أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - مسرحية - في معابد الإله الاعظم دولار-















المزيد.....



مسرحية - في معابد الإله الاعظم دولار-


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 8472 - 2025 / 9 / 21 - 23:15
المحور: الادب والفن
    


مقدمة نقدية :


إن المسرح، بوصفه مرآة الروح الإنسانية، ليس مجرد فضاء للترفيه، بل هو ساحة للمواجهة، حيث تتصارع الأفكار، وتنكشف الحقائق، وتتحطم الأوهام. المسرحية التي بين أيدينا، ببنيتها الدرامية المحكمة وشخصياتها المرسومة بعناية ساخرة، تقدم شهادة فنية على واحدة من أعقد المواجهات الإنسانية في عصرنا: صراع الإرادة ضد القوة، والحق ضد الطغيان، والفكرة ضد القنبلة. هذه المسرحية ليست مجرد عمل أدبي، بل هي فعل مقاومة، محاكاة نقدية للواقع، تقطّر التاريخ والسياسة والأخلاق في سرد درامي يجمع بين السخرية اللاذعة والمأساة العميقة. إنها، بمعنى ما، نص يتحدى القارئ والمشاهد على حد سواء، يدعوهما إلى التفكير في طبيعة القوة، وهشاشة الطغاة، وصمود الشعوب.

منذ اللحظة الأولى، تكشف المسرحية عن طموحها الأدبي من خلال بنيتها الرمزية. المسرح هنا ليس مجرد مكان، بل هو استعارة للعالم نفسه، حيث تتصادم الأيديولوجيات وتتكشف الأكاذيب. الديكور، بجدرانه المتشققة وأنقاضه المتناثرة، يحاكي ليس فقط المشهد الملموس للدمار، بل أيضًا الحالة النفسية والأخلاقية للشخصيات التي تسكنه. كل عنصر في المشهد المسرحي، من الخرائط الممزقة إلى التماثيل الشمعية المكسورة، يحمل دلالات رمزية تتجاوز السطح لتصل إلى جوهر الصراع. الشاشة المتصدعة، التي تعرض صور القصف بصمت، هي ليست مجرد خلفية، بل تعليق صامت على العنف الممنهج الذي يتحول إلى روتين، يُشاهد دون أن يُسمع، يُطبع في وعي العالم كحدث عابر. هذه الاختيارات الفنية ليست عشوائية، بل هي محاكاة دقيقة للطريقة التي يُعاد بها إنتاج العنف في الخطابات السياسية والإعلامية، حيث يُختزل الإنسان إلى صورة، والمأساة إلى مشهد بصري.

الشخصيات في هذا النص ليست مجرد أفراد، بل هي تجسيدات لقوى تاريخية وأيديولوجية. شلومو النتن، بمظهره الهزلي وخوذته الضخمة التي تنزلق على وجهه، هو تجسيد للغطرسة العسكرية التي تخفي هشاشة أخلاقية. إنه ليس مجرد شخصية، بل رمز للطغيان الذي يحاول إخفاء ضعفه بضجيج القوة. رداؤه الممزق وحبره الأحمر الملطخ يحملان دلالات بصرية قوية، تشير إلى العنف الذي يلوث مرتكبه قبل ضحيته. في المقابل، محمد ضيف الدين، بشخصيته الهادئة وكتابه القديم، يمثل الفكرة التي لا تُهزم، الإرادة التي تتحدى المادة. كتابه ليس مجرد أداة، بل هو استعارة للتاريخ نفسه، الذي يحمل في طياته دروس الهزائم والانتصارات. ياسين، عبد الكريم، مصطفى، وشحادة، بملابسهم الملطخة بالغبار، هم أبطال شعبيون، لكنهم يحملون أيضًا طابعًا أسطوريًا، كأنهم أبطال ملحمة قديمة، يقاومون ليس فقط عدوًا ماديًا، بل أيضًا فكرة الاستسلام.

السخرية هي السلاح الأقوى في هذه المسرحية. المؤلف يستخدم الهزل ليس فقط كأداة للترفيه، بل كوسيلة لتفكيك القوة. شلومو، بكل محاولاته الفاشلة لإلقاء خطابات النصر، يتحول إلى شخصية كوميدية، لكن هذه الكوميديا ليست بريئة. إنها سخرية لاذعة تكشف عن زيف الخطابات السياسية التي تبرر العنف باسم الديمقراطية أو الحرية. عندما يتعثر شلومو في ردائه أو تسقط خوذته، لا يضحك الجمهور فقط على حماقته، بل على هشاشة النظام الذي يمثله. هذه السخرية تمتد إلى حلفائه، من دونالد المغرور الذي يلتقط صور السيلفي مع قنبلة بلاستيكية، إلى تميم وسلمان بترودولار اللذين يبيعان النفط والأوهام بنفس الابتسامة العريضة. حتى أردوغان المنافق، بعلمه الممزق وعقوده السرية، يصبح جزءًا من هذه المسرحية الهزلية، حيث يتم الكشف عن تناقضاته بضربات درامية دقيقة.

لكن السخرية لا تغطي على المأساة، بل تعززها. المسرحية لا تكتفي بفضح الطغاة، بل تذكرنا بثمن المقاومة. صور الأطفال الذين يكتبون وصاياهم، الأمهات اللواتي يحملن أطفالهن تحت القصف، وكيس الطحين الممزق، هي ليست مجرد صور درامية، بل هي شهادات على الإنسانية التي تُسحق تحت وطأة العنف. المؤلف يوازن بمهارة بين السخرية والمأساة، بين الضحك على شلومو والبكاء على ضحاياه. هذا التوازن هو ما يجعل المسرحية ليست مجرد عمل سياسي، بل عملًا إنسانيًا عميقًا، يتحدث إلى الضمير العالمي.

اللغة في هذه المسرحية هي أداة فنية بحد ذاتها. الحوارات، المشبعة بالسخرية والتحدي، تحمل إيقاعًا يذكّرنا بأفضل الأعمال الدرامية التي تجمع بين الشعرية والواقعية. عندما يتحدث محمد ضيف الدين، فإن كلماته تحمل وزن التاريخ، كأنها آيات من ملحمة قديمة. في المقابل, خطابات شلومو وحلفائه مليئة بالمبالغات والتناقضات، مما يكشف عن ضعفهم الأخلاقي قبل ضعفهم العسكري. المؤلف يستخدم اللغة ليس فقط لنقل القصة, بل لخلق تباين بين الحق والكذب, بين الإرادة والجبن. الكلمات هنا ليست مجرد أصوات, بل هي أسلحة, تحمل قوة الحجر الذي يرميه المقاومون, وقوة العلم الذي يرفرف فوق الأنقاض.

الموسيقى والصوت يلعبان دورًا حاسمًا في تعزيز الجو الدرامي. الموسيقى الهزلية التي ترافق شلومو وحلفاءه تخلق تناقضًا ساخرًا مع خطاباتهم المتغطرسة, بينما أغنية المقاومة التي يغنيها الأطفال تحمل إيقاعًا يعكس نبض شعب لا يعرف الاستسلام. الصمت, أيضًا, هو عنصر درامي قوي. عندما تُعرض صور القصف بلا صوت, فإن هذا الصمت يصبح تعليقًا على تجاهل العالم للمأساة. الصمت هنا ليس غيابًا للصوت, بل صرخة مكتومة, تدعو الجمهور إلى التفكير في تواطؤهم الصامت.

من الناحية الرمزية, المسرحية تقدم نقدًا عميقًا للقوة والهيمنة. شلومو وحلفاؤه ليسوا مجرد أفراد, بل هم تجسيد لنظام عالمي يعتمد على العنف والخداع. التماثيل الشمعية المكسورة, التي تظهر في الفصول الأخيرة, هي رمز لهشاشة هذا النظام. في المقابل, الحجر, العلم, وكيس الطحين الممزق, هي رموز للمقاومة التي تحول الضعف إلى قوة. المؤلف لا يكتفي بتقديم هذه الرموز, بل ينسجها في نسيج درامي محكم, حيث كل عنصر يعزز الآخر, مكونًا صورة كاملة لصراع بين الحق والقوة.

من الجدير بالملاحظة أن المسرحية لا تقدم حلولًا مباشرة, بل تطرح أسئلة. ما الذي يجعل شعبًا يقاوم رغم كل الصعاب؟ ما الذي يجعل الطغاة يستمرون في أوهامهم رغم هزائمهم المتكررة؟ هذه الأسئلة لا تُطرح بشكل صريح, بل تتسرب عبر الحوارات والصور البصرية, تدعو الجمهور إلى التفكير في دوره في هذا الصراع. المسرحية, بمعنى ما, هي دعوة للجمهور ليصبح جزءًا من القصة, ليس كمشاهدين سلبيين, بل كشهود على الحقيقة.

في النهاية, هذه المسرحية ليست مجرد عمل أدبي, بل هي شهادة على قوة الفن في مواجهة الظلم. إنها تذكرنا بأن المسرح, بكل بساطته, يمكن أن يكون سلاحًا, قادرًا على كشف الأكاذيب, وإحياء الأمل, وإعادة كتابة التاريخ. المؤلف, ببراعته في مزج السخرية بالمأساة, والواقعية بالرمزية, يقدم عملًا يتجاوز حدود الزمان والمكان, ليتحدث إلى كل من يؤمن بالحق, ويرفض الخضوع للطغيان. غزة, في هذا النص, ليست مجرد أرض, بل فكرة, والفكرة, كما تخبرنا المسرحية, لا تُهزم.

…………..


قائمة الشخصيات

1. محمد ضيف الدين - الشيوعي التقدمي، رمز المقاومة والفكر الحر. يظهر بزي بسيط، يحمل كتابًا قديمًا كأنه سلاحه الوحيد، يتميز بهدوئه وحكمته، ويحمل روح شعب لا ينكسر.

2. ياسين - مقاوم شجاع، يحمل صور شهداء وأطفال غزة. ملابسه ملطخة بالغبار، لكنه يشع بإرادة قوية، يمثل الجيل الذي لا يعرف الخوف.

3. عبد الكريم - مقاوم يحمل حجرًا وكيس طحين ممزق، رمز للصمود في وجه التجويع والقمع. كلماته تحمل تحديًا وإيمانًا بالحق.

4. مصطفى - مقاوم يحمل صورًا للمآسي، لكنه يحولها إلى رموز أمل. يمثل الإنسانية التي تقاوم العنف بالإرادة والصبر.

5. شحادة - مقاوم يحمل علم فلسطين، يتحدث باسم الشعب، ويرمز إلى الكرامة والتحدي. يلوح بالعلم كأنه سلاح يهز أوهام الغزاة.

6. شلومو النتن - تجسيد للغطرسة العسكرية، يرتدي رداءً رومانيًا ممزقًا وخوذة عسكرية تنزلق على وجهه. شخصية هزلية تكشف عن هشاشة الطغيان.

7. دونالد المغرور - رمز للقوة الغربية المتعجرفة، يحمل هاتفًا متصدعًا، يلتقط صور سيلفي مع قنبلة بلاستيكية، يمثل الخداع السياسي.

8. مادلين كلينتون - شخصية سياسية ماكرة، تحمل حقيبة ممزقة مليئة بعقود مشبوهة، تمثل النفاق الدبلوماسي.

9. تميم بترودولار - تجسيد للخيانة الاقتصادية، يحمل حقيبة مكتوب عليها "65 مليون دولار"، يبتسم ابتسامة عريضة وهو يبيع النفط والأوهام.

10. سلمان بترودولار - شريك تميم، يرتدي ثوبًا مزينًا بأزرار ذهبية، يمثل التواطؤ مع العدو تحت شعارات السلام.

11. أردوغان المنافق - شخصية متناقضة، يرفع علم فلسطين بيد ويوقّع عقود نفط بيد أخرى، يمثل الخداع السياسي المغلف بالشعارات.

ملاحظة للجمهور: هذه الشخصيات ليست مجرد أفراد، بل رموز لقوى تاريخية وأيديولوجية. المسرحية تجمع بين السخرية والمأساة لتكشف الحقيقة وراء الصراع، وتدعوكم للتأمل في قوة الحق وهشاشة الطغيان.

………..

الفصل الاول :

معبد الربح الأعلى

المسرح مكتوب عليه لافتة ضخمة تتوسطها كلمات متوهجة: "الربح هو الرب الأعلى". الجدران مغطاة بشعارات زائفة، "الديمقراطية"، "حقوق الإنسان"، "الحرية"، مكتوبة بخطوط ذهبية لامعة، لكنها تبدو متسخة، كأن يدًا خفية لطختها بالرماد. في الخلفية، شاشات عملاقة تعرض أرقام البورصة: وول ستريت، تل أبيب، ناسداك، لندن، برلين. الأرقام ترتفع وتنخفض كإيقاع قلب مريض. صوت أجراس البورصة يعلو، ممزوجًا بأصوات انفجارات بعيدة، كأنها تأتي من عالم آخر. على الجانبين، تماثيل شمعية لشخصيات تاريخية، هتلر الصغير يقف متصلبًا بزيه النازي المزيف، دونالد المغرور يمسك بهاتفه يلتقط صورة سيلفي، وشلومو النتن، الذي يبدو كأنه خرج لتوه من إعلان شامبو مضاد للقشرة، يرتدي رداءً يشبه قيصر روماني، لكنه ممزق وملطخ بدماء وهمية.

في وسط المسرح، منصة مرتفعة تشبه مذبحًا، عليها طاولة مغطاة بمخطوطات اقتصادية وصفقات أسلحة. مادلين كلينتون، ببذلتها الأنيقة المزينة بدبابيس ذهبية على شكل قنابل، تقف بجانب الطاولة، تبتسم ابتسامة باردة كأنها تمثال من الرخام. سلمان بترودولار يجلس على كرسي ذهبي، يعبث بمحفظته المصنوعة من جلد نادر، بينما تميم بترودولار يدخل حاملًا حقيبة جلدية سوداء مكتوب عليها "65 مليون دولار" بخط أحمر. أنطوني باور، ببدلته الرمادية المهترئة، يحاول تهدئة الجميع، لكنه يتلعثم كلما حاول نطق كلمة "سلام". جاكلين أولبرايت ترقص ببطء على إيقاع أغنية خافتة، "الحرب تجلب الربح"، بينما أردوغان المنافق يدخل متأخرًا، يلوح بعلم فلسطين بيد، وبيده الأخرى يوقّع عقدًا لتوريد النفط إلى تل أبيب.

في زاوية المسرح، يقف محمد ضيف الدين، شيوعي تقدمي، بزيه البسيط، يحمل كتابًا قديمًا مهترئًا، عيناه تلمعان بذكاء المقاومة. يراقب المشهد بهدوء، كأنه ينتظر لحظته. ياسين، عبد الكريم، مصطفى، وشحادة يقفون خلفه، يرتدون ملابس بسيطة ملطخة بالغبار، لكنهم يبدون كأبطال أسطوريين خرجوا من صفحات قصة لم تُكتب بعد.

شلومو النتن يصعد إلى المنصة، يرفع يديه كقائد أوركسترا، صوته يتردد في القاعة: "أيها الإخوة، أيها المؤمنون بالربح! مرحبًا بكم في معبد وول ستريت، حيث تصنع الديمقراطية بالصواريخ، وحقوق الإنسان تُباع ببراميل النفط. غزة؟ مجرد عقبة صغيرة في طريق أرباحنا! أوكرانيا؟ ساحة لتجربة أسلحتنا! اليمن؟ مجرد ملعب لتدريب طائراتنا بدون طيار!" يضحك ضحكة مسرحية، لكن عينيه ترتجفان، كأنه يحاول إقناع نفسه أكثر من إقناع الآخرين.

مادلين كلينتون تقاطعه، ترفع كأسًا من النبيذ الأحمر: "غزة؟ هذه مجرد مادة خام لمصانع السلاح الأمريكية! بلينكن قالها بنفسه، أنطوني، أليس كذلك؟ الحروب هي أفضل استثمار. أوكرانيا، غزة، المقبلة في لبنان... كل قنبلة تسقط هي دولار يُضاف إلى حساباتنا." تنظر إلى أنطوني باور، الذي يحاول الابتسام، لكنه يبدو كمن ابتلع ليمونة.

أنطوني باور يتلعثم: "أ... أجل، بالطبع، مادلين. الحروب... أقصد، الدفاع عن الحرية... هو، أم، استثمار استراتيجي. لكن يجب أن نكون حذرين، العالم يراقب..." يمسح عرقًا وهميًا من جبهته، بينما جاكلين أولبرايت تضحك بصوت عالٍ، كأنها سمعت نكتة.

تميم بترودولار يفتح حقيبته، يخرج منها رزمًا من الأموال ويرميها على الطاولة: "وهنا رشوتي المتواضعة، 65 مليون دولار، لضمان استمرار شلومو في دفاعه عن الديمقراطية ." يغمز للجميع، ثم يضيف بسخرية: "أليس هذا هو الإسلام الحقيقي؟ دعم إخواننا في... أم، تل أبيب!" يضحك بصوت عالٍ، لكن ضحكته تتحول إلى سعال محرج عندما يرى نظرات أردوغان المنافق.

أردوغان المنافق يرفع علم فلسطين، يلوح به بحماس مصطنع: "إخواني، فلسطين في القلب! نحن ندعم القضية، نصرخ في المؤتمرات، نرسل بيانات الشجب!" يتوقف، ينظر إلى الخلف حيث شاحنات النفط تحمل شعار "إلى تل أبيب"، فيحاول تغيير الموضوع: "لكن، دعونا نتحدث عن الاقتصاد! النفط يجب أن يستمر، أليس كذلك؟" يوقّع عقدًا آخر بسرعة، ويرميه إلى سلمان بترودولار، الذي يبتسم ابتسامة عريضة.

سلمان بترودولار يفتح محفظته، يخرج صورة لقصر ذهبي: "النفط، السلاح، الأرباح... هذه هي الديمقراطية الحقيقية! شلومو، أنت بطلنا. استمر في قصف غزة، ونحن سنستمر في تمويلك. لكن، من فضلك، لا تذكر أسماءنا في الأخبار!" يضحك، لكن عينيه تبحثان عن مخرج.

فجأة، يتقدم محمد ضيف الدين إلى المنصة، يحمل كتابه القديم كأنه سلاح. صوته هادئ لكنه حاد كالسيف: "يا للمهزلة! تجتمعون هنا، تعبدون الربح، وتدّعون الإيمان؟ أنتم لستم سوى ممثلين في مسرحية هزلية، لكن الجمهور – شعوب العالم – بدأ يرميكم بالطماطم!" يشير إلى الشاشات، حيث تظهر صور لأطفال غزة يحملون أعلام المقاومة. "شلومو، أنت تقصف الأطفال وتدّعي النصر؟ مادلين، أنت تبيع القنابل وتتحدثين عن الحرية؟ وأنتم، يا تجار النفط، ترفعون شعارات الإسلام بينما تمدون الكيان بالوقود؟"

شلومو النتن يقاطعه، يصرخ: "صمتًا، أيها الشيوعي! أنا أدافع عن الديمقراطية! غزة ستسقط، وسأكون بطل التاريخ!" يحاول أن يبدو واثقًا، لكن يده ترتجف وهو يمسك بالميكروفون.

محمد ضيف الدين يبتسم بسخرية: "بطل؟ يا شلومو، أنت مجرد مهرج في سيرك متداعٍ. جيشك يختبئ خلف السواتر، طائراتك تقصف المستشفيات، وأنت تقف هنا تتحدث عن النصر؟ التاريخ لا يكتب بالقنابل، بل بالإرادة. وغزة، يا سيدي، هي الإرادة بعينها."

ياسين يتقدم، يحمل صورة لمدرسة مدمرة في غزة: "كل قنبلة ترمونها تصنع منا ألف مقاوم. نحن لا نقاتل بالسلاح فقط، بل بالحق. شلومو، أنت تحارب فكرة، والفكرة لا تموت." صوته قوي، لكنه يحمل نبرة إنسانية عميقة، كأنه يتحدث إلى قلب الجمهور.

عبد الكريم يضيف، وهو يشير إلى الشاشات: "انظروا إلى بورصتكم! الأرقام ترتفع، لكنها مبنية على دماء الأطفال. كل دولار تكسبونه هو دمعة أم في غزة. كل صفقة سلاح هي جثة طفل تحت الأنقاض." يرمي صورة لمستشفى مدمر على الطاولة، فتتوقف الشاشات فجأة.

مصطفى يتقدم، يحمل حجرًا صغيرًا: "هذا سلاحنا. حجر من غزة. قد يبدو بسيطًا، لكنه أقوى من صواريخكم. لأنه يحمل إيمان شعب." يرمي الحجر نحو شلومو، الذي يتراجع مذعورًا كأن الحجر قنبلة.

شحادة، بصوت هادئ لكنه مليء بالتحدي: "شلومو، أنت تقول إنك تدافع عن الحرية؟ من تحمي؟ من طفل يبحث عن ماء؟ من أم تحمل طفلها الجريح؟ جيشك لا يقاتل المقاومة، بل يقاتل الضعفاء، لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي تجيده."

مادلين كلينتون تضحك بسخرية: "أنتم، المقاومون، تتحدثون عن الإيمان؟ نحن نصنع التاريخ! الأسلحة الأمريكية هي من تحدد مصير العالم!" ترفع يدها، فتظهر على الشاشة صور لمصانع أسلحة تعمل ليل نهار.

محمد ضيف الدين يرد، صوته يعلو: "تصنعون التاريخ؟ أنتم تصنعون المقابر! فيتنام، العراق، أفغانستان... كلها مقابر لأوهامكم. وغزة؟ هي المقبرة الأخيرة لكيانكم." يفتح كتابه، يقرأ بصوت عالٍ: "التاريخ يعلمنا أن الغزاة يسقطون دائمًا، مهما امتلكوا من قوة. لأن الحق أقوى من القنابل."

أردوغان المنافق يحاول تغيير الموضوع، يرفع علم فلسطين مرة أخرى: "أنا معكم، يا إخوان! فلسطين حرة!" لكن صوت شاحنات النفط يعلو من جديد، فيقاطعه محمد ضيف الدين: "يا أردوغان، علمك في يدك، لكن قلبك في تل أبيب. نفطك يشعل قنابل شلومو، ومع ذلك تتحدث عن الحرية؟"

تميم بترودولار يصرخ: "كفى! أنا أدعم القضية بطريقتي! هذه الأموال ليست رشوة، بل... استثمار في السلام!" يحاول أن يبدو مقنعًا، لكن الجميع يضحكون، حتى شلومو النتن يبدو محرجًا.

جاكلين أولبرايت تتدخل، تحاول استعادة السيطرة: "دعونا نركز على الهدف. الربح! البورصة ترتفع، الأسلحة تُباع، والعالم يصمت. هذا هو النصر الحقيقي." لكن صوت انفجار بعيد يقاطعها، يتبعه صوت أطفال يغنون أغنية مقاومة. الشاشات تبدأ بالوميض، تظهر صورًا لمظاهرات في شوارع العالم، تحمل أعلام فلسطين.

محمد ضيف الدين يتقدم إلى وسط المنصة، يرفع يده: "انظروا إلى شاشاتكم! العالم لم يعد يصدق أكاذيبكم. شعوب الأرض تستيقظ، وغزة هي صوتها. شلومو، أردوغان، تميم، مادلين... مسرحيتكم تنهار. الجمهور لم يعد يصفق لكم، بل يصرخ في وجهكم."

شلومو النتن يحاول الرد، لكنه يتلعثم: "أنا... أنا سأحتل غزة! سأدمر المقاومة! سأ..." لكن صوت جرس البورصة يتحول إلى صراخ أطفال، فيتراجع شلومو إلى الخلف، يختبئ خلف الطاولة.

ياسين يتقدم، يحمل صورة لمستشفى مدمر: "هذا هو نصرك، يا شلومو؟ مستشفيات تحولت إلى أنقاض؟ أطفال يبحثون عن ماء تحت القصف؟ أنت لا تحارب مقاومة، بل تحارب إنسانية شعب بأكمله." يرمي الصورة على الطاولة، فتنقلب الطاولة، وتتساقط الأموال والعقود على الأرض.

عبد الكريم يضيف: "كل قنبلة ترمونها هي شهادة على هزيمتكم. غزة ليست أرضًا، بل روحًا. وروح الشعب لا تُهزم." يشير إلى الشاشات، حيث تظهر صور لأطفال يكتبون وصاياهم على جدران المدارس المدمرة.

مصطفى يحمل حجرًا آخر، يرفعه عاليًا: "هذا الحجر أقوى من طائراتكم. لأنه يحمل إيماننا. شلومو، أنت تحارب جيشًا من الأرواح، وهذا جيش لا يُهزم." يرمي الحجر نحو الشاشات، فتتحطم إحداها، وتظهر صورة لعلم فلسطين يرفرف فوق الأنقاض.

شحادة ينظر إلى أردوغان المنافق: "وأنت، يا من ترفع علم فلسطين، لماذا تمد الكيان بالنفط؟ لماذا تصمت عن دماء أطفالنا؟ خيانتكم أكثر إيلامًا من قنابل شلومو." يتقدم نحو أردوغان، الذي يتراجع، يحاول إخفاء العقد في جيبه.

محمد ضيف الدين يرفع كتابه مرة أخرى: "هذا الكتاب هو تاريخكم، يا غزاة. فيتنام، العراق، أفغانستان، بيروت... كلها فصول من هزائمكم. وغزة؟ هي الفصل الأخير، حيث تنهار أوهامكم أمام إرادة شعب." يفتح الكتاب، يقرأ: "الشعوب التي تقاوم لا تُهزم، لأنها لا تحارب من أجل الربح، بل من أجل الحق."

شلومو النتن يصرخ: "كفى! أنا سأدمر غزة! سأجعلها تنسى اسم المقاومة!" لكن صوته يضيع وسط أصوات الانفجارات البعيدة. الشاشات تبدأ بالوميض، تظهر صورًا لمظاهرات في لندن، باريس، صنعاء، بيروت. الشعوب تحمل لافتات مكتوب عليها: "غزة تقاوم، والعالم يستيقظ."

مادلين كلينتون تحاول استعادة السيطرة: "هذه مجرد دعاية! نحن نسيطر على الإعلام، على البورصة، على العالم!" لكن صوتها يضيع وسط أغنية مقاومة يغنيها أطفال غزة عبر الشاشات. أنطوني باور يحاول التدخل، لكنه يسقط على الأرض، يحاول التقاط الأموال المتساقطة.

تميم بترودولار يصرخ: "كفى! هذه الأموال هي للسلام!" لكن الجمهور يبدأ بالتصفيق الساخر، وصوت الصفير يعلو. سلمان بترودولار يحاول الهرب، لكنه يتعثر في عقد نفط، فيسقط على وجهه.

أردوغان المنافق يرفع صوته: "أنا مع فلسطين! أنا..." لكن صوت شاحنات النفط يقاطعه مرة أخرى. يحاول إخفاء العقد، لكن ياسين ينتزعه من يده، يرفعه أمام الجمهور: "هذا هو دعمك لفلسطين؟ نفط للكيان؟"

محمد ضيف الدين يتقدم إلى وسط المنصة، ينظر إلى الجمهور: "هذه مسرحيتهم، يا سادة. مسرحية الأوهام. يتحدثون عن الديمقراطية بينما يقصفون الأطفال. يرفعون شعارات الإيمان بينما يبيعون النفط للعدو. لكن غزة ليست جزءًا من مسرحيتهم. غزة هي الحقيقة التي تكشف أكاذيبهم."

الستارة تبدأ بالهبوط ببطء، لكن صوت أغنية المقاومة يعلو. الشاشات تتحول إلى صور لأطفال غزة يرسمون أحلامهم على الجدران المدمرة. شلومو النتن يقف وحيدًا، يحاول إلقاء خطاب أخير، لكن صوته يضيع وسط الضجيج. محمد ضيف الدين ينظر إلى الجمهور، يبتسم: "المسرحية لم تنته بعد، لكن النهاية مكتوبة: غزة تنتصر."


…………..



الفصل الثاني :
أوهام الغزاة

المسرح يتحول إلى مكتب عسكري مزيف، يبدو كأنه مقتبس من فيلم هوليوودي رديء من الدرجة الثالثة. الجدران مغطاة بخرائط ممزقة، بعضها لفيتنام، وبعضها للعراق، وأخرى لأفغانستان، وخريطة كبيرة مكتوب عليها "غزة" ملطخة بالحبر الأحمر كأنها جرح نازف. طاولة في المنتصف مليئة بنماذج مصغرة لطائرات بدون طيار، صواريخ، ودبابات بلاستيكية تبدو وكأنها لعب أطفال. شلومو النتن يقف في وسط المكتب، يرتدي خوذة عسكرية كبيرة جدًا على رأسه، تنزلق باستمرار لتغطي عينيه، مما يجعله يبدو كمهرج في سيرك عسكري. يحاول رسم خطة على الخريطة، لكنه يمسك القلم بالعكس، فيترك خطوطًا عشوائية تشبه رسومات طفل. بجانبه، هتلر الصغير، بشخصيته النازية المزيفة، يرتدي زيًا عسكريًا مزينًا بأوسمة مقلدة، يصرخ بأوامر عبثية وهو يلوح بيديه كأنه يحاكي خطابًا من أربعينيات القرن الماضي. دونالد المغرور، المستوحى من ترامب، يجلس في زاوية، يلتقط صور سيلفي مع قنبلة بلاستيكية، يغرد على هاتفه: "أعظم قائد عسكري في التاريخ! #النصر_لغزة". أنطوني باور، ببدلته الرمادية المهترئة، يحاول تهدئة الجميع، لكنه يتلعثم كلما ذُكرت كلمة "هزيمة". جاكلين أولبرايت تدخل متأخرة، تحمل حقيبة مليئة بعقود أسلحة، ترتدي نظارات شمسية كبيرة كأنها نجمة سينمائية تحاول إخفاء هويتها. في الخلفية، شاشة تعرض صورًا لقصف غزة، لكن الصوت مغلق، ويحل محله موسيقى كلاسيكية ساخرة، كأنها ترافق فيلمًا صامتًا.

في زاوية المسرح، يقف محمد ضيف الدين، الشيوعي التقدمي، بزيه البسيط، يحمل كتابًا قديمًا كأنه سلاحه الوحيد. عيناه تلمعان بذكاء المقاومة، يراقب المشهد بهدوء، كأنه ينتظر لحظة الضعف ليدخل. ياسين، عبد الكريم، مصطفى، وشحادة يقفون خلفه، يرتدون ملابس ملطخة بالغبار، لكنهم يبدون كأبطال أسطوريين، كأن كل واحد منهم يحمل روح شعب بأكمله.

شلومو النتن يصعد إلى منصة صغيرة في وسط المكتب، يرفع يديه كأنه قائد عظيم: "أيها القادة، أيها الحلفاء! غزة ستسقط! لقد خططت لكل شيء. قصف، تجويع، دعاية... أنا عبقري الحروب!" يحاول أن يبدو واثقًا، لكنه يتعثر في خوذته، فتسقط على الأرض، فيضحك الجميع، حتى هتلر الصغير الذي يحاول إخفاء ضحكته بسعال مزيف.

دونالد المغرور يرفع رأسه من هاتفه، يصرخ: "عبقري؟ أنا من علّمك فن الصفقات! لقد بعت أسلحة بمليارات لغزة، أوكرانيا، وحتى للقمر لو أردت! المهم هو الربح، يا شلومو. انسَ النصر، ركز على الأرقام!" يلتقط صورة أخرى مع القنبلة، يكتب تعليقًا: "#الحرب_رائعة".

أنطوني باور يحاول التدخل، صوته مرتجف: "أ... أجل، شلومو، خطتك... رائعة، لكن، أم، يجب أن نكون حذرين. العالم يراقب، والإعلام... أقصد، هناك تقارير عن..." يتوقف، ينظر إلى جاكلين أولبرايت طالبًا المساعدة، لكنها تتجاهله، مشغولة بفرز عقود الأسلحة.

جاكلين أولبرايت ترفع رأسها، تضحك: "تقارير؟ من يهتم بالتقارير؟ نحن نصنع الأخبار! شلومو، استمر في القصف، ونحن سنتولى الدعاية. العالم سيصدق أنك تدافع عن نفسك!" ترمي عقدًا على الطاولة، مكتوب عليه "صفقة صواريخ – غزة 2025".

هتلر الصغير يصرخ، يلوح بيده: "النظام! النظام! يجب أن نسحق المقاومة! لا مكان للضعفاء في عالم القوة!" يحاول أن يبدو مخيفًا، لكنه يتعثر في ردائه الطويل، فيسقط على وجهه، مما يثير ضحك دونالد المغرور الذي يلتقط صورة له ويغرد: "#هتلر_الصغير_يفشل".

فجأة، يتقدم محمد ضيف الدين إلى وسط المكتب، يحمل كتابه القديم كأنه درع: "أوهامكم، يا سادة، ليست جديدة. هنا صور من ماضيكم: فيتنام حيث هربتم كالفئران، العراق حيث تحولتم إلى نكتة، وأفغانستان حيث تركتم أسلحتكم وركضتم. غزة؟ هي مقبرتكم الجديدة." يفتح كتابه، يشير إلى صفحات مليئة بصور لهزائم الغزاة، كل صورة تحمل تعليقًا ساخرًا: "هنا سقطت أحلامهم، وهنا انتهت أكاذيبهم."

شلومو النتن يصرخ، يحاول استعادة السيطرة: "صمتًا، أيها الشيوعي! أنا مختلف! سأحتل غزة! سأمحو المقاومة!" يحاول رسم خطة جديدة على الخريطة، لكنه يمزقها بالخطأ، فيسقط الحبر الأحمر على ملابسه، مما يجعله يبدو كأنه خرج من مسرحية دموية.

ياسين يتقدم، يحمل صورة لجندي صهيوني يهرب من غزة: "شلومو، جيشك لا يقاتل، بل يختبئ. جنودك يرفضون القتال، لأنهم يعرفون أن غزة ليست نزهة. إنها أرض تبتلع الغزاة." يرمي الصورة على الطاولة، فتنقلب نماذج الدبابات البلاستيكية.

عبد الكريم يضيف، صوته هادئ لكنه لاذع: "تتحدث عن النصر؟ انظر إلى جنودك! يرتجفون خلف السواتر، يطلقون النار على كل شيء يتحرك، سواء كان طفلًا يبحث عن خبز أو أبًا يحمل كيس طحين. هذا ليس جيشًا، بل عصابة تفتقر إلى الشجاعة." يشير إلى الشاشة، حيث تظهر صورة لجندي يبكي في خندق، فيضحك الجميع، حتى دونالد المغرور الذي يكتب تعليقًا: "#جيش_شلومو_يبكي".

مصطفى يتقدم، يحمل حجرًا صغيرًا: "هذا سلاحنا. حجر من غزة. قد يبدو متواضعًا، لكنه أقوى من صواريخكم. لأنه يحمل إيمان شعب." يرمي الحجر نحو نموذج طائرة بدون طيار، فتتحطم الطائرة، في رمزية واضحة.

شحادة ينظر إلى شلومو، صوته مليء بالتحدي: "شلومو، أنت تقول إنك تدافع عن الحرية؟ من تحمي؟ من طفل يمشي كيلومترات بحثًا عن ماء؟ من أم تحمل طفلها الجريح إلى مستشفى تحول إلى أنقاض؟ جيشك لا يقاتل المقاومة، بل يقاتل الضعفاء، لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي تجيده." يرمي صورة لمستشفى مدمر على الطاولة، فتتوقف الموسيقى فجأة.

محمد ضيف الدين يرفع كتابه، يقرأ بصوت عالٍ: "التاريخ لا يكذب. فيتنام، العراق، أفغانستان، بيروت... كلها مقابر لأوهام الغزاة. وغزة؟ هي الفصل الأخير، حيث تنهار أحلامكم أمام إرادة شعب." يشير إلى الشاشة، حيث تظهر صور لأطفال غزة يكتبون وصاياهم على جدران المدارس المدمرة.

شلومو النتن يصرخ: "كفى! أنا سأدمر غزة! سأجعلها تنسى اسم المقاومة!" يحاول إلقاء خطاب نصر، لكن خوذته تسقط مرة أخرى، فيضحك الجميع. حتى هتلر الصغير يبدو محرجًا، يحاول تغيير الموضوع: "دعونا نركز على النظام! يجب أن نسحق الضعفاء!" لكن صوته يضيع وسط ضحكات دونالد المغرور.

دونالد المغرور يغرد مرة أخرى: "شلومو، استمع إلي! انسَ غزة، ركز على الصفقات! أنا صنعت السلام في الشرق الأوسط، أليس كذلك؟" يلتقط صورة أخرى مع القنبلة، لكن الشاشة تتحول فجأة إلى صورة لمظاهرة في غزة، فينظر إلى أنطوني باور بحيرة: "ماذا حدث للإعلام؟ ألم نتحكم به؟"

أنطوني باور يتلعثم: "أ... أجل، لكن، العالم بدأ يرى... أقصد، هناك تقارير عن..." يتوقف، ينظر إلى جاكلين أولبرايت، التي تقاطعه بسخرية: "تقارير؟ دع الإعلام لي! سنصنع قصة جديدة: شلومو البطل ينقذ العالم!" ترمي عقدًا آخر على الطاولة، لكنه يسقط على الأرض، فيتدحرج نحو محمد ضيف الدين.

محمد ضيف الدين يلتقط العقد، يقرأه بصوت عالٍ: "صفقة أسلحة لقصف غزة. موقعة من مادلين وشلومو. برعاية دونالد المغرور." يرمي العقد في الهواء، فتتحول إلى أوراق محترقة: "هذه هي أحلامكم. أوراق تحترق أمام الحقيقة. غزة ليست صفقة، بل فكرة. والفكرة لا تُهزم."

ياسين يتقدم، يحمل صورة لمقاوم يطلق صاروخًا محلي الصنع: "شلومو، جيشك يملك طائرات وصواريخ، لكنه يخاف من صاروخ بسيط صنعناه من بقايا الحديد. لماذا؟ لأننا نقاتل من أجل الحق، وأنتم تقاتلون من أجل الربح." يرمي الصورة على الطاولة، فتنقلب نماذج الصواريخ البلاستيكية.

عبد الكريم يضيف: "انظروا إلى جنودكم! يختبئون خلف الشاشات، يطلقون النار على العُزل، ثم يركضون عند أول طلقة. هذا ليس جيشًا، بل مسرحية هزلية." يشير إلى الشاشة، حيث تظهر صورة لجنود يرفضون القتال، يحملون لافتات مكتوب عليها: "لا نريد الموت في غزة!"

مصطفى يرفع حجرًا آخر: "هذا الحجر هو سلاحنا. لكنه أقوى من جيشك، لأنه يحمل إيمان شعب. شلومو، أنت تحارب جيشًا من الأرواح، وهذا جيش لا يُهزم." يرمي الحجر نحو نموذج دبابة، فتتحطم الدبابة، فيضحك الجميع.

شحادة ينظر إلى دونالد المغرور: "وأنت، يا بائع الصفقات، تتحدث عن السلام؟ أنت بعت أسلحة لقتل أطفالنا، ثم وقّعت اتفاقيات سلام مزيفة. تاريخك مليء بالهزائم، لكنك تظن أنك ستنتصر هذه المرة؟" يرمي صورة لاتفاقية سلام مزيفة على الطاولة، فتتحول إلى رماد.

محمد ضيف الدين يرفع كتابه مرة أخرى: "هذا تاريخكم، يا غزاة. في كل مرة، تظنون أنكم ستنتصرون، لكنكم تنتهون إلى الهزيمة. فيتنام، العراق، أفغانستان، بيروت... وغزة هي الفصل الأخير. لأنكم تحاربون شعبًا لا يعرف الاستسلام." يفتح الكتاب، يقرأ: "الشعوب التي تقاوم لا تُهزم، لأنها تحارب من أجل الحق، وليس من أجل الربح."

شلومو النتن يصرخ: "كفى! أنا سأدمر غزة! سأجعلها تنسى اسم المقاومة!" لكن صوته يضيع وسط أصوات الانفجارات البعيدة. الشاشة تتحول إلى صور لأطفال غزة يغنون أغنية مقاومة، فيتراجع شلومو إلى الخلف، يختبئ خلف الطاولة.

دونالد المغرور يحاول تغيير الموضوع، يغرد: "لا تقلقوا، سأصنع صفقة جديدة! غزة ستكون لنا!" لكن الشاشة تظهر صورة لمظاهرة عالمية، تحمل لافتات مكتوب عليها: "غزة حرة!" فيصرخ: "ماذا حدث للإعلام؟"

أنطوني باور يتلعثم: "أ... أجل، لكن، العالم بدأ يرى الحقيقة... أقصد، يجب أن نغير الرواية!" يحاول التقاط عقد من الأرض، لكنه يتعثر، فيسقط على وجهه.

جاكلين أولبرايت تضحك: "لا تقلق، أنطوني! سنصنع فيديو جديد: شلومو البطل ينقذ العالم! العالم سيصدقنا!" لكن الشاشة تتحول إلى صورة لطفل يحمل علم فلسطين، فيصمت الجميع.

محمد ضيف الدين يتقدم إلى وسط المكتب، ينظر إلى الجمهور: "هذه مسرحيتهم، يا سادة. مسرحية الأوهام. يتحدثون عن النصر بينما جيوشهم تنهار. يتحدثون عن الحرية بينما يقصفون الأطفال. لكن غزة ليست جزءًا من مسرحيتهم. غزة هي الحقيقة التي تكشف أكاذيبهم."

ياسين يرفع علم فلسطين: "غزة ليست أرضًا، بل فكرة. وفكرة الحرية لا تُهزم." يرمي العلم في الهواء، فيرفرف فوق المنصة، بينما تنهار نماذج الدبابات والطائرات.

عبد الكريم يضيف: "شلومو، جيشك يقصف المستشفيات، لكنه يخاف مواجهة المقاومة. هذا ليس نصرًا، بل هزيمة أخلاقية." يرمي صورة لمستشفى مدمر على الأرض، فتتحول إلى رماد.

مصطفى يرفع حجرًا آخر: "هذا الحجر هو سلاحنا. لكنه أقوى من جيشك، لأنه يحمل إيمان شعب." يرمي الحجر نحو الشاشة، فتتحطم، وتظهر صورة لأطفال غزة يرسمون أحلامهم على الجدران المدمرة.

شحادة ينظر إلى شلومو: "أنت تقول إنك تدافع عن الحرية؟ لكنك تحارب الضعفاء. جيشك لا يعرف الشجاعة، لأنه يقاتل من أجل الربح، وليس من أجل الحق." يرمي صورة لأم تحمل طفلها الجريح، فتتوقف الموسيقى.

محمد ضيف الدين يرفع كتابه مرة أخرى: "هذا تاريخكم، يا غزاة. في كل مرة، تظنون أنكم ستنتصرون، لكنكم تنتهون إلى الهزيمة. غزة هي الفصل الأخير، حيث تنهار أحلامكم أمام إرادة شعب." يفتح الكتاب، يقرأ: "الشعوب التي تقاوم لا تُهزم، لأنها تحارب من أجل الحق."

الستارة تبدأ بالهبوط ببطء، لكن صوت أغنية المقاومة يعلو. الشاشة تتحول إلى صور لأطفال غزة يغنون، يرسمون، يقاومون. شلومو النتن يقف وحيدًا، يحاول إلقاء خطاب أخير، لكن صوته يضيع وسط الضجيج. محمد ضيف الدين ينظر إلى الجمهور، يبتسم: "المسرحية لم تنته بعد، لكن النهاية مكتوبة: غزة تنتصر."


………..


الفصل الثالث :
المقاومة تتحدث

المسرح يتحول إلى شوارع غزة، لكنها ليست شوارع عادية. الأنقاض تملأ المشهد، مبانٍ مهدمة، جدران متشققة، وأعمدة كهرباء مقطوعة تتدلى كأنها أوردة مكسورة. لكن وسط هذا الدمار، هناك حياة نابضة. أطفال يلعبون بين الحطام، يرسمون صواريخ وأعلام فلسطين على الجدران. نساء يصنعن الخبز من بقايا الطحين، يتبادلن القصص والضحكات كأنهن يتحدين القنابل بابتساماتهن. رجال يقفون في زوايا الشوارع، يحملون أسلحة بدائية، لكن عيونهم تلمع بإرادة لا تُكسر. في وسط المشهد، منصة مرتفعة مصنوعة من ألواح خشبية مكسورة، مزينة بأعلام فلسطين وصور شهداء. على المنصة، يقف محمد ضيف الدين، الشيوعي التقدمي، بزيه البسيط، يحمل كتابًا قديمًا كأنه درع. بجانبه، ياسين، عبد الكريم، مصطفى، وشحادة، يرتدون ملابس ملطخة بالغبار، لكنهم يبدون كأبطال أسطوريين، كأن كل واحد منهم يحمل روح شعب بأكمله. في الخلفية، سماء رمادية يقطعها دخان القنابل، لكن أحيانًا تظهر أشعة شمس خافتة، كأنها رمز للأمل. صوت الانفجارات البعيدة يتخلله صوت أطفال يغنون أغنية مقاومة، كأن الغناء هو سلاحهم السري.

محمد ضيف الدين يقف في وسط المنصة، ينظر إلى حشد من الأطفال والنساء والرجال الذين تجمعوا حوله. صوته هادئ لكنه يحمل قوة جبل: "يا شعب غزة، يا أصحاب الحق! كل قنبلة يرمونها تصنع منا ألف مقاوم. نحن لا نقاتل بالسلاح فقط، بل بالإيمان. إيمان بأن الحق سينتصر، مهما طال الزمن." يرفع كتابه القديم، يفتحه، ويقرأ بصوت عالٍ: "الشعوب التي تقاوم لا تُهزم، لأنها تحارب من أجل الحياة، وليس من أجل الربح." الحشد يصفق، لكن التصفيق ليس عاديًا، إنه مزيج من التصفيق والهتافات، كأن الأرض نفسها تهتز معهم.

ياسين يتقدم، يحمل صورة لمدرسة مدمرة، لكن على جدرانها رسومات أطفال مليئة بالألوان: "شلومو يظن أن قنابله ستقتل إرادتنا. لكنه لا يعلم أن كل منزل يهدم يولد بطلًا جديدًا. كل مدرسة تُدمر تصنع جيلًا جديدًا من المقاومين." يرفع الصورة عاليًا، فيراها الحشد، فتعلو الهتافات: "غزة تقاوم!" ياسين يبتسم، ابتسامة صلبة كالصخر: "نحن لا نموت، نحن نزرع أحلامنا في الأنقاض. كل طفل يسقط هو بذرة ثورة." يرمي الصورة إلى الحشد، فيلتقطها طفل صغير، يرفعها عاليًا كأنها علم.

عبد الكريم يتقدم، يحمل حجرًا صغيرًا ملطخًا بالغبار: "هذا سلاحنا. حجر من غزة. قد يبدو بسيطًا، لكنه أقوى من صواريخ شلومو. لأنه يحمل إيمان شعب." يرفع الحجر، فيتأمله الحشد، كأنه جوهرة نادرة. "شلومو يقصف المستشفيات، لكنه يخاف مواجهة المقاومة. جيشه يختبئ خلف الشاشات، يطلق النار على العُزل، ثم يركض عند أول طلقة." يرمي الحجر نحو نموذج بلاستيكي لطائرة بدون طيار موضوع على المنصة، فتتحطم الطائرة، فيعلو تصفيق الحشد.

مصطفى يتقدم، يحمل صورة لأم تحمل طفلها الجريح: "هذه هي غزة. أم تحمل طفلها تحت القصف، لكنها لا تنحني. شلومو يظن أن التجويع سيجبرنا على الركوع. لكنه لا يعلم أن الجوع يصنع منا أسودًا لا تهاب الموت." يرفع الصورة، فيبدأ الحشد بالبكاء، لكن دموعهم ليست دموع ضعف، بل دموع تحدٍ. "كل قنبلة يرمونها تصنع أسطورة. غزة ليست أرضًا، بل قصة لا تنتهي." يرمي الصورة إلى الحشد، فتلتقطها امرأة عجوز، تضمها إلى صدرها كأنها كنز.

شحادة يتقدم، يحمل علم فلسطين: "شلومو يتحدث عن النصر، لكنه لا يعرف معنى النصر. النصر هو أن تقاوم عندما يقصفون بيوتك. النصر هو أن تزرع أملًا وسط الأنقاض. النصر هو أن تغني أغنية الحرية تحت القنابل." يرفع العلم عاليًا، فتردد الحشد: "فلسطين حرة!" شحادة ينظر إلى السماء، حيث تحوم طائرة بدون طيار: "شلومو، طائراتك قد تقتل أجسادنا، لكنها لا تستطيع قتل أرواحنا." يلوح بالعلم، فتتحطم الطائرة فجأة، كأن العلم نفسه أسقطها، فيعلو تصفيق الحشد.

محمد ضيف الدين ينظر إلى الحشد، صوته يعلو: "شلومو يظن أن قنابله ستقتل إرادتنا. لكنه لا يعلم أن كل قنبلة تصنع أسطورة. غزة ليست أرضًا، بل فكرة. والفكرة لا تُهزم." يفتح كتابه، يقرأ: "في بيروت، هزمنا الغزاة. في جنوب لبنان، كسرنا أحلامهم. في صنعاء، تحدينا قنابلهم. وفي غزة، نكتب تاريخًا جديدًا." الحشد يهتف، صوتهم يهز المسرح، كأن الأرض نفسها تردد كلماتهم.

ياسين يتقدم مرة أخرى، يحمل صورة لشهيد: "هذا أخي، استشهد تحت القصف. لكنه لم يمت. إنه يعيش فينا، في كل مقاوم، في كل طفل يحمل حجره، في كل أم تصنع الخبز من بقايا الطحين." يرفع الصورة، فيبدأ الحشد بالغناء، أغنية مقاومة قديمة، كلماتها بسيطة لكنها تحمل روح شعب. "شلومو، أنت لا تحارب جيشًا، بل شعبًا. وشعب غزة لا يعرف الاستسلام." يرمي الصورة إلى الحشد، فيلتقطها طفل، يرفعها عاليًا، كأنها شعلة.

عبد الكريم يتقدم، يحمل كيس طحين ممزق: "هذا ما تبقى لنا. كيس طحين ممزق. لكن من هذا الكيس، نصنع خبزًا لأطفالنا. شلومو يظن أن التجويع سيقتلنا. لكنه لا يعلم أننا نصنع الحياة من الموت." يرفع الكيس، فيبدأ الحشد بالهتاف: "غزة لن تجوع!" عبد الكريم يبتسم، ابتسامة مليئة بالتحدي: "شلومو، جيشك يقصف كيس الطحين، لكنه يخاف مواجهة رجل يحمل حجرًا. هذا هو جيشك: جيش من الجبناء." يرمي الكيس إلى الحشد، فتلتقطه امرأة، تبدأ بصنع الخبز على المنصة، كأنها تتحدى القنابل بعجينها.

مصطفى يتقدم، يحمل صورة لمستشفى مدمر: "هذا هو نصر شلومو. مستشفيات تحولت إلى أنقاض. أطباء استشهدوا تحت القصف. لكن هل تعتقدون أن هذا سيكسرنا؟ كل مستشفى تدمرونه يولد ألف طبيب جديد. كل شهيد يسقط يولد ألف مقاوم." يرفع الصورة، فيبدأ الحشد بالبكاء، لكن دموعهم مليئة بالغضب. "شلومو، أنت لا تحارب المقاومة، بل تحارب الإنسانية. وهذه حرب خاسرة." يرمي الصورة إلى الحشد، فيلتقطها رجل عجوز، يضمها إلى صدره كأنها كنز.

شحادة يتقدم، يحمل علم فلسطين آخر: "شلومو يتحدث عن الديمقراطية؟ أي ديمقراطية هذه التي تقتل الأطفال؟ أي حرية هذه التي تجوّع شعبًا بأكمله؟" يرفع العلم، فتردد الحشد: "فلسطين حرة!" شحادة ينظر إلى السماء، حيث تحوم طائرة بدون طيار أخرى: "شلومو، طائراتك قد تقتل أجسادنا، لكنها لا تستطيع قتل أحلامنا. نحن نقاوم، لأننا نؤمن بالحق." يلوح بالعلم، فتتحطم الطائرة مرة أخرى، فيعلو تصفيق الحشد.

محمد ضيف الدين ينظر إلى الحشد، يرفع يده: "يا شعب غزة، أنتم لستم مجرد شعب، أنتم أسطورة. كل قنبلة يرمونها تصنع منكم بطلًا. كل منزل يهدم يولد حلمًا جديدًا." يفتح كتابه، يقرأ: "في جنوب لبنان، تحدينا الغزاة. في صنعاء، كسرنا قنابلهم. وفي غزة، نكتب تاريخًا جديدًا." الحشد يهتف، صوتهم يهز المسرح، كأن الأرض نفسها تردد كلماتهم.

ياسين يتقدم مرة أخرى، يحمل صورة لأطفال يكتبون وصاياهم على جدران المدارس: "هؤلاء هم أطفال غزة. يكتبون وصاياهم، لكنهم لا يخافون الموت. لأنهم يعرفون أن الحياة ليست في الأجساد، بل في الحق." يرفع الصورة، فيبدأ الحشد بالغناء مرة أخرى، أغنية مقاومة قديمة، كلماتها تحمل روح شعب لا يعرف الاستسلام. "شلومو، أنت تحارب جيلًا لا يعرف الخوف. جيلًا يحمل الحجارة ويصنع منها أحلامًا." يرمي الصورة إلى الحشد، فيلتقطها طفل، يرفعها عاليًا، كأنها شعلة.

عبد الكريم يتقدم، يحمل كيس طحين آخر: "هذا ما تبقى لنا. كيس طحين ممزق. لكن من هذا الكيس، نصنع خبزًا لأطفالنا. شلومو يظن أن التجويع سيقتلنا. لكنه لا يعلم أننا نصنع الحياة من الموت." يرفع الكيس، فيبدأ الحشد بالهتاف: "غزة لن تجوع!" عبد الكريم يبتسم، ابتسامة مليئة بالتحدي: "شلومو، جيشك يقصف كيس الطحين، لكنه يخاف مواجهة رجل يحمل حجرًا. هذا هو جيشك: جيش من الجبناء." يرمي الكيس إلى الحشد، فتلتقطه امرأة أخرى، تبدأ بصنع الخبز على المنصة، كأنها تتحدى القنابل بعجينها.

مصطفى يتقدم، يحمل صورة لمستشفى مدمر آخر: "هذا هو نصر شلومو. مستشفيات تحولت إلى أنقاض. أطباء استشهدوا تحت القصف. لكن هل تعتقدون أن هذا سيكسرنا؟ كل مستشفى تدمرونه يولد ألف طبيب جديد. كل شهيد يسقط يولد ألف مقاوم." يرفع الصورة، فيبدأ الحشد بالبكاء، لكن دموعهم مليئة بالغضب. "شلومو، أنت لا تحارب المقاومة، بل تحارب الإنسانية. وهذه حرب خاسرة." يرمي الصورة إلى الحشد، فيلتقطها رجل عجوز آخر، يضمها إلى صدره كأنها كنز.

شحادة يتقدم، يحمل علم فلسطين آخر: "شلومو يتحدث عن الديمقراطية؟ أي ديمقراطية هذه التي تقتل الأطفال؟ أي حرية هذه التي تجوّع شعبًا بأكمله؟" يرفع العلم، فتردد الحشد: "فلسطين حرة!" شحادة ينظر إلى السماء، حيث تحوم طائرة بدون طيار أخرى: "شلومو، طائراتك قد تقتل أجسادنا، لكنها لا تستطيع قتل أحلامنا. نحن نقاوم، لأننا نؤمن بالحق." يلوح بالعلم، فتتحطم الطائرة مرة أخرى، فيعلو تصفيق الحشد.

محمد ضيف الدين ينظر إلى الحشد، يرفع يده: "يا شعب غزة، أنتم لستم مجرد شعب، أنتم أسطورة. كل قنبلة يرمونها تصنع منكم بطلًا. كل منزل يهدم يولد حلمًا جديدًا." يفتح كتابه، يقرأ: "في جنوب لبنان، تحدينا الغزاة. في صنعاء، كسرنا قنابلهم. وفي غزة، نكتب تاريخًا جديدًا." الحشد يهتف، صوتهم يهز المسرح، كأن الأرض نفسها تردد كلماتهم.

الستارة تبدأ بالهبوط ببطء، لكن صوت أغنية المقاومة يعلو. السماء الرمادية تتحول إلى ألوان الغروب، كأنها ترمز إلى الأمل. محمد ضيف الدين ينظر إلى الجمهور، يبتسم: "غزة ليست مجرد أرض، بل فكرة. والفكرة لا تُهزم."


……….


الفصل الرابع :
خيانة الحلفاء

المسرح يتحول إلى مطعم فاخر في إحدى عواصم الخليج، مضاء بثريات ذهبية تتدلى من السقف كأنها نجوم مزيفة. الجدران مغطاة بستائر حريرية حمراء، وطاولات مغطاة بمفارش بيضاء مطرزة بخيوط ذهبية. رائحة العطور الفاخرة تملأ المكان، ممزوجة برائحة القهوة العربية ودخان السيجار. في وسط المطعم، طاولة دائرية ضخمة، مغطاة بأطباق من الذهب، مليئة بأطعمة فاخرة لا يبدو أن أحدًا يأكلها. على الطاولة، عقود نفط وسلاح مكتوب عليها "للكيان" بخط أنيق، وأكوام من الأموال مكدسة بعناية كأنها جزء من الديكور. في الخلفية، شاشة عملاقة تعرض صور قصف غزة، لكن الصوت مغلق، وتحل محله موسيقى كلاسيكية هادئة، كأن القصف مجرد خلفية بصرية للعشاء. سلمان بترودولار يجلس في رأس الطاولة، يرتدي ثوبًا تقليديًا مزينًا بأزرار ذهبية، يعبث بمحفظته المصنوعة من جلد تمساح نادر. تميم بترودولار يجلس بجانبه، يحمل حقيبة جلدية سوداء مكتوب عليها "65 مليون دولار" بخط أحمر، يبتسم ابتسامة عريضة كأنه يحتفل بانتصار. أردوغان المنافق يدخل متأخرًا، يرتدي بدلة أنيقة، لكنه يحمل علم فلسطين في يده اليسرى، بينما يوقّع عقدًا لتوريد النفط بيده اليمنى. في زاوية المسرح، يقف محمد ضيف الدين، الشيوعي التقدمي، بزيه البسيط، يحمل كتابًا قديمًا كأنه سلاحه الوحيد. عيناه تلمعان بذكاء المقاومة، يراقب المشهد بهدوء، كأنه ينتظر لحظة الضعف ليدخل. ياسين، عبد الكريم، مصطفى، وشحادة يقفون خلفه، يرتدون ملابس ملطخة بالغبار، لكنهم يبدون كأبطال أسطوريين، كأن كل واحد منهم يحمل روح شعب بأكمله.

سلمان بترودولار يرفع كأسًا من الذهب، يبتسم: "إلى السلام! إلى الازدهار! إلى صفقاتنا التي تجعل العالم يدور!" ينظر إلى تميم، يغمز: "65 مليون دولار؟ تبرع سخي، يا تميم. شلومو سيقدر هذا الدعم لـ دفاعه عن الديمقراطية ." يضحك ضحكة عميقة، لكن عينيه تبحثان عن مخرج، كأنه يخشى أن يُسمع صوته خارج المطعم.

تميم بترودولار يفتح حقيبته، يخرج رزمًا من الأموال، يرميها على الطاولة: "هذا مجرد بداية! شلومو صديقنا، أليس كذلك؟ يجب أن نضمن استمرار الديمقراطية في غزة!" يضحك، لكن ضحكته تتحول إلى سعال محرج عندما يرى أردوغان المنافق يلوح بعلم فلسطين بحماس مصطنع.

أردوغان المنافق يرفع العلم، يصرخ: "إخواني، فلسطين في القلب! نحن ندعم القضية، نصرخ في المؤتمرات، نرسل بيانات الشجب!" يتوقف، ينظر إلى الخلف حيث شاحنات النفط تحمل شعار "إلى تل أبيب"، فيحاول تغيير الموضوع: "لكن، دعونا نتحدث عن الاقتصاد! النفط يجب أن يستمر، أليس كذلك؟" يوقّع عقدًا آخر بسرعة، يرميه إلى سلمان، الذي يبتسم ابتسامة عريضة.

سلمان يفتح محفظته، يخرج صورة لقصر ذهبي: "النفط، السلاح، الأرباح... هذه هي الديمقراطية الحقيقية! شلومو، استمر في قصف غزة، ونحن سنستمر في تمويلك. لكن، من فضلك، لا تذكر أسماءنا في الأخبار!" يضحك، لكن عينيه تبحثان عن الكاميرات، كأنه يخشى أن يُصور.

فجأة، يتقدم محمد ضيف الدين إلى وسط المطعم، يحمل كتابه القديم كأنه ميكروفون: "يا للعار! ترفعون شعارات الإسلام بيد، وتمدون الكيان بالنفط والمال باليد الأخرى. أنتم لستم حلفاء، بل تجار خيانة!" صوته هادئ لكنه حاد كالسيف، يشير إلى الشاشة التي تعرض صور قصف غزة: "انظروا! هذا هو نتاج أموالكم. أطفال تحت الأنقاض، أمهات تبكي أبناءها، مستشفيات تحولت إلى رماد. هذا هو السلام الذي تدفعون من أجله؟" الحاضرون ينظرون إلى بعضهم بحرج، لكن لا أحد يرد.

ياسين يتقدم، يحمل صورة لمستشفى مدمر: "هذا هو دعمكم لفلسطين؟ نفط للكيان؟ أموال للقنابل؟ أنتم تبيعون دماء أطفالنا، ثم ترفعون أعلامنا في المؤتمرات!" يرمي الصورة على الطاولة، فتنقلب الأطباق الذهبية، وتتساقط الأموال على الأرض. الحاضرون يحاولون التقاطها، لكن محمد ضيف الدين يرفع يده: "دعوها! هذه الأموال ملطخة بدماء الشهداء."

عبد الكريم يتقدم، يحمل كيس طحين ممزق: "هذا ما تبقى لشعب غزة. كيس طحين ممزق. بينما أنتم تجلسون هنا، تتناولون العشاء، أطفال غزة يمشون كيلومترات بحثًا عن ماء." يرفع الكيس، فيبدأ الحاضرون بالتلعثم، يحاولون تغيير الموضوع. عبد الكريم يتابع: "أردوغان، أنت ترفع علم فلسطين، لكن نفطك يشعل قنابل شلومو. سلمان، تميم، أموالكم تصنع الدمار. هذه ليست تجارة، بل خيانة." يرمي الكيس على الطاولة، فينفتح، ويتطاير الطحين، ملطخًا ملابس الحاضرين.

مصطفى يتقدم، يحمل حجرًا صغيرًا: "هذا سلاحنا. حجر من غزة. قد يبدو بسيطًا، لكنه أقوى من أموالكم. لأنه يحمل إيمان شعب." يرفع الحجر، فيبدأ الحاضرون بالتراجع، كأن الحجر قنبلة. مصطفى يضحك: "أنتم تخافون من حجر؟ تخافون من شعب يقاتل بالحجارة؟ هذا هو ضعفكم." يرمي الحجر نحو الشاشة، فتتحطم، وتظهر صورة لأطفال غزة يرسمون أحلامهم على الجدران المدمرة.

شحادة يتقدم، يحمل علم فلسطين: "أردوغان، سلمان، تميم... تتحدثون عن الإسلام؟ أي إسلام هذا الذي يدعم الإبادة؟ أي إيمان هذا الذي يبيع دماء أطفالنا؟" يرفع العلم، فتعلو هتافات وهمية من الخارج: "فلسطين حرة!" شحادة ينظر إلى الحاضرين: "خيانتكم أكثر إيلامًا من قنابل شلومو. لأنكم تدّعون أنكم إخواننا، بينما تمدون العدو بالسلاح." يلوح بالعلم، فتتوقف الموسيقى الكلاسيكية، ويعلو صوت أغنية مقاومة.

محمد ضيف الدين يرفع كتابه، يقرأ بصوت عالٍ: "التاريخ لا يكذب. كل من باع شعبه انتهى إلى الزوال. أنتم، يا تجار النفط، لستم حلفاء، بل عبيد الربح." يشير إلى الشاشة، حيث تظهر صور لمظاهرات في شوارع العالم، تحمل لافتات مكتوب عليها: "كفى خيانة!" محمد يتابع: "العالم يرى أكاذيبكم. شعوب الأرض تستيقظ، وغزة هي صوتها." الحاضرون ينظرون إلى بعضهم، يحاولون الرد، لكن أصواتهم تضيع وسط صوت الانفجارات البعيدة.

أردوغان المنافق يصرخ: "أنا مع فلسطين! أنا أدعم القضية!" لكن صوت شاحنات النفط يعلو من جديد، فيقاطعه ياسين: "علمك في يدك، لكن قلبك في تل أبيب. نفطك يشعل قنابل شلومو، ومع ذلك تتحدث عن الحرية؟" ينتزع العلم من يد أردوغان، يرفعه عاليًا، فتعلو هتافات الحاضرين الوهميين: "غزة تقاوم!"

تميم بترودولار يحاول الدفاع عن نفسه: "هذه الأموال ليست رشوة! إنها... استثمار في السلام!" لكن الجمهور يبدأ بالتصفيق الساخر، وصوت الصفير يعلو. تميم يتراجع، يحاول إخفاء حقيبته، لكن عبد الكريم ينتزعها، يفتحها، ويرمي الأموال في الهواء، فتتحول إلى أوراق محترقة: "هذا هو سلامكم! أوراق تحترق بدماء الشهداء."

سلمان بترودولار يصرخ: "كفى! نحن ندعم الاستقرار! شلومو صديقنا، وهذه صفقات تجارية، وليست خيانة!" لكن مصطفى يتقدم، يحمل صورة لأم تبكي طفلها: "هذا هو استقراركم؟ أم تبكي طفلها تحت الأنقاض؟ أنتم تبيعون دماءنا، ثم تتحدثون عن الاستقرار؟" يرمي الصورة على الطاولة، فتنقلب الأطباق الذهبية مرة أخرى.

شحادة ينظر إلى الحاضرين: "أنتم لستم حلفاء، بل تجار دماء. نفطكم يشعل القنابل، أموالكم تصنع الدمار، وصمتكم يقتل أطفالنا." يرفع علم فلسطين مرة أخرى، فتعلو هتافات الحاضرين الوهميين: "فلسطين حرة!" شحادة يتابع: "لكن غزة لا تحتاج إلى دعمكم المزيف. غزة تقاوم، وإرادتها أقوى من أموالكم."

محمد ضيف الدين يتقدم إلى وسط المطعم، ينظر إلى الجمهور: "هذه مسرحيتهم، يا سادة. مسرحية الخيانة. يرفعون أعلامنا بيد، ويبيعون دماءنا باليد الأخرى. لكن غزة ليست جزءًا من مسرحيتهم. غزة هي الحقيقة التي تكشف أكاذيبهم." يفتح كتابه، يقرأ: "التاريخ يعلمنا أن الخونة ينتهون إلى الزوال. أنتم، يا تجار النفط، ستبقون مجرد ملاحظة هامشية في كتاب الهزيمة." يشير إلى الشاشة، حيث تظهر صور لأطفال غزة يرسمون أحلامهم على الجدران المدمرة.

ياسين يتقدم، يحمل صورة لمستشفى مدمر آخر: "هذا هو نتاج أموالكم. مستشفيات تحولت إلى أنقاض. لكن هل تعتقدون أن هذا سيكسرنا؟ كل مستشفى تدمرونه يولد ألف طبيب جديد." يرمي الصورة إلى الحشد الوهمي، فيلتقطها رجل عجوز، يضمها إلى صدره كأنها كنز.

عبد الكريم يتقدم، يحمل كيس طحين ممزق آخر: "هذا ما تبقى لشعب غزة. لكن من هذا الكيس، نصنع خبزًا لأطفالنا. أنتم تجلسون هنا، تتناولون العشاء، بينما أطفالنا يجوعون. لكن الجوع لا يكسرنا، بل يجعلنا أقوى." يرمي الكيس إلى الحشد، فتلتقطه امرأة، تبدأ بصنع الخبز على المنصة، كأنها تتحدى القنابل بعجينها.

مصطفى يتقدم، يحمل حجرًا آخر: "هذا سلاحنا. حجر من غزة. أقوى من أموالكم، لأنه يحمل إيمان شعب." يرمي الحجر نحو الشاشة، فتتحطم مرة أخرى، وتظهر صورة لأطفال غزة يغنون أغنية مقاومة. مصطفى يضحك: "أنتم تخافون من حجر؟ تخافون من شعب يقاتل بالحجارة؟ هذا هو ضعفكم."

شحادة يتقدم، يحمل علم فلسطين آخر: "أردوغان، سلمان، تميم... تتحدثون عن الإسلام؟ أي إسلام هذا الذي يدعم الإبادة؟" يرفع العلم، فتعلو هتافات الحاضرين الوهميين: "فلسطين حرة!" شحادة ينظر إلى الحاضرين: "خيانتكم أكثر إيلامًا من قنابل شلومو. لكن غزة لا تحتاج إلى دعمكم المزيف. غزة تقاوم، وإرادتها أقوى من أموالكم."

محمد ضيف الدين يرفع كتابه مرة أخرى: "هذا تاريخكم، يا خونة. في كل مرة، تبيعون شعوبكم، لكنكم تنتهون إلى الزوال. غزة هي الفصل الأخير، حيث تنهار أكاذيبكم أمام إرادة شعب." يفتح الكتاب، يقرأ: "الشعوب التي تقاوم لا تُهزم، لأنها تحارب من أجل الحق." يشير إلى الشاشة، حيث تظهر صور لمظاهرات عالمية، تحمل لافتات مكتوب عليها: "كفى خيانة!"

الستارة تبدأ بالهبوط ببطء، لكن صوت أغنية المقاومة يعلو. الشاشة تتحول إلى صور لأطفال غزة يرسمون أحلامهم، يغنون، يقاومون. محمد ضيف الدين ينظر إلى الجمهور، يبتسم: "غزة ليست مجرد أرض، بل فكرة. والفكرة لا تُهزم."


……….


الفصل الخامس :
هزائم التاريخ

المسرح يتحول إلى متحف مهجور، يبدو كأنه مقبرة لأحلام الغزاة. الجدران متشققة، مغطاة بطبقات من الغبار، ومضاءة بضوء خافت يشبه ضوء الشموع المحتضرة. في وسط المسرح، تماثيل شمعية مكسورة لشخصيات تاريخية، كل تمثال يحمل لوحة مكتوب عليها اسم معركة خاسرة: فيتنام، العراق، أفغانستان، بيروت. تمثال هتلر الصغير يقف متصلبًا، ذراعه المرفوعة مكسورة، ووجهه مشوه كأنه يحاول الصراخ لكنه لا يستطيع. تمثال دونالد المغرور يحمل هاتفًا متصدعًا، يبدو كأنه يلتقط صورة سيلفي أخيرة قبل أن ينهار. تمثال شلومو النتن، الأكثر إثارة للشفقة، يرتدي خوذة عسكرية مكسورة، ورداءه الروماني المزيف ممزق، ملطخ بحبر أحمر يشبه الدم. في الخلفية، خرائط ممزقة معلقة على الحائط، كل خريطة تحمل علامات هزيمة: خطوط حمراء تشير إلى انسحابات، وصور لجنود يركضون تاركين أسلحتهم. شاشة قديمة متصدعة تعرض لقطات متكررة لهزائم الغزاة: طائرات هليكوبتر تغادر فيتنام، دبابات محترقة في العراق، جنود يتسلقون الطائرات في أفغانستان. الصوت مغلق، لكن موسيقى حزينة، كأنها من أوركسترا متعبة، تملأ المكان. في زاوية المسرح، يقف محمد ضيف الدين، الشيوعي التقدمي، بزيه البسيط، يحمل كتابًا قديمًا كأنه سلاحه الوحيد. عيناه تلمعان بذكاء المقاومة، يراقب المشهد بهدوء، كأنه دليل سياحي في متحف الهزائم. ياسين، عبد الكريم، مصطفى، وشحادة يقفون خلفه، يرتدون ملابس ملطخة بالغبار، لكنهم يبدون كأبطال أسطوريين، كأن كل واحد منهم يحمل روح شعب بأكمله.

محمد ضيف الدين يتقدم إلى وسط المسرح، يرفع كتابه كأنه يقود جولة ساخرة: "أيها السادة والسيدات، مرحبًا بكم في متحف الهزائم! هنا، حيث تنهار أحلام الغزاة، وتتحطم أوهامهم." يشير إلى تمثال هتلر الصغير: "هنا فيتنام، حيث هربوا كالفئران، تاركين أسلحتهم وكرامتهم." يتحرك نحو تمثال دونالد المغرور: "وهنا العراق، حيث تحولت أحلامهم إلى نكتة، وأسلحتهم إلى خردة." يتوقف أمام تمثال شلومو النتن: "وهنا غزة، مقبرة أوهامكم الجديدة." يفتح كتابه، يقرأ بصوت عالٍ: "التاريخ لا يكذب. الغزاة يسقطون دائمًا، مهما امتلكوا من قوة. لأن الحق أقوى من القنابل." الحشد الوهمي، الذي يظهر فجأة في الخلفية، يهتف: "غزة تقاوم!"

ياسين يتقدم، يحمل صورة لجندي صهيوني يهرب من غزة: "شلومو، جيشك لا يقاتل، بل يختبئ. جنودك يرفضون القتال، لأنهم يعرفون أن غزة ليست نزهة. إنها أرض تبتلع الغزاة." يرفع الصورة، فيبدأ الحشد بالهتاف: "فلسطين حرة!" ياسين يبتسم، ابتسامة صلبة كالصخر: "في بيروت، هزمناكم. في جنوب لبنان، كسرنا أحلامكم. وفي غزة، نكتب نهايتكم." يرمي الصورة نحو تمثال شلومو، فتسقط الخوذة من رأسه، فيضحك الحشد.

عبد الكريم يتقدم، يحمل حجرًا صغيرًا ملطخًا بالغبار: "هذا سلاحنا. حجر من غزة. قد يبدو بسيطًا، لكنه أقوى من صواريخكم. لأنه يحمل إيمان شعب." يرفع الحجر، فيتأمله الحشد كأنه جوهرة نادرة. "شلومو، جيشك يقصف المستشفيات، لكنه يخاف مواجهة رجل يحمل حجرًا. هذا ليس جيشًا، بل عصابة جبانة." يرمي الحجر نحو تمثال شلومو، فيتصدع التمثال، ويعلو تصفيق الحشد.

مصطفى يتقدم، يحمل صورة لأم تحمل طفلها الجريح: "هذا هو نصرك، يا شلومو. أمهات تبكي أطفالها تحت الأنقاض. لكن هل تعتقد أن هذا سيكسرنا؟ كل طفل يسقط يولد ألف مقاوم." يرفع الصورة، فيبدأ الحشد بالبكاء، لكن دموعهم مليئة بالغضب. "في أفغانستان، تركتم أسلحتكم وركضتم. في العراق، تحولتم إلى نكتة. وفي غزة، ستنتهون إلى الزوال." يرمي الصورة نحو تمثال دونالد المغرور، فتسقط الهاتف من يده، فيضحك الحشد.

شحادة يتقدم، يحمل علم فلسطين: "شلومو، أنت تتحدث عن النصر؟ أي نصر هذا الذي يقتل الأطفال؟ أي قوة هذه التي تجوّع شعبًا بأكمله؟" يرفع العلم، فتردد الحشد: "فلسطين حرة!" شحادة ينظر إلى التماثيل: "هذه هي نهايتكم. تماثيل مكسورة في متحف الهزائم. غزة ليست أرضًا، بل فكرة. والفكرة لا تُهزم." يلوح بالعلم، فتنهار قطعة من تمثال شلومو، فيعلو تصفيق الحشد.

فجأة، يدخل شلومو النتن، يحاول إصلاح تمثاله المكسور: "أنا مختلف! سأحتل غزة! سأمحو المقاومة!" يحاول أن يبدو واثقًا، لكنه يتعثر في ردائه، فيسقط على الأرض، مما يثير ضحك الحشد. يحاول النهوض، يصرخ: "أنا سأدمر غزة! سأجعلها تنسى اسم المقاومة!" لكن صوته يضيع وسط أصوات الانفجارات البعيدة التي تعلو من الشاشة.

محمد ضيف الدين يتقدم، ينظر إلى شلومو بسخرية: "يا شلومو، أنت لا تحارب شعبًا، بل فكرة. والفكرة لا تموت. اسأل أسلافك الغزاة." يفتح كتابه، يقرأ: "في فيتنام، هُزمتم لأنكم حاربتم شعبًا يؤمن بالحرية. في العراق، هُزمتم لأنكم حاربتم إرادة شعب. وفي غزة، ستهزمون لأنكم تحاربون الحق." الحشد يهتف، صوتهم يهز المسرح، كأن الأرض نفسها تردد كلماتهم.

ياسين يتقدم مرة أخرى, يحمل صورة لمقاوم يطلق صاروخًا محلي الصنع: "شلومو، جيشك يملك طائرات وصواريخ، لكنه يخاف من صاروخ بسيط صنعناه من بقايا الحديد. لماذا؟ لأننا نقاتل من أجل الحق، وأنتم تقاتلون من أجل الربح." يرمي الصورة نحو تمثال شلومو، فتنهار قطعة أخرى من التمثال, فيعلو تصفيق الحشد.

عبد الكريم يتقدم, يحمل كيس طحين ممزق: "هذا ما تبقى لشعب غزة. كيس طحين ممزق. لكن من هذا الكيس, نصنع خبزًا لأطفالنا. شلومو يظن أن التجويع سيقتلنا. لكنه لا يعلم أننا نصنع الحياة من الموت." يرفع الكيس, فيبدأ الحشد بالهتاف: "غزة لن تجوع!" عبد الكريم يبتسم, ابتسامة مليئة بالتحدي: "شلومو, جيشك يقصف كيس الطحين, لكنه يخاف مواجهة رجل يحمل حجرًا. هذا هو جيشك: جيش من الجبناء." يرمي الكيس نحو تمثال شلومو, فيتصدع التمثال أكثر, ويعلو تصفيق الحشد.

مصطفى يتقدم, يحمل صورة لمستشفى مدمر: "هذا هو نصرك, يا شلومو. مستشفيات تحولت إلى أنقاض. أطباء استشهدوا تحت القصف. لكن هل تعتقدون أن هذا سيكسرنا؟ كل مستشفى تدمرونه يولد ألف طبيب جديد. كل شهيد يسقط يولد ألف مقاوم." يرفع الصورة, فيبدأ الحشد بالبكاء, لكن دموعهم مليئة بالغضب. "في بيروت, هزمناكم. في جنوب لبنان, كسرنا أحلامكم. وفي غزة, ستنتهون إلى الزوال." يرمي الصورة نحو تمثال دونالد المغرور, فتنهار قطعة من التمثال, فيضحك الحشد.

شحادة يتقدم, يحمل علم فلسطين آخر: "شلومو, أنت تتحدث عن الديمقراطية؟ أي ديمقراطية هذه التي تقتل الأطفال؟ أي حرية هذه التي تجوّع شعبًا بأكمله؟" يرفع العلم, فتردد الحشد: "فلسطين حرة!" شحادة ينظر إلى التماثيل: "هذه هي نهايتكم. تماثيل مكسورة في متحف الهزائم. غزة ليست أرضًا, بل فكرة. والفكرة لا تُهزم." يلوح بالعلم, فتنهار قطعة أخرى من تمثال شلومو, فيعلو تصفيق الحشد.

شلومو النتن يصرخ, يحاول إصلاح تمثاله مرة أخرى: "أنا سأدمر غزة! سأجعلها تنسى اسم المقاومة!" لكن صوته يضيع وسط أصوات الانفجارات البعيدة التي تعلو من الشاشة. يحاول النهوض, لكنه يتعثر في ردائه مرة أخرى, فيسقط على الأرض, مما يثير ضحك الحشد.

محمد ضيف الدين يتقدم, ينظر إلى شلومو بسخرية: "يا شلومو, أنت لا تحارب شعبًا, بل فكرة. والفكرة لا تموت. اسأل أسلافك الغزاة." يفتح كتابه, يقرأ: "في فيتنام, هُزمتم لأنكم حاربتم شعبًا يؤمن بالحرية. في العراق, هُزمتم لأنكم حاربتم إرادة شعب. وفي غزة, ستهزمون لأنكم تحاربون الحق." الحشد يهتف, صوتهم يهز المسرح, كأن الأرض نفسها تردد كلماتهم.

ياسين يتقدم مرة أخرى, يحمل صورة لأطفال يكتبون وصاياهم على جدران المدارس: "هؤلاء هم أطفال غزة. يكتبون وصاياهم, لكنهم لا يخافون الموت. لأنهم يعرفون أن الحياة ليست في الأجساد, بل في الحق." يرفع الصورة, فيبدأ الحشد بالغناء, أغنية مقاومة قديمة, كلماتها تحمل روح شعب لا يعرف الاستسلام. "شلومو, أنت تحارب جيلًا لا يعرف الخوف. جيلًا يحمل الحجارة ويصنع منها أحلامًا." يرمي الصورة نحو تمثال شلومو, فتنهار قطعة أخرى من التمثال, فيعلو تصفيق الحشد.

عبد الكريم يتقدم, يحمل كيس طحين ممزق آخر: "هذا ما تبقى لشعب غزة. لكن من هذا الكيس, نصنع خبزًا لأطفالنا. شلومو يظن أن التجويع سيقتلنا. لكنه لا يعلم أننا نصنع الحياة من الموت." يرفع الكيس, فيبدأ الحشد بالهتاف: "غزة لن تجوع!" عبد الكريم يبتسم, ابتسامة مليئة بالتحدي: "شلومو, جيشك يقصف كيس الطحين, لكنه يخاف مواجهة رجل يحمل حجرًا. هذا هو جيشك: جيش من الجبناء." يرمي الكيس نحو تمثال شلومو, فيتصدع التمثال أكثر, ويعلو تصفيق الحشد.

مصطفى يتقدم, يحمل صورة لمستشفى مدمر آخر: "هذا هو نصرك, يا شلومو. مستشفيات تحولت إلى أنقاض. أطباء استشهدوا تحت القصف. لكن هل تعتقدون أن هذا سيكسرنا؟ كل مستشفى تدمرونه يولد ألف طبيب جديد. كل شهيد يسقط يولد ألف مقاوم." يرفع الصورة, فيبدأ الحشد بالبكاء, لكن دموعهم مليئة بالغضب. "في بيروت, هزمناكم. في جنوب لبنان, كسرنا أحلامكم. وفي غزة, ستنتهون إلى الزوال." يرمي الصورة نحو تمثال دونالد المغرور, فتنهار قطعة أخرى من التمثال, فيضحك الحشد.

شحادة يتقدم, يحمل علم فلسطين آخر: "شلومو, أنت تتحدث عن الديمقراطية؟ أي ديمقراطية هذه التي تقتل الأطفال؟ أي حرية هذه التي تجوّع شعبًا بأكمله؟" يرفع العلم, فتردد الحشد: "فلسطين حرة!" شحادة ينظر إلى التماثيل: "هذه هي نهايتكم. تماثيل مكسورة في متحف الهزائم. غزة ليست أرضًا, بل فكرة. والفكرة لا تُهزم." يلوح بالعلم, فتنهار قطعة أخرى من تمثال شلومو, فيعلو تصفيق الحشد.

محمد ضيف الدين يتقدم, ينظر إلى الجمهور: "هذه مسرحيتهم, يا سادة. مسرحية الأوهام. يتحدثون عن النصر بينما جيوشهم تنهار. يتحدثون عن الحرية بينما يقصفون الأطفال. لكن غزة ليست جزءًا من مسرحيتهم. غزة هي الحقيقة التي تكشف أكاذيبهم." يفتح كتابه, يقرأ: "التاريخ يعلمنا أن الغزاة ينتهون إلى الزوال. غزة هي الفصل الأخير, حيث تنهار أحلامكم أمام إرادة شعب." يشير إلى الشاشة, حيث تظهر صور لأطفال غزة يرسمون أحلامهم على الجدران المدمرة.

الستارة تبدأ بالهبوط ببطء, لكن صوت أغنية المقاومة يعلو. الشاشة تتحول إلى صور لأطفال غزة يغنون, يرسمون, يقاومون. محمد ضيف الدين ينظر إلى الجمهور, يبتسم: "غزة ليست مجرد أرض, بل فكرة. والفكرة لا تُهزم."


……….


الفصل السادس :

صوت الشعب

المسرح يتحول إلى ساحة واسعة في غزة، مليئة بالحياة رغم الدمار. الأنقاض تحيط بالمكان، مبانٍ مهدمة، جدران متشققة مرسوم عليها صور أعلام فلسطين ووجوه شهداء مبتسمة. شوارع ضيقة تمتد إلى الخلفية، مليئة بالأطفال الذين يلعبون بكرات مصنوعة من قماش قديم، ونساء يجلسن في دوائر صغيرة، يصنعن الخبز على نار هادئة، يتبادلن القصص والضحكات كأنهن يتحدين القنابل بابتساماتهن. رجال يقفون في زوايا الساحة، يحملون أسلحة بدائية، لكن عيونهم تلمع بإرادة لا تُكسر. في وسط الساحة، منصة مرتفعة مصنوعة من ألواح خشبية مكسورة، مزينة بأعلام فلسطين وصور أطفال يحملون حجارة. على المنصة، يقف محمد ضيف الدين، الشيوعي التقدمي، بزيه البسيط، يحمل كتابًا قديمًا كأنه سلاحه الوحيد. بجانبه، ياسين، عبد الكريم، مصطفى، وشحادة، يرتدون ملابس ملطخة بالغبار، لكنهم يبدون كأبطال أسطوريين، كأن كل واحد منهم يحمل روح شعب بأكمله. في الخلفية، سماء رمادية يقطعها دخان القنابل، لكن أشعة شمس خافتة تخترق السحب أحيانًا، كأنها رمز للأمل. صوت الانفجارات البعيدة يتخلله صوت أطفال يغنون أغنية مقاومة، كلماتها بسيطة لكنها تحمل قوة جبل. راديو قديم موضوع على المنصة، يبث كلمات المقاومين إلى العالم، صوته مشوش لكنه قوي، كأنه يتحدى الحصار.

محمد ضيف الدين يقف في وسط المنصة، ينظر إلى حشد من الأطفال والنساء والرجال الذين تجمعوا حوله. صوته هادئ لكنه يحمل قوة لا تُقاوم: "يا شعب غزة، يا صوت الحق! نحن لا نقاتل بالسلاح فقط، بل بالإيمان. إيمان بأن الأرض التي ندافع عنها هي أكثر من تراب، إنها فكرة. فكرة الحرية، فكرة العدالة." يرفع كتابه القديم، يفتحه، ويقرأ بصوت عالٍ: "الشعوب التي تقاوم لا تُهزم، لأنها تحارب من أجل الحياة، وليس من أجل الربح." الحشد يهتف، صوتهم يهز الساحة، كأن الأرض نفسها تردد كلماتهم: "فلسطين حرة!" محمد يبتسم، ابتسامة مليئة بالتحدي: "شلومو يظن أن قنابله ستكسرنا. لكنه لا يعلم أن كل قنبلة تصنع أسطورة. غزة ليست أرضًا، بل قصة لا تنتهي."

ياسين يتقدم، يحمل صورة لأطفال يكتبون وصاياهم على جدران المدارس المدمرة: "هؤلاء هم أطفال غزة. يكتبون وصاياهم، لكنهم لا يخافون الموت. لأنهم يعرفون أن الحياة ليست في الأجساد، بل في الحق." يرفع الصورة، فيبدأ الحشد بالغناء، أغنية مقاومة قديمة، كلماتها تحمل روح شعب لا يعرف الاستسلام. "شلومو، أنت تحارب جيلًا لا يعرف الخوف. جيلًا يحمل الحجارة ويصنع منها أحلامًا." يرمي الصورة إلى الحشد، فيلتقطها طفل صغير، يرفعها عاليًا كأنها شعلة. الحشد يهتف: "غزة تقاوم!" ياسين ينظر إلى السماء، حيث تحوم طائرة بدون طيار: "شلومو، طائراتك قد تقتل أجسادنا، لكنها لا تستطيع قتل أحلامنا." يلوح بيده، فتتحطم الطائرة فجأة، كأن إرادته وحدها أسقطتها، فيعلو تصفيق الحشد.

عبد الكريم يتقدم، يحمل كيس طحين ممزق: "هذا ما تبقى لشعب غزة. كيس طحين ممزق. لكن من هذا الكيس، نصنع خبزًا لأطفالنا. شلومو يظن أن التجويع سيقتلنا. لكنه لا يعلم أننا نصنع الحياة من الموت." يرفع الكيس، فيبدأ الحشد بالهتاف: "غزة لن تجوع!" عبد الكريم يبتسم، ابتسامة مليئة بالتحدي: "شلومو، جيشك يقصف كيس الطحين، لكنه يخاف مواجهة رجل يحمل حجرًا. هذا هو جيشك: جيش من الجبناء." يرمي الكيس إلى الحشد، فتلتقطه امرأة، تبدأ بصنع الخبز على نار صغيرة، كأنها تتحدى القنابل بعجينها. الحشد يهتف، صوتهم يعلو، كأن الخبز نفسه يحمل رسالة مقاومة. عبد الكريم ينظر إلى الراديو القديم، يتحدث إليه: "إلى العالم، اسمعوا صوت غزة. نحن لا نطلب الشفقة، بل الحق. نحن لا نطلب الطعام، بل العدالة."

مصطفى يتقدم، يحمل صورة لمستشفى مدمر: "هذا هو نصر شلومو. مستشفيات تحولت إلى أنقاض. أطباء استشهدوا تحت القصف. لكن هل تعتقدون أن هذا سيكسرنا؟ كل مستشفى تدمرونه يولد ألف طبيب جديد. كل شهيد يسقط يولد ألف مقاوم." يرفع الصورة، فيبدأ الحشد بالبكاء، لكن دموعهم مليئة بالغضب. "شلومو، أنت لا تحارب المقاومة، بل تحارب الإنسانية. وهذه حرب خاسرة." يرمي الصورة إلى الحشد، فيلتقطها رجل عجوز، يضمها إلى صدره كأنها كنز. مصطفى ينظر إلى الراديو، يتحدث: "إلى العالم، انظروا إلى غزة. نحن لا نقاتل من أجل الأرض فقط، بل من أجل الحق. الحق الذي لا يموت." الحشد يهتف، صوتهم يهز الساحة، كأن الأرض نفسها تردد كلماتهم.

شحادة يتقدم، يحمل علم فلسطين: "شلومو يتحدث عن الديمقراطية؟ أي ديمقراطية هذه التي تقتل الأطفال؟ أي حرية هذه التي تجوّع شعبًا بأكمله؟" يرفع العلم، فتردد الحشد: "فلسطين حرة!" شحادة ينظر إلى السماء، حيث تحوم طائرة بدون طيار أخرى: "شلومو، طائراتك قد تقتل أجسادنا، لكنها لا تستطيع قتل أحلامنا. نحن نقاوم، لأننا نؤمن بالحق." يلوح بالعلم، فتتحطم الطائرة مرة أخرى، كأن العلم نفسه أسقطها، فيعلو تصفيق الحشد. شحادة يتحدث إلى الراديو: "إلى العالم، اسمعوا صوت غزة. نحن لسنا ضحايا، بل أبطال. نحن لا نطلب الرحمة، بل العدالة."

محمد ضيف الدين ينظر إلى الحشد، يرفع يده: "يا شعب غزة، أنتم لستم مجرد شعب، أنتم أسطورة. كل قنبلة يرمونها تصنع منكم بطلًا. كل منزل يهدم يولد حلمًا جديدًا." يفتح كتابه، يقرأ: "في جنوب لبنان، تحدينا الغزاة. في صنعاء، كسرنا قنابلهم. وفي غزة، نكتب تاريخًا جديدًا." الحشد يهتف، صوتهم يهز المسرح، كأن الأرض نفسها تردد كلماتهم. محمد يتحدث إلى الراديو: "إلى العالم، غزة ليست مجرد أرض، بل فكرة. فكرة الحرية التي لا تُهزم. اسمعوا صوتنا، انظروا إلى صمودنا."

ياسين يتقدم مرة أخرى، يحمل صورة لشهيد: "هذا أخي، استشهد تحت القصف. لكنه لم يمت. إنه يعيش فينا، في كل مقاوم، في كل طفل يحمل حجره، في كل أم تصنع الخبز من بقايا الطحين." يرفع الصورة، فيبدأ الحشد بالغناء، أغنية مقاومة قديمة، كلماتها تحمل روح شعب لا يعرف الاستسلام. "شلومو، أنت تحارب جيشًا من الأرواح، وهذا جيش لا يُهزم." يرمي الصورة إلى الحشد، فيلتقطها طفل، يرفعها عاليًا، كأنها شعلة. ياسين يتحدث إلى الراديو: "إلى العالم، اسمعوا صوت الشهداء. إنهم لم يموتوا، بل يعيشون فينا، في كل حجر، في كل علم، في كل أغنية."

عبد الكريم يتقدم، يحمل حجرًا صغيرًا ملطخًا بالغبار: "هذا سلاحنا. حجر من غزة. قد يبدو بسيطًا، لكنه أقوى من صواريخ شلومو. لأنه يحمل إيمان شعب." يرفع الحجر، فيتأمله الحشد كأنه جوهرة نادرة. "شلومو، جيشك يقصف المستشفيات، لكنه يخاف مواجهة رجل يحمل حجرًا. هذا ليس جيشًا، بل عصابة جبانة." يرمي الحجر نحو نموذج بلاستيكي لطائرة بدون طيار موضوع على المنصة، فتتحطم الطائرة، فيعلو تصفيق الحشد. عبد الكريم يتحدث إلى الراديو: "إلى العالم، انظروا إلى سلاحنا. حجر يحمل إرادة شعب. هذا هو سر قوتنا."

مصطفى يتقدم، يحمل صورة لأم تحمل طفلها الجريح: "هذه هي غزة. أم تحمل طفلها تحت القصف، لكنها لا تنحني. شلومو يظن أن التجويع سيجبرنا على الركوع. لكنه لا يعلم أن الجوع يصنع منا أسودًا لا تهاب الموت." يرفع الصورة، فيبدأ الحشد بالبكاء، لكن دموعهم مليئة بالغضب. "كل قنبلة يرمونها تصنع أسطورة. غزة ليست أرضًا، بل قصة لا تنتهي." يرمي الصورة إلى الحشد، فتلتقطها امرأة عجوز، تضمها إلى صدرها كأنها كنز. مصطفى يتحدث إلى الراديو: "إلى العالم، انظروا إلى أمهات غزة. هن لا يبكين، بل يقاومن. هن لا ينحنين، بل يصنعن الأمل."

شحادة يتقدم، يحمل علم فلسطين آخر: "شلومو يتحدث عن النصر؟ أي نصر هذا الذي يقتل الأطفال؟ أي قوة هذه التي تجوّع شعبًا بأكمله؟" يرفع العلم، فتردد الحشد: "فلسطين حرة!" شحادة ينظر إلى السماء، حيث تحوم طائرة بدون طيار أخرى: "شلومو، طائراتك قد تقتل أجسادنا، لكنها لا تستطيع قتل أحلامنا. نحن نقاوم، لأننا نؤمن بالحق." يلوح بالعلم، فتتحطم الطائرة مرة أخرى، فيعلو تصفيق الحشد. شحادة يتحدث إلى الراديو: "إلى العالم، اسمعوا صوت غزة. نحن نقاوم، لأننا نؤمن بالحرية. نحن نقاوم، لأننا نؤمن بالعدالة."

محمد ضيف الدين ينظر إلى الحشد، يرفع يده: "يا شعب غزة، أنتم لستم مجرد شعب، أنتم أسطورة. كل قنبلة يرمونها تصنع منكم بطلًا. كل منزل يهدم يولد حلمًا جديدًا." يفتح كتابه، يقرأ: "في جنوب لبنان، تحدينا الغزاة. في صنعاء، كسرنا قنابلهم. وفي غزة، نكتب تاريخًا جديدًا." الحشد يهتف، صوتهم يهز المسرح، كأن الأرض نفسها تردد كلماتهم. محمد يتحدث إلى الراديو: "إلى العالم، غزة ليست مجرد أرض، بل فكرة. فكرة الحرية التي لا تُهزم. اسمعوا صوتنا، انظروا إلى صمودنا."

الستارة تبدأ بالهبوط ببطء, لكن صوت أغنية المقاومة يعلو. السماء الرمادية تتحول إلى ألوان الغروب, كأنها ترمز إلى الأمل. محمد ضيف الدين ينظر إلى الجمهور, يبتسم: "غزة ليست مجرد أرض, بل فكرة. والفكرة لا تُهزم."


…………

الفصل السابع :
النهاية الهزلية

المسرح يتحول إلى خشبة مكسورة، كأنها بقايا مسرح قديم دمرته الحروب. الستارة ممزقة، تتدلى كجلد ميت، وأضواء خافتة تتراقص على الأرضية المتشققة، مليئة بالغبار والحطام. في وسط المسرح، منصة صغيرة متصدعة، عليها كرسي وحيد يبدو كأنه عرش مهجور. شلومو النتن يقف وحيدًا على المنصة، يرتدي رداءه الروماني الممزق، ملطخًا بالحبر الأحمر كأنه دم. خوذته العسكرية الضخمة تنزلق على وجهه، فيحاول إصلاحها بيد مرتجفة، لكنه يفشل، مما يجعله يبدو كمهرج في سيرك متداعٍ. في الخلفية، شاشة متصدعة تعرض صورًا متكررة لقصف غزة، لكن الصوت مغلق، وتحل محله موسيقى هزلية، كأنها من فيلم صامت قديم. على الجانبين، تماثيل شمعية مكسورة لشخصيات من الفصول السابقة: هتلر الصغير بذراعه المكسورة، دونالد المغرور بهاتفه المتصدع، مادلين كلينتون بحقيبتها الممزقة، وتميم وسلمان بترودولار بحقائبهما الفارغة. أردوغان المنافق غائب، لكنه يترك وراءه علم فلسطين ممزقًا ملقى على الأرض، بجانب عقد نفط مكتوب عليه "إلى تل أبيب". في زاوية المسرح، يقف محمد ضيف الدين، الشيوعي التقدمي، بزيه البسيط، يحمل كتابًا قديمًا كأنه سلاحه الوحيد. عيناه تلمعان بذكاء المقاومة، يراقب المشهد بهدوء، كأنه ينتظر النهاية الحتمية. ياسين، عبد الكريم، مصطفى، وشحادة يقفون خلفه، يرتدون ملابس ملطخة بالغبار، لكنهم يبدون كأبطال أسطوريين، يحملون أعلام فلسطين وصور شهداء، كأن كل واحد منهم يحمل روح شعب بأكمله.

شلومو النتن يصعد إلى المنصة، يحاول إلقاء خطاب نصر، لكن صوته مرتجف، كأنه يتحدث إلى نفسه: "أنا... أنا سأحتل غزة! سأدمر المقاومة! سأكون بطل التاريخ!" يرفع يديه، لكن خوذته تنزلق مرة أخرى، فتغطي عينيه، فيتعثر ويسقط على الكرسي، مما يثير ضحك الحشد الوهمي في الخلفية. يحاول النهوض، يصرخ: "أنا مختلف! سأنتصر! غزة ستسقط!" لكن صوته يضيع وسط أصوات الانفجارات البعيدة التي تعلو من الشاشة. الشاشة تتحول فجأة إلى صور لأطفال غزة يرسمون أعلام فلسطين على الجدران المدمرة، فيتوقف شلومو، ينظر إلى الشاشة بحيرة، كأنه يرى شبحًا.

محمد ضيف الدين يتقدم إلى وسط المسرح، ينظر إلى شلومو بسخرية: "يا شلومو, مسرحيتك انتهت. الجمهور غادر, وحلفاؤك خانوك. غزة ليست أرضًا, بل فكرة. والفكرة لا تُهزم." يفتح كتابه, يقرأ بصوت عالٍ: "التاريخ يعلمنا أن الغزاة ينتهون إلى الزوال. فيتنام, العراق, أفغانستان, بيروت... وغزة هي الفصل الأخير, حيث تنهار أحلامكم أمام إرادة شعب." الحشد الوهمي يهتف, صوتهم يهز المسرح, كأن الأرض نفسها تردد كلماتهم: "فلسطين حرة!" محمد يبتسم, ابتسامة مليئة بالتحدي: "شلومو, أنت لا تحارب شعبًا, بل فكرة. والفكرة لا تموت."

ياسين يتقدم, يحمل صورة لأطفال يكتبون وصاياهم على جدران المدارس المدمرة: "هؤلاء هم أطفال غزة. يكتبون وصاياهم, لكنهم لا يخافون الموت. لأنهم يعرفون أن الحياة ليست في الأجساد, بل في الحق." يرفع الصورة, فيبدأ الحشد بالغناء, أغنية مقاومة قديمة, كلماتها تحمل روح شعب لا يعرف الاستسلام. "شلومو, أنت تحارب جيلًا لا يعرف الخوف. جيلًا يحمل الحجارة ويصنع منها أحلامًا." يرمي الصورة إلى الحشد, فيلتقطها طفل وهمي, يرفعها عاليًا, كأنها شعلة. ياسين ينظر إلى شلومو: "جيشك يقصف المدارس, لكنه يخاف مواجهة هؤلاء الأطفال. هذا هو جيشك: جيش من الجبناء."

عبد الكريم يتقدم, يحمل كيس طحين ممزق: "هذا ما تبقى لشعب غزة. كيس طحين ممزق. لكن من هذا الكيس, نصنع خبزًا لأطفالنا. شلومو يظن أن التجويع سيقتلنا. لكنه لا يعلم أننا نصنع الحياة من الموت." يرفع الكيس, فيبدأ الحشد بالهتاف: "غزة لن تجوع!" عبد الكريم يبتسم, ابتسامة مليئة بالتحدي: "شلومو, جيشك يقصف كيس الطحين, لكنه يخاف مواجهة رجل يحمل حجرًا. هذا هو جيشك: جيش من الجبناء." يرمي الكيس نحو شلومو, فيسقط على الأرض, ويتطاير الطحين, ملطخًا رداءه الممزق, فيعلو تصفيق الحشد.

مصطفى يتقدم, يحمل صورة لمستشفى مدمر: "هذا هو نصرك, يا شلومو. مستشفيات تحولت إلى أنقاض. أطباء استشهدوا تحت القصف. لكن هل تعتقدون أن هذا سيكسرنا؟ كل مستشفى تدمرونه يولد ألف طبيب جديد. كل شهيد يسقط يولد ألف مقاوم." يرفع الصورة, فيبدأ الحشد بالبكاء, لكن دموعهم مليئة بالغضب. "في بيروت, هزمناكم. في جنوب لبنان, كسرنا أحلامكم. وفي غزة, ستنتهون إلى الزوال." يرمي الصورة نحو شلومو, فتسقط على الأرض, ويعلو تصفيق الحشد. مصطفى ينظر إلى شلومو: "أنت تتحدث عن الديمقراطية؟ أي ديمقراطية هذه التي تقتل الأطفال؟ أي حرية هذه التي تجوّع شعبًا بأكمله؟"

شحادة يتقدم, يحمل علم فلسطين: "شلومو, أنت تتحدث عن النصر؟ أي نصر هذا الذي يقتل الأطفال؟ أي قوة هذه التي تجوّع شعبًا بأكمله؟" يرفع العلم, فتردد الحشد: "فلسطين حرة!" شحادة ينظر إلى شلومو: "هذه هي نهايتك. مسرحية هزلية تنهار أمام إرادة شعب. غزة ليست أرضًا, بل فكرة. والفكرة لا تُهزم." يلوح بالعلم, فيعلو تصفيق الحشد, وتبدأ الشاشة بإظهار صور لأطفال غزة يغنون, يرسمون, يقاومون.

شلومو النتن يحاول الرد, يصرخ: "أنا سأدمر غزة! سأجعلها تنسى اسم المقاومة!" لكن صوته يضيع وسط أصوات الانفجارات البعيدة. يحاول النهوض, لكنه يتعثر في ردائه مرة أخرى, فيسقط على الأرض, مما يثير ضحك الحشد. ينظر إلى التماثيل المكسورة, يصرخ: "حلفائي! أين أنتم؟ مادلين, دونالد, تميم, سلمان, أردوغان! ساعدوني!" لكن لا أحد يرد. التماثيل تنهار واحدًا تلو الآخر, كأنها ترفض الاستماع إليه.

محمد ضيف الدين يتقدم, ينظر إلى شلومو: "حلفاؤك؟ لقد غادروا, يا شلومو. مادلين تبحث عن صفقة جديدة. دونالد يلتقط صور سيلفي في مكان آخر. تميم وسلمان يعدّان أموالهما. وأردوغان؟ هو يوقّع عقدًا جديدًا للنفط." يشير إلى علم فلسطين الممزق على الأرض: "هذا هو دعمهم لنا. علم ممزق, وعقود نفط لك. لكن غزة لا تحتاج إلى حلفائك. غزة لديها شعبها." الحشد يهتف, صوتهم يهز المسرح: "غزة تقاوم!"

ياسين يتقدم, يحمل صورة لمقاوم يطلق صاروخًا محلي الصنع: "شلومو, جيشك يملك طائرات وصواريخ, لكنه يخاف من صاروخ بسيط صنعناه من بقايا الحديد. لماذا؟ لأننا نقاتل من أجل الحق, وأنتم تقاتلون من أجل الربح." يرمي الصورة نحو شلومو, فتسقط على الأرض, ويعلو تصفيق الحشد. ياسين ينظر إلى الشاشة: "انظر, يا شلومو. العالم يرى الحقيقة. شعوب الأرض تستيقظ, وغزة هي صوتها."

عبد الكريم يتقدم, يحمل حجرًا صغيرًا ملطخًا بالغبار: "هذا سلاحنا. حجر من غزة. قد يبدو بسيطًا, لكنه أقوى من صواريخك. لأنه يحمل إيمان شعب." يرفع الحجر, فيتأمله الحشد كأنه جوهرة نادرة. "شلومو, جيشك يقصف المستشفيات, لكنه يخاف مواجهة رجل يحمل حجرًا. هذا ليس جيشًا, بل عصابة جبانة." يرمي الحجر نحو شلومو, فيسقط على الأرض, ويعلو تصفيق الحشد.

مصطفى يتقدم, يحمل صورة لأم تحمل طفلها الجريح: "هذه هي غزة. أم تحمل طفلها تحت القصف, لكنها لا تنحني. شلومو يظن أن التجويع سيجبرنا على الركوع. لكنه لا يعلم أن الجوع يصنع منا أسودًا لا تهاب الموت." يرفع الصورة, فيبدأ الحشد بالبكاء, لكن دموعهم مليئة بالغضب. "كل قنبلة يرمونها تصنع أسطورة. غزة ليست أرضًا, بل قصة لا تنتهي." يرمي الصورة نحو شلومو, فتسقط على الأرض, ويعلو تصفيق الحشد.

شحادة يتقدم, يحمل علم فلسطين آخر: "شلومو, أنت تتحدث عن النصر؟ أي نصر هذا الذي يقتل الأطفال؟ أي قوة هذه التي تجوّع شعبًا بأكمله؟" يرفع العلم, فتردد الحشد: "فلسطين حرة!" شحادة ينظر إلى شلومو: "هذه هي نهايتك. مسرحية هزلية تنهار أمام إرادة شعب. غزة ليست أرضًا, بل فكرة. والفكرة لا تُهزم." يلوح بالعلم, فيعلو تصفيق الحشد, وتبدأ الشاشة بإظهار صور لمظاهرات عالمية, تحمل لافتات مكتوب عليها: "غزة حرة!"

شلومو النتن يحاول الرد مرة أخرى, يصرخ: "أنا سأدمر غزة! سأجعلها تنسى اسم المقاومة!" لكن صوته يضيع وسط أصوات أغنية المقاومة التي يغنيها الأطفال على الشاشة. يحاول النهوض, لكنه يتعثر في ردائه, فيسقط على الأرض مرة أخرى, مما يثير ضحك الحشد. ينظر إلى التماثيل المكسورة, يصرخ: "حلفائي! أين أنتم؟" لكن التماثيل تنهار تمامًا, تتحول إلى كومة من الشمع المذاب.

محمد ضيف الدين يتقدم, ينظر إلى الجمهور: "هذه مسرحيتهم, يا سادة. مسرحية الأوهام. يتحدثون عن النصر بينما جيوشهم تنهار. يتحدثون عن الحرية بينما يقصفون الأطفال. لكن غزة ليست جزءًا من مسرحيتهم. غزة هي الحقيقة التي تكشف أكاذيبهم." يفتح كتابه, يقرأ: "التاريخ يعلمنا أن الغزاة ينتهون إلى الزوال. غزة هي الفصل الأخير, حيث تنهار أحلامكم أمام إرادة شعب." الحشد يهتف, صوتهم يهز المسرح, كأن الأرض نفسها تردد كلماتهم.

ياسين يتقدم, يحمل علم فلسطين: "غزة ليست أرضًا, بل فكرة. وفكرة الحرية لا تُهزم." يرفع العلم, فتردد الحشد: "فلسطين حرة!" ياسين ينظر إلى شلومو: "مسرحيتك انتهت, يا شلومو. الجمهور لم يعد يصفق لك, بل يصرخ في وجهك." يلوح بالعلم, فيعلو تصفيق الحشد.

عبد الكريم يتقدم, يحمل حجرًا آخر: "هذا سلاحنا. حجر من غزة. أقوى من جيشك, لأنه يحمل إيمان شعب." يرمي الحجر نحو شلومو, فيسقط على الأرض, ويعلو تصفيق الحشد. عبد الكريم ينظر إلى الشاشة: "انظر, يا شلومو. العالم يرى الحقيقة. شعوب الأرض تستيقظ, وغزة هي صوتها."

مصطفى يتقدم, يحمل صورة لأطفال يغنون تحت القصف: "هؤلاء هم أطفال غزة. يغنون تحت القنابل, لأنهم يعرفون أن الحياة ليست في الأجساد, بل في الحق." يرمي الصورة نحو شلومو, فتسقط على الأرض, ويعلو تصفيق الحشد. مصطفى ينظر إلى شلومو: "أنت تحارب جيلًا لا يعرف الخوف. جيلًا يحمل الحجارة ويصنع منها أحلامًا."

شحادة يتقدم, يحمل علم فلسطين آخر: "شلومو, هذه هي نهايتك. مسرحية هزلية تنهار أمام إرادة شعب. غزة ليست أرضًا, بل فكرة. والفكرة لا تُهزم." يرفع العلم, فتردد الحشد: "فلسطين حرة!" يلوح بالعلم, فيعلو تصفيق الحشد, وتبدأ الشاشة بإظهار صور لأطفال غزة يرسمون أحلامهم على الجدران المدمرة.

الستارة تبدأ بالهبوط ببطء, لكن صوت أغنية المقاومة يعلو. شلومو النتن يقف وحيدًا, يحاول إلقاء خطاب أخير, لكن صوته يضيع وسط الضجيج. محمد ضيف الدين ينظر إلى الجمهور, يبتسم: "غزة ليست مجرد أرض, بل فكرة. والفكرة لا تُهزم." الشاشة تتحول إلى صورة لعلم فلسطين يرفرف فوق الأنقاض, والحشد يهتف: "غزة تنتصر!"


…………


الفصل الأخير: أنقاض الأوهام

المسرح يتحول إلى مشهد يجمع بين الدمار والحياة، كأنه لوحة سريالية تجمع المتناقضات. الأرض مغطاة بالأنقاض: مبانٍ مهدمة، جدران متشققة تحمل رسومات أطفال ملونة، أعمدة كهرباء مقطوعة تتدلى كأوردة ميتة. لكن وسط هذا الخراب، تنبض الحياة. أطفال يلعبون بكرة مصنوعة من قماش قديم، يضحكون كأن القنابل مجرد أصوات بعيدة. نساء يجلسن في دوائر صغيرة، يصنعن الخبز على نار هادئة، يتبادلن القصص والابتسامات كأنهن يتحدين الموت نفسه. رجال يقفون في زوايا المشهد، يحملون أسلحة بدائية، لكن عيونهم تلمع بإرادة لا تُكسر. في وسط المسرح، منصة مرتفعة مصنوعة من ألواح خشبية مكسورة، مزينة بأعلام فلسطين وصور شهداء مبتسمين. على المنصة، يقف محمد ضيف الدين، الشيوعي التقدمي، بزيه البسيط، يحمل كتابًا قديمًا كأنه درع. بجانبه، ياسين، عبد الكريم، مصطفى، وشحادة، يرتدون ملابس ملطخة بالغبار، لكنهم يبدون كأبطال أسطوريين، كأن كل واحد منهم يحمل روح شعب بأكمله. في الخلفية، سماء رمادية يقطعها دخان القنابل، لكن أشعة شمس خافتة تخترق السحب، كأنها ترمز إلى أمل لا يموت. شاشة متصدعة تعرض صورًا متكررة لقصف غزة، لكن الصوت مغلق، وتحل محله أغنية مقاومة يغنيها الأطفال، كلماتها بسيطة لكنها تحمل قوة جبل. راديو قديم موضوع على المنصة، يبث كلمات المقاومين إلى العالم، صوته مشوش لكنه قوي، كأنه يتحدى الحصار.

محمد ضيف الدين يقف في وسط المنصة، ينظر إلى حشد من الأطفال والنساء والرجال الذين تجمعوا حوله. صوته هادئ لكنه يحمل قوة لا تُقاوم: "يا شعب غزة، يا صوت الحق! هذه ليست نهاية القصة، بل بدايتها. كل قنبلة يرمونها تصنع منكم بطلًا. كل منزل يهدم يولد حلمًا جديدًا. نحن لا نقاتل بالسلاح فقط، بل بالإيمان. إيمان بأن الحق ينتصر، مهما طال الزمن." يرفع كتابه القديم، يفتحه، ويقرأ بصوت عالٍ: "الشعوب التي تقاوم لا تُهزم، لأنها تحارب من أجل الحياة، وليس من أجل الربح." الحشد يهتف، صوتهم يهز المسرح، كأن الأرض نفسها تردد كلماتهم: "فلسطين حرة!" محمد يبتسم، ابتسامة مليئة بالتحدي: "شلومو يظن أن قنابله ستكسرنا. لكنه لا يعلم أن غزة ليست أرضًا، بل فكرة. والفكرة لا تُهزم."

ياسين يتقدم، يحمل صورة لأطفال يكتبون وصاياهم على جدران المدارس المدمرة: "هؤلاء هم أطفال غزة. يكتبون وصاياهم، لكنهم لا يخافون الموت. لأنهم يعرفون أن الحياة ليست في الأجساد، بل في الحق." يرفع الصورة، فيبدأ الحشد بالغناء، أغنية مقاومة قديمة، كلماتها تحمل روح شعب لا يعرف الاستسلام. "شلومو، أنت تحارب جيلًا لا يعرف الخوف. جيلًا يحمل الحجارة ويصنع منها أحلامًا." يرمي الصورة إلى الحشد، فيلتقطها طفل صغير، يرفعها عاليًا كأنها شعلة. الحشد يهتف: "غزة تقاوم!" ياسين ينظر إلى السماء، حيث تحوم طائرة بدون طيار: "شلومو، طائراتك قد تقتل أجسادنا، لكنها لا تستطيع قتل أحلامنا." يلوح بيده، فتتحطم الطائرة فجأة، كأن إرادته وحدها أسقطتها، فيعلو تصفيق الحشد.

عبد الكريم يتقدم، يحمل كيس طحين ممزق: "هذا ما تبقى لشعب غزة. كيس طحين ممزق. لكن من هذا الكيس، نصنع خبزًا لأطفالنا. شلومو يظن أن التجويع سيقتلنا. لكنه لا يعلم أننا نصنع الحياة من الموت." يرفع الكيس، فيبدأ الحشد بالهتاف: "غزة لن تجوع!" عبد الكريم يبتسم، ابتسامة مليئة بالتحدي: "شلومو، جيشك يقصف كيس الطحين، لكنه يخاف مواجهة رجل يحمل حجرًا. هذا هو جيشك: جيش من الجبناء." يرمي الكيس إلى الحشد، فتلتقطه امرأة، تبدأ بصنع الخبز على نار صغيرة، كأنها تتحدى القنابل بعجينها. الحشد يهتف، صوتهم يعلو، كأن الخبز نفسه يحمل رسالة مقاومة. عبد الكريم يتحدث إلى الراديو القديم: "إلى العالم، اسمعوا صوت غزة. نحن لا نطلب الشفقة، بل الحق. نحن لا نطلب الطعام، بل العدالة."

مصطفى يتقدم، يحمل صورة لمستشفى مدمر: "هذا هو نصر شلومو. مستشفيات تحولت إلى أنقاض. أطباء استشهدوا تحت القصف. لكن هل تعتقدون أن هذا سيكسرنا؟ كل مستشفى تدمرونه يولد ألف طبيب جديد. كل شهيد يسقط يولد ألف مقاوم." يرفع الصورة، فيبدأ الحشد بالبكاء، لكن دموعهم مليئة بالغضب. "شلومو، أنت لا تحارب المقاومة، بل تحارب الإنسانية. وهذه حرب خاسرة." يرمي الصورة إلى الحشد، فيلتقطها رجل عجوز، يضمها إلى صدره كأنها كنز. مصطفى يتحدث إلى الراديو: "إلى العالم، انظروا إلى غزة. نحن لا نقاتل من أجل الأرض فقط، بل من أجل الحق. الحق الذي لا يموت." الحشد يهتف، صوتهم يهز المسرح، كأن الأرض نفسها تردد كلماتهم.

شحادة يتقدم، يحمل علم فلسطين: "شلومو يتحدث عن الديمقراطية؟ أي ديمقراطية هذه التي تقتل الأطفال؟ أي حرية هذه التي تجوّع شعبًا بأكمله؟" يرفع العلم، فتردد الحشد: "فلسطين حرة!" شحادة ينظر إلى السماء، حيث تحوم طائرة بدون طيار أخرى: "شلومو، طائراتك قد تقتل أجسادنا، لكنها لا تستطيع قتل أحلامنا. نحن نقاوم، لأننا نؤمن بالحق." يلوح بالعلم، فتتحطم الطائرة مرة أخرى، كأن العلم نفسه أسقطها، فيعلو تصفيق الحشد. شحادة يتحدث إلى الراديو: "إلى العالم، اسمعوا صوت غزة. نحن لسنا ضحايا، بل أبطال. نحن لا نطلب الرحمة، بل العدالة."

فجأة، يظهر شلومو النتن في زاوية المسرح، يحاول إلقاء خطاب أخير. رداؤه الممزق ملطخ بالحبر الأحمر، وخوذته تنزلق على وجهه، فيبدو كمهرج في سيرك متداعٍ. يصرخ: "أنا سأدمر غزة! سأجعلها تنسى اسم المقاومة!" لكن صوته يضيع وسط أغنية المقاومة التي يغنيها الأطفال. يحاول النهوض، لكنه يتعثر في ردائه، فيسقط على الأرض، مما يثير ضحك الحشد. ينظر إلى التماثيل المكسورة لحلفائه: "حلفائي! أين أنتم؟ دونالد، مادلين، تميم، سلمان، أردوغان!" لكن التماثيل تنهار واحدًا تلو الآخر، تتحول إلى كومة من الشمع المذاب. شلومو يصرخ: "أنا مختلف! سأنتصر!" لكن الشاشة تتحول إلى صور لأطفال غزة يرسمون أحلامهم، فيتوقف، ينظر إلى الشاشة بحيرة، كأنه يرى شبحًا.

محمد ضيف الدين يتقدم إلى وسط المسرح، ينظر إلى شلومو بسخرية: "يا شلومو، مسرحيتك انتهت. الجمهور غادر، وحلفاؤك خانوك. غزة ليست أرضًا، بل فكرة. والفكرة لا تُهزم." يفتح كتابه، يقرأ: "التاريخ يعلمنا أن الغزاة ينتهون إلى الزوال. فيتنام، العراق، أفغانستان، بيروت... وغزة هي الفصل الأخير، حيث تنهار أحلامكم أمام إرادة شعب." الحشد يهتف، صوتهم يهز المسرح، كأن الأرض نفسها تردد كلماتهم: "فلسطين حرة!" محمد يتحدث إلى الراديو: "إلى العالم، اسمعوا صوت غزة. نحن لا نقاتل من أجل الأرض فقط، بل من أجل الحق. الحق الذي لا يموت."

ياسين يتقدم، يحمل صورة لمقاوم يطلق صاروخًا محلي الصنع: "شلومو، جيشك يملك طائرات وصواريخ، لكنه يخاف من صاروخ بسيط صنعناه من بقايا الحديد. لماذا؟ لأننا نقاتل من أجل الحق، وأنتم تقاتلون من أجل الربح." يرمي الصورة نحو شلومو، فتسقط على الأرض، ويعلو تصفيق الحشد. ياسين يتحدث إلى الراديو: "إلى العالم، انظروا إلى غزة. نحن لا نحتاج إلى أسلحتكم، بل إلى ضميركم. نحن لا نحتاج إلى شفقة، بل إلى عدالة."

عبد الكريم يتقدم، يحمل حجرًا صغيرًا ملطخًا بالغبار: "هذا سلاحنا. حجر من غزة. قد يبدو بسيطًا، لكنه أقوى من صواريخ شلومو. لأنه يحمل إيمان شعب." يرفع الحجر، فيتأمله الحشد كأنه جوهرة نادرة. "شلومو، جيشك يقصف المستشفيات، لكنه يخاف مواجهة رجل يحمل حجرًا. هذا ليس جيشًا، بل عصابة جبانة." يرمي الحجر نحو شلومو، فيسقط على الأرض، ويعلو تصفيق الحشد. عبد الكريم يتحدث إلى الراديو: "إلى العالم، انظروا إلى سلاحنا. حجر يحمل إرادة شعب. هذا هو سر قوتنا."

مصطفى يتقدم، يحمل صورة لأم تحمل طفلها الجريح: "هذه هي غزة. أم تحمل طفلها تحت القصف، لكنها لا تنحني. شلومو يظن أن التجويع سيجبرنا على الركوع. لكنه لا يعلم أن الجوع يصنع منا أسودًا لا تهاب الموت." يرفع الصورة، فيبدأ الحشد بالبكاء، لكن دموعهم مليئة بالغضب. "كل قنبلة يرمونها تصنع أسطورة. غزة ليست أرضًا، بل قصة لا تنتهي." يرمي الصورة نحو شلومو، فتسقط على الأرض، ويعلو تصفيق الحشد. مصطفى يتحدث إلى الراديو: "إلى العالم، انظروا إلى أمهات غزة. هن لا يبكين، بل يقاومن. هن لا ينحنين، بل يصنعن الأمل."

شحادة يتقدم، يحمل علم فلسطين آخر: "شلومو، أنت تتحدث عن النصر؟ أي نصر هذا الذي يقتل الأطفال؟ أي قوة هذه التي تجوّع شعبًا بأكمله؟" يرفع العلم، فتردد الحشد: "فلسطين حرة!" شحادة ينظر إلى شلومو: "هذه هي نهايتك. مسرحية هزلية تنهار أمام إرادة شعب. غزة ليست أرضًا، بل فكرة. والفكرة لا تُهزم." يلوح بالعلم، فيعلو تصفيق الحشد، وتبدأ الشاشة بإظهار صور لمظاهرات عالمية، تحمل لافتات مكتوب عليها: "غزة حرة!" شحادة يتحدث إلى الراديو: "إلى العالم، اسمعوا صوت غزة. نحن نقاوم، لأننا نؤمن بالحرية. نحن نقاوم، لأننا نؤمن بالعدالة."

شلومو النتن يحاول الرد، يصرخ: "أنا سأدمر غزة! سأجعلها تنسى اسم المقاومة!" لكن صوته يضيع وسط أصوات أغنية المقاومة التي يغنيها الأطفال. يحاول النهوض، لكنه يتعثر في ردائه، فيسقط على الأرض مرة أخرى، مما يثير ضحك الحشد. ينظر إلى التماثيل المكسورة لحلفائه، يصرخ: "حلفائي! أين أنتم؟" لكن التماثيل تنهار تمامًا، تتحول إلى كومة من الشمع المذاب. شلومو ينهار على المنصة، يبكي كطفل، لكن دموعه لا تحرك أحدًا.

محمد ضيف الدين يتقدم، ينظر إلى الجمهور: "هذه مسرحيتهم، يا سادة. مسرحية الأوهام. يتحدثون عن النصر بينما جيوشهم تنهار. يتحدثون عن الحرية بينما يقصفون الأطفال. لكن غزة ليست جزءًا من مسرحيتهم. غزة هي الحقيقة التي تكشف أكاذيبهم." يفتح كتابه، يقرأ: "التاريخ يعلمنا أن الغزاة ينتهون إلى الزوال. غزة هي الفصل الأخير، حيث تنهار أحلامكم أمام إرادة شعب." الحشد يهتف، صوتهم يهز المسرح، كأن الأرض نفسها تردد كلماتهم. محمد يتحدث إلى الراديو: "إلى العالم، اسمعوا صوت غزة. نحن لا نقاتل من أجل الأرض فقط، بل من أجل الحق. الحق الذي لا يموت."

ياسين يتقدم، يحمل علم فلسطين: "غزة ليست أرضًا، بل فكرة. وفكرة الحرية لا تُهزم." يرفع العلم، فتردد الحشد: "فلسطين حرة!" ياسين ينظر إلى شلومو: "مسرحيتك انتهت، يا شلومو. الجمهور لم يعد يصفق لك، بل يصرخ في وجهك." يلوح بالعلم، فيعلو تصفيق الحشد.

عبد الكريم يتقدم، يحمل حجرًا آخر: "هذا سلاحنا. حجر من غزة. أقوى من جيشك، لأنه يحمل إيمان شعب." يرمي الحجر نحو شلومو، فيسقط على الأرض، ويعلو تصفيق الحشد. عبد الكريم يتحدث إلى الراديو: "إلى العالم، انظروا إلى سلاحنا. حجر يحمل إرادة شعب. هذا هو سر قوتنا."

مصطفى يتقدم، يحمل صورة لأطفال يغنون تحت القصف: "هؤلاء هم أطفال غزة. يغنون تحت القنابل، لأنهم يعرفون أن الحياة ليست في الأجساد، بل في الحق." يرمي الصورة نحو شلومو، فتسقط على الأرض، ويعلو تصفيق الحشد. مصطفى يتحدث إلى الراديو: "إلى العالم، انظروا إلى أطفال غزة. إنهم لا يخافون، لأنهم يؤمنون بالحق."

شحادة يتقدم، يحمل علم فلسطين آخر: "شلومو، هذه هي نهايتك. مسرحية هزلية تنهار أمام إرادة شعب. غزة ليست أرضًا، بل فكرة. والفكرة لا تُهزم." يرفع العلم، فتردد الحشد: "فلسطين حرة!" يلوح بالعلم، فيعلو تصفيق الحشد، وتبدأ الشاشة بإظهار صور لأطفال غزة يرسمون أحلامهم على الجدران المدمرة.

الستارة تبدأ بالهبوط ببطء، لكن صوت أغنية المقاومة يعلو. السماء الرمادية تتحول إلى ألوان الغروب، كأنها ترمز إلى الأمل. شلومو النتن يقف وحيدًا، يحاول إلقاء خطاب أخير، لكن صوته يضيع وسط الضجيج. محمد ضيف الدين ينظر إلى الجمهور، يبتسم: "غزة ليست مجرد أرض، بل فكرة. والفكرة لا تُهزم." الشاشة تتحول إلى صورة لعلم فلسطين يرفرف فوق الأنقاض، والحشد يهتف: "غزة تنتصر!"


نهاية المسرحية



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية: -عباءة الطابور الخامس-..كوميديا
- مسرحية: الحقيقة تتألق بين الانقاض..-Veritas in Ruinas-
- مسرحية -إمبراطورية التكفير-
- مسرحية -جعجعة كابريه-
- خيبة التريليونات: من خردة الغرب إلى دروع الشرق
- الضربة الصهيونية لمحمية قطر وسياقات الصراع الإقليمي
- مقدمة لمسرحية : شايلوك يحلم بريفييرا غزة : وحشية الطمع الاست ...
- مسرحية: شايلوك يحلم بريفييرا غزة
- رواية : شجرة الكرز الحزين
- رواية : امواج الحقيقة الهادرة
- رواية : لمن ترفع اليافطة !
- رواية : نبوءة الرياح في شوارع شيكاغو
- تحالف الإرهاب والمال والنفوذ الصهيوني في قلب فرنسا
- نهاية عصر لوبيات الصهاينة
- رواية : كوميديا الفردوس السومري..رواية تاريخية
- رواية : عبيد ماستريخت: دراكولا كرئيس للمفوضية
- رواية : صحراء السراب
- رواية : دموع الأرض المحلقة
- رواية : أصداء الخفاء
- رواية: عشرة أعوام من الرماد


المزيد.....




- تحديات جديدة أمام الرواية الإعلامية حول غزة
- وفاة الفنان السعودي حمد المزيني عن عمر 80 عامًا
- حروب مصر وإسرائيل في مرآة السينما.. بطولة هنا وصدمة هناك
- -لا موسيقى للإبادة الجماعية-.. أكثر من 400 فنانا يعلنون مقاط ...
- الأوبرا في ثوب جديد.. -متروبوليتان- تفتتح موسمها بعمل عن الأ ...
- الصّخب والعنف.. كيف عالج وليم فوكنر قضية الصراع الإنساني؟
- تايلور سويفت تعود لدور السينما بالتزامن مع إصدار ألبومها الج ...
- تجمع سوداني بجامعة جورجتاون قطر: الفن والثقافة في مواجهة مأس ...
- سوار ذهبي أثري يباع ويُصهر في ورشة بالقاهرة
- جان بيير فيليو متجنياً على الكرد والعلويين والدروز


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - مسرحية - في معابد الإله الاعظم دولار-