أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - صلاح الدين محسن - من كتابات ما قبل الرحيل - 2















المزيد.....

من كتابات ما قبل الرحيل - 2


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 8472 - 2025 / 9 / 21 - 09:27
المحور: قضايا ثقافية
    



فيما بين عامي 1993/1992 , زرت قرية مصرية بالصعيد . تضم آثارا من مختلف عصور التاريخ المصري . وكان " اخناتون " قد اتخذها عاصمة - بديلة - .
القرية تتبع مركز ملوي - محافظة المنيا - وهي : قرية " الشيخ عبادة " التي تقع شرق النيل . وتبعد عن القاهرة بحوالي 260 كم جنوباً ..
الرجل الكريم , الذي كان وقتذاك , يشغل منصب " عُمدة القرية - المختار - " قال لي :
" توجد بعثة آثارية إيطالية تحضر للقرية كل عام . لتجري بحوثا وتنقيبات . وكلما عثروا ولو علي قصاصة ورق بردي صغيرة . تحوي كتابة مصرية قديمة , اهتموا بها وحافظوا عليها ! ليترجِموا ما فيها من الكتابة للاستفادة منها "
!!!

ألا يجب علي المصريين تعلم كتابة وقراءة لغتهم القديمة , التي كُتبت بها غالبية آثار حضارة بلادهم ؟ للاستفادة من علوم أجدادهم . مثلما يتعلمها الايطاليون - وغيرهم - ويعبروا البحر المتوسط , ويحضروا لقرية نائية في مصر . تقع بين الصحراء الشرقية والجبل ونهر النيل .. وينفقوا ملايين الدولارات .. ليعلَموا ويستفيدوا من كل ما هو مكتوب منذ آلاف السنين في حضارة قدماء المصريين , ولو من قصاصة ورق بردي صغيرة ؟

والبعثات الآثارية المختلفة تأتي من أعظم دول العالم للتنقيب واستخراج عجائب من آثارها . وفي كل يوم وآخر تظهر معجزات جديدة . وهم ينفقون الملايين , لأنهم يستفيدون من علوم وفنون وآداب ومخترعات ( قديمة جديدة , خالدة وملهمة ) ..

فلماذا لا يتم تدريس اللغة ( ولاسيما الكتابة - لغة وكتابة . وليست اللغة فقط . في حالة وجود عدة كتابات للغة الواحدة , تُختَار الكتابة التي بها دونت غالبية آثار حضارة الأمة وتاريخها .. وباقي الكتابات تقل أهميتها حسب قلة ما تم تدوينه بها - وينحصر تعلمها علي الأكاديميين الباحثين - ) ؟

للاستفادة منها .. ولو كما يستفيد الأجانب ؟!؟ وباعتبار كتابة اللغة القديمة - التي دونت بها غالبية الآثار = مفتاح كنوز من أسرار و آثار تلك الحضارة
مقال له صلة / انظر : هامش * 1:

الشعوب المغلوبة علي أمرها .. يمكن زرع أو خلع اية هوية جديدة أو قديمة - فيها أو منها

أية لغة ولو كانت ميتة - خارج الخدمة - اذا قَرّرتها علي تلاميذ المدارس الابتدائي , وحتى المرحلة الثانوية , كلغة أولى . لمدة عشر سنوات , ثم عشر سنوات أخري .. مع منح جوائز ثمينة للمتفوقين فيها ( بدلا من جوائز تحفيظ ما لا يفيد ولا يسر ) .. ستجد أغلب الشعب قد صار يتقن تلك اللغة ,, أية لغة .. ( انظر هامش *2 - في نهاية المقال )

بمعنى : أية أمة استطاع مستعمر أجنبي همجي , ردم تاريخها وهويتها الحقيقية وقوميتها منذ مئات السنين أو آلاف السنين .. من السهل إعادة كل شيء لما كان عليه , - وبما يتواكب مع مستجدات العصر الحديث , وبما يفيد تلك المستجدات ويفيد الانسانية - ..
لا شيء مستحيل

أية لغة , صارت في ذمة المتاحف والتاريخ
احياؤها لا يحتاج الي معجزة ..

المعجزة فقط في ظهور ذوي العزم من الرجال الساسة
لا شيء محال اذا امسكت مقاليد الامور صفوة من ذوي العزائم
وقديما قال الشاعر :
وتَصغُر في عين العظيم العظائمُ
وتَعظُمُ في عين الصغير : الصغائرُ !
--
لست متعصبا للغة ما .. وما زلت علي ما قلته في مقال سابق " المجد للمبدعين لا للغات التي عَبّروا بها "
لكن .. .. :
لكن اذا وجدنا لغة حضارة قديمة من حضارات العالم الزاهرة ، الملهمة ( سواء كانت مصرية قديمة , أو عراقية سومرية بابلية آشورية , أو حِمْيَرِيّة يمنية , سورية , لبنانية , نوبية , أمازيغية , نبطية - هؤلاء من دول المنطقة - أو أو أو .. الخ.. ) أوليس من حق شعبها أن يتعلمها ويتقنها ؟! إنه واجب حضاري انساني . ( طبعا : بالاضافة للغة أممية انسانية عامة ) - .
---
لا يعوق احياء لغة وكتابة قديمة للانتفاع بكنوز حضارتها سوي :
اما دين استعماري فرش ظلامه علي كل نواحي الحياة وهو متلاحم مع لغته .. ويرفض بديل للغته أو شريك لها !
أو دين له أبجدية مستعمر غابر .. فصلت الوطن كله عن لغة حضارته الزاهرة ! وتلاحمت الأبجدية والكتابة الجديدة مع دين أجنبي آخر ! جاء ايضاً من خارج البلاد .. !

مشكلة هي .. ما جاء من الخارج - قديما - .. سواء لغة أو دين .. هما ضد الحضارة القديمة الخالدة الزاهرة الملهمة .. وكل منهما يراها : مجرد عبادة أوثان !! .. وكذلك ضد غالبية ما أتت به الحضارة الحديثة . كل منهما يراها : محض مجون وإلحاد ! !!

المهمة صعبة ولكن لا شيء مستحيل . اذا توفر عزم ساسة يقدرون علي تصحيح سير التاريخ . وإعادته لمجراه الطبيعي والاصلح

و مازلنا علي رأينا فيما قلناه في كتابنا " مستقبل اللغات "
من ان العالم في حاجة الي لغة جديدة موحدة - بعدما صارت الدنيا كما قرية صغيرة . - لغة خالية من العيوب الموجودة في كل اللغات الحية وغيرها - بحكم شدة قِدَمِها - . /
ولكن .. تستثني لغات - وأبجدياتها , وكتاباتها - طالما كانت هي لغة حضارة خالدة ومتجددة العجائب .وهذا موجود بأكثر من دولة - في العراق كما في مصر / وغيرهما - تبقي لغة حضارتها القديمة .حيّة ناشطة في بلادها وعند شعبها / علي الأقل - بجانب اللغة العولمية التي يجب أن تلتف حولها كل شعوب الأرض

وان كان الذكاء الاصطناعي قد يَسّر اجراء محادثات بين أي اثنين من اي لغتين مختلفتين مع الترجمة في الحال
بخلاف ما سيستجد ( وما استُجد بالفعل ) من العلم والتكنولوجيا لتسهيل التحدث والترجمة بين أية لغتين من لغات العالم ! وكذلك ترجمة الكتابة المصورة - بي دي اف - بلغة ما ، لاية لغة أخري ...
!!!!
الغد .. سيكون أجمل من اليوم - هكذا نأمل - .. فطوبي للأجيال الجديدة التي سوف تري وسوف تعيش ذاك الغد الجميل .
--
هوامش :
مقال له صلة - هامش *1
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758721#google_vignette

هامش * 2 :
https://www.facebook.com/reel/782786214126212
======



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من كتابات ما قبل الرحيل
- منوعات - مختارات و قراءات وحوارات
- مع القراء - قديما وحديثا -
- انتبهوا .. انهم يحرقونكم بنيران أديانكم / حلقة 3
- انتبهوا .. انهم يحرقونكم بنيران أديانكم ! - الحلقة 2
- انتبهوا .. انهم يحرقونكم بنيران أديانكم ! / الحلقة 1-2
- بالمناسبة - امتلاك الطاقة النووية بين الحق والباطل
- للدول الكبري : انتبهوا .. انها حروب دينية
- تأملات في الضربة الاسرائيلية لايران
- حقك في اختيار أشرف أنواع استعمار .. !
- للراغبين في تمزيق أوطانهم وتقسيمها
- حوارات وآراء
- الردة الحضارية قادمة - فما مستقبل النساء ؟ ج 3
- الردة الحضارية قادمة - فما مستقبل النساء ؟ ج 2
- الردة الحضارية قادمة - فما مستقبل النساء ؟ 1-2
- الإنسان اليميني المتطرف .. ابتداء من العامة , وحتي القادة . ...
- الرِدّة الحضارية .. و ترامباويات
- لماذا الحل الانساني وليس الحق التاريخي ؟ -ج2
- حوارات متنوعة
- لماذا الحل الانساني وليس الحق التاريخي ؟ ج-1


المزيد.....




- هجوم إلكتروني يشل مطارات أوروبا ويعطل حركة آلاف المسافرين.. ...
- البرتغال تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية لتلتحق بدول أوروبية
- -عملية النظام الجديد-... تفاصيل جديدة تكشف كيف تسلل الموساد ...
- بريطانيا قبيل قرار ستارمر: الاعتراف بدولة فلسطينية لا يعني ق ...
- مظاهرة بمدينة دوسلدورف الألمانية تنديدا بالحرب الإسرائيلية ع ...
- تصعيد روسي وأوكراني بالصواريخ والمسيرات يعقد فرص التسوية الد ...
- بريطانيا: أي قرار للاعتراف بدولة فلسطينية لا يعني قيامها على ...
- إسرائيل تعتقل حنين الزعبي بشبهة -التحريض على الإرهاب-
- طفل غزي يصنع ساقا بلاستيكية لصديقه مبتور الساق
- متظاهرون في ستوكهولم يدعون لإنهاء حرب إسرائيل على قطاع غزة


المزيد.....

- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - صلاح الدين محسن - من كتابات ما قبل الرحيل - 2