صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 8328 - 2025 / 4 / 30 - 22:52
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
من مدونتي : 29-4-2025
تمهيد : لماذا أدافع عن المرأة , ضد مخاطر" رِدّة حضارية " تبدو مقبلة , وستعتدي علي كيانها ؟
لأنني نشأت في مجتمع مصري , كل الطبقات فيه يحفظون مقولة :
( إكسر للبنت ضلع , يطلع لها 24 ) .. !!!
وعندما كبرتُ وتعلمت القراءة والكتابة , وبدأت أتردد علي المسجد للصلاة , واتلقي حصص في
الدين بالمدرسة .. و اسمتعت لخُطب الوعظاء بالمساجد والبرامج الدينية
لكبار الدعاة .. وجدت ان الدين قد ألصق بالمرأة من القبائح والرزائل والخبائث , ما لم يقله في
حق القملة , أو العقربة, أو الأفعي , أو الحرباء , أو الخنزير , أو البق , أو البرغوث .. !
وكلما قرأت أكثر في تراث العقيدة الدينية , وجدت من مؤسسيها الأوائل , من نَكّلوا بصورة المرأة - أقبح تنكيل - وحرضوا عليها اسوأ تحريض ,,
كمن قال :" شاوروهن , وإخلفوا مشوراتهن " ... !ولا تطيعوهن في الحق , حتي لا تطمعن في الباطل " .. !!
أو في قول آخر :
اتقوا شرار النساء وكونوا من خيارهن على حذر, وإن أمرنكم بالمعروف فخالفوهن . كي لا يطمعن منكم في المنكر.
----
وكلما قرات أكثر في التاريخ ,, تغيرت نظرتي للمراة , عما عرفته من المجتمع , وعما قاله عنها الدين ..
وكلما قرأت عن العظماء .. وجدت أن وراء عظمة كل منهم ,كانت توجد : إمرأة ... إما الزوجة أو الأم ..
و من متابعاتي للمواهب الصغيرة - فن الغناء - أجد ان الغالبية الساحقة منهم كان العضد والظهر والسند لهم : المرأة / الأم .. وقليلا ما يكون للأب دور ..
ومن التاريخ عرفت انه منذ آلاف السنين , كانت توجد دُوَل وامبراطوريات وحضارات عُظمي > قادتها نساء .. !
واليوم في عصرنا الحديث :
فنلندا - أسعد شعوب الأرض : تحكمها و تقودها النساء ..
!https://salah48freedom.blogspot.com/2024/04/blog-post_16.html
---
أول رحلة فضائية نسائية بالكامل.. سعيدات الحظ بينهن نجمة ( الخبر منشور -14-4-2025 . في عدة مواقع و قناوات كبري ) :
-----
لذا اعتبر كتابي " تحرير الرجل " المطبوع في مصر عام 1998 , بمثابة إعتذار للنساء الشرقيات .. من رجل شرقي .
( علي هامش الموضوع : كتابي هذا , بعده ب 8 سنوات .. ظهر كتاب يحمل نفس العنوان !! لكاتبة - أستاذة جامعية مصرية - ) كتبت عن ذلك من قبل :
https://salah48freedom.blogspot.com/2020/06/blog-post_85.html
------
ولن انسي أنني عندما كنت تلميذا بالمدرسة الابتدائية - في قرية مصرية صغيرة ,, كنا مدرسة مختلطة - بنين وبنات -
في السنتين - الخامسة والسادسة - من المرحلة الابتدائية . التفوق في الدراسة لم يكن من نصيب احد الاطفال الذكور
الأقوياء الاشداء , او النابهين الأذكياء , بل من نصيب طفلة , هادئة , طيبة , بشوشة , تواضع وبساطة . كانت أطيب
التلميذات ( جدي لأمي كان عمها - شقيق والدها - / كتبت عنها ضمن كتابي " من حديقة البشر " / منشور بالإنترنت ) .
عن نفسي شخصيا : أمي بصماتها في نفسي , هي أكثر وأعمق من بصمات أبي .. هي ماتت وأنا في حوالي 10 سنوات من عمري .. ,- وأبي مات وأنا في عمر 45 عاما - ..
فعن أمي - مثلاً - من وحي ما سمعته منها , نشرت 4 مقالات نقدية غنائية ( وهي لم تكن مطربة , ولا كانت تعرف القراءة أو الكتابة ! ) . " من أغاني أُمي 3- 4 " :
منشورة عام 2017
https://salah48freedom.blogspot.com/2017/05/3.html
وبموقع الحوار :https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=802992
----
أيضاً من وحي ما سمعته من أمي , عندما كنت طفلا , واكتشفت بعدما كبرت , انه يتعلق بنظرية " تناسخ الأرواح " ! التي يؤمن بها مئات من الملايين عبر العالم ! ,,
لي مقال جاهز . قد انشره قريبا - مع تحفظي تجاه تلك النظرية - ! .
---- مما سبق , نقصد ان المرأة هي عماد حياة البشر , ولا يجوز للرجال استغلال ظروف ضعفها في أوقات الحمل والولادة وحضانة الطفل , بالإضافة إلى معاناتها مع
أوجاع الدورة الشهرية- .. فيقوم الرجال بامتهانها واستعبادها والتعامل معها , كالتعامل مع الدجاجة او النعجة : وظيفتها البيض او الولادة .. و الامتثال لحاجات وثوب
الديوك والكباش فوقها
---
المرأة التي يتم استعبادها هكذا .. تنتج حكاماً ظالمين ديكتاتوريين طغاة قساة جبابرة وجلادين ... و كذلك تنتج معلمين بالمدارس . من نفس تلك النوعية ..
---
الذين يفكرون بعقلية الماضي - اليمينيون المتطرفون . يعيشون في الحاضر وعقولهم تقبع فيما سبق يخطو المستقبل بإحدى ساقيه بداخل عتبات بيوتهم ,
وعقولهم غائصة في الماضي .. ويريدون إعادة مجد بلادهم بالضغط علي المرأة لأجل كثرة الانجاب , نقول لهم :1 - الحرب الأهلية في السودان
- بعدما كادت ان تحسم
لحساب الجيش , ضد ميليشيات الدعم السريع , اختلت فيها الموازين بعدما دخلتها الآلة الحربية الأحدث - طائرات الدرون - الذاتية العمل . التي لا يقودها طيار .. !
طيارة لا تحتاج لأيدي عاملة ..
2 - و منذ سنوات قليلة مضت , بينما كانت قوات التيغراي , قد دحرت الجيش الإثيوبي . وحاصرت العاصمة " أديس أبابا " , انقلبت الموازين , عندما دخلت الحرب :
الآلة الأحدث " طائرات الدرون ,, اذ سارع آبي أحمد - رئيس اثيوبيا , بالسفر لتركيا ,, ثم عاد ومعه طائرات الدرون .. ففرت امام هجومها , قوات التيغراي وعادت
مهزومة الى منطقتها !!أي ان الآلة دخلت الحروب , ولم تعد هناك حاجة لأعداد كبيرة من الجيوش الجرارة لزوم تحقيق الانتصارات .
ومع الآلة الأحدث الآن = ظهور الذكاء الاصطناعي , ستقل جدا الحاجة للأيدي العاملة البشرية .. في كافة المجالات , المدنية و الحربية
وبالتالي فمطالبة النساء بكثرة الإنجاب - وتهديدهن بعسف وطغيان , وفرض عقوبات استبدادية .. معناه الشروع في زيادة أعداد الأيادي العاطلة - وتفاقم البطالة - في المستقبل القريب جدا ..
الانجاب يكون بقدر ما يكفي لحفظ النوع البشري من الانقراض وسد الحاجة ( القليلة ) من الايادي العاملة التي - كما قلنا - ستقل كثيرا بحلول الآلة في العمل , محل البشر .
---
ليس وحسب رئيس إحدى اكبر واغنى دول العالم - أو أكبرها وأغناها - , الذي يدعو لاجبار النساء علي كثرة الإنجاب .. في زمن ( وداعا بروليتاريا , ومرحباً آلة-تاريا ) !!
بل ونائب ذاك الرئيس , وآخرون - كأشهر رجل أعمال يحلق بعقله في المريخ - لاحتلاله وإعماره - ,, وتطوير الصواريخ وسفن الفضاء .. ويفكر في مستقبل الارض بعقلية العصور الوسطى
,, اجبار النساء علي كثرة الانجاب !
وفي بلاد العربسلام والشعوب المؤمنة بما يسمي " الابراهيميات " ,, يرى فقهاء تلك المعتقدات ان مجرد تنظيم او تحديد النسل البشري محرم دينيا . لكونه ضد مشيئة عمدة السماء , ذاك العمدة - المختار ! - المهيمن علي كرتنا الأرضية - والمهموم بها بالذات دونا عن ترليونات من امثالها من الكواكب بالفضاء الكوني - كواكب ثبت ان فيها حضارات لكائنات ارقى واكثر تقدماً من الانسان - ! .
صديقة مُطّلِعة - في مونتريال - أخبرتني من قبل . ان هواة اصطياد الغزلان من الغابات , عليهم الالتزام بما تحدده لهم السلطات .
- متي يجب عليهم اصطياد ذكور الغزلان فقط ؟
و متى يجب اصطياد الاناث فقط ؟
بناء علي استطلاعات وتقارير خبراء البيئة
تلك ديناميكية , تتغير - دون جمود - حسب اللزوم , طبقاً لما تقتضيه حماية البيئة . لصالح الإنسان ولصالح شركائه في الحياة من الكائنات الأخري .
أما .. الإكثار من النسل البشري في دولة أو منطقة ما , متي يكون مطلوبا ؟ و متي يجب تحجيمه ؟ تلك أمور من الصعب أن تفهمها , العقليات المحافظة -اليمينية المتطرفة - بطبيعة حالها - أينما كانت .. سواء في أقصي شمال غرب الكرة الأرضية أو في غربها الأوسط , أو في شرقها الأوسط . أو في شرقها الأقصي , أو في جنوبها . أو وسطها .. ! سيان .. !!ستجد في كل الأماكن , العقليات المُحافِظة . تحمل جِيِّن : اليمين المتطرف .
------
مقال قد يهمك :https://salah48freedom.blogspot.com/2025/04/26-4-2025.html
-----
والي حلقة ثالثة من هذا المقال ...
===========
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟