كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8468 - 2025 / 9 / 17 - 09:47
المحور:
سيرة ذاتية
أخطر المخلوقات التي تنغص حياتنا فوق سطح كوكب الارض هي كائنات تمشي مثلنا على رجلين اثنين لكنها تستغفلنا وتضحك علينا. . .
اذكر انه في سنة من السنين التحق بالموانئ العراقية موظف قادم من بغداد يبدأ اسمه بحرف الفاء. كانت وظيفته التسكع والتجوال بين الأقسام والشعب (لا شغل ولا عمل)، وكانت هناك شريحة من ضعاف النفوس يلاطفونه ويجاملونه ويتزلفون اليه. فالرجل قادم من بغداد وهذه الميزة وحدها تكفي لمنحه مؤهلات الارتقاء بنفسه نحو الأعلى والدخول إلى قصر غرناطة بلا تأشيرة، وبلا استئذان من امير البلاط الأندلسي. .
كثيرا ما يكرر انه مدعوم من فوق. ربما ظن بعضهم انه مدعوم من الباب العالي في الاستانة. أو من قصر الكرملن في موسكو، أو من فرسان الساموراي في اليابان. .
سألته ذات يوم:
- اين تعمل هنا في الموانئ ؟.
- قال: أنا اعمل في المدونة.
- قلت: هل تعرف ما هي المدونة ؟.
- قال: لا البركة بالجماعة.
- قلت: ما هي درجتك الوظيفية.
- قال: الدرجة ليست مهمة، المهم الاخلاق. .
بعد بضعة اشهر اختفى هذا الكائن الطفيلي وتبخر. ربما غادر البصرة ليقفز إلى الدرجات العليا في اماكن متعددة تحت خيمة المحاصصات التي حذفت علينا اعداداً لم نكن نتصورها من هذه النماذج الكارتونية. .
يقال انه اصبح سفيرا للعراق في دولة اسمها (موزمبيق)، لكنها معلومة غير مؤكدة. .
من الحكمة ان يخفي الذكي ذكاءه كي يحيا بسلام عندما تضطره الظروف للعمل مع موظفين فرضتهم المحاصصة السياسية، ثم رفعتهم الدولة العميقة إلى قمة الهرم الإداري من دون ان تسري عليهم ضوابط التوصيف الوظيفي. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟