المسرحية غنية ومتعددة الطبقات. الأنقاض ليست مجرد خلفية، بل هي شاهد على التاريخ ومادة للمستقبل. الأنفاق، التي يحفرها هواري، تمثل المقاومة التي تنمو تحت الأرض، بعيداً عن أعين العدو. الطائرات بدون طيار، التي تسقط بفضل أجهزة هواري البدائية، ترمز إلى هشاشة التكنولوجيا أمام الإرادة الإنسانية. حتى الأطفال، مثل يوسف وليلى، ليسوا مجرد ضحايا، بل هم رموز الحياة التي تستمر رغم الموت. هذه الرموز لا تُقدم بشكل مباشر، بل تتسلل إلى وعي الجمهور تدريجياً، مما يجعل التجربة المسرحية تأملية بقدر ما هي عاطفية.

الصراع بين الحقيقة والدعاية هو أحد المحاور الأساسية للمسرحية. يوسي وسلمون، بأدواتهما الإعلامية، يمثلان قوة الكذبة عندما تُدعم بالمال والنفوذ. لكن اختراق قاسم ورفاقه لبثهم التلفزيوني في الفصل الخامس هو لحظة درامية حاسمة، حيث تنقلب الأدوار: الحقيقة، التي كانت محاصرة، تصبح سلاحاً. هذه اللحظة تذكرنا بقوة الفن والكلمة في مواجهة الدعاية، وهي تؤكد على دور المسرح كفضاء لكشف الأقنعة. المسرحية، بهذا المعنى، ليست مجرد سردية، بل هي فعل مقاومة بحد ذاته.

المسرحية أيضاً تتحدى الجمهور بأسئلة أخلاقية عميقة. كيف يمكن للعالم أن يصمت أمام إبادة موثقة؟ كيف يمكن للديمقراطيات الغربية أن تدعم نظاماً يقتل الأطفال؟ القضاة في المحكمة الدولية، بترددهم وخوفهم من نفوذ آيباك، يعكسون هشاشة العدالة في عالم يحكمه المال. هذه الأسئلة ليست موجهة فقط إلى الشخصيات، بل إلى الجمهور نفسه، مما يجعل المسرحية تجربة تفاعلية تتطلب من المشاهد مواجهة ضميره.

العلاقة بين الشخصيات والفضاء المسرحي هي جانب آخر يستحق الإشادة. غزة، بأنقاضها وأنفاقها، ليست مجرد مكان، بل هي شخصية بحد ذاتها، تتنفس وتنزف وتقاوم. التباين بين مشاهد غزة المدمرة وغرف العمليات الفاخرة في تل أبيب أو واشنطن يعكس التباين بين الإنسانية والطغيان. هذا التباين يعزز من خلال الإضاءة: الضوء الخافت في غزة يعكس الصمود الهش، بينما الأضواء الساطعة في تل أبيب تكشف عن بريق زائف للسلطة. الصوت أيضاً يلعب دوراً مهماً: صوت القنابل والطائرات يتناقض مع صوت قصائد معمر وهتافات الحشود، مما يخلق إيقاعاً يحاكي نبض الصراع.

من الناحية الأسلوبية، تجمع المسرحية بين الواقعية والرمزية ببراعة. المشاهد الواقعية، مثل هجمات المقاومة على المواقع العسكرية، متوازنة مع لحظات رمزية، مثل لوحات يحيى وقصائد معمر. هذا التوازن يجعل المسرحية متاحة لجمهور واسع: الواقعيون يجدون فيها سردية النضال، والمثاليون يجدون فيها تأملاً في الإنسانية. اللغة، بخليطها من الحدة والشعرية، تذكرنا بأعمال الدراميين العظماء الذين استخدموا المسرح لتحدي الظلم، من المسرح الإغريقي إلى الدراما الحديثة.

المسرحية لا تخلو من عيوب، لكنها عيوب تذوب في قوتها الشاملة. قد يرى البعض أن تصوير الخصوم، مثل أرييل وإليزابيث، يميل إلى المبالغة أحياناً، مما يقربها من الكاريكاتور. لكن هذه المبالغة يمكن تبريرها كجزء من الطابع الملحمي للمسرحية، حيث يتم تضخيم الشخصيات لتعكس الشر النظامي. كذلك، قد يشعر البعض أن تركيز المسرحية على المقاومة يغفل أحياناً عن الألم اليومي للمدنيين، لكن لحظات مثل مشاهد أحمد وهو يعالج الأطفال تعوض هذا النقص، مضيفة طبقة إنسانية عميقة.

في النهاية، هذه المسرحية ليست مجرد عمل فني، بل هي وثيقة تاريخية، صرخة في وجه النسيان، ودعوة للعمل. إنها تتحدى الجمهور ليس فقط ليشاهد، بل ليشارك في النضال من خلال الوعي والتضامن. بين الأنقاض والدم، تنمو نار المقاومة، وهذه المسرحية تجسد تلك النار ببراعة لا تُضاهى. إنها ليست مجرد قصة عن غزة، بل قصة عن الإنسانية التي ترفض أن تموت، وعن الحقيقة التي، رغم كل الحصارات، تجد طريقها إلى النور.




مقدمة المسرحية: تحت الأنقاض يولد الأمل

الستار يرتفع ببطء، يكشف عن مشهد قاتم في قلب غزة، عام 2025. السماء رمادية، مشبعة بدخان القنابل الذي يحجب الشمس، تاركاً ظلالاً كئيبة تتسلل عبر شقوق المباني المدمرة. الأرض مغطاة بأنقاض المنازل والمدارس والمستشفيات، حيث تتناثر بقايا حياة كانت نابضة ذات يوم: كتاب دراسي ممزق، لعبة طفل محطمة، وصورة عائلية ممزقة ملطخة بالغبار. في وسط المشهد، معبر رفح المدمر يقف كشاهد صامت على الحصار، بواباته الحديدية الصدئة مفتوحة جزئياً، كأنها فم جرح عميق. أصوات القنابل البعيدة تتردد كإيقاع حرب لا نهائية، ممزوجة بأزيز طائرات بدون طيار وصرخات أمهات يبحثن عن أطفالهن تحت الركام. الجو مشحون بالتوتر، لكنه يحمل أيضاً شرارة الأمل، كضوء خافت ينبعث من قلب الظلام. في الخلفية، ظلال المقاومين تتحرك بحذر، تحمل أسلحة بدائية مصنوعة من الأنقاض، وعيونهم تلمع بالعزيمة.

في وسط الساحة، يظهر قاسم، شاب في أواخر العشرينيات، يرتدي قميصاً ممزقاً ملطخاً بالغبار، لكنه يقف باستقامة كأنه تمثال من الحجر. عيناه تحملان خليطاً من الغضب والأمل، وصوته، رغم هدوئه، يحمل قوة لا تُقاوم. ينظر إلى الأنقاض حوله، ثم يرفع قبضته ويتحدث إلى مجموعة صغيرة من المقاومين: "هذه الأنقاض ليست نهايتنا، بل بدايتنا. كل حجر هنا يروي قصة شهيد، وكل جدار مدمر هو وعد بثورة!" يشير إلى معبر رفح، "هذا المعبر كان شريان حياتنا، لكنهم أغلقوه بدعم من روتشيلد وآيباك. لكننا سنحطم حصارهم كما حطمنا خوفنا!" صوته يرتفع، يملأ الساحة بالتحدي، فيما يهتف المقاومون خلفه: "عاش النضال!"

بجانبه، يحيى، الفنان الثوري، يقف بجانب جدار متصدع، يحمل فرشاة وألواناً بدائية مصنوعة من الرماد والطين. يرسم لوحة تصور طفلاً يرفع راية فلسطينية وسط النيران. "هذه لوحتي الأولى: براءة تحت القصف . الألوان؟ دم الشهداء ورماد أحلامنا!" يضحك بسخرية، لكنه يمسح دمعة من عينه. ينظر إلى قاسم، "كل قنبلة تسقطها إسرائيل هي فرشاة جديدة لي. سأرسم حتى يرى العالم جرائمهم!" يعطي فرشاة لطفل صغير يقف قريباً، "ارسم، يا يوسف. دع العالم يرى حلمك!" الطفل، يوسف، يبتسم ويبدأ برسم خطوط عشوائية على الجدار، كأنها خريطة لأحلام شعب.

أحمد، الطبيب، يظهر في زاوية الساحة، يحمل حقيبة طبية ممزقة، يضمد جرحاً لطفلة صغيرة تدعى ليلى. وجهه متعب، لكنه مليء بالإصرار. "لقد فقدنا المستشفيات، الأدوية، حتى الماء النظيف. لكننا لم نفقد إنسانيتنا!" يرفع صورة لمستشفى الشفاء المدمر، "هذا كان ملجأنا. دمرته قنابل أمريكية الصنع، لكننا سنعالج جرحانا في الأنفاق!" ينظر إلى ليلى، "لا تخافي، يا صغيرتي. سنعيد بناء كل شيء!" يبتسم لها بحنان، بينما تمسك يده بقوة.

حافظ، المفكر الشيوعي، يقف بجانب قاسم، يحمل كتاباً ممزقاً وقلماً مكسوراً. يبدأ بتدوين ملاحظات على ورقة مهترئة: "في أيلول 2025، يواصل شعب غزة مقاومته رغم الحصار والإبادة." ينظر إلى الجميع، "إسرائيل تظن أنها تكسرنا بالقنابل، لكنها تخلق جيلاً جديداً من المقاومين!" يشير إلى معبر رفح، "هذا المعبر هو رمز ظلمهم، لكنه أيضاً رمز صمودنا. النازيون سقطوا في برلين، وهؤلاء سيسقطون هنا!" صوته هادئ لكنه حاد، كأنه يوثق التاريخ بكل كلمة.

هواري، المهندس المبدع، يظهر وهو يحمل جهازاً بدائياً مصنوعاً من أسلاك وقطع معدنية. "هذا جهاز تشويش بنيته من بقايا مدرسة الأمل. سيوقف طائراتهم بدون طيار!" يضحك بثقة، "روتشيلد يملكون المال، لكننا نملك الإبداع!" يشير إلى نفق مخفي تحت الأنقاض، "النفق جاهز. الليلة، سنضرب إحدى قواعدهم العسكرية!" ينظر إلى قاسم، "دعونا نرسل رسالة إلى آيباك: غزة لا تركع!"

معمر، الشاعر، يقف على كومة من الأنقاض، يرفع ورقة ممزقة ويقرأ قصيدة: "في غزة، القنابل تحرق أجسادنا، لكن إرادتنا تحرق قلوبهم. من الأنقاض نصنع ثورة، ومن الدم نكتب النصر!" صوته يتردد في الساحة، يملأ الجو بالأمل رغم الدمار. الأطفال القريبون يتوقفون عن اللعب ويستمعون، كأن كلماته تعطيهم قوة خارقة.

المشهد يتحول إلى غرفة عمليات فاخرة في تل أبيب، حيث يقف أرييل، القائد العسكري الصهيوني، أمام شاشات تعرض خرائط غزة. زيه العسكري البراق مزين بشارات، لكنه يبدو متوتراً وهو يتحدث عبر جهاز اتصال: "إليزابيث، المقاومة تضربنا كل ليلة! مخازننا تحترق، وأبراجنا تنهار!" يضرب الطاولة، "كيف يواصلون رغم الحصار؟"

إليزابيث موسكوفيتش تظهر على شاشة كبيرة، بدلتها الذهبية تلمع لكن وجهها محتقن بالغضب. "أرييل، أنت فاشل! روتشيلد أنفقوا مليارات، لكنكم لا تستطيعون كسر حفنة من الفلسطينيين!" تضرب مكتبها، "أرسلوا المزيد من القنابل! استخدموا الفسفور الأبيض! دعوهم يحترقون!" صوتها يحمل برودة قاتلة، كأنها إلهة الربح التي لا تعرف الرحمة.

يوسي، ضابط الدعاية، يدخل الغرفة، يحمل جهازاً لوحياً. "لقد نشرنا فيديو جديد: الفلسطينيون يهددون الحضارة! لكن المظاهرات في أوروبا وأمريكا تكبر!" يبدو مذعوراً، "خالد، ذلك الشاب في المظاهرات، يحرض العالم ضدنا!"

سلمون، الصحفي الدعائي، يكتب بسرعة: "سأنشر مقالاً يتهم المقاومة باستخدام الأطفال كدروع بشرية! سأضيف إحصائيات مزيفة عن هجمات حماس!" يضحك، لكنه يبدو متوتراً، "لكن العالم لم يعد يصدقنا!"

إريك سوروس يدخل، يحمل حقيبة شيكات. "روتشيلد يرسلون المزيد من المال، لكن حتى البيت الأبيض بدأ يتردد!" ينظر إلى إليزابيث، "إذا استمر العالم في التمرد، سنخسر كل شيء!"

إليزابيث تصرخ: "خسرنا؟ مستحيل! دعوا غزة تحترق! سنحولها إلى مقبرة، وسيصفق العالم!"

المشهد يعود إلى غزة، حيث يقود قاسم وهواري فريقاً عبر نفق ضيق. الجدران مبللة، والإضاءة خافتة. هواري يحمل قاذفة صواريخ بدائية، يهمس: "القاعدة العسكرية على بعد أمتار. إذا أصبناها، سنوقف قصفهم!" يشغل جهاز التشويش، فيسمع صوت طائرة بدون طيار تتحطم.

قاسم يبتسم: "جيد، يا هواري! الآن، لنضرب!" يشير إلى المقاومين، الذين يتقدمون بحذر. يشعلون قنابل مولوتوف ويرمونها نحو القاعدة، فيتبعها صاروخ من قاذفة هواري. انفجار هائل يهز المكان، وألسنة اللهب ترتفع من القاعدة. المقاومون يهتفون: "عاش النضال!"

في غرفة العمليات، أرييل يصرخ: "القاعدة تحترق! كيف سمحنا بهذا؟" يضرب الطاولة، "إليزابيث ستقطع رأسي!"

إليزابيث تظهر على الشاشة: "أرييل، أنت عار على إله الربح! روتشيلد لن يغفروا هذا الفشل!" تصرخ، "أرسلوا الجيش بأكمله! اغرقوا غزة بالنار!"

في الساحة، يحيى يرفع لوحة جديدة تصور القاعدة المحترقة: "هذه نصر الأنقاض . ستراها كل مدينة في العالم!"

أحمد يعالج مقاوماً: "كل جرح هو وسام. سنقاتل حتى النصر!"

حافظ يكتب: "في أيلول 2025، دمر المقاومون قاعدة عسكرية إسرائيلية. هذا دليل على أن الحقيقة تنتصر!"

معمر يقرأ قصيدة: "في غزة، النار تحرق أسلحتهم، لكن إرادتنا تحرق قلوبهم. سنقاوم حتى ينهار عرش الظلم!"

الستار يسدل ببطء، بينما يتردد صوت المقاومين: "فلسطين حرة!" الجمهور يقف ويصفق بحماس، ممزوجاً بالدموع والأمل، بينما تبقى الأضواء خافتة، تنتظر الفصول القادمة.

…………

قائمة الشخصيات في المسرحية: تحت الأنقاض يولد الأمل

قبل حضور المسرحية، نقدم هذه القائمة للتعريف بالشخصيات الرئيسية والثانوية، لتوفير سياق يعزز فهم الجمهور للصراع الدرامي والرمزي الذي تنسجه المسرحية. الشخصيات مقسمة إلى مجموعتين رئيسيتين: أبطال المقاومة في غزة، وممثلو السلطة والدعاية الصهيونية، مع شخصيات ثانوية تضيف عمقاً إلى السرد. كل شخصية تمثل جانباً من الصراع، سواء كانت رمزاً للصمود، الظلم، أو النفاق العالمي.

أبطال المقاومة في غزة:

1. قاسم: قائد المقاومة، شاب في أواخر العشرينيات، يتميز بقوة هادئة ونظرات نارية تعكس خليطاً من الغضب والأمل. يرتدي قميصاً ممزقاً ملطخاً بالغبار، لكنه يحمل هيبة قائد يقود بالمثال لا بالسلطة. قاسم هو رمز الصمود الفلسطيني، يجسد الإرادة التي تحول الأنقاض إلى ساحة نضال. دوره المحوري يتمثل في قيادة الهجمات ضد المواقع العسكرية الإسرائيلية، وتحفيز رفاقه على مواصلة الكفاح رغم الحصار.

2. يحيى: الفنان الثوري، في منتصف العشرينيات، يحمل فرشاة وألواناً بدائية مصنوعة من الرماد والطين. يرتدي ملابس بسيطة، ووجهه يحمل مزيجاً من السخرية والحزن. يحيى يحول الألم إلى فن، يرسم لوحات على الجدران المدمرة تصور براءة الأطفال وصمود المقاومة. لوحاته، مثل "براءة تحت النار" و"نار الصمود"، تصبح أسلحة بصرية تنشر رسالة المقاومة عالمياً.

3. أحمد: الطبيب الإنساني، في أوائل الثلاثينيات، يحمل حقيبة طبية ممزقة ويعمل في ظروف شبه مستحيلة. وجهه متعب لكنه مليء بالإصرار، يعالج الجرحى في مستشفيات ميدانية تحت الأنقاض. أحمد يجسد الإنسانية في أنقى صورها، يحول كل جرح إلى وسام شرف، ويحمل صور ضحايا الحصار كدليل على جرائم العدو. دوره يبرز الجانب الإنساني للصراع، حيث الحياة تستمر رغم الموت.

4. حافظ: المفكر الشيوعي، في الأربعينيات، يرتدي نظارة سميكة ويحمل كتاباً ممزقاً وقلماً مكسوراً. يوثق جرائم العدو وانتصارات المقاومة على أوراق مهترئة، كأنه يكتب التاريخ لحظة بلحظة. حافظ هو العقل التحليلي للمجموعة، يربط الصراع الفلسطيني بالنضالات العالمية، مشبهاً إسرائيل بالنازية الجديدة. دوره يضيف عمقاً فكرياً للمسرحية، حيث يحول النضال إلى قضية عالمية.

5. هواري: المهندس المبدع، في منتصف العشرينيات، يحمل أجهزة بدائية مصنوعة من بقايا الأنقاض. يرتدي ملابس عملية ملطخة بالزيت، ويبتسم بثقة رغم الخطر. هواري هو العبقري الذي يحول الأنقاض إلى أسلحة، يصنع قاذفات صواريخ وأجهزة تشويش من بقايا المدارس والمستشفيات المدمرة. دوره يبرز الإبداع الفلسطيني في مواجهة التفوق التكنولوجي للعدو.

6. معمر: الشاعر الثوري، في أوائل الثلاثينيات، يرتدي قميصاً بسيطاً ويحمل أوراقاً ممزقة مليئة بالقصائد. صوته قوي وشاعري، يحول الألم إلى كلمات تصبح تعويذات للمقاومة. قصائده، مثل "من الدم نكتب النصر"، تلهم المقاومين والأطفال على حد سواء، وتصبح صوت الضمير الإنساني في المسرحية. معمر يجسد قوة الكلمة كسلاح في وجه الدعاية.

7. يوسف: طفل في الثامنة من عمره، يرتدي قميصاً ممزقاً ويحمل كرة مطاطية مهترئة. براءته وشجاعته تجعلانه رمزاً للأمل الفلسطيني. يوسف يظهر في مشاهد اللعب وسط الأنقاض، ونجاته من قناص إسرائيلي تكشف عن وحشية العدو. دوره يبرز البراءة التي تتحدى الإبادة.

8. ليلى: طفلة في السادسة من عمرها، تحمل جرحاً من شظية قنبلة. وجهها الملائكي يتناقض مع الألم الذي تعيشه، لكنها تمسك بيد أحمد بقوة، كأنها تتشبث بالحياة. ليلى تمثل الضحايا الصامتين الذين يحملون أحلاماً لا تموت.

ممثلو السلطة والدعاية الصهيونية:

9. أرييل: القائد العسكري الصهيوني، في الأربعينيات، يرتدي زياً عسكرياً براقاً مزيناً بشارات. وجهه بارد كالصلب، وعيناه خاليتان من الرحمة. يقود العمليات العسكرية ضد غزة، يأمر باستخدام الفسفور الأبيض والقنابل الذكية. أرييل يجسد السلطة المسلحة بالتكنولوجيا، التي تبرر جرائمها باسم الأمن القومي.

10. إليزابيث موسكوفيتش: رئيسة شبكة النفوذ في آيباك، في الخمسينيات، ترتدي بدلة ذهبية تلمع كرمز للثروة والسلطة. وجهها محتقن بالغضب لكنه يحمل ابتسامة متعجرفة. إليزابيث هي مهندسة النظام الذي يدعم إسرائيل بالمال والدعاية، تمثل إله الربح الذي يحرك السياسة العالمية. دورها يكشف عن الوجه المالي للظلم.

11. يوسي: ضابط الدعاية الصهيوني، في الثلاثينيات، يرتدي بدلة سوداء أنيقة ونظارة شمسية، كأنه نجم هوليوودي. يقود حملات إعلامية لتشويه صورة المقاومة، يصنع فيديوهات ومقالات تتهم الفلسطينيين بالإرهاب. يوسي يجسد قوة الكذبة عندما تُدعم بالإعلام المتطور.

12. سلمون: الصحفي الدعائي، في الأربعينيات، يرتدي نظارة ويعمل على جهاز لوحي بسرعة محمومة. يكتب مقالات مليئة بالإحصائيات المزيفة لتبرير جرائم إسرائيل. سلمون هو وجه النفاق الإعلامي، يحول الحقيقة إلى أكذوبة بقلم ذهبي.

13. إريك سوروس: المستشار المالي لروتشيلد، في الخمسينيات، يحمل حقيبة شيكات ويظهر دائماً بجانب إليزابيث. دوره يتمثل في تمويل العمليات العسكرية والدعائية، يجسد الارتباط بين المال والإبادة.

14. آرييه: المستوطن المتعصب، في الثلاثينيات، يحمل كتاباً تلمودياً مزيفاً ويلوح به لتبرير احتلال الأرض. يرتدي ملابس دينية تقليدية، لكنه يتحدث بلغة الكراهية. آرييه يمثل الوجه الديني المتطرف للصهيونية.

شخصيات ثانوية:

15. خالد: شاب فلسطيني في أوروبا، في العشرينيات، يقود مظاهرات تضامنية مع فلسطين. يرتدي قميصاً يحمل صورة طفل تحت الأنقاض، وصوته مليء بالعاطفة والغضب. خالد يجسد صوت الشتات الفلسطيني الذي يحمل قضية غزة إلى العالم.

16. ألكسندر: دبلوماسي أوروبي، في الخمسينيات، يرتدي بدلة رسمية ويحاول تهدئة المتظاهرين بكلمات دبلوماسية فارغة. يمثل تردد الغرب وخضوعه لنفوذ آيباك.

17. عزمي تميم: فلسطيني خائن، في الأربعينيات، يرتدي ملابس فاخرة اشتراها من رشاوى إسرائيل. يبرر تعاونه مع العدو بحماية شعبه، لكنه يعكس الخيانة التي تدمر من الداخل.

18. منتهى العمودي: فلسطينية خائنة، في الثلاثينيات، ترتدي ملابس فاخرة وتتحدث بغطرسة. تساعد إسرائيل في الحصار مقابل مكافآت مالية، تمثل الانتهازية التي تخدم الظلم.

هذه الشخصيات، بتعددها وتنوعها، تشكل نسيجاً درامياً غنياً يعكس الصراع الفلسطيني من زوايا متعددة: المقاومة، الإنسانية، الفن، الفكر، والخيانة. عند دخولكم إلى المسرح، تذكروا أن كل شخصية هي صوت في سيمفونية النضال، وكل مشهد هو لوحة في قصة شعب لا يركع.


………..

الفصل الأول: غيتو القرن الحادي والعشرين

الستار يرتفع ببطء، يكشف عن مشهد قاتم لغزة في عام 2025. الشوارع مغطاة بالأنقاض، بقايا المباني التي كانت يوماً منازل ومدارس ومستشفيات تتناثر كجثث حجرية. دخان كثيف يتصاعد من بعيد، ممزوجاً برائحة البارود واليأس. صوت قنبلة يهز الأرض، يتبعه صدى ضحكات ساخرة تأتي من مكان غير مرئي، كأنها صادرة من السماء ذاتها. في وسط المشهد، يقف قاسم، شاب ثلاثيني ذو ملامح حادة ونظرات متعبة لكنها متوهجة بالتحدي. زيه بسيط: قميص ممزق وسترة عسكرية مهترئة، يحمل بندقية قديمة كأنها امتداد لجسده. حوله رفاقه: يحيى، الفنان الثوري الذي يمسك بفرشاة ويرسم على جدار مدمر؛ أحمد، الطبيب الذي يحمل حقيبة طبية ممزقة؛ حافظ، المفكر الشيوعي ذو النظارات السميكة والذي يقرأ كتاباً حتى وسط الدمار؛ هواري، المهندس المبدع الذي يعبث بقطع معدنية لبناء شيء ما؛ ومعمر، الشاعر الثائر الذي يكتب أبياتاً على ورقة ممزقة.

قاسم يرفع رأسه إلى السماء، يضع يده على جبينه كأنه يحيي إلهاً وهمياً. صوته يحمل سخرية مريرة: "يا إله الربح، أيها المعبود في أروقة بنوك روتشيلد، هل أنت راضٍ الآن؟ أم تريد المزيد من دمائنا لتزين بها شيكاتك؟" يلتفت إلى رفاقه، يبتسم ابتسامة متعبة، "أظن أن الإله جشع، يريد كل قطرة دم في غزة قبل أن يوقّع على صك النصر!"

يحيى، الذي يرسم لوحة على جدار متصدع، يضيف لمسة من اللون الأحمر الدامي. "أنا أرسم لوحة جديدة، اسمها ديمقراطية القنابل . الألوان؟ دم الأطفال، رماد المستشفيات، وقليل من نفاق البيت الأبيض!" يضحك ضحكة قصيرة، لكن عينيه تفيضان بالحزن. يشير إلى اللوحة، وهي تصور طفلاً يحمل دمية محترقة تحت سماء مليئة بالطائرات بدون طيار.

أحمد، الطبيب، يفتح حقيبته الطبية الممزقة، يخرج ضمادة متسخة ويرميها على الأرض بغضب. "نفدت الأدوية منذ أشهر. يقولون إن الجوع علاج لكل الأمراض! ربما علينا أن نكتب وصفة طبية للعالم: تناولوا جرعة من النفاق يومياً، وستنسوا ضحايا غزة! " صوته يرتجف، لكنه يحاول الحفاظ على رباطة جأشه. ينظر إلى قاسم، "هل تعتقد أن العالم سيتذكرنا، أم أن آيباك اشترت ذاكرتهم أيضاً؟"

قاسم يضع يده على كتف أحمد. "العالم؟ العالم يشاهد مسرحية كبيرة، ونحن مجرد ممثلين فيها. لكن لا تقلق، سنكتب النهاية بأنفسنا." يشير إلى هواري، الذي يعبث بقطعة معدنية وسلك كهربائي. "ماذا تصنع الآن، يا عبقري الأنقاض؟"

هواري يبتسم بثقة، يرفع جهازاً بدائياً يبدو كقاذفة صواريخ مصغرة. "هذا سلاحنا الجديد. صنعتُه من بقايا مستشفى الشفاء. إذا كانوا يدمرون جامعاتنا، سأبني قنابل من أنقاضها!" يضحك، لكن عينيه تحملان شرارة التحدي. "دعونا نرسل تحية إلى روتشيلد وآيباك!"

معمر، الشاعر، يرفع ورقته الممزقة ويقرأ بصوت عالٍ:
"في غزة، الأرض تنزف والسماء تُمطر ناراً
لكن قلوبنا حديد، وأرواحنا لا تُهزم
نحن أبناء الأنقاض، نكتب التاريخ بدمائنا
وإله الربح سيبكي يوماً على عرشه الزائف!"

الجمهور يصفق بحماس، لكن الصمت يسود للحظة عندما يسمع صوت طائرة بدون طيار تقترب. الأبطال ينظرون إلى السماء بحذر، لكنهم لا يهربون. فجأة، يدخل المشهد أرييل، قائد عسكري صهيوني يرتدي زياً عسكرياً براقاً كأنه خارج من إعلان هوليوودي. يحمل جهاز تحكم بطائرة بدون طيار، وخلفه يوسي، ضابط دعاية يحمل كاميرا متطورة، وآرييه، مستوطن متعصب يلوح بكتاب تلمودي مزيف بغطاء جلدي مزخرف.

أرييل ينظر إلى قاسم ورفاقه بابتسامة متعجرفة. "هذا القصف ليس عشوائياً! نحن نستهدف الإرهابيين بدقة. كل طفل في غزة هو إرهابي محتمل!" يضغط زراً على جهاز التحكم، فيسمع صوت انفجار بعيد. يضحك بصوت عالٍ، "هذا كان مستودع مساعدات. آسف، كان يحتوي على إرهابيين يأكلون الخبز!"

يوسي يرفع الكاميرا ويصور المشهد بحماس. "رائع، أرييل! سأضع هذا في فيديو بعنوان الديمقراطية تنتصر . سيحبها البيت الأبيض! سأضيف موسيقى دراماتيكية وصوت أطفال يبكون في الخلفية لإضفاء لمسة إنسانية!" يضحك بسخرية ويوجه الكاميرا نحو الأنقاض.

آرييه يلوح بالكتاب التلمودي المزيف، صوته يرتجف بحماس متعصب. "هذه أرضنا الموعودة! التلمود يقول إننا شعب الله المختار، وأنتم مجرد حشرات! يجب محوكم من الوجود لنبني مدننا الفاخرة!" يفتح الكتاب ويقرأ بصوت مسرحي: "ويقول الرب، أعطيكم الأرض، وكل من عليها عبيداً لكم!"

قاسم يتقدم خطوة، عيناه تلمعان بالغضب لكن صوته هادئ بشكل مخيف. "شعب الله المختار؟ أنتم مختارون من بنوك روتشيلد لتدمير البشرية! كتابكم هذا؟ مجرد ورق كتبه مستشارو آيباك لتبرير جرائمكم!" يشير إلى الأنقاض، "هذه هي ديمقراطيتكم: 186 ألف قتيل، 60% من مباني غزة مدمرة. هل هذا ما يقوله إلهكم؟ أم إنه صوت الدولارات في جيوبكم؟"

الجمهور يهتف بحماس، لكن أرييل لا يتزحزح. يرفع جهاز التحكم مجدداً، "أنتم لا تفهمون! هذه حرب وجودية! إذا لم نقتلكم، ستهددون أمننا!" يضغط زراً آخر، ويسمع صوت انفجار قريب هذه المرة. الغبار يتصاعد، لكن قاسم ورفاقه يظلون واقفين.

يحيى يرمي فرشاته على الأرض ويصرخ: "حرب وجودية؟ أنتم من دمرتم وجودنا! لكنكم نسيتم شيئاً: شعبنا لا يموت، بل يولد من جديد من الأنقاض!" يشير إلى لوحته، التي أصبحت الآن مغطاة باللون الأحمر. "هذه ليست لوحة، بل وصيتنا. سنقاوم حتى آخر نفس!"

أحمد يتقدم، يحمل صورة لطفل قتل في القصف. "هذا محمد، كان يبلغ من العمر خمس سنوات. كان يحلم أن يصبح طبيباً مثلي. لكنه الآن تحت الأنقاض بفضل ديمقراطيتكم . أخبرني، أرييل، كيف كان محمد تهديداً لكم؟" يرمي الصورة أمام أرييل، الذي ينظر إليها ببرود ويبتسم.

أرييل: "كل فلسطيني تهديد. هكذا علمتنا مدارسنا. هكذا كتبوا في كتابنا المقدس!" يشير إلى آرييه، الذي يهز رأسه بحماس. "نحن ننفذ إرادة الإله، وإلهنا يحب النظام والقوة!"

حافظ، المفكر الشيوعي، يضحك بسخرية ويرفع كتابه. "إلهكم؟ إلهكم هو بنك روتشيلد! أنتم لستم سوى واجهة لاحتكارات مالية تريد استعباد العالم. لكن دعني أخبرك بشيء، أرييل: النازيون حاولوا استعباد العالم أيضاً، لكنهم سقطوا في برلين. وأنتم؟ سtsقطون هنا، في غزة!"

الجمهور يهتف "عاش النضال!" بينما يدخل جاكوب، قناص إسرائيلي يرتدي زياً مليئاً بالشارات العسكرية. يحمل بندقية قنص متطورة، ويصوّب نحو طفل يظهر فجأة في الشارع يحمل كرة قديمة. صوته بارد كالثلج: "هدف في مرمى البصر. طفل، عمر 8 سنوات. تهديد وطني!" يضحك ويستعد لإطلاق النار.

يحيى يركض فجأة، يقفز أمام الطفل ويحميه بجسده. "أيها الجبان! هل هذا ما تعلمته في مدارس هتلر؟ إطلاق النار على الأطفال؟" صوته يرتجف من الغضب، لكنه يحتضن الطفل ويهرب به إلى زقاق جانبي.

جاكوب يهز كتفيه بلامبالاة. "هذا ليس قتلاً، هذا دفاع عن النفس! التلمود يقول إن كل فلسطيني تهديد!" ينظر إلى أرييل طلباً للتأكيد، فيومئ الأخير برأسه.

قاسم يظهر من خلف جدار مدمر، يحمل حجراً ويرميه بقوة، فيصيب بندقية جاكوب ويجعلها تسقط. "التلمود؟ أنت تقرأ كتاباً كتبه روتشيلد لتبرير جرائمك! لكن دعني أخبرك، جاكوب: الحجارة التي نرميها أقوى من قنابلكم!" يشير إلى رفاقه، "نحن شعب لا يركع، مهما فعلتم!"

الجمهور يصفق بحماس، لكن المشهد يتحول إلى ظلام مفاجئ عندما يسمع صوت انفجار آخر. الأضواء تعود ببطء، لتكشف عن قاسم ورفاقه يساعدون عائلة خرجت من تحت الأنقاض. امرأة مسنة تبكي وهي تمسك بيد طفل مصاب. أحمد يركض إليها، يحاول تضميد جرح الطفل بما تبقى من أدواته.

أحمد: "هذا الطفل لن يموت. لن أدعهم يأخذوا حياة أخرى!" ينظر إلى قاسم، "لكن كيف نقاوم آلة الإبادة هذه؟ إنهم يملكون الأسلحة، المال، والعالم بأسره!"

قاسم يضع يده على كتف أحمد، عيناه تلمعان بالعزيمة. "لدينا شيء لا يملكونه: إرادة شعب. لقد دمروا منازلنا، لكنهم لا يستطيعون تدمير أملنا. لقد قتلوا الآلاف، لكنهم لا يستطيعون قتل روحنا!" يشير إلى السماء، حيث تظهر طائرة بدون طيار أخرى. "دعوهم يقصفون. كل قنبلة تجعلنا أقوى!"

معمر يقف فجأة، يرفع ورقته ويقرأ بصوت عالٍ:
"من الأنقاض نصنع أحلاماً
من الدم نزرع أشجاراً
سنقاوم حتى ينهار عرش الظلم
ويعود الحق إلى أهله!"

الجمهور يهتف بحماس، لكن المشهد يتحول إلى غرفة فاخرة في مكان بعيد. إليزابيث موسكوفيتش، الممولة المالية ذات البدلة الذهبية، تجلس على كرسي فاخر في مكتب مزين بشعارات آيباك. أمامها ألكسندر، الدبلوماسي الأوروبي المتملق، وسلمون، الصحفي الدعائي، وإريك سوروس، المستشار المالي الذي يحمل حقيبة مليئة بالدولارات.

إليزابيث تنظر إليهم بغضب. "لقد أنفقنا مليارات لدعم إسرائيل! لكن غزة لا تزال تقاوم! أين النتائج؟" صوتها حاد كالسكين، لكنه يحمل نبرة قلق.

ألكسندر يرفع كأساً من النبيذ ويبتسم. "لا تقلقي، يا سيدتي! أوروبا معكم. جورجيا ميلوني أرسلت تحياتها، ودي ويفر من بلجيكا يطالب بجائزة أفضل مشجع للإبادة !" يضحك ويرفع كأسه، "حتى جورج بوش الابن عاد من التقاعد ليصفق لنا!"

سلمون يكتب على جهاز لوحي بحماس. "سأنشر مقالاً بعنوان غزة: خطر على الديمقراطية . سأضيف بعض الصور لأطفال جوعى، لكن سأقول إنهم يهددون إسرائيل!" ينظر إلى إليزابيث طلباً للموافقة، فتومئ برأسها.

إريك سوروس يفتح حقيبته ويخرج شيكاً ضخماً. "المال يتكلم، والقنابل تنفجر! روتشيلد يرسلون المزيد من الشيكات. فقط، احرصوا على ألا يرى العالم الحقيقة!" ينظر إلى الجميع، "إذا رأى العالم ما يحدث في غزة، قد نفقد دعم البيت الأبيض!"

فجأة، يدخل قاسم المشهد، متخفياً كعامل نظافة يحمل دلواً وممسحة. ينظر إليهم بسخرية ويقول: "أوه، آسف، هل أزعجت نادي عشاق النازية الجديدة؟" قبل أن يرد أحد، يرمي ماء الدلو على إليزابيث، التي تصرخ بغضب. "هذا من أطفال غزة!" يضحك ويهرب بسرعة بينما يطارده حراسها.

الجمهور يضحك بصوت عالٍ، لكن المشهد يعود إلى غزة. عزمي تميم ومنتهى العمودي، الخونة المحليون، يقفان عند معبر رفح المدمر. يحملان أسلحة ويمنعان دخول شاحنة مساعدات. عزمي يلوح بمسدسه ويصرخ: "لا طعام يدخل! أوامر من أرييل. الجوع سيجعلكم تركعون!"

منتهى تضحك وهي تلعب بمسبحة ذهبية. "أنا أحب هذه الوظيفة! أشعر وكأنني في صالة قمار لاس فيغاس، لكن بدلاً من الفيشات، ألعب بحياة الناس!" تنظر إلى عزمي، "كم تقاضيت من روتشيلد هذا الأسبوع؟"

عزمي يبتسم بمكر. "كفاية لأشتري فيلا في تل أبيب! لكن لا تقلقي، سأترك لكِ بعض الفتات!" يضحكان معاً، لكن هواري يظهر من خلف شاحنة مهجورة، يهمس لقاسم: "لقد بنيت نفقاً تحت المعبر. الليلة، سنهرّب الطعام والأدوية!"

قاسم يبتسم وينظر إلى عزمي ومنتهى. "أنتم مجرد كلاب حراسة لروتشيلد. لكن الكلاب لا تستطيع إيقاف شعبٍ موحد!" يشير إلى رفاقه، الذين يبدأون بتوزيع الطعام على الأطفال في الزقاق.

الجمهور يهتف "عاش النضال!" بينما يتحول المشهد إلى شارع آخر في غزة. طفل صغير يلعب بكرة مهترئة، يضحك رغم الدمار المحيط به. جاكوب، القناص، يظهر على سطح مبنى مدمر، يصوّب بندقيته نحو الطفل. عبر جهاز الاتصال، يقول ببرود: "هدف في مرمى البصر. طفل، عمر 8 سنوات. تهديد وطني!" يضحك ويستعد لإطلاق النار.

يحيى يركض فجأة، يقفز أمام الطفل ويحميه بجسده. "أيها الجبان! هل هذا ما تعلمته في مدارس هتلر؟ إطلاق النار على الأطفال؟" يحتضن الطفل ويهرب به إلى زقاق جانبي. جاكوب يهز كتفيه ويرد عبر جهاز الاتصال: "هذا ليس قتلاً، هذا دفاع عن النفس!"

قاسم يظهر من خلف جدار، يرمي حجراً آخر يصيب بندقية جاكوب. "دفاع عن النفس؟ أنتم تحولتم غزة إلى غيتو، لكنكم نسيتم أن الغيتوات تولد ثورات!" ينظر إلى الجمهور، "هل ترون؟ هذه هي النازية الجديدة، لكنها ستسقط كما سقطت الأولى!"

الستار يسدل ببطء، بينما يرتفع صوت معمر وهو يقرأ:
"في غزة، الدم يروي الأرض
لكن من الدم تنبت الحرية
سنقاوم، حتى ينهار إله الربح
ويولد عالم جديد!"

الجمهور يصفق بحماس، ممزوج بالدموع والأمل، بينما تبقى الأضواء خافتة تنتظر الفصل التالي.


……….

الفصل الثاني: مجلس آيباك العظيم

الستار يرتفع عن غرفة فاخرة في قلب واشنطن، مزينة بأناقة مفرطة تعكس ثراءً فاحشاً. جدران الغرفة مغطاة بشعارات "آيباك" المذهبة، وفي المنتصف طاولة طويلة من خشب الماهوغاني تلمع تحت إضاءة ثريا كريستالية. على الطاولة خريطة ضخمة لغزة، مليئة بعلامات حمراء تشير إلى أهداف القصف، وبجانبها أكوام من الشيكات الموقعة بأسماء بنوك عالمية. إليزابيث موسكوفيتش، امرأة في الأربعينيات ترتدي بدلة ذهبية تلمع كأنها مصنوعة من ذهب خالص، تجلس على رأس الطاولة. وجهها بارد كالرخام، لكن عينيها تلمعان بنظرة مكر وطمع. إلى يمينها يجلس ألكسندر، دبلوماسي أوروبي أنيق ببدلة رمادية، يحمل كأس نبيذ ويبتسم بتملق. إلى يسارها سلمون، صحفي دعاية يرتدي نظارة سوداء أنيقة ويكتب على جهاز لوحي بسرعة محمومة. أمامها إريك سوروس، مستشار مالي يرتدي بدلة سوداء، يحمل حقيبة جلدية مليئة بالدولارات وشيكات بأرقام فلكية. في الخلفية، شاشة كبيرة تعرض مشاهد من غزة: أنقاض، أطفال جوعى، ودخان يتصاعد من المباني المدمرة، لكن الصوت مغلق، كأن المشاهد مجرد خلفية زخرفية. صوت موسيقى كلاسيكية هادئة يملأ الغرفة، يتناقض بشكل صارخ مع الدمار على الشاشة.

إليزابيث تضرب الطاولة بيدها، فتتوقف الموسيقى فجأة. صوتها حاد كالسكين: "لقد أنفقنا مليارات لدعم إسرائيل! مليارات من بنوك روتشيلد، من جيوب المستثمرين، من عرق الشعوب التي نهبنا مواردها! لكن غزة لا تزال تقاوم! أين النتائج؟" تنظر إلى الحاضرين بنظرة تحمل مزيجاً من الغضب والقلق. "كنت أتوقع أن تكون غزة الآن مقبرة صامتة، لكن هؤلاء الفلسطينيون لا يزالون يصنعون المقاومة من الأنقاض! من المسؤول عن هذا الفشل؟"

ألكسندر يرفع كأسه بابتسامة متملقة، محاولاً تهدئة الوضع. "لا تقلقي، يا سيدتي العزيزة! أوروبا معكم بكل قوتها. جورجيا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا، أرسلت تحياتها الحارة. قالت إنها مستعدة لتقديم المزيد من الدعم السياسي، بل إنها اقترحت إقامة تمثال لإله الربح في روما!" يضحك ضحكة مصطنعة، ثم يضيف بنبرة جدية، "ودي ويفر من بلجيكا يطالب بجائزة أفضل مشجع للإبادة هذا العام. حتى جورج بوش الابن عاد من تقاعده ليصفق لنا في مؤتمر الأمم المتحدة الأخير!" يرفع كأسه مجدداً، "لنشرب لصحة النازية الجديدة!"

إليزابيث ترفع حاجباً، غير مقتنعة. "جورجيا ميلوني؟ دي ويفر؟ هؤلاء مجرد دمى في مسرحنا. لكن الدمى لا تكفي! أحتاج إلى نتائج ملموسة! غزة يجب أن تركع، أو سنخسر ثقة روتشيلد!" تنظر إلى سلمون، "أنت، يا كاتب الدعاية العظيم! ماذا فعلت لتجميل جرائمنا؟ العالم بدأ يرى الحقيقة، وهذا خطأك!"

سلمون يتوقف عن الكتابة للحظة، يعدل نظارته ويبتسم بثقة. "يا سيدتي، أنا أعمل ليل نهار لتحويل الإبادة إلى قصة بطولية! سأنشر غداً مقالاً بعنوان غزة: خطر على الديمقراطية . سأضيف صوراً لأطفال جوعى، لكن سأقول إنهم يشكلون تهديداً وجودياً لإسرائيل!" يفتح جهازه اللوحي ويعرض صورة لطفل فلسطيني يحمل عصا. "انظري إلى هذا الطفل! سأكتب أنه إرهابي محتمل يخطط لهجوم بالعصا!" يضحك بصوت عالٍ، "العالم سيصدق أي شيء إذا استخدمنا كلمة إرهاب !"

إريك سوروس يفتح حقيبته الجلدية، يخرج شيكاً ضخماً مكتوباً باسم "آيباك" ويضعه على الطاولة. "المال يتكلم، والقنابل تنفجر! روتشيلد يرسلون المزيد من الشيكات، لكن هناك شرط: يجب ألا يرى العالم الحقيقة!" ينظر إلى سلمون، "إذا رأى العالم صور الأطفال المقطعة أوصلاً، قد نفقد دعم البيت الأبيض. وإذا فقدنا البيت الأبيض، فإله الربح سيعاقبنا جميعاً!" يضرب الطاولة بقوة، "أرييل في غزة يقول إن المقاومة تكبر يوماً بعد يوم. يجب أن نزيد القصف، نزيد الحصار، حتى يستسلموا!"

إليزابيث تبتسم ببرود، لكن عينيها تلمعان بخبث. "جيد. لكننا بحاجة إلى أكثر من قنابل. نحتاج إلى دعاية تجعل العالم يصفق لنا ونحن نحول غزة إلى أنقاض!" تنظر إلى سلمون، "أريد فيلماً دعائياً جديداً. شيء مثل إسرائيل: ضحية الأبد . اجعل العالم يبكي على معاناتنا بينما نحن ندمر كل شيء!"

سلمون يومئ بحماس ويكتب ملاحظاته. "فكرة رائعة! سأضيف لقطات لمستوطنين يبكون خوفاً من صواريخ حماس، بينما نُظهر غزة كأنها معقل إرهابي. سأستخدم موسيقى دراماتيكية وصوت أطفال يبكون لإضفاء لمسة إنسانية!" يضحك، "وإذا اتهمنا أحد بمعاداة السامية، سيسكت فوراً!"

ألكسندر يتدخل، "وأنا سأضمن أن أوروبا تبقى صامتة. لقد أقنعت ميلوني بإصدار بيان يدين الإرهاب الفلسطيني . ودي ويفر يعد بقطع المساعدات الإنسانية عن غزة إذا استمرت المقاومة!" يرفع كأسه مجدداً، "لنشرب لصحة الصمت الدولي!"

فجأة، يُسمع صوت طرق خفيف على الباب. الجميع يتوقف وينظر إلى الباب بحذر. تدخل منتهى العمودي، مرتدية فستاناً أنيقاً مزيناً بمجوهرات فاخرة، ومعها عزمي تميم، رجل في الخمسينيات يرتدي بدلة سوداء مهترئة قليلاً، يحمل حقيبة صغيرة تبدو ثقيلة. منتهى تبتسم بثقة وتتقدم نحو إليزابيث. "آسفة على التأخير، كنت أتأكد من أن شاحنات المساعدات لن تدخل غزة!" تضحك وتلقي نظرة على عزمي، "قل لهم كيف فعلناها!"

عزمي يضع الحقيبة على الطاولة، يفتحها ليكشف عن أكوام من الدولارات. "لقد أغلقنا معبر رفح تماماً. قصفنا المستودعات، ومنعنا حتى الماء! الفلسطينيون يتضورون جوعاً، وهذا بفضلي!" ينظر إلى إليزابيث طلباً للمديح، "لكن أحتاج إلى المزيد من المال. العمل في غزة ليس سهلاً، تعلمون!"

إليزابيث تنظر إلى الدولارات بابتسامة راضية. "جيد، عزمي. أنت كلب حراسة مخلص. لكن احذر، الكلاب التي تطالب كثيراً تُذبح بعد انتهاء مهمتها!" تضحك ضحكة باردة، بينما يتلاشى الابتسام من وجه عزمي. منتهى تضحك أيضاً، "وأنا؟ أريد نصيبي من الكعكة! أنا من أقنعت القبائل المحلية بالصمت مقابل بعض الفتات!"

إريك سوروس ينظر إليها باستخفاف. "الفتات؟ أنتِ محظوظة لأننا نسمح لكِ بالعمل معنا! لو لم يكن لدينا خونة مثلكما، لكانت غزة لا تزال تأكل!" يضحك ويغلق حقيبته. "لكن لا تقلقا، روتشيلد يكافئون المخلصين... حتى يجدوا من هو أرخص!"

فجأة، يُسمع صوت تحطم زجاج من النافذة. الجميع يلتفتون ليروا قاسم، الذي يتسلل إلى الغرفة متخفياً كعامل نظافة. يحمل دلواً وممسحة، وينظر إليهم بسخرية. "أوه، آسف، هل أزعجت نادي عشاق النازية الجديدة؟" قبل أن يرد أحد، يرمي ماء الدلو على إليزابيث، التي تصرخ بغضب وتقفز من مقعدها. "هذا من أطفال غزة!" يضحك قاسم ويهرب بسرعة بينما يطارده الحراس.

إليزابيث تمسح وجهها بغضب، تصرخ: "كيف دخل هذا الحقير إلى هنا؟ أين الأمن؟" تنظر إلى الحاضرين، "هذا دليل على فشلكم! إذا استطاع فلسطيني واحد التسلل إلى مجلسنا، فكيف سنكسر شعباً بأكمله؟"

ألكسندر يحاول تهدئتها. "إنه مجرد متمرد واحد! أرييل سيقتله في غزة. لدينا جيش، طائرات بدون طيار، وقنابل أمريكية الصنع!" يرفع كأسه مجدداً، لكن يده ترتجف قليلاً. "لنشرب للنصر القادم!"

سلمون يعود إلى جهازه اللوحي، يكتب بسرعة. "سأضيف هذا الحادث إلى المقال. سأقول إن إرهابياً فلسطينياً حاول اغتيال ممثلي الديمقراطية!" يضحك، "العالم سيصدق أي شيء إذا كتبناه بقلم ذهبي!"

إريك سوروس ينظر إلى الخريطة على الطاولة، يشير إلى علامة حمراء كبيرة في وسط غزة. "هذا مستشفى الشفاء. أرييل يقول إنه مركز قيادة لحماس. نقصفه غداً، وسينتهي الأمر!" ينظر إلى إليزابيث، "لكن يجب أن نزيد التمويل. القنابل باهظة الثمن، والعالم بدأ يسأل أسئلة محرجة!"

إليزابيث تضرب الطاولة مجدداً. "المال ليس مشكلة! روتشيلد سيرسلون المزيد. لكن أحتاج إلى خطة جديدة. الحصار وحده لا يكفي. القصف وحده لا يكفي. يجب أن نكسر إرادتهم!" تنظر إلى منتهى وعزمي، "أنتم في غزة. أخبروني، كيف نجعل الفلسطينيين يستسلمون؟"

منتهى تبتسم بخبث. "الجوع، يا سيدتي. الجوع سيكسرهم. لقد منعنا الطعام، الماء، والأدوية. الأطفال يموتون بالعشرات يومياً. قريباً سيرفعون الراية البيضاء!" تضحك، "وإذا لم يفعلوا، سأقنع المزيد من الخونة المحليين بالعمل معنا!"

عزمي يومئ برأسه. "لقد أغلقنا كل المنافذ. حتى النوافذ نقصفها إذا حاول أحد فتحها! لكن هناك مشكلة: المقاومة تبني أنفاقاً. يهرّبون الطعام والأسلحة تحت الأرض!" ينظر إلى إليزابيث، "نحتاج إلى المزيد من القنابل لتدمير الأنفاق!"

إليزابيث تبتسم ببرود. "إذن، سنغرق الأنفاق بالقنابل! وإذا لم ينفع ذلك، سنستخدم الفسفور الأبيض. فليحترقوا جميعاً!" تضحك ضحكة شيطانية، بينما ينظر الحاضرون إليها بخليط من الإعجاب والخوف.

المشهد يتحول إلى غزة، حيث يقف قاسم ورفاقه في زقاق مظلم. هواري يحمل خريطة مرسومة يدوياً، يشير إلى نقطة تحت الأرض. "هذا النفق جاهز. الليلة، سنهرّب الطعام والأدوية إلى مخيم الشاطئ!" ينظر إلى قاسم، "لكن يجب أن نحترس من عزمي ومنتهى. لقد زرعوا جواسيس في كل مكان!"

قاسم يومئ برأسه، عيناه تلمعان بالعزيمة. "دعهم يزرعون جواسيسهم. نحن شعب لا يخاف. كل جاسوس هو خائن، وكل خائن سيسقط!" يشير إلى يحيى، "ارسم لوحة جديدة، يا صديقي. ارسم عزمي ومنتهى ككلاب حراسة مربوطة بحبال روتشيلد!"

يحيى يضحك ويبدأ برسم لوحة على جدار قريب. اللوحة تصور عزمي ومنتهى ككلبين ينبحان أمام بوابة معبر رفح، بينما أرييل يمسك بالحبال ويضحك. "هذه لوحتي الجديدة: خونة العصر . الألوان؟ نفاق، طمع، وقليل من الذل!" يضحك ويضيف لمسة من اللون الأسود.

أحمد ينظر إلى اللوحة ويتنهد. "لكن هؤلاء الخونة يقتلون شعبنا. كل يوم أرى أطفالاً يموتون جوعاً. كيف نقاوم هذا الظلم؟" صوته يرتجف، لكنه يمسك بحقيبته الطبية بقوة.

حافظ يضع يده على كتف أحمد. "نقاوم بالصمود. نقاوم بالوحدة. النازيون حاولوا كسر إرادة الشعوب، لكنهم فشلوا. وهؤلاء؟ سيفشلون أيضاً!" يرفع كتابه، "التاريخ يعلمنا أن الظلم لا يدوم. الجيش الأحمر كسر النازيين في برلين، ونحن سنكسر النازية الجديدة هنا!"

معمر يقف ويقرأ قصيدة جديدة:
"في غزة، الجوع سلاحهم
لكن إرادتنا درعنا
سنزرع الأمل في الأنقاض
ونكتب النصر بدمائنا!"

الجمهور يهتف بحماس، لكن المشهد يعود إلى غرفة آيباك. إليزابيث تقف أمام الشاشة، تشاهد تقريراً عن مظاهرات في أوروبا تدين إسرائيل. وجهها يتجهم. "هذا غير مقبول! العالم يبدأ بالتساؤل! سلمون، أكتب مقالاً جديداً يتهم هؤلاء المتظاهرين بمعاداة السامية!"

سلمون يومئ ويكتب بسرعة. "سأقول إنهم يهددون الديمقراطية! سأضيف بعض الإحصائيات المزيفة عن الإرهاب الفلسطيني . العالم سيصدق!"

ألكسندر يتدخل، "وأنا سأضغط على الاتحاد الأوروبي لإصدار عقوبات على الدول التي تعترف بفلسطين. إسبانيا وأيرلندا بدأتا بالتمرد، لكن سنعاقبهما!"

إريك سوروس يبتسم بخبث. "والمال سيحل كل شيء. لقد أرسلنا شيكاً جديداً إلى البيت الأبيض. جو بايدن ودونالد ترامب يتنافسان على من سيكون أكثر ولاءً لنا!"

إليزابيث تضحك بصوت عالٍ. "جيد! لكن يجب أن نكون أكثر وحشية. أرييل يقول إن الأطفال في غزة لا يزالون يلعبون بالكرة! هذا غير مقبول! يجب أن يخافوا، أن يستسلموا!" تنظر إلى الخريطة، "قصفوا كل مدرسة، كل مستشفى، كل بيت! دعوهم يعيشون في الرعب!"

المشهد يتحول إلى غزة مرة أخرى. قاسم ورفاقه يوزعون الطعام على الأطفال في زقاق مظلم. طفلة صغيرة تمسك يد قاسم وتقول: "شكراً، يا عمو. لكن متى سينتهي القصف؟"

قاسم يركع أمامها، يبتسم بحزن. "قريباً، يا صغيرتي. سنقاوم حتى ينهار عرش الظلم. وعد مني!" ينظر إلى رفاقه، "الليلة، سنضرب مخزنهم العسكري. هواري، هل القاذفة جاهزة؟"

هواري يرفع جهازاً بدائياً مصنوعاً من الأنقاض. "جاهزة! سنرسل تحية إلى روتشيلد!" يضحك ويبدأ بتجهيز السلاح.

الستار يسدل ببطء، بينما يرتفع صوت معمر وهو يقرأ:
"في غزة، النار تحرق أجسادنا
لكن الأمل يحرق قلوبهم
سنقاوم، حتى ينهار إله الربح
ويولد عالم جديد!"

الجمهور يصفق بحماس، ممزوج بالدموع والأمل، بينما تبقى الأضواء خافتة تنتظر الفصل التالي.


………

الفصل الثالث: الحصار العظيم

الستار يرتفع عن معبر رفح المدمر، حيث تتصاعد أعمدة الدخان من أكوام الأنقاض المتناثرة. الشمس تحرق الأرض المتشققة، والرياح تحمل رائحة البارود الممزوجة باليأس. بوابة المعبر، التي كانت يوماً رمزاً للأمل في دخول المساعدات، أصبحت الآن هيكلاً معدنياً مشوهاً، محاطاً بأسلاك شائكة وجدران خرسانية متصدعة. في المقدمة، يقف عزمي تميم، رجل في الخمسينيات ببدلة سوداء مهترئة، يحمل مسدساً قديماً ويلوح به بغطرسة. بجانبه منتهى العمودي، امرأة في الأربعينيات ترتدي فستاناً أنيقاً لا يتناسب مع المشهد المدمر، تحمل جهاز اتصال لاسلكي وتبتسم بمكر. خلفهما، شاحنة مساعدات إنسانية متوقفة، يحيط بها جنود يرتدون زياً عسكرياً إسرائيلياً، يفتشون الصناديق بقسوة ويرمون محتوياتها على الأرض: أكياس الطحين ممزقة، زجاجات الماء محطمة، وأدوية متناثرة في الغبار. في الخلفية، يظهر قاسم ورفاقه: يحيى، أحمد، حافظ، هواري، ومعمر، مختبئين خلف جدار مدمر، يراقبون المشهد بحذر. أعينهم تلمع بالغضب، لكنها تحمل أيضاً عزيمة لا تلين. صوت طائرة بدون طيار يملأ السماء، يتخلله صراخ أطفال بعيد وصوت انفجار خافت.

قاسم يهمس لرفاقه، وهو ينظر إلى عزمي ومنتهى: "انظروا إلى هذين الخائنين. يبيعون شعبهم مقابل حفنة من الدولارات!" يشير إلى الشاحنة المدمرة، "هذه المساعدات كانت ستطعم آلاف الأطفال، لكنهم يفضلون إرضاء أسيادهم في تل أبيب!" صوته يحمل مزيجاً من السخرية والغضب، لكنه يحتفظ بهدوئه، كأنه يخطط لشيء كبير. ينظر إلى هواري، "هل النفق جاهز؟"

هواري، المهندس المبدع، يبتسم ويرفع خريطة مرسومة يدوياً. "جاهز تماماً! حفرناه تحت الأنقاض مباشرة. الليلة، سنهرّب الطعام والأدوية إلى مخيم الشاطئ!" يخرج من جيبه جهازاً بدائياً مصنوعاً من أسلاك وقطع معدنية، "هذا جهاز تشويش على طائراتهم بدون طيار. سيعميهم لساعات!" يضحك بثقة، "روتشيلد قد يملكون المال، لكننا نملك العقول!"

يحيى، الفنان الثوري، يرسم على جدار قريب لوحة تصور عزمي ومنتهى ككلبين مربوطين بحبل يمسكه أرييل. "هذه لوحتي الجديدة: خيانة العصر . الألوان؟ نفاق، طمع، وقليل من الذل!" يضحك ويضيف لمسة من اللون الأسود، "سأعلقها في كل زقاق في غزة حتى يعرف الجميع وجوه الخونة!"

أحمد، الطبيب، ينظر إلى الشاحنة المدمرة بحزن. "كانت هناك أدوية للأطفال في تلك الصناديق. أدوية للملاريا، للجروح، للأمراض التي تنتشر بسبب الحصار!" يضرب الأرض بقدمه، "كيف يستطيع إنسان أن يمنع الدواء عن طفل؟" ينظر إلى قاسم، "علينا أن نفعل شيئاً، قاسم. الناس يموتون جوعاً ومرضاً!"

حافظ، المفكر الشيوعي، يرفع كتابه ويقول بنبرة هادئة لكنها قوية: "هذا هو العقاب الجماعي الذي أتقنته إسرائيل. لقد تفوقوا على النازيين بستة أضعاف! النازيون جوعوا غيتو وارسو، لكن إسرائيل جعلت غزة بأكملها غيتواً!" يشير إلى عزمي ومنتهى، "وهؤلاء؟ هم مجرد أدوات في يد آيباك وروتشيلد. لكن التاريخ يعلمنا أن الخونة دائماً يسقطون!"

معمر، الشاعر، يقف ويقرأ بصوت عالٍ: "في غزة، الجوع يعض أجسادنا، لكن إرادتنا أقوى من أسلحتهم. من الأنقاض نصنع أحلاماً، ومن الدم نزرع الحرية!" صوته يرتفع، فيملأ الزقاق بالأمل رغم الدمار.

على الجانب الآخر من المعبر، يقف عزمي تميم وهو يصرخ على سائق الشاحنة: "لا طعام يدخل! أوامر من أرييل! الجوع سيجعل هؤلاء الفلسطينيين يركعون!" يلوح بمسدسه بغطرسة، ثم ينظر إلى منتهى، "هل أخبرتِ القبائل المحلية أن الصمت هو الخيار الوحيد؟"

منتهى تضحك وتلعب بمسبحتها الذهبية. "بالطبع! أقنعتهم بأن المقاومة عبثية. أعطيتهم بعض الفتات من شيكات آيباك، وأصبحوا كالكلاب المطيعة!" تضحك بصوت عالٍ، "أحب هذه الوظيفة! أشعر وكأنني في صالة قمار في لاس فيغاس، لكن بدلاً من الفيشات، ألعب بحياة الناس!" تنظر إلى عزمي، "كم تقاضيت من روتشيلد هذا الأسبوع؟"

عزمي يبتسم بمكر ويفتح حقيبة صغيرة مليئة بالدولارات. "كفاية لأشتري فيلا في تل أبيب! لكن لا تقلقي، سأترك لكِ بعض الفتات!" يضحكان معاً، غافلين عن قاسم ورفاقه الذين يراقبونهم من بعيد.

قاسم يهمس لهواري: "هؤلاء الخونة هم أضعف حلقاتهم. إذا كشفناهم أمام الشعب، سينهار نظامهم!" يشير إلى يحيى، "ارسم المزيد من اللوحات. دع كل طفل في غزة يعرف وجه عزمي ومنتهى!"

يحيى يومئ ويبدأ برسم لوحة أخرى، هذه المرة تصور عزمي ومنتهى وهما يرقصان فوق جثث الأطفال، بينما أرييل يصفق لهما من بعيد. "سأجعل هذه اللوحة رمزاً لخيانتهم! ستراها كل غزة!"

فجأة، يظهر أرييل، القائد العسكري الصهيوني، مرتدياً زياً عسكرياً براقاً، يحمل جهاز تحكم بطائرة بدون طيار. بجانبه يوسي، ضابط الدعاية، يحمل كاميرا متطورة ويصور المشهد. أرييل ينظر إلى عزمي ومنتهى بابتسامة متعجرفة. "عمل جيد، يا كلاب الحراسة! لقد أغلقتما المعبر بإحكام. الآن، دعونا نزيد الضغط!" يضغط زراً على جهاز التحكم، فيسمع صوت انفجار قريب. يضحك، "هذا كان مستودع طعام آخر. آسف، كان يحتوي على إرهابيين يأكلون الأرز!"

يوسي يرفع الكاميرا ويصور الأنقاض بحماس. "رائع، أرييل! سأضع هذا في فيديو جديد بعنوان إسرائيل تحمي العالم . سيحبه البيت الأبيض!" ينظر إلى منتهى، "وأنتِ، يا سيدة القمار، استمري في إقناع القبائل بالصمت. آيباك ستكافئكِ!"

منتهى تبتسم بخبث. "لا تقلق، أنا أعرف كيف ألعب هذه اللعبة! الشعب جائع، والجوع يجعل الناس ينسون كرامتهم!" تضحك وتلقي نظرة على عزمي، "أليس كذلك، يا شريكي؟"

عزمي يومئ برأسه. "بالطبع! الجوع هو أفضل سلاح. قريباً سيأتون إلينا متوسلين!" ينظر إلى أرييل، "لكن هناك مشكلة. المقاومة لا تزال تتحرك. سمعنا عن أنفاق جديدة!"

أرييل يضحك بصوت عالٍ. "أنفاق؟ سنغرقها بالقنابل! إليزابيث أرسلت شيكاً جديداً من روتشيلد. سنشتري المزيد من القنابل الأمريكية الصنع!" ينظر إلى يوسي، "وأنت، تأكد من أن العالم يرى هذا كدفاع عن النفس!"

يوسي يومئ ويبدأ بتحرير الفيديو على جهازه. "سأضيف بعض اللقطات لأطفال فلسطينيين يحملون عصياً. سأقول إنهم يخططون لهجوم إرهابي!" يضحك، "العالم سيصدق أي شيء إذا استخدمنا كلمة إرهاب !"

في هذه الأثناء، يتسلل قاسم ورفاقه إلى النفق تحت المعبر. الإضاءة خافتة، والجدران مبللة بالرطوبة. هواري يقود الطريق، يحمل مصباحاً يدوياً صغيراً. "النفق آمن. لقد بنيته من أنقاض مستشفى الشفاء. كل حجر فيه يروي قصة شهيد!" ينظر إلى قاسم، "سننقل الطعام والأدوية قبل الفجر!"

قاسم يبتسم ويضع يده على كتف هواري. "أنت عبقري، يا هواري. إسرائيل تدمر المستشفيات، لكننا نصنع الأمل من أنقاضها!" ينظر إلى أحمد، "كم طفلاً يمكننا إنقاذهم بهذه الأدوية؟"

أحمد يفحص صندوقاً صغيراً مليئاً بالأدوية. "مئات، ربما آلاف. لكن يجب أن نكون سريعين. الحصار يقتل أسرع من القنابل!" صوته يحمل قلقاً، لكنه مليء بالأمل.

حافظ يرفع كتابه ويقول: "هذا الحصار هو إبادة جماعية. إسرائيل تتفوق على النازيين بستة أضعاف! لقد قتلوا 186 ألفاً، و90% من منازل غزة مدمرة. لكن كل هذا الدمار لن يكسرنا!" ينظر إلى رفاقه، "النازيون سقطوا في برلين، وهؤلاء سيسقطون هنا!"

معمر يقرأ قصيدة جديدة: "في غزة، الحصار يخنق أنفاسنا، لكن قلوبنا تنبض بالحرية. من الجوع نصنع ثورة، ومن الألم نكتب النصر!" صوته يتردد في النفق، يملأه بالقوة.

الجمهور يهتف بحماس، لكن المشهد يعود إلى المعبر. عزمي ومنتهى يقفان أمام الشاحنة المدمرة، يضحكان بينما يرمي الجنود المزيد من الطعام على الأرض. فجأة، يسمعون صوت انفجار صغير من بعيد. عزمي ينظر بحذر، "ما هذا؟ هل هي المقاومة؟"

منتهى تضحك باستهتار. "لا تقلق، إنهم مجرد فئران تحفر تحت الأرض! سنغرقهم بالقنابل!" تلتقط جهاز الاتصال وتصرخ: "أرييل، أرسل المزيد من الطائرات! هناك شيء يتحرك تحت الأرض!"

أرييل يظهر على شاشة كبيرة مثبتة على جدار المعبر. يضحك ويقول: "لا تقلقي، يا منتهى. لقد أرسلنا طائرة بدون طيار لتدمير النفق. إليزابيث أعطت الضوء الأخضر لاستخدام الفسفور الأبيض!" يضحك بصوت عالٍ، "دعوهم يحترقون!"

في النفق، يسمع قاسم ورفاقه صوت الطائرة بدون طيار تقترب. هواري يشغل جهاز التشويش بسرعة. "الآن! هذا سيوقفهم!" الضوء في النفق يومض، ويسمع صوت طنين الطائرة وهي تفقد السيطرة وتتحطم في مكان بعيد.

قاسم يبتسم. "جيد، يا هواري! لقد أعموناهم!" ينظر إلى رفاقه، "الآن، لننقل هذه المساعدات. كل كيس طعام هو رصاصة في قلب النازية الجديدة!"

الجمهور يصفق بحماس، بينما يبدأ الأبطال بنقل الصناديق عبر النفق. الستار يسدل ببطء، وصوت معمر يتردد: "في غزة، الحصار يقتل، لكن المقاومة تنتصر. سنزرع الأمل في الأنقاض، ونكتب النصر بدمائنا!"

الجمهور يقف ويصفق، ممزوجاً بالدموع والأمل، بينما تبقى الأضواء خافتة تنتظر الفصل التالي.


…………


الفصل الرابع: قناصة الأطفال

الستار يرتفع عن شارع مدمر في قلب غزة، عام 2025. الأرض مغطاة بالغبار والأنقاض، وبقايا جدران المباني المتهاوية تقف كشواهد قبور صامتة. السماء رمادية، مشبعة بدخان القنابل، وصوت طائرة بدون طيار يتردد كأزيز نحلة عملاقة. في وسط الشارع، طفل صغير يبلغ من العمر ثماني سنوات، يرتدي قميصاً ممزقاً ويحمل كرة مطاطية مهترئة، يركلها بحذر بين الأنقاض. عيناه تلمعان بالبراءة، لكنه ينظر حوله بحذر كأنه يعلم أن الموت قد يكمن في أي زاوية. على سطح مبنى مدمر قريب، يظهر جاكوب، قناص إسرائيلي في الثلاثينيات، يرتدي زياً عسكرياً مزيناً بشارات براقة. بندقيته متطورة، مزودة بمنظار ليزري، وجهاز اتصال لاسلكي مثبت على أذنه. وجهه بارد كالصلب، وعيناه خاليتان من أي تعبير إنساني. في الخلفية، يختبئ قاسم ورفاقه: يحيى، أحمد، حافظ، هواري، ومعمر، خلف جدار متصدع، يراقبون المشهد بقلوب مشدودة. صوت انفجار بعيد يهز الأرض، يتبعه صراخ امرأة وأنين طفل. الجو مشحون بالتوتر، لكنه يحمل أيضاً شرارة المقاومة.

قاسم يهمس لرفاقه، عيناه مثبتتان على الطفل: "انظروا إلى هذا الطفل. اسمه يوسف. كل يوم يلعب هنا، رغم القنابل. هذه هي روح غزة!" صوته يحمل خليطاً من الفخر والغضب. ينظر إلى جاكوب على السطح، "لكن هذا القناص يعتقد أن يوسف تهديد. هكذا علّمتهم مدارسهم، مدارسهم التي بناها أتباع هتلر!" يشد قبضته، "لن نسمح له بأخذ حياة أخرى!"

يحيى، الفنان الثوري، يمسك بفرشاته ويبدأ برسم لوحة على جدار قريب، تصور طفلاً يحمل كرة تحت سماء مليئة بالطائرات بدون طيار. "هذه لوحتي الجديدة: براءة تحت النار . الألوان؟ دم الأطفال ونفاق العالم!" يضحك بسخرية، لكنه يمسح دمعة من عينه. "سأعلق هذه اللوحة في كل زقاق حتى يرى العالم جرائمهم!"

أحمد، الطبيب، ينظر إلى يوسف بحزن عميق. "لقد عالجت يوسف الأسبوع الماضي. جرح في ساقه من شظية قنبلة. قال لي إنه يريد أن يصبح لاعب كرة قدم!" يضرب الأرض بقدمه، "كيف يجرؤون على استهداف الأطفال؟ هذا ليس دفاعاً عن النفس، بل إبادة!" ينظر إلى قاسم، "علينا إنقاذه الآن!"

حافظ، المفكر الشيوعي، يرفع كتابه ويقول بنبرة هادئة لكنها حادة: "إسرائيل تتفوق على النازيين بستة أضعاف. النازيون استخدموا غرف الغاز، لكن إسرائيل تستخدم القناصين والقنابل الذكية لقتل الأطفال بدقة!" يشير إلى جاكوب، "هذا القناص تدرب في معسكرات بنتها أحلام هتلر. لكنهم نسوا أن شعباً مقاوماً لا يمكن كسره!"

معمر، الشاعر، يقف ويقرأ بصوت عالٍ: "في غزة، الأطفال يلعبون تحت النار، وقلوبنا تنزف لبراءتهم. لكن من دمائهم تنبت ثورة، ومن أحلامهم نكتب النصر!" صوته يتردد في الشارع، يملأه بالأمل رغم الرعب.

على السطح، جاكوب يصوّب بندقيته نحو يوسف، يتحدث عبر جهاز الاتصال بنبرة باردة: "هدف في مرمى البصر. طفل، عمر 8 سنوات. تهديد وطني!" يضحك ضحكة خافتة، كأنه يستمتع بلحظة الصيد. يضبط المنظار، ونقطة الليزر الحمراء تظهر على صدر يوسف. الطفل، غافلاً عن الخطر، يركل الكرة ويضحك وهو يحاول إبقاءها في الهواء.

يحيى يصرخ فجأة: "أيها الجبان! هل هذا ما تعلمته في مدارس هتلر؟ إطلاق النار على الأطفال؟" يركض بسرعة، يقفز أمام يوسف ويحميه بجسده. الكرة تسقط على الأرض، ويوسف ينظر إلى يحيى بدهشة. يحيى يحتضنه ويهرب به إلى زقاق جانبي، لكن جاكوب يعدل بندقيته ويستعد لإطلاق النار مجدداً.

قاسم يتحرك بسرعة، يلتقط حجراً من الأنقاض ويرميه بقوة نحو جاكوب. الحجر يصيب بندقية القناص، فيجعلها تنحرف عن الهدف. قاسم يصرخ: "التلمود؟ أنت تقرأ كتاباً كتبه روتشيلد لتبرير جرائمك! يوسف ليس تهديداً، بل أنتم تهديد للإنسانية!" يلتقط حجراً آخر، لكن جاكوب يتراجع إلى الخلف، يتحدث عبر جهاز الاتصال: "هدف ضاع. أطلب دعماً جوياً!"

فجأة، يظهر أرييل، القائد العسكري الصهيوني، في الشارع، يحمل جهاز تحكم بطائرة بدون طيار. بجانبه يوسي، ضابط الدعاية، يحمل كاميرا ويصور المشهد بحماس. أرييل ينظر إلى جاكوب بغضب: "كيف أضعت الهدف؟ إنه طفل! لا يمكن أن تكون بهذا الغباء!" يضغط زراً على جهاز التحكم، فيسمع صوت طائرة بدون طيار تقترب. "سأتولى الأمر بنفسي!"

يوسي يرفع الكاميرا ويصور يوسف وهو مختبئ خلف يحيى. "هذه لقطة رائعة! سأضيف تعليقاً: إرهابي صغير يختبئ وراء متمرد! العالم سيحب هذا!" يضحك ويوجه الكاميرا نحو أرييل، "ابتسم، يا سيدي! أنت بطل الديمقراطية!"

يحيى يحتضن يوسف بقوة، يهمس له: "لا تخف، يا يوسف. لن أدعهم يؤذونك!" ينظر إلى قاسم، "علينا إخراجه من هنا الآن!"

قاسم يومئ ويشير إلى هواري. "استخدم جهاز التشويش! أعمِ الطائرة!" هواري يشغل جهازاً بدائياً مصنوعاً من أسلاك وقطع معدنية. الطائرة بدون طيار تبدأ بالدوران بشكل عشوائي، ثم تتحطم في مبنى قريب. أرييل يصرخ بغضب: "من فعل هذا؟"

قاسم يتقدم، يحمل حجراً آخر ويصرخ: "نحن، شعب غزة! أنتم تحولتم هذه الأرض إلى غيتو، لكنكم نسيتم أن الغيتوات تولد ثورات!" يرمي الحجر نحو أرييل، لكنه يفوته. أرييل يضحك بغطرسة: "ثورات؟ أنتم مجرد حشرات! إله الربح سيحطمكم!"

حافظ يتقدم، يرفع كتابه ويقول: "إله الربح؟ أنتم عبيد بنوك روتشيلد! لقد قتلتم 186 ألفاً، دمرتم 60% من مباني غزة، لكنكم لا تستطيعون كسر إرادتنا!" ينظر إلى الجمهور، "هل ترون؟ هذه هي النازية الجديدة، لكنها ستسقط كما سقطت الأولى!"

معمر يقرأ قصيدة جديدة: "في غزة، الأطفال أهدافهم، لكن براءتهم سيفهم. سنقاوم حتى ينهار عرش الظلم، ويعود الحق إلى أهله!" صوته يملأ الشارع، يعطي الأمل ليوسف الذي يتشبث بيد يحيى.

فجأة، يظهر آرييه، المستوطن المتعصب، يحمل كتاباً تلمودياً مزيفاً. يلوح به ويصرخ: "هذه أرضنا الموعودة! أنتم لا تستحقون الحياة! التلمود يقول إنكم عبيد لنا!" يفتح الكتاب ويقرأ بصوت مسرحي: "ويقول الرب، اقتلوا كل من يقاوم، فأنتم شعبي المختار!"

قاسم يضحك بسخرية: "شعب المختار؟ أنتم مختارون من آيباك لخدمة الربح! كتابكم هذا مجرد ورق كتبه مستشارو روتشيلد!" يلتقط حجراً آخر ويرميه نحو آرييه، فيصيب الكتاب ويسقطه من يده. آرييه يصرخ: "كيف تجرؤ؟ هذا كتاب مقدس!"

يحيى يرد من الزقاق: "مقدس؟ إنه كتاب الإبادة! لكن لا تقلق، سنكتب كتاباً جديداً بدمائنا، اسمه صمود غزة !" يحمل يوسف ويهرب به إلى مكان آمن، بينما يتبعه قاسم ورفاقه.

أرييل يصرخ عبر جهاز الاتصال: "أطلب دعماً جوياً إضافياً! هؤلاء المتمردون يتحدوننا!" يضغط زراً آخر، وصوت طائرة بدون طيار جديدة يملأ السماء. لكن هواري يشغل جهاز التشويش مجدداً، فتتحطم الطائرة في مبنى آخر.

قاسم ينظر إلى رفاقه ويبتسم: "جيد، يا هواري! كل طائرة تسقط هي انتصار لنا!" يشير إلى يوسف، الذي يبتسم له من بعيد، "هذا الطفل هو سبب نضالنا. لن ندعهم يأخذوا براءته!"

الجمهور يهتف بحماس، لكن المشهد يتحول إلى غرفة آيباك في واشنطن. إليزابيث موسكوفيتش تجلس على رأس الطاولة، تشاهد تقريراً عن الحادث على شاشة كبيرة. وجهها يتجهم. "طفل أفلت من قناص؟ هذا غير مقبول!" تنظر إلى ألكسندر، "أخبر ميلوني ودي ويفر أننا بحاجة إلى المزيد من الدعم السياسي!"

ألكسندر يومئ: "سأتصل بهما فوراً. سأقول إن الفلسطينيين يستخدمون الأطفال كدروع بشرية!" يضحك، "العالم سيصدق أي شيء إذا قلناه بثقة!"

سلمون يكتب على جهازه اللوحي: "سأنشر مقالاً بعنوان الأطفال الإرهابيون في غزة . سأضيف صورة ليوسف وهو يحمل الكرة، وأقول إنه يخطط لهجوم!"

إريك سوروس يفتح حقيبته ويخرج شيكاً جديداً. "روتشيلد يرسلون المزيد من المال. لكن يجب أن نزيد القصف. الأطفال لا يجب أن يلعبوا!"

إليزابيث تضحك ببرود: "جيد. دعوهم يحترقون! سنحول غزة إلى مقبرة، وسيصفق العالم!"

الستار يسدل ببطء، بينما يتردد صوت معمر: "في غزة، الأطفال يلعبون تحت النار، لكن أحلامهم أقوى من قنابلهم. سنقاوم حتى النصر!"

الجمهور يقف ويصفق بحماس، ممزوجاً بالدموع والأمل، بينما تبقى الأضواء خافتة تنتظر الفصل التالي.


……………


الفصل الخامس: دعاية الدمار

الستار يرتفع عن استوديو إعلامي فخم في تل أبيب، عام 2025. الجدران مغطاة بشاشات عملاقة تعرض شعارات "إسرائيل: ضحية الأبد"، وصوراً لمستوطنات فاخرة تتخللها لقطات معدلة لغزة تبدو كمعقل إرهابي. في وسط الاستوديو، منصة مضاءة بأضواء ساطعة، يقف عليها يوسي، ضابط الدعاية، مرتدياً بدلة سوداء أنيقة ونظارة شمسية لامعة، كأنه نجم هوليوودي يقدم عرضاً ترفيهياً. يحمل ميكروفوناً ويبتسم بثقة مصطنعة أمام كاميرا متطورة. خلفه، سلمون، الصحفي الدعائي، يجلس على مكتب مزود بأجهزة كمبيوتر، يكتب نصوصاً بسرعة محمومة، وجهه يعكس تركيزاً ممزوجاً بالمكر. شاشة كبيرة تعرض لقطات من غزة: أنقاض، أطفال جوعى، ودخان يتصاعد، لكن الصور معدلة لتبدو كأنها مسرح حرب ضد "الإرهاب". في الخلفية، موسيقى دراماتيكية تعزف بصوت منخفض، تضيف طابعاً سينمائياً للمشهد. في غزة، على الجانب الآخر، يظهر قاسم ورفاقه: يحيى، أحمد، حافظ، هواري، ومعمر، مختبئين في زقاق مظلم، يخططون لاختراق البث الإعلامي. صوت قنبلة بعيدة يهز الأرض، يتبعه صراخ أم وأنين طفل. الجو مشحون بالتوتر، لكنه يحمل شرارة الأمل والتحدي.

يوسي يبدأ برنامجه التلفزيوني، ينظر إلى الكاميرا بابتسامة عريضة: "أيها العالم، مرحباً بكم في إسرائيل: ضحية الأبد ! اليوم، سنروي لكم قصة شعب يدافع عن الديمقراطية ضد الإرهاب!" يشير إلى الشاشة خلفه، التي تعرض صورة لطفل فلسطيني يحمل عصا. "هذه القنبلة التي دمرت مدرسة؟ كانت تستهدف إرهابياً يبلغ من العمر خمس سنوات!" يضحك بصوت عالٍ، كأنه يروي نكتة، بينما يظهر على الشاشة لقطات معدلة لأطفال يركضون في شوارع غزة، مع تعليق: "مسلحون محتملون". يوسي يواصل: "إسرائيل تقاتل من أجل البقاء! كل قنبلة هي خطوة نحو السلام!"

سلمون يرفع رأسه من جهازه اللوحي، يضيف بنبرة ساخرة: "ولا تنسَ أن تذكر معاداة السامية، يا يوسي! أي انتقاد لإسرائيل هو كراهية لليهود!" يكتب بسرعة، "سأضيف فقرة إلى المقال: العالم يتآمر ضد إسرائيل بينما ندافع عن الحضارة! العالم سيصدق أي شيء إذا كتبناه بقلم ذهبي!" يضحك ويعدل نظارته، ثم ينظر إلى الشاشة، "هذه الصورة لمستشفى الشفاء المدمر؟ سأقول إنه كان مركز قيادة لحماس!"

في غزة، يختبئ قاسم ورفاقه في زقاق مظلم، يحيطون بجهاز إلكتروني بدائي الصنع. هواري يعبث بالأسلاك، يهمس: "هذا الجهاز سيخترق بثهم التلفزيوني. سنظهر للعالم الحقيقة!" ينظر إلى قاسم، "جاهز؟"

قاسم يومئ، عيناه تلمعان بالعزيمة. "جاهز! يوسي يظن أنه يسيطر على عقول العالم، لكن الليلة سنكسر قناع النفاق!" يشير إلى معمر، "هل قصيدتك جاهزة؟ سنبثها للعالم!"

معمر يرفع ورقة ممزقة ويقرأ بصوت هادئ لكنه قوي: "في غزة، الدم يروي الأرض، لكن من الدم تنبت الحرية. أنتم تبنون أكاذيبكم بدولارات روتشيلد، لكننا نكتب الحقيقة بدمائنا!" يبتسم، "سأقرأ هذا على الهواء. دع العالم يسمع!"

يحيى، الفنان، يرسم لوحة على جدار الزقاق، تصور يوسي كدمية في يد إليزابيث موسكوفيتش، وهي بدورها مربوطة بحبال روتشيلد. "هذه لوحتي الجديدة: دعاية النازية الجديدة . الألوان؟ كذب، نفاق، ودماء الأبرياء!" يضحك بسخرية، "سأعلق هذه اللوحة في كل غزة!"

أحمد ينظر إلى الجهاز بحزن. "كل يوم أرى أطفالاً يموتون بسبب الحصار. يوسي يسميهم إرهابيين، لكنني أعالج جروحهم!" يمسك بصورة لطفل قتل في قصف، "هذا محمد، كان يبلغ من العمر ست سنوات. كيف يمكن للعالم أن يصدق أكاذيبهم؟"

حافظ يرفع كتابه ويقول: "الدعاية هي سلاحهم الأقوى. النازيون استخدموا غوبلز لتبرير جرائمهم، وإسرائيل تستخدم يوسي وسلمون!" يشير إلى السماء، حيث تظهر طائرة بدون طيار، "لكن الحقيقة أقوى من أكاذيبهم. سنكشفها الليلة!"

في الاستوديو، يوسي يواصل عرضه، يشير إلى شاشة تعرض لقطات لمستوطنين يبكون. "انظروا إلى معاناة شعبنا! صواريخ حماس تهدد أمننا!" يظهر على الشاشة صاروخ بدائي الصنع، مع تعليق: "سلاح إرهابي". يوسي يضيف: "نحن لا نقصف عشوائياً! كل قنبلة تستهدف إرهابياً!" يضحك وينظر إلى سلمون، "أضف هذا إلى المقال: إسرائيل تحمي العالم من الإرهاب !"

سلمون يكتب بسرعة: "سأقول إن كل طفل في غزة هو إرهابي محتمل. سأضيف إحصائيات مزيفة عن هجمات حماس . العالم يحب الأرقام!" يضحك ويرفع جهازه اللوحي، "هذا المقال سيجعل البيت الأبيض يصفق!"

فجأة، تنقطع الشاشة في الاستوديو، ويظهر وجه معمر على البث. صوته يتردد عبر العالم: "أيها العالم، استيقظوا! هذه ليست حرب، بل إبادة! إسرائيل ليست ضحية، بل النازية الجديدة بنكهة القرن الـ21!" يرفع صورة لأطفال غزة تحت الأنقاض، "هؤلاء ليسوا إرهابيين، بل أطفال يحلمون بالحياة!"

يوسي يصرخ في الاستوديو: "من فعل هذا؟ اقطعوا البث!" يركض نحو لوحة التحكم، لكن سلمون يهتف: "لا يمكننا! لقد اخترقوا النظام!"

في غزة، قاسم يبتسم وهو يراقب الجهاز. "جيد، يا هواري! لقد أوصلنا الحقيقة إلى العالم!" ينظر إلى رفاقه، "لكن هذا مجرد البداية. يجب أن نستمر!"

هواري يعدل الأسلاك في الجهاز. "البث سيستمر لساعات. لقد أعددت نظاماً احتياطياً. العالم سيسمع قصتنا!" يضحك، "روتشيلد قد يملكون المال، لكننا نملك الحقيقة!"

يحيى يضيف لمسة إلى لوحته: "سأرسم يوسي كدمية محترقة! هذه ستكون رمزاً لانهيار أكاذيبهم!"

أحمد يرفع صورة أخرى لضحية: "هذا علي، كان يبلغ من العمر سبع سنوات. قتلته قنبلة أمريكية الصنع. يوسي يسميه إرهابياً، لكنني أعرف أنه كان يحلم بأن يصبح طبيباً!" ينظر إلى قاسم، "هل سيصدق العالم كلامنا؟"

حافظ يرد: "العالم سيصدق إذا واصلنا الكفاح. النازيون سيطروا على الدعاية، لكن الحقيقة كسرتهم. ونحن سنكسر هذه النازية الجديدة!"

في الاستوديو، يوسي يصرخ في جهاز الاتصال: "أرييل، نحن بحاجة إلى دعم! المتمردون اخترقوا بثنا!"

أرييل يظهر على شاشة في الاستوديو، وجهه محتقن بالغضب. "كيف سمحتم بهذا؟ إليزابيث ستقتلنا جميعاً!" يضغط زراً على جهاز التحكم، "سأرسل طائرات بدون طيار لتدمير مصدر البث!"

في غزة، يسمع قاسم ورفاقه صوت طائرة بدون طيار تقترب. هواري يشغل جهاز التشويش، فتتحطم الطائرة في مبنى قريب. قاسم يضحك: "جيد، يا هواري! كل طائرة تسقط هي انتصار!" ينظر إلى معمر، "واصل قراءة قصيدتك!"

معمر يواصل على البث: "في غزة، القنابل تحرق أجسادنا، لكن إرادتنا تحرق قلوبهم. نحن لسنا إرهابيين، بل شعب يقاتل من أجل الحرية!" يرفع صورة لمستشفى مدمر، "هذا مستشفى الشفاء، دمرته إسرائيل. لم يكن مركز قيادة، بل ملجأ للجرحى!"

الجمهور يهتف بحماس، بينما يظهر على الشاشة مشاهد حقيقية من غزة: أطفال يبحثون عن طعام في الأنقاض، أمهات يبكين على أبنائهن، ومقاومون يوزعون المساعدات.

في الاستوديو، سلمون يحاول استعادة السيطرة على البث، لكنه يفشل. يصرخ: "إليزابيث ستعاقبنا! يجب أن نوقف هذا الآن!"

إليزابيث تظهر فجأة في الاستوديو، مرتدية بدلتها الذهبية، وجهها محتقن بالغضب. "كيف سمحتم بهذا؟ أنتم فاشلون!" تنظر إلى يوسي، "أنت، يا نجم الدعاية! كيف تركت فلسطينياً يخترق بثك؟"

يوسي يتراجع، يرفع يديه دفاعاً: "لقد حاولوا، لكننا سنستعيد السيطرة! سأصدر بياناً يتهمهم بمعاداة السامية!"

إليزابيث تضرب الطاولة: "معاداة السامية؟ العالم بدأ يرى الحقيقة! يجب أن نزيد القصف، نزيد الحصار، حتى يصمتوا!" تنظر إلى سلمون، "اكتب مقالاً جديداً: الفلسطينيون يستخدمون الأطفال كدروع بشرية! اجعل العالم يكرههم!"

سلمون يكتب بسرعة: "سأضيف إحصائيات مزيفة عن هجمات حماس. سأقول إن الأطفال مدربون على الإرهاب!" يضحك، "العالم سيصدق أي شيء إذا كتبناه بثقة!"

في غزة، قاسم ينظر إلى رفاقه: "لقد فعلناها! العالم يسمعنا الآن!" يشير إلى هواري، "حافظ على البث! يجب أن يستمر!"

هواري يومئ: "النظام آمن. يمكننا البث لأيام!" يضحك، "روتشيلد يملكون المال، لكننا نملك الإرادة!"

يحيى يضيف لمسة إلى لوحته: "سأرسم إليزابيث كإلهة الربح تحترق! هذه ستكون رمزاً لسقوطهم!"

أحمد يرفع صورة أخرى: "هذا أحمد، كان يبلغ من العمر خمس سنوات. قتلته قنبلة أمريكية الصنع. يوسي يسميه إرهابياً، لكنني أعرف أنه كان يحلم باللعب في حديقة!"

حافظ يقول: "الدعاية سلاحهم، لكن الحقيقة سلاحنا. سنواصل الكفاح حتى ينهار عرش النفاق!"

الستار يسدل ببطء، بينما يتردد صوت معمر على البث: "في غزة، الأكاذيب تحرق عقولكم، لكن الحقيقة تحرر قلوبنا. سنقاوم حتى النصر!"

الجمهور يقف ويصفق بحماس، ممزوجاً بالدموع والأمل، بينما تبقى الأضواء خافتة تنتظر الفصل التالي.


………….

الفصل السادس: المحكمة الدولية

الستار يرتفع عن قاعة محكمة دولية مهيبة، مزينة بأعلام الأمم المتحدة، لكن الأجواء مشحونة بالتوتر والنفاق. الجدران الرخامية تعكس إضاءة خافتة، والمقاعد الخشبية ممتلئة بممثلين دوليين يتهامسون بنظرات قلقة. في وسط القاعة، قفص زجاجي مضاد للرصاص يحتوي على أرييل، القائد العسكري الصهيوني، بزيه العسكري البراق الذي فقد لمعانه، وإليزابيث موسكوفيتش، ببدلتها الذهبية المهترئة قليلاً، وجهها محتقن بالغضب لكنه يحمل ابتسامة متعجرفة. أمام القفص، طاولة القضاة المرتفعة، حيث يجلس ثلاثة قضاة بوجوه صلبة، يرتدون عباءات سوداء، لكنهم يبدون مترددين، كأن ضغوطاً خارجية تثقل كاهلهم. في الجانب الآخر، يقف حافظ، المفكر الشيوعي، مرتدياً قميصاً بسيطاً ونظارته السميكة، يحمل ملفات ضخمة مليئة بالوثائق والصور. بجانبه قاسم، يحيى، أحمد، هواري، ومعمر، يرتدون ملابس متواضعة لكن عيونهم تلمع بالعزيمة. في الخلفية، شاشة كبيرة تعرض صوراً مروعة من غزة: أنقاض المستشفيات، أطفال تحت الركام، وأمهات يبكين. صوت أنين بعيد يتردد في القاعة، يتناقض مع صمت الممثلين الدوليين. الجمهور في المقاعد يترقب بقلوب مشدودة، بينما يملأ الجو خليط من الأمل واليأس.

حافظ يتقدم إلى منصة الشهود، يرفع ملفاً مليئاً بالصور ويقول بصوت قوي: "السادة القضاة، أيها العالم، أنتم تشاهدون اليوم محاكمة النازية الجديدة!" يشير إلى أرييل وإليزابيث في القفص، "هذان المتهمان، بدعم من بنوك روتشيلد وآيباك، ارتكبا جرائم ضد الإنسانية تفوق وحشية النازيين بستة أضعاف!" يفتح الملف ويرفع صورة لمستشفى مدمر، "هذا مستشفى الشفاء، كان ملجأً للجرحى. دمرته قنابل أمريكية الصنع بأوامر من أرييل!" يرفع صورة أخرى لأطفال تحت الأنقاض، "186 ألف قتيل، 60% من مباني غزة مدمرة. هل هذه ديمقراطيتكم؟" صوته يرتجف من الغضب، لكنه يحتفظ بهدوئه، كأنه يدرك أن الحقيقة هي سلاحه الأقوى.

إليزابيث تقف في القفص، تضحك ببرود: "هذا كله بسبب حماس! نحن شعب الله المختار، ندافع عن أنفسنا! لا يحق لكم محاكمتنا!" تنظر إلى القضاة بغطرسة، "أنتم تعلمون من يدفع رواتبكم! روتشيلد يملكون العالم، وآيباك يملكون قراراتكم!" تضحك وتلقي نظرة إلى أرييل، "أخبرهم، يا أرييل، كيف كنا نحمي الحضارة!"

أرييل يقف، يعدل زيه العسكري ويقول بنبرة متعجرفة: "كل قنبلة أسقطناها كانت تستهدف إرهابياً! كل طفل في غزة هو إرهابي محتمل!" يشير إلى الشاشة، "هذه الصور؟ دعاية فلسطينية! نحن الضحايا، والعالم يعلم ذلك!" ينظر إلى القضاة، "إذا حاكمتمونا، ستكونون أنتم التاليين على قائمة آيباك!"

الجمهور يهمس بصوت عالٍ، بعضهم يهز رأسه بغضب، بينما يبدو آخرون مترددين. قاسم يتقدم من مقاعد الشهود، ينظر إلى إليزابيث وأرييل بنظرة نارية: "شعب الله المختار؟ أنتم مختارون من آيباك لخدمة الربح! كل قنبلة أسقطتموها قتلت حلماً، لكنها لم تقتل إرادتنا!" يرفع صورة ليوسف، الطفل الذي أنقذه يحيى في الفصل السابق، "هذا يوسف، عمره ثماني سنوات. أرييل أمر بقتله لأنه كان يلعب بالكرة! هل هذا هو إلهكم؟ إله يقتل الأطفال؟" صوته يرتفع، يملأ القاعة بالتحدي.

يحيى يتقدم، يحمل لوحة تصور أطفال غزة تحت القنابل، مع كتاب تلمودي مزيف يحترق في الخلفية. "هذه لوحتي: موت النفاق . الألوان؟ دماء الشهداء ونفاق العالم!" يضع اللوحة أمام القضاة، "هل ستصمتون أمام هذه الجرائم؟ أم أن شيكات روتشيلد اشترت ضمائركم؟" الجمهور يهتف بحماس، لكن القضاة يبدون مترددين، يتبادلون النظرات.

أحمد يتقدم، يحمل حقيبته الطبية الممزقة ويضعها على الطاولة. "أنا طبيب. عالجت آلاف الجرحى في غزة. لكن بسبب حصار إليزابيث وأرييل، نفدت الأدوية!" يرفع صورة لفتاة صغيرة، "هذه ليلى، ماتت بسبب نقص الأنسولين. كانت تحتاج إلى دواء بسيط، لكن الحصار قتلها!" ينظر إلى إليزابيث، "أخبريني، يا سيدة الذهب، كم دولاراً تقاضيتِ مقابل موت ليلى؟" صوته يرتجف، لكنه مليء بالغضب.

إليزابيث تضحك بسخرية: "ليلى؟ حماس هي من قتلتها! نحن فقط ندافع عن أنفسنا!" تنظر إلى القضاة، "هذه المحكمة مسرحية! أنتم تعلمون أن إسرائيل هي درع الحضارة الغربية!"

حافظ يرد بنبرة حادة: "درع الحضارة؟ أنتم درع الإبادة! لقد قتلتم 186 ألفاً، دمرتم 90% من منازل غزة، استخدمتم الفسفور الأبيض، ومنعتم المساعدات!" يرفع تقريراً موثقاً، "هذه وثائق من منظمات دولية. حتى الأمم المتحدة، التي تخافكم، وثقت جرائمكم!" ينظر إلى القضاة، "هل ستغضون الطرف؟ أم سيكون للتاريخ رأي آخر؟"

القاضي الأول، رجل مسن بوجه متعب، ينظر إلى حافظ بحذر: "السيد حافظ، هذه اتهامات خطيرة. لكن يجب أن ننظر إلى السياق. إسرائيل تدافع عن نفسها ضد الإرهاب!" صوته يحمل تردداً، كأنه يردد نصاً مكتوباً مسبقاً.

حافظ يضرب الطاولة: "السياق؟ السياق هو إبادة شعب! السياق هو حصار يقتل الأطفال جوعاً! السياق هو دعاية كاذبة تديرها آيباك وروتشيلد!" يرفع صورة لمعبر رفح المدمر، "هذا المعبر كان شريان الحياة لغزة. أغلقتموه بمساعدة خونة مثل عزمي تميم ومنتهى العمودي!"

إليزابيث تصرخ من القفص: "خونة؟ هم أبطال يخدمون قضيتنا! أنتم الإرهابيون!" تنظر إلى القضاة، "إذا حاكمتمونا، ستنهار الحضارة! روتشيلد سيوقفون تمويلكم!"

الجمهور يهتف بغضب، وبعضهم يرمي أوراقاً نحو القفص. قاسم يتقدم ويصرخ: "روتشيلد؟ إله الربح الذي تعبدونه؟ إنه إله زائف! لقد بنيتم إمبراطورية على أكاذيب، لكننا نبني أملاً من الأنقاض!" ينظر إلى الجمهور، "أيها العالم، استيقظوا! هذه ليست محكمة، بل مسرحية إذا سكتم!"

يحيى يرفع لوحة أخرى، تصور إليزابيث كإلهة ذهبية تحترق تحت أنقاض غزة. "هذه لوحتي: سقوط إله الربح . الألوان؟ دماء شهدائنا وصمود شعبنا!" يضع اللوحة أمام القضاة، "هل ستصمتون أمام هذه الحقيقة؟"

أحمد يفتح حقيبته الطبية، يخرج ضمادة ملطخة بالدم ويضعها على الطاولة. "هذه دماء طفل قتلته قنبلة أرييل. كنت أحاول إنقاذه، لكن الحصار منعني!" ينظر إلى القضاة، "هل ستقولون إن هذا الطفل إرهابي؟ أم أن ضمائركم ماتت مع شيكات آيباك؟"

هواري يتقدم، يحمل جهازاً بدائياً مصنوعاً من الأنقاض. "هذا جهاز تشويش بنيته من بقايا مستشفى الشفاء. استخدمناه لإسقاط طائراتهم بدون طيار!" ينظر إلى أرييل، "أنتم تدمرون مستشفياتنا، لكننا نصنع المقاومة من أنقاضها!" يرفع الجهاز كأنه كأس نصر، والجمهور يهتف بحماس.

معمر يقف، يرفع ورقة ممزقة ويقرأ قصيدة: "في غزة، القنابل تحرق أجسادنا، لكن إرادتنا تحرق قلوبهم. نحن شعب لا يركع، وسنكتب النصر بدمائنا!" صوته يتردد في القاعة، يملأها بالأمل رغم الظلم.

أرييل يضحك من القفص: "دماؤكم؟ ستغرقون فيها! إله الربح سيحمينا، والعالم سيصفق لنا!" ينظر إلى القضاة، "أنتم تعلمون من يملك القوة الحقيقية!"

إليزابيث تضيف بسخرية: "هذه المحكمة مضيعة للوقت! روتشيلد يملكون البنوك، والعالم يركع لهم!" تنظر إلى حافظ، "أنت، يا شيوعي، تعتقد أنك ستنتصر؟ الحقيقة لا تهم العالم!"

حافظ يرد بنبرة حادة: "الحقيقة هي سلاحنا! النازيون ظنوا أنهم سيحكمون العالم، لكنهم سقطوا في برلين. وأنتم سtsقطون هنا!" يرفع تقريراً آخر، "هذه شهادات من ناجين في غزة. أطفال، نساء، شيوخ، كلهم يروون قصة إبادتكم!" ينظر إلى القضاة، "إذا سكتم الآن، ستكونون شركاء في الجريمة!"

القاضي الثاني، امرأة في الخمسينيات، تتحدث بنبرة مترددة: "لكن السياق معقد. إسرائيل تواجه تهديدات أمنية. يجب أن نكون عادلين!" صوتها يحمل نبرة خوف، كأنها تخشى عواقب قرارها.

قاسم يصرخ: "عادلين؟ العدالة لا تعني السكوت عن الإبادة! أنتم تخافون من آيباك، لكن التاريخ لن يرحمكم!" ينظر إلى الجمهور، "أيها العالم، إذا سكتم الآن، ستكونون شركاء في دمائنا!"

الجمهور يهتف بحماس، وبعضهم يرفع لافتات كتب عليها "أوقفوا الإبادة!" و"العدالة لغزة!". القضاة يتبادلون النظرات، يبدو عليهم التوتر. القاضي الثالث، رجل شاب، يبدو أكثر شجاعة، يقول: "سننظر في الأدلة بعناية. لكن يجب أن نضمن نزاهة المحكمة!"

إليزابيث تضحك بصوت عالٍ: "نزاهة؟ روتشيلد يملكون نزاهتكم! إذا حاكمتمونا، ستنهار اقتصاداتكم!"

حافظ يرد: "اقتصاداتكم؟ أنتم تبنون ثرواتكم على دماء شعبنا! لكن الحقيقة ستتحرر، مهما كلف الأمر!" يرفع صورة لمعبر رفح، "هذا المعبر كان يحمل الطعام والدواء. أغلقتموه بمساعدة خونة مثل عزمي ومنتهى!"

فجأة، يدخل عزمي تميم ومنتهى العمودي القاعة، مرتديين ملابس فاخرة، لكنهما يبدوان متوترين. عزمي يتقدم إلى منصة الشهود، يقول بنبرة دفاعية: "أنا لست خائناً! عملت مع إسرائيل لحماية شعبي!" ينظر إلى إليزابيث طلباً للدعم، لكنها تتجاهله.

منتهى تضيف: "نحن جلبنا السلام! المقاومة هي من تدمر غزة!" تنظر إلى القضاة، "آيباك ستكافئني على ولائي!"

قاسم يتقدم، يرفع هاتفاً يحتوي على فيديو: "هذا فيديو يظهر عزمي ومنتهى وهما يتلقيان رشاوى من أرييل!" يعرض الفيديو على الشاشة، يظهر عزمي وهو يأخذ حقيبة دولارات، ومنتهى وهي تضحك وتقول: "الجوع سيجعلهم يركعون!" الجمهور يصرخ بغضب، وبعضهم يرمي أوراقاً نحو عزمي ومنتهى.

حافظ ينظر إلى القضاة: "هؤلاء الخونة هم وجه النازية الجديدة! ساعدوا إسرائيل في قتل شعبنا!" يرفع صورة لأطفال جوعى، "هل ستصمتون أمام هذه الجرائم؟"

القاضي الثالث يبدو متأثراً، لكنه ينظر إلى زملائه بحذر. "سنحتاج إلى مزيد من الوقت لدراسة الأدلة!"

إليزابيث تضحك: "وقت؟ أنتم تلعبون لعبة روتشيلد! لن يحاكمنا أحد!"

قاسم يصرخ: "لن يحميكم إله الربح إلى الأبد! غزة ستبقى رمز الصمود، وسيسقط عرشكم!"

معمر يقرأ قصيدة أخيرة: "في غزة، الدم يروي الأرض، لكن الحقيقة تزرع الأمل. سنقاوم حتى ينهار عرش الظلم، ويعود الحق إلى أهله!"

الستار يسدل ببطء، بينما يتردد صوت الجمهور وهو يهتف: "العدالة لغزة!" الأضواء تبقى خافتة، تنتظر الفصل التالي، بينما يبقى الأمل معلقاً في الهواء.


…………..

الفصل السابع: المقاومة تنمو

الستار يرتفع عن مخيم مقاومة سري في أعماق غزة، عام 2025. المشهد مظلم، مضاء فقط بضوء خافت من مصابيح كيروسين موزعة في زوايا المخيم. الجدران مصنوعة من أنقاض مبانٍ مدمرة، مرصوفة بحجارة متصدعة ومغطاة ببطانيات مهترئة لتوفير بعض الحماية من البرد القارس. في وسط المخيم، طاولة خشبية مكسورة يحيط بها قاسم ورفاقه: يحيى، أحمد، حافظ، هواري، ومعمر. على الطاولة خريطة مرسومة يدوياً لغزة، مليئة بعلامات حمراء تشير إلى مواقع عسكرية إسرائيلية. صناديق صغيرة تحتوي على أسلحة بدائية الصنع، قنابل مولوتوف، وأجهزة إلكترونية مصنوعة من الأنقاض مكدسة في زاوية. شباب وشابات من مختلف الأعمار يدخلون المخيم بأعداد متزايدة، يحملون أسلحة بسيطة وعيونهم مليئة بالعزيمة. صوت قنبلة بعيدة يهز الأرض، يتبعه أزيز طائرة بدون طيار، لكن الأصوات لا تثني الأبطال عن تخطيطهم. الجو مشحون بالتحدي، يحمل خليطاً من الأمل والغضب، كأن كل انفجار يوقد شرارة جديدة للمقاومة.

قاسم يقف وسط المخيم، ينظر إلى الخريطة ويشير إلى نقطة حمراء. "هنا مخزن أسلحة إسرائيلي في شمال غزة. إذا ضربناه، سنعطل عملياتهم لأسابيع!" صوته هادئ لكنه مليء بالثقة، كأنه قائد عسكري متمرس رغم بساطة زيه الممزق. ينظر إلى رفاقه، "لقد فقدنا كل شيء: منازلنا، عائلاتنا، حتى أحلامنا. لكن لدينا شيء لا يملكونه: إرادة شعب!" يشير إلى الشباب الجدد الذين انضموا إلى المخيم، "كل يوم ينضم إلينا المزيد. إسرائيل تدمر مبانينا، لكنها تبني جيلاً جديداً من المقاومين!"

يحيى، الفنان الثوري، يقف بجانب جدار، يرسم لوحة تصور مقاومين يرفعون راية فوق أنقاض غزة. "هذه لوحتي الجديدة: ولادة المقاومة . الألوان؟ دم الشهداء، رماد الأنقاض، وأمل شعبنا!" يضحك بسخرية، لكنه يمسح دمعة من عينه. "كلما قصفوا، أرسم أكثر. لوحاتي ستصبح كابوساً لروتشيلد!" ينظر إلى الشباب الجدد، "أنتم الألوان الحقيقية لهذه اللوحة!"

أحمد، الطبيب، يجلس على الأرض، يفحص طفلاً مصاباً بجرح في ذراعه. "لقد فقدنا كل شيء: المستشفيات، الأدوية، حتى الماء النظيف. لكن إرادتنا لم تنكسر!" ينظر إلى قاسم، "كل قنبلة تجعلنا أقوى. كل طفل ننقذه هو انتصار على النازية الجديدة!" يضمد جرح الطفل بحذر، ثم يرفع صورة لمستشفى مدمر، "هذا كان مستشفى الشفاء. دمرته قنابل أرييل، لكننا سنبني مستشفيات جديدة من الأنقاض!"

حافظ، المفكر الشيوعي، يقف بجانب الطاولة، يحمل كتاباً ممزقاً ويقول بنبرة هادئة لكنها حادة: "إسرائيل تظن أنها تكسرنا بالحصار والقصف، لكنها لا تفهم أن الشعوب المضطهدة تصنع التاريخ!" يشير إلى الخريطة، "كل موقع عسكري نضربه هو رسالة إلى روتشيلد وآيباك: لا يمكنكم استعباد شعب موحد!" ينظر إلى الشباب الجدد، "أنتم جيل الثورة. النازيون سقطوا في برلين، وهؤلاء سيسقطون هنا!"

هواري، المهندس المبدع، يرفع قاذفة صواريخ بدائية الصنع، مصنوعة من أنابيب معدنية وبقايا أجهزة إلكترونية. "هذا سلاحنا الجديد. بنيته من أنقاض مدرسة دمرها أرييل!" يضحك بثقة، "دعونا نرسل تحية إلى روتشيلد! هذه القاذفة ستضرب مخزنهم العسكري الليلة!" ينظر إلى قاسم، "إذا نجحنا، سنعطل طائراتهم بدون طيار لأيام!"

معمر، الشاعر، يقف ويقرأ قصيدة جديدة: "في غزة، القنابل تحرق أجسادنا، لكن إرادتنا تحرق قلوبهم. من الأنقاض نصنع ثورة، ومن الدم نكتب النصر!" صوته يتردد في المخيم، يملأه بالأمل رغم الدمار. الشباب الجدد يهتفون بحماس، يرفعون أسلحتهم البسيطة كأنها رايات النصر.

قاسم ينظر إلى الجميع، يبتسم ابتسامة متعبة لكنها مليئة بالأمل. "الليلة، سنضرب مخزنهم العسكري. لكن هذا ليس مجرد هجوم، بل رسالة إلى العالم: غزة لن تركع!" يشير إلى الخريطة، "هواري، أنت تقود فريق النفق. يحيى، وزّع لوحاتك في الشوارع لإلهام الناس. أحمد، جهّز مستشفى ميدانياً للجرحى. حافظ، وثّق كل شيء. معمر، دع قصائدك تكون صوتنا!" يرفع قبضته، "سنقاتل حتى النصر!"

الجمهور يهتف بحماس، بينما يتحول المشهد إلى شارع قريب من المخزن العسكري الإسرائيلي. الظلام يغطي المكان، والأنقاض تملأ الأرض. قاسم وهواري يقودان فريقاً من المقاومين عبر نفق ضيق، يحملون قنابل مولوتوف وأسلحة بدائية. هواري يهمس: "النفق آمن. لقد بنيته من أنقاض مدرسة الأمل. كل حجر فيه يروي قصة شهيد!" يشير إلى جهاز تشويش في يده، "هذا سيوقف طائراتهم بدون طيار. سنضرب ونخرج قبل أن يعلموا!"

قاسم يومئ، ينظر إلى المقاومين الشباب خلفه. "أنتم أمل غزة. كل واحد منكم هو شهيد حي. دعونا نجعل روتشيلد يندم على يوم ولدت فيه إسرائيل!" يتقدم بحذر، يحمل قنبلة مولوتوف، بينما يتبعه الفريق في صمت.

في تل أبيب، يظهر أرييل في غرفة قيادة عسكرية، يحيط به شاشات تعرض صوراً من غزة. يتحدث عبر جهاز اتصال: "إليزابيث، كل شيء تحت السيطرة. الحصار يقتل الفلسطينيين جوعاً، والقنابل تكسر إرادتهم!" يضحك، لكنه يتوقف عندما يسمع صوت انفجار عبر الجهاز. "ما هذا؟"

إليزابيث تظهر على شاشة في الغرفة، وجهها محتقن بالغضب. "أرييل، أخبرتني أن المقاومة انتهت! لكن تقاريرنا تقول إن أنفاقاً جديدة تُستخدم للهجمات!" تضرب مكتبها، "روتشيلد لن يغفر لنا هذا الفشل!"

أرييل يصرخ: "سأرسل المزيد من الطائرات بدون طيار! سنغرق أنفاقهم بالفسفور الأبيض!" يضغط زراً، وصوت طائرة بدون طيار يملأ السماء فوق غزة.

في المخيم، يحيى يوزع لوحاته على الأطفال والشباب في الشوارع. إحدى اللوحات تصور مقاوماً يرفع راية فوق جثة قناص إسرائيلي. طفل صغير ينظر إلى اللوحة ويقول: "هل سننتصر، يا عمو يحيى؟" يحيى يركع أمامه، يبتسم: "سننتصر، يا يوسف. لوحاتي ليست مجرد رسومات، بل وعود!" يعطيه فرشاة، "ارسم معي. دع العالم يرى أحلامك!"

أحمد يجهز مستشفى ميدانياً في زاوية المخيم، يستخدم بطانيات وألواح خشبية كجدران. "هذا ليس مستشفى، بل ملجأ للأمل!" ينظر إلى طفلة مصابة، "لا تخافي، يا ليلى. سنعالجك، وستلعبين مجدداً!" يضمد جرحها بضمادة مهترئة، لكنه يبتسم لها بحنان.

حافظ يوثق العملية على ورقة، يكتب بسرعة: "في الليلة السابعة من أيلول 2025، ضرب المقاومون مخزناً عسكرياً إسرائيلياً. هذا دليل على أن الحصار لا يكسر الشعوب!" ينظر إلى قاسم، "سنرسل هذه الوثائق إلى العالم. يجب أن يعرفوا!"

في النفق، يصل قاسم وهواري إلى نقطة قريبة من المخزن العسكري. هواري يشغل جهاز التشويش، فيسمع صوت طائرة بدون طيار تتحطم في مكان بعيد. قاسم يبتسم: "جيد، يا هواري! الآن، لنضرب!" يشعل قنبلة مولوتوف ويرميها نحو المخزن، فيتبعه المقاومون. انفجارات صغيرة تهز المكان، وصوت صفارات الإنذار يملأ الجو.

في غرفة القيادة، أرييل يصرخ: "كيف حدث هذا؟ أين الطائرات؟" يتلقى تقريراً عبر جهاز الاتصال: "المخزن العسكري يحترق! المتمردون هاجموا!" يضرب الطاولة، "إليزابيث ستقطع رأسي!"

إليزابيث تظهر على الشاشة مجدداً: "أرييل، أنت فاشل! روتشيلد أرسلوا شيكات لتدمير المقاومة، لكنك تتركهم يضربوننا!" تصرخ، "أرسل الجيش بأكمله! اغرقوا غزة بالقنابل!"

في المخيم، يعود قاسم وهواري مع المقاومين، يحملون إصابات طفيفة لكنهم يبتسمون بنصر. قاسم ينظر إلى الشباب: "لقد فعلناها! أظهرنا لهم أن غزة لا تركع!" يرفع قبضته، "كل قنبلة نلقيها هي رسالة إلى آيباك: لا يمكنكم كسرنا!"

يحيى يرفع لوحة جديدة تصور المخزن العسكري وهو يحترق: "هذه لوحتي: نار المقاومة . ستراها كل غزة!"

أحمد يعالج مقاوماً مصاباً: "كل جرح هو وسام شرف. سنقاتل حتى النصر!"

حافظ يكتب: "هذا انتصار للشعب. التاريخ سيتذكر غزة كرمز الصمود!"

معمر يقرأ قصيدة: "في غزة، النار تحرق أسلحتهم، لكن إرادتنا تحرق قلوبهم. سنقاوم حتى ينهار عرش الظلم!"

الستار يسدل ببطء، بينما يتردد صوت الشباب وهم يهتفون: "عاش النضال!" الجمهور يقف ويصفق بحماس، ممزوجاً بالدموع والأمل، بينما تبقى الأضواء خافتة تنتظر الفصل التالي.


…………

الفصل الثامن: صوت العالم

الستار يرتفع عن ساحة عامة في قلب مدينة أوروبية كبرى، عام 2025. الشوارع مزدحمة بالمتظاهرين الذين يرفعون لافتات كتب عليها "أوقفوا الإبادة في غزة!" و"العدالة لفلسطين!". الأعلام الفلسطينية ترفرف بين الحشود، ممزوجة بأعلام دول أوروبية وعالمية، في مشهد يعكس تضامناً عالمياً متصاعداً. السماء غائمة، لكن الشمس تخترق السحب، كأنها تعكس أملاً هشاً وسط الاحتجاجات. في وسط الساحة، منصة خشبية بسيطة يقف عليها شاب فلسطيني يُدعى خالد، يرتدي قميصاً يحمل صورة طفل تحت الأنقاض، ويحمل ميكروفوناً يرتجف بيده من شدة العاطفة. خلفه شاشة كبيرة تعرض لقطات من غزة: أنقاض المستشفيات، أطفال يبحثون عن طعام، ومقاومون يوزعون المساعدات عبر الأنفاق. في غزة، يظهر قاسم ورفاقه: يحيى، أحمد، حافظ، هواري، ومعمر، في مخيم مقاومة سري، يراقبون البث المباشر للمظاهرة على جهاز تلفاز قديم متصل بأسلاك بدائية. صوت قنبلة بعيدة يهز الأرض، لكن الأمل في عيون الأبطال يتوهج أكثر من أي وقت مضى. الجو مشحون بالتحدي، يحمل خليطاً من الغضب والأمل، كأن العالم بدأ يستيقظ من سباته.

خالد يرفع صوته عبر الميكروفون، يخاطب الحشود: "أيها العالم، استيقظوا! غزة تنزف، ودماء أطفالها تصرخ في وجه نفاقكم!" يرفع صورة ليوسف، الطفل الذي أنقذه يحيى، "هذا يوسف، عمره ثماني سنوات. إسرائيل حاولت قتله لأنه لعب بالكرة! هل هذه ديمقراطيتكم؟" صوته يرتجف، لكنه يملأ الساحة بالغضب. الحشود تهتف بحماس: "أوقفوا الإبادة!" و"فلسطين حرة!" خالد يواصل: "إسرائيل، بدعم من آيباك وروتشيلد، حولت غزة إلى غيتو القرن الحادي والعشرين. لكنهم نسوا أن الغيتوات تولد ثورات!" يشير إلى الشاشة، "انظروا إلى هؤلاء الأبطال في غزة. يقاتلون بالحجارة والأمل، بينما العالم يصمت!"

في مخيم المقاومة، قاسم ينظر إلى الشاشة، عيناه تلمعان بالأمل. "العالم بدأ يسمعنا!" ينظر إلى رفاقه، "اختراقنا لبث يوسي وهجومنا على المخزن العسكري أيقظا الضمائر!" يشير إلى خريطة على الطاولة، "لكن هذا ليس كافياً. يجب أن نزيد الضغط. الليلة، سنضرب برج مراقبة إسرائيلي!" صوته مليء بالعزيمة، كأنه يرى النصر يلوح في الأفق.

يحيى، الفنان، يرسم لوحة على جدار المخيم، تصور حشوداً عالمية ترفع أعلام فلسطين. "هذه لوحتي الجديدة: صوت العالم . الألوان؟ تضامن الشعوب ودماء شهدائنا!" يضحك، "سأرسل صور هذه اللوحة إلى خالد. دع العالم يرى أن غزة ليست وحيدة!" ينظر إلى الشباب الجدد في المخيم، "أنتم ألوان هذه الثورة!"

أحمد، الطبيب، يعالج مقاوماً مصاباً بشظية في كتفه. "كل يوم أرى جروحاً جديدة، لكنني أرى أيضاً إرادة لا تنكسر!" يرفع صورة لفتاة صغيرة، "هذه مريم، ماتت جوعاً بسبب الحصار. لكن كل شهيد يجعلنا أقوى!" ينظر إلى قاسم، "إذا استمع العالم، يجب أن نرسل المزيد من الرسائل!"

حافظ، المفكر الشيوعي، يقف بجانب الطاولة، يكتب تقريراً على ورقة ممزقة. "هذه المظاهرات هي بداية اليقظة. النازيون سقطوا عندما توحدت الشعوب، وإسرائيل ستسقط بنفس الطريقة!" يشير إلى الخريطة، "برج المراقبة هذا هو عينهم على غزة. إذا دمرناه، سنعميهم!" ينظر إلى الشباب، "أنتم جيل الثورة. التاريخ يكتبه المضطهدون!"

هواري، المهندس، يحمل جهازاً جديداً مصنوعاً من أنقاض. "هذا قاذف صواريخ جديد، بنيته من بقايا مدرسة دمرها أرييل!" يضحك بثقة، "سيضرب برج المراقبة بدقة. دعونا نرسل تحية إلى آيباك!" ينظر إلى قاسم، "النفق جاهز. سنتحرك بعد منتصف الليل!"

معمر يقف، يقرأ قصيدة جديدة: "في غزة، القنابل تحرق أجسادنا، لكن صوت العالم يحرر قلوبنا. من الأنقاض نصنع ثورة، ومن الدم نكتب النصر!" صوته يتردد في المخيم، يوقد الحماس في قلوب الشباب.

في الساحة الأوروبية، خالد يواصل خطابه: "إسرائيل تقول إنها تدافع عن نفسها، لكنها تقتل أطفالنا! 186 ألف قتيل، 90% من منازل غزة مدمرة!" يرفع تقريراً من منظمة دولية، "حتى الأمم المتحدة، التي تخاف آيباك، وثقت هذه الجرائم!" الحشود تهتف بحماس، وبعضهم يبدأ بالسير نحو سفارة إسرائيل القريبة.

فجأة، يظهر ألكسندر، الدبلوماسي الأوروبي، على منصة أخرى في الساحة، يحمل ميكروفوناً ويحاول تهدئة الحشود. "أيها الناس، اهدأوا! إسرائيل تواجه تهديدات أمنية! يجب أن نكون عادلين!" صوته يحمل نبرة تملق، لكنه يبدو متوتراً. الحشود تبدأ بالهتاف ضده: "خائن!" و"آيباك اشترتك!" ألكسندر يتراجع، يتحدث عبر جهاز اتصال: "إليزابيث، الوضع يخرج عن السيطرة! العالم يتمرد!"

في غرفة آيباك في واشنطن، إليزابيث موسكوفيتش تجلس على رأس الطاولة، تشاهد بث المظاهرة على شاشة كبيرة. وجهها محتقن بالغضب. "هذا غير مقبول! كيف سمحنا للعالم أن يرى الحقيقة؟" تضرب الطاولة، "يوسي، سلمون، أين دعايتكما؟"

يوسي، ضابط الدعاية، يدخل الغرفة، يبدو مرتبكاً. "لقد حاولنا! نشرنا مقالات تتهم المتظاهرين بمعاداة السامية، لكن الناس لم يعودوا يصدقون!" يرفع جهازه اللوحي، "سأصدر فيديو جديد: المتظاهرون يهددون الديمقراطية! سأضيف لقطات معدلة!"

سلمون، الصحفي الدعائي، يكتب بسرعة: "سأقول إن خالد إرهابي مدعوم من حماس! العالم سيصدق إذا استخدمنا كلمة إرهاب !" يضحك، لكنه يبدو متوتراً.

إليزابيث تصرخ: "إرهاب؟ العالم بدأ يرى أن إسرائيل هي الإرهاب الحقيقي!" تنظر إلى إريك سوروس، المستشار المالي، "روتشيلد يطالبون بنتائج! أين شيكاتك؟"

إريك يفتح حقيبته، يخرج شيكاً ضخماً. "لقد أرسلنا المزيد من المال إلى البيت الأبيض، لكن حتى بايدن وترامب بدأا يترددان!" ينظر إلى إليزابيث، "يجب أن نزيد القصف. إذا دمرنا غزة بالكامل، سيسكت العالم!"

إليزابيث تضحك ببرود: "جيد! دعوهم يحترقون! سنحول غزة إلى مقبرة، وسيصفق البيت الأبيض!"

في غزة، قاسم وهواري يقودان فريقاً عبر نفق ضيق. الإضاءة خافتة، والجدران مبللة. هواري يحمل قاذفة الصواريخ، يهمس: "برج المراقبة على بعد أمتار. إذا أصبناه، سنعطل مراقبتهم!" يشغل جهاز التشويش، فيسمع صوت طائرة بدون طيار تتحطم.

قاسم يبتسم: "جيد، يا هواري! الآن، لنضرب!" يشير إلى المقاومين، الذين يتقدمون بحذر. يشعلون قنابل مولوتوف ويرمونها نحو البرج، فيتبعها صاروخ بدائي من قاذفة هواري. انفجار ضخم يهز المكان، وبرج المراقبة ينهار في لهيب النار. المقاومون يهتفون: "عاش النضال!"

في غرفة القيادة الإسرائيلية، أرييل يصرخ عبر جهاز الاتصال: "برج المراقبة دُمر! كيف سمحنا بهذا؟" ينظر إلى شاشة تعرض النيران، "إليزابيث ستقطع رأسي!"

إليزابيث تظهر على الشاشة: "أرييل، أنت فاشل! روتشيلد أنفقوا مليارات، لكنكم لا تستطيعون كسر حفنة من المتمردين!" تصرخ، "أرسلوا الجيش بأكمله! اغرقوا غزة بالفسفور الأبيض!"

في المخيم، قاسم وهواري يعودان مع المقاومين، يحملون إصابات طفيفة لكنهم يبتسمون بنصر. قاسم ينظر إلى الشباب: "لقد فعلناها! أظهرنا للعالم أن غزة لا تسقط!" يرفع قبضته، "كل برج ندمره هو رسالة إلى روتشيلد: لا يمكنكم استعبادنا!"

يحيى يرفع لوحة جديدة تصور البرج المحترق: "هذه نار الصمود . ستراها كل مدينة في العالم!"

أحمد يعالج مقاوماً: "كل جرح هو وسام. سنقاتل حتى النصر!"

حافظ يكتب: "في الليلة الثامنة من أيلول 2025، دمر المقاومون برج مراقبة إسرائيلي. هذا دليل على أن الحقيقة تنتصر!"

معمر يقرأ قصيدة: "في غزة، النار تحرق أبراجهم، لكن صوت العالم يحرر قلوبنا. سنقاوم حتى النصر!"

الستار يسدل ببطء، بينما يتردد صوت الحشود في الساحة: "فلسطين حرة!" الجمهور يقف ويصفق بحماس، ممزوجاً بالدموع والأمل، بينما تبقى الأضواء خافتة تنتظر الفصل التالي.


…………..

الفصل التاسع: النار تحت الرماد

الستار يرتفع عن زقاق ضيق في غزة، عام 2025، حيث يختلط الغبار برائحة البارود والدم. الأرض مغطاة بأنقاض المباني، وجدران متصدعة تحمل آثار قذائف الفسفور الأبيض التي تركت بقعاً سوداء كالندوب. السماء ملبدة بالغيوم، لكن ضوء خافت يتسلل منها، كأنه يعكس الأمل الهش وسط الدمار. في وسط الزقاق، قاسم يقود مجموعة صغيرة من المقاومين، يحملون أسلحة بدائية وقنابل مولوتوف مصنوعة من زجاجات مكسورة. بجانبه يحيى، أحمد، حافظ، هواري، ومعمر، يتحركون بحذر، عيونهم تلمع بالعزيمة رغم الإرهاق. في الخلفية، أطفال يلعبون بكرة مهترئة بين الأنقاض، وأمهات يحملن أواني فارغة بحثاً عن ماء أو طعام. صوت طائرة بدون طيار يملأ الجو، يتخلله صوت انفجار بعيد وصراخ امرأة. على الجانب الآخر، في غرفة عمليات عسكرية إسرائيلية في تل أبيب، يقف أرييل أمام شاشات تعرض خرائط غزة، محاطاً بضباط يرتدون زياً عسكرياً براقاً. الجو مشحون بالتوتر، لكن روح المقاومة في غزة تنمو كالنار تحت الرماد.

قاسم يتوقف خلف جدار مدمر، ينظر إلى رفاقه ويهمس: "الليلة، سنضرب مركز قيادة إسرائيلي في جنوب غزة. إذا نجحنا، سنشل حركتهم لأسابيع!" صوته هادئ لكنه مليء بالثقة، كأنه يرى النصر في كل حجر ملطخ بالدم. يشير إلى خريطة ممزقة في يده، "هواري، هل النفق جاهز؟"

هواري، المهندس المبدع، يبتسم ويرفع جهازاً بدائياً مصنوعاً من أسلاك وقطع معدنية. "النفق جاهز، بنيته من أنقاض مستشفى الأمل. كل حجر فيه شهيد!" يشير إلى قاذفة صواريخ صغيرة، "هذه ستضرب مركز القيادة بدقة. دعونا نرسل تحية إلى روتشيلد!" يضحك بثقة، "طائراتهم بدون طيار لن ترى شيئاً بفضل جهاز التشويش!"

يحيى، الفنان الثوري، يرسم لوحة على جدار قريب، تصور مقاوماً يرفع راية فوق أنقاض مركز عسكري إسرائيلي. "هذه لوحتي: نار تحت الرماد . الألوان؟ دماء الشهداء وغضب شعبنا!" ينظر إلى الأطفال القريبين، "أنتم ألوان هذه اللوحة. سأعلقها في كل زقاق حتى يراها العالم!" يعطي فرشاة لطفل صغير، "ارسم، يا يوسف. دع العالم يرى أحلامك!"

أحمد، الطبيب، يجلس على الأرض، يضمد جرحاً لطفلة صغيرة. "كل يوم أرى الموت، لكنني أرى أيضاً الحياة!" يرفع صورة لمستشفى مدمر، "هذا كان مستشفى الشفاء، دمرته قنابل أرييل. لكننا نعالج الجرحى في الأنفاق!" ينظر إلى قاسم، "كل طفل ننقذه هو انتصار على النازية الجديدة!"

حافظ، المفكر الشيوعي، يقف بجانب قاسم، يحمل كتاباً ممزقاً ويقول: "إسرائيل تظن أنها تكسرنا بالقنابل، لكنها تخلق جيلاً جديداً من المقاومين!" يشير إلى الخريطة، "مركز القيادة هذا هو قلب عملياتهم. إذا دمرناه، سنثبت أن الحصار لا يكسر الشعوب!" ينظر إلى الشباب الجدد في المخيم، "أنتم أحفاد ستالينغراد. النازيون سقطوا، وهؤلاء سيسقطون!"

معمر، الشاعر، يقف ويقرأ قصيدة: "في غزة، النار تحرق أجسادنا، لكن إرادتنا تحرق قلوبهم. من الرماد نصنع ثورة، ومن الدم نكتب النصر!" صوته يتردد في الزقاق، يوقد الحماس في قلوب الأطفال والمقاومين.

في تل أبيب، أرييل يقف في غرفة العمليات، يصرخ عبر جهاز الاتصال: "إليزابيث، المقاومة تضربنا كل ليلة! مخازننا تحترق، أبراجنا تنهار!" ينظر إلى شاشة تعرض لقطات من مظاهرات عالمية، "والعالم يتمرد! ماذا نفعل؟"

إليزابيث تظهر على شاشة كبيرة، بدلتها الذهبية تلمع لكن وجهها محتقن بالغضب. "أرييل، أنت فاشل! روتشيلد أنفقوا مليارات، لكنكم لا تستطيعون كسر حفنة من الفلسطينيين!" تضرب الطاولة، "أرسلوا المزيد من القنابل! استخدموا الفسفور الأبيض! دعوهم يحترقون!"

يوسي، ضابط الدعاية، يدخل الغرفة، يحمل جهازاً لوحياً. "لقد نشرنا فيديو جديد: الفلسطينيون يستخدمون الأطفال كدروع بشرية! لكن المتظاهرون في أوروبا لا يصدقون!" يبدو متوتراً، "خالد، ذلك الشاب في المظاهرات، يحرض العالم ضدنا!"

سلمون، الصحفي الدعائي، يكتب بسرعة: "سأنشر مقالاً يتهم خالد بأنه إرهابي مدعوم من حماس! سأضيف إحصائيات مزيفة عن هجمات فلسطينية!" يضحك، "العالم سيصدق إذا كتبنا بقلم ذهبي!"

إريك سوروس يدخل، يحمل حقيبة مليئة بالشيكات. "روتشيلد يرسلون المزيد من المال، لكن يطالبون بنتائج! البيت الأبيض يتردد، وحتى ميلوني ودي ويفر بدأا يسألان أسئلة!" ينظر إلى إليزابيث، "يجب أن نزيد القصف. إذا دمرنا غزة بالكامل، سيسكت العالم!"

إليزابيث تضحك ببرود: "جيد! دعوا غزة تحترق! سنحولها إلى مقبرة، وسيصفق العالم!"

في غزة، قاسم وهواري يقودان فريقاً عبر نفق ضيق. الجدران مبللة، والإضاءة خافتة. هواري يحمل قاذفة الصواريخ، يهمس: "مركز القيادة على بعد أمتار. إذا أصبناه، سنعطل اتصالاتهم!" يشغل جهاز التشويش، فيسمع صوت طائرة بدون طيار تتحطم.

قاسم يبتسم: "جيد، يا هواري! الآن، لنضرب!" يشير إلى المقاومين، الذين يتقدمون بحذر. يشعلون قنابل مولوتوف ويرمونها نحو مركز القيادة، فيتبعها صاروخ من قاذفة هواري. انفجار ضخم يهز المكان، وألسنة اللهب ترتفع من المركز. المقاومون يهتفون: "عاش النضال!"

في غرفة العمليات، أرييل يصرخ: "مركز القيادة يحترق! كيف سمحنا بهذا؟" يضرب الطاولة، "إليزابيث ستقطع رأسي!"

إليزابيث تظهر على الشاشة: "أرييل، أنت عار على إله الربح! روتشيلد لن يغفروا هذا الفشل!" تصرخ، "أرسلوا الجيش بأكمله! اغرقوا غزة بالنار!"

في المخيم، قاسم وهواري يعودان مع المقاومين، يحملون إصابات طفيفة لكنهم يبتسمون بنصر. قاسم ينظر إلى الشباب: "لقد فعلناها! أظهرنا للعالم أن غزة لا تسقط!" يرفع قبضته، "كل مركز ندمره هو رسالة إلى آيباك: لا يمكنكم كسرنا!"

يحيى يرفع لوحة جديدة تصور مركز القيادة المحترق: "هذه لهيب الصمود . ستراها كل مدينة في العالم!"

أحمد يعالج مقاوماً: "كل جرح هو وسام. سنقاتل حتى النصر!"

حافظ يكتب: "في الليلة التاسعة من أيلول 2025، دمر المقاومون مركز قيادة إسرائيلي. هذا دليل على أن الحقيقة تنتصر!"

معمر يقرأ قصيدة: "في غزة، النار تحرق قلاعهم، لكن إرادتنا تحرق قلوبهم. سنقاوم حتى ينهار عرش الظلم!"

في الساحة الأوروبية، خالد يواصل خطابه: "غزة تقاوم، والعالم يستيقظ! كل قنبلة تسقطها إسرائيل هي دليل على إفلاسها الأخلاقي!" الحشود تهتف بحماس، وبعضهم يبدأ بكتابة رسائل تضامن على جدران الساحة.

الستار يسدل ببطء، بينما يتردد صوت خالد: "فلسطين حرة!" الجمهور يقف ويصفق بحماس، ممزوجاً بالدموع والأمل، بينما تبقى الأضواء خافتة تنتظر الفصل التالي.



…………..

الفصل العاشر: سقوط الأقنعة

الستار يرتفع عن ساحة مدمرة في غزة، عام 2025، حيث تمتزج رائحة البارود برائحة الأمل المتجدد. الأنقاض تملأ المكان، لكن بين الجدران المتصدعة تظهر أعلام فلسطينية مرسومة يدوياً، ترفرف على أعمدة مكسورة كرموز للصمود. السماء ملبدة بالغيوم، لكن شعاع شمس خافت يخترقها، يضيء وجوه الأطفال الذين يلعبون بكرة مهترئة وسط الدمار. في وسط الساحة، قاسم يقف مع رفاقه: يحيى، أحمد، حافظ، هواري، ومعمر، يحيطون بجهاز إلكتروني بدائي متصل بشاشة مكسورة تعرض بثاً مباشراً من مظاهرات عالمية. الشباب الجدد في المخيم، الذين انضموا بأعداد متزايدة، يحملون أسلحة بسيطة وعيونهم تلمع بالتحدي. صوت قنبلة بعيدة يهز الأرض، يتبعه أزيز طائرة بدون طيار، لكن الأبطال لا يلتفتون، كأن كل انفجار يزيد من عزيمتهم. في تل أبيب، غرفة عمليات إسرائيلية مضاءة بشاشات تعرض خرائط غزة، حيث يقف أرييل محاطاً بضباط مذعورين. في واشنطن، إليزابيث موسكوفيتش تجلس في غرفة آيباك، وجهها شاحب وهي تشاهد تقارير عن تمرد عالمي. الجو مشحون بالتوتر، لكن في غزة، النار تحت الرماد تحولت إلى لهيب ثورة.

قاسم ينظر إلى الشاشة، يرى مظاهرات في لندن وباريس ونيويورك، حيث الحشود ترفع لافتات كتب عليها "أوقفوا الإبادة!" و"فلسطين حرة!". يبتسم ابتسامة متعبة لكنها مليئة بالأمل: "العالم يستيقظ! اختراقنا لبثهم، هجماتنا على مواقعهم، وصوت خالد في الساحات أسقط أقنعتهم!" يشير إلى خريطة على الأرض، مرسومة بالفحم على قطعة قماش ممزقة، "الليلة، سنضرب مستودع ذخيرة إسرائيلي قرب خان يونس. إذا نجحنا، سنوقف هجماتهم لأشهر!" صوته يحمل ثقة قائد عاش الحرب وعرف طعم النصر.

هواري، المهندس المبدع، يرفع قاذفة صواريخ بدائية مصنوعة من أنابيب معدنية وبقايا أجهزة إلكترونية. "هذه القاذفة بنيتها من أنقاض مدرسة الشهداء. كل برغي فيها يروي قصة مقاوم!" يضحك، "سنضرب المستودع بدقة. جهاز التشويش سيعمي طائراتهم!" يشير إلى نفق مخفي تحت الأنقاض، "النفق جاهز. سنتحرك عند منتصف الليل!"

يحيى، الفنان الثوري، يرسم لوحة على جدار مدمر، تصور مستودعاً عسكرياً يحترق بينما أطفال غزة يرفعون أعلاماً. "هذه لوحتي: لهيب الحرية . الألوان؟ نار المقاومة وأمل شعبنا!" ينظر إلى الأطفال القريبين، "أنتم ألوان هذه الثورة. سأرسل صور هذه اللوحة إلى خالد في أوروبا!" يعطي فرشاة لطفلة صغيرة، "ارسمي، يا ليلى. دعي العالم يرى حلمك!"

أحمد، الطبيب، يجلس في زاوية، يضمد جرحاً لمقاوم شاب. "كل يوم أرى الموت، لكنني أرى أيضاً الحياة!" يرفع صورة لمستشفى ميداني بناه تحت الأنقاض، "هذا ملجأنا الجديد. لا أدوية، لا معدات، لكن لدينا إرادة!" ينظر إلى قاسم، "كل طفل ننقذه هو ضربة لآيباك!"

حافظ، المفكر الشيوعي، يكتب على ورقة ممزقة: "في الليلة العاشرة من أيلول 2025، تستعد المقاومة لضرب مستودع ذخيرة إسرائيلي. هذا دليل على أن الشعوب المضطهدة لا تركع!" ينظر إلى الشباب الجدد، "أنتم جيل الثورة. النازيون سقطوا عندما توحدت الشعوب، وإسرائيل ستسقط بنفس الطريقة!" يشير إلى الشاشة، "العالم يهتف لنا الآن. دعونا نعطيهم سبباً للهتاف!"

معمر، الشاعر، يقف ويقرأ قصيدة: "في غزة، القنابل تحرق أجسادنا، لكن إرادتنا تحرق قلوبهم. من الرماد نصنع ثورة، ومن الدم نكتب النصر!" صوته يتردد في الساحة، يوقد الحماس في قلوب الشباب والأطفال.

في تل أبيب، أرييل يقف في غرفة العمليات، وجهه شاحب وهو يتلقى تقارير عن هجمات المقاومة. "كيف يستمرون؟ لقد قصفنا كل شيء!" يصرخ عبر جهاز الاتصال، "إليزابيث، المقاومة تضربنا كل ليلة! العالم يتمرد، وروتشيلد يطالبون بنتائج!"

إليزابيث تظهر على شاشة في الغرفة، بدلتها الذهبية تبدو باهتة الآن. "أرييل، أنت فاشل! روتشيلد أنفقوا مليارات، لكنكم لا تستطيعون كسر حفنة من الفلسطينيين!" تضرب الطاولة، "أرسلوا المزيد من القنابل! استخدموا كل شيء: الفسفور الأبيض، القنابل الذكية، أي شيء!"

يوسي، ضابط الدعاية، يدخل الغرفة، يحمل جهازاً لوحياً. "لقد نشرنا فيديو جديد: الفلسطينيون يهددون الحضارة! لكن المظاهرات في أوروبا وأمريكا تكبر!" يبدو مذعوراً، "خالد يحرض العالم، وصور يحيى تنتشر في كل مكان!"

سلمون، الصحفي الدعائي، يكتب بسرعة: "سأنشر مقالاً يتهم المقاومة باستخدام الأطفال كدروع بشرية! سأضيف إحصائيات مزيفة عن هجمات حماس!" يضحك، لكنه يبدو متوتراً، "لكن العالم لم يعد يصدقنا!"

إريك سوروس يدخل، يحمل حقيبة شيكات. "روتشيلد يرسلون المزيد من المال، لكن حتى البيت الأبيض بدأ يتردد!" ينظر إلى إليزابيث، "إذا استمر العالم في التمرد، سنخسر كل شيء!"

إليزابيث تصرخ: "خسرنا؟ مستحيل! دعوا غزة تحترق! سنحولها إلى مقبرة، وسيسكت العالم!"

في غزة، قاسم وهواري يقودان فريقاً عبر نفق ضيق. الجدران مبللة، والإضاءة خافتة. هواري يحمل قاذفة الصواريخ، يهمس: "المستودع على بعد أمتار. إذا أصبناه، سنوقف قصفهم!" يشغل جهاز التشويش، فيسمع صوت طائرة بدون طيار تتحطم.

قاسم يبتسم: "جيد، يا هواري! الآن، لنضرب!" يشير إلى المقاومين، الذين يتقدمون بحذر. يشعلون قنابل مولوتوف ويرمونها نحو المستودع، فيتبعها صاروخ من قاذفة هواري. انفجار هائل يهز المكان، وألسنة اللهب ترتفع من المستودع. المقاومون يهتفون: "عاش النضال!"

في غرفة العمليات، أرييل يصرخ: "المستودع يحترق! كيف سمحنا بهذا؟" يضرب الطاولة، "إليزابيث ستقطع رأسي!"

إليزابيث تظهر على الشاشة: "أرييل، أنت عار على إله الربح! روتشيلد لن يغفروا هذا الفشل!" تصرخ، "أرسلوا الجيش بأكمله! اغرقوا غزة بالنار!"

في الساحة الأوروبية، خالد يواصل خطابه: "غزة تنتصر! كل هجوم من المقاومة هو دليل على أن الحقيقة لا تموت!" يرفع صورة للمستودع المحترق، "هذا انتصار شعبنا! هل ستصمتون أمام هذه الحقيقة؟" الحشود تهتف بحماس، وبعضهم يبدأ بكتابة رسائل تضامن على جدران الساحة.

في المخيم، قاسم وهواري يعودان مع المقاومين، يحملون إصابات طفيفة لكنهم يبتسمون بنصر. قاسم ينظر إلى الشباب: "لقد فعلناها! أظهرنا للعالم أن غزة لا تسقط!" يرفع قبضته، "كل مستودع ندمره هو رسالة إلى آيباك: أقنعتكم تسقط!"

يحيى يرفع لوحة جديدة تصور المستودع المحترق: "هذه نصر الرماد . ستراها كل مدينة في العالم!"

أحمد يعالج مقاوماً: "كل جرح هو وسام. سنقاتل حتى النصر!"

حافظ يكتب: "في الليلة العاشرة من أيلول 2025، دمر المقاومون مستودع ذخيرة إسرائيلي. هذا دليل على أن الحقيقة تنتصر!"

معمر يقرأ قصيدة: "في غزة، النار تحرق أسلحتهم، لكن إرادتنا تحرق قلوبهم. سنقاوم حتى ينهار عرش الظلم!"

الستار يسدل ببطء، بينما يتردد صوت الحشود في الساحة: "فلسطين حرة!" الجمهور يقف ويصفق بحماس، ممزوجاً بالدموع والأمل، بينما تبقى الأضواء خافتة تنتظر الفصل التالي.



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية - في معابد الإله الاعظم دولار-
- مسرحية: -عباءة الطابور الخامس-..كوميديا
- مسرحية: الحقيقة تتألق بين الانقاض..-Veritas in Ruinas-
- مسرحية -إمبراطورية التكفير-
- مسرحية -جعجعة كابريه-
- خيبة التريليونات: من خردة الغرب إلى دروع الشرق
- الضربة الصهيونية لمحمية قطر وسياقات الصراع الإقليمي
- مقدمة لمسرحية : شايلوك يحلم بريفييرا غزة : وحشية الطمع الاست ...
- مسرحية: شايلوك يحلم بريفييرا غزة
- رواية : شجرة الكرز الحزين
- رواية : امواج الحقيقة الهادرة
- رواية : لمن ترفع اليافطة !
- رواية : نبوءة الرياح في شوارع شيكاغو
- تحالف الإرهاب والمال والنفوذ الصهيوني في قلب فرنسا
- نهاية عصر لوبيات الصهاينة
- رواية : كوميديا الفردوس السومري..رواية تاريخية
- رواية : عبيد ماستريخت: دراكولا كرئيس للمفوضية
- رواية : صحراء السراب
- رواية : دموع الأرض المحلقة
- رواية : أصداء الخفاء


المزيد.....




- تحديات جديدة أمام الرواية الإعلامية حول غزة
- وفاة الفنان السعودي حمد المزيني عن عمر 80 عامًا
- حروب مصر وإسرائيل في مرآة السينما.. بطولة هنا وصدمة هناك
- -لا موسيقى للإبادة الجماعية-.. أكثر من 400 فنانا يعلنون مقاط ...
- الأوبرا في ثوب جديد.. -متروبوليتان- تفتتح موسمها بعمل عن الأ ...
- الصّخب والعنف.. كيف عالج وليم فوكنر قضية الصراع الإنساني؟
- تايلور سويفت تعود لدور السينما بالتزامن مع إصدار ألبومها الج ...
- تجمع سوداني بجامعة جورجتاون قطر: الفن والثقافة في مواجهة مأس ...
- سوار ذهبي أثري يباع ويُصهر في ورشة بالقاهرة
- جان بيير فيليو متجنياً على الكرد والعلويين والدروز


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - مسرحية -عاصفة الاستقلال-