أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان فلو - ملامح المشهد السوري بين رؤية مناف طلاس واستحقاقات المرحلة المقبلة















المزيد.....

ملامح المشهد السوري بين رؤية مناف طلاس واستحقاقات المرحلة المقبلة


مروان فلو

الحوار المتمدن-العدد: 8465 - 2025 / 9 / 14 - 13:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهدت العاصمة الفرنسية باريس مؤخراً محاضرة للعميد مناف طلاس، عرض فيها رؤيته لمستقبل سوريا في ظل تعقيدات المشهد الراهن. الإعلامي د. هاني الملاذي نقل أبرز ما جاء في هذه المحاضرة، حيث طُرحت مجموعة من الأفكار التي تكشف عن خطاب سياسي وعسكري مختلف عن السائد في النقاشات المحيطة بالملف السوري.
أولاً: الثورة السورية.. من حلم الحرية إلى حسابات الخارج
رأى طلاس أن الثورة السورية عملياً انتهت منذ عام 2012 مع تشكيل المجلس الوطني السوري وارتباطه بالمعادلات الدولية، ما أدخلها في صراع التوازنات الإقليمية والدولية بعيداً عن تطلعات الداخل (١). ويعتقد أن مشروع بناء سوريا لا يقوم على أسماء بعينها كـبشار الأسد أو أحمد الشرع، بل على توافق وطني شامل يعيد الثقة بين المواطن والدولة.
ثانياً: الدولة قبل السلطة
شدد طلاس على ضرورة "الدخول إلى الدولة لا إلى السلطة"، في إشارة إلى أهمية بناء مؤسسات وطنية قادرة على احتضان الجميع بدلاً من التنافس على الكرسي السياسي (٢). واعتبر أن المشاركة الحقيقية في السلطة – لا الشكلية – شرط أساسي لإنجاح أي مرحلة انتقالية.
ثالثاً: جيش واحد وهوية جامعة
أكد طلاس أن سوريا تعيش اليوم حالة انهيار وفوضى بسبب تعدد السلاح وتبعيته لأجندات خارجية، مشيراً إلى أن الحل يكمن في توحيد البنادق تحت مظلة جيش وطني علماني مستقل (٣). وكشف عن وجود تواصل مع أكثر من عشرة آلاف ضابط وعنصر من الجيش السابق، بما يمهد لتأسيس مجلس عسكري وطني قادر على لعب دور محوري في المرحلة المقبلة.
رابعاً: الدين.. روح المجتمع لا أداة للحكم
أوضح طلاس تفضيله لنموذج إسلام "أشعري أو صوفي" يشارك في الحياة العامة من دون أن يفرض نفسه عليها، مع رفض قاطع لفكرة "الإسلام السياسي" الساعي لاحتكار السلطة (٤). هذه الرؤية تعكس محاولة لتجنيب سوريا نموذج الدولة الدينية أو التسلط الأيديولوجي.
خامساً: وحدة سوريا خط أحمر
جدّد طلاس رفضه لمشروع الفيدرالية باعتباره مدخلاً للتقسيم، مؤكداً أن الحل يكمن في دولة واحدة ذات "جسم وطني سليم" (٥). كما لفت إلى الدور الكبير لتركيا في إضعاف نظام الأسد، مع الإقرار بأن استمرار الصراع الإقليمي يزيد من تعقيد المشهد السوري.
سادساً: القرار 2254.. بوابة الغد أم ورقة مؤجلة؟
تثير مواقف طلاس تساؤلات حول مدى إمكانية تطبيق القرار الأممي 2254، وما إذا كان سيُترجم بتشكيل هيئة حكم انتقالية يقودها عسكريون كـمناف طلاس ومظلوم عبدي وآخرين (٦). لكنه أقر بأن المشهد لا يزال معقداً ويعتمد على توافق دولي وإقليمي يضمن مشاركة الجميع ويمنع تكرار سيناريوهات الإقصاء.
سابعاً: بين قسد والجنوب.. أين ستكون المواجهة المقبلة؟
هل ستتركز المواجهة القادمة في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بعد اختراق الساحل والسويداء؟
أم أن أحمد الشرع سيدرك أن لا مفر من مشاركة شاملة ضمن هيئة حكم انتقالية تضمن الأمن وإعادة بناء الدولة؟
بالنسبة لطلاس، يبقى الحل مرهوناً بقدرة السوريين على صياغة عقد اجتماعي جديد يراعي مختلف المكونات، ويتبعه بيان دستوري يؤسس لبرلمان منتخب يمثل كل السوريين دون إقصاء قومي أو ديني.
ثامناً: إعمار سوريا.. حلم يتوقف على السياسة
يرى طلاس أن الدول الإقليمية والدولية باتت مرهقة من استمرار النزاع ولم تعد قادرة على تحمل تبعاته الإنسانية والاقتصادية. ومن هنا، تصبح الحاجة ملحة لخطة شاملة لإعمار سوريا، يشارك فيها الأشقاء والداعمون الدوليون بما يحقق مصلحة مشتركة (٧).
تاسعاً: العقد الاجتماعي الجديد.. دستور المواطنة
يشدد طلاس على أن أي حل سياسي مستدام لا بد أن يقوم على عقد اجتماعي جديد يعيد تعريف العلاقة بين السوريين على أساس المواطنة المتساوية، بعيداً عن الهويات الضيقة والامتيازات الطائفية. ويرى أن هذا العقد يجب أن يُترجم إلى بيان دستوري مؤقت يمهّد لانتخابات حرة وتداول سلمي للسلطة.
عاشراً: العدالة الانتقالية.. لا مصالحة بلا محاسبة
اعتبر طلاس أن المحاسبة ركن أساسي لإعادة بناء الثقة بين الدولة والمجتمع. فالمصالحة الوطنية لا تعني الإفلات من العقاب، بل إنشاء آلية قضائية عادلة تنصف الضحايا وتعيد الحقوق، مع الحيلولة دون الانتقام أو الثأر السياسي، حتى لا تعود البلاد إلى دوامة العنف.
الحادي عشر: اقتصاد النجاة
يرى طلاس أن أي تسوية سياسية ستفقد قيمتها إن لم تترافق مع خطة اقتصادية عاجلة تعيد تنشيط الاقتصاد، وتوفر فرص عمل للشباب، وتحدّ من موجات الهجرة. ويعتبر أن جذب الاستثمارات وإطلاق مشاريع إعادة الإعمار يمكن أن يشكلا رافعة للاستقرار السياسي إذا ما جرى بإشراف دولي يضمن الشفافية.
الثاني عشر: الدبلوماسية السورية الجديدة.. استقلال لا حياد
دعا طلاس إلى بناء سياسة خارجية متوازنة تنطلق من مصلحة السوريين أولاً، لا من حسابات المحاور. وأكد ضرورة فتح قنوات تواصل مع جميع القوى الإقليمية والدولية من دون الارتهان لطرف واحد، حفاظاً على استقلال القرار الوطني ودور سوريا في محيطها.
الثالث عشر: شباب التغيير ونخب الإنقاذ
ركّز طلاس على أن مستقبل سوريا لن يُبنى من دون تمكين الشباب في الداخل والخارج ليكونوا جزءاً من المرحلة المقبلة. كما دعا لإشراك النخب المثقفة والكوادر التكنوقراطية في صياغة السياسات، باعتبارهم "الكتلة الحرجة" القادرة على إنقاذ سوريا من تكرار دوامة الاستبداد أو الفوضى.
خاتمة
تقدّم رؤية مناف طلاس محاولة لصياغة معادلة وسطية تحفظ وحدة سوريا وتعيد بناء مؤسساتها على أساس العدالة والأمن والمحاسبة. غير أن نجاح هذه الرؤية يبقى رهناً بمدى استعداد السوريين، ومعهم القوى الدولية والإقليمية، لتقديم تنازلات مشتركة تفتح الباب أمام مرحلة انتقالية حقيقية تنقل سوريا من الفوضى إلى الدولة.

—-------------------&&&&&
المراجع
الملاذي، هاني. "نشر مقاطع من محاضرة مناف طلاس في باريس"، 2025.
مقابلة مناف طلاس – باريس، 2025.
حول دور الجيش في المرحلة الانتقالية السورية، مركز عمران للدراسات، 2023.
تحليل العلاقة بين الدين والسياسة في سوريا، معهد كارنيغي للشرق الأوسط، 2022.
رؤية حول الفيدرالية في سوريا، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2021.
قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 بشأن سوريا، الأمم المتحدة، 2015.
تقرير البنك الدولي عن إعادة إعمار سوريا، 2020.



#مروان_فلو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا على فوهة بركان: بين صراع الشمال الكردي وتفاهمات الشرع ...
- أحداث 11 أيلول وإعادة تشكيل النظام العالمي: قراءة معمّقة في ...
- من صراع المصالح إلى الفيدرالية: قراءة في الأوضاع الجيوسياسية ...
- طبول الحرب على أبواب أوروبا: بين اختبار الناتو وهاجس الحرب ا ...
- محاولة اغتيال قادة حماس في الدوحة: قراءة في المؤشرات والتداع ...
- بارزاني: سلام معلق في سوريا.. ومخاوف من تكرار سيناريو داعش ف ...
- تركيا بين تصدير الأزمات الداخلية واللعب بالورقة السورية
- اللامركزية في العراق وسوريا: هل تكون مفتاح العدالة والاستقرا ...
- اللامركزية في سوريا… بين الانتخابات المثيرة للجدل وحتمية الت ...
- باريس تكرّم البيشمركة: تكريم رمزي أم بداية لتحوّل سياسي في ا ...
- تركيا وسوريا بين أوجلان و-التسوية المؤجلة-: هل يقترب زمن الح ...
- محاولات طمس الهوية الكُردية في إيران:
- تركيا بلا إرهاب أم سوريا بلا سيادة؟ جدلية الصراع على مستقبل ...
- طمسُ الآثار والذاكرة الكُردية
- الحوار السوري-السوري: جسور من الثقة فوق بحر من التعقيدات
- التحول التركي في سوريا: من الوحدة إلى الفيدرالية
- تفكك يوغوسلافيا وملامح سوريا: الهويات حين تُكتب بالدم
- سوريا بين تفكك السلطة المركزية وصعود الأقليات: مفترق طرق إقل ...
- هل اقتربت ساعة الصفر للتصادم التركي–الإسرائيلي؟
- أوجلان ومسلم: بين خطاب الاندماج ومأزق الشعارات


المزيد.....




- شاهد.. وائل الدحدوح يروي لـCNN كيف واصل عمله بالصحافة رغم فق ...
- كيف فرضت مظاهرات جيل Z تغييرات في نيبال؟
- مرضى القلب والشرايين: كيف تحمي نفسك من مخاطر الحرارة الشديدة ...
- سكان مدينة غزة يستمرون بالنزوح جنوباً مع تصاعد وتيرة الغارات ...
- -ألمانيا تجري محادثات مع طالبان بالدوحة حول الترحيل إلى أفغا ...
- ما المنتظر من قمة الدوحة الطارئة؟
- سرايا القدس تدمر ميركافا إسرائيلية في حي الشيخ رضوان
- تضامن عربي وإسلامي واسع مع قطر ضد العدوان الإسرائيلي
- علماء يبتكرون طريقة جديدة لتوصيل تقنية كريسبر بكفاءة إلى الخ ...
- من صقلية إلى غزة.. أسطول الصمود الإيطالي يبحر بشراع الأمل


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان فلو - ملامح المشهد السوري بين رؤية مناف طلاس واستحقاقات المرحلة المقبلة