وداد عبد الزهرة فاخر
الحوار المتمدن-العدد: 8461 - 2025 / 9 / 10 - 15:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
باعتقادنا بأن مساحة العراق ، وتزايد تعداد المكون السكاني فيه ، اجبر من يحكموه كما يبدو على تسليم اجزاء كبيرة منه وبدون شروط ، والشمال انموذجا حيا لما نقول للنصابين والعلاسين ، ولصوص المال والثروات المتعددة ، وتجار البالة ، ومنتهزي الفرص ، ممن لا يفقه اصلا الف باء السياسة وقواعدها . او الاقتصاد ، وتنظيم التجارة ، ووضع الخطط الخمسية لقيادة البلد .
فمن ينظر للعراق بصورة عامة ، وبغداد بصورة خاصة يتبادر لذهنه سؤال محير وكبير ، وهو " بغداد لمن ومن يحكم العراق؟ " في ظل وجود قوى مختلفة ، تجر المشهد السياسي يمينا وشمالا ، وتظهر حقيقة مخيفة ، حول عدم اهتمام الدولة بانشاء البنى التحتية ، واعادة تنظيم المدن ، ووضع خطط على طاولة البحث من اجل انشاء محطات لتوليد الكهرباء ، وتصفية المياه ، وخاصة توفير مياه الشرب ، كون المواطنين لا زالوا ورغم مضي عقدين على سقوط نظام البعث لا زال المواطنون العراقيون يلجئون لشراء قناني شرب المياه ، والاعتماد على اصحاب المولدات لتوفير الطاقة الكهربائية البديلة للكهرباء الوطنية التي تنقطع باماكن لساعات طويلة .
اذن ما الذي يتباهى به اي رئيس حكومة لجميع الحكومات التي تعاقبت على العراق ، والكل يتسابق لتبوأ الكرسي الذي يسيل له لعاب الجميع من هواة السياسة وجمع المال الحرام ، وصناع المحتويات الوهمية لتوفر الكهرباء ، ومياه الشرب الصالحة وتعاظم دخل المواطن المسكين؟
ولم يكن السيد السوداني اكثر حظا من سابقيه بل زاد عنهم كثيرا ، وحدثت امور عديدة للاهتمام بعهده ، ومنها خروج المتهم الاول بسرقة القرن بكفالة من الحجز ، ومن ثم وبقدرة قادر غادر العراق دون ان تعرف لليوم وجهته.مع صدور قانون العفو العام الذي اخرج " جميع الابرياء " من السجون وباعداد هائلة ومخيفة.
علما ان اي متهم وبحجم ما قام به بطل سرقة القرن ومن معه ممن اختفوا جميعا وأبسط اجراء قضائي يتخذ هو تعميم منعه من السفر على كافة المنافذ البرية والجوية والبحرية ، ماعدا زيارة رئيس الحكومة السابق العراق الذي تحوم الشبهات حولة كمشارك قادما بطائرتة الخاصة التي لا ندري من اين حصل عليها وهو المعروف بافلاسه قبل تسنم رئاسة الوزارة ؟ وما تبرع به لحزب سمير جعجع من ملايين ، وملايين دفعت هدية بزواج ولي عهد الاردن!!! " فمن اين لك هذا؟" .
ونظرة سريعة لعهد السيد السوداني ، نرى تعاظم اعداد صناع المحتوى الهابط، وتزايد شخوص غريبة تنشر محتوياتهم الهابطة علنا ودون اي حساب على جميع وسائل التواصل الاجتماعي ، وبروز صاحبات العربات الفخمة الثمينة كالجي كلاس ،من بلوكرات وصانعات المحتوى ، ومذيعات ، وانواع مختلفة ممن لا يمكن الحديث عنهن من حفيدات هند ومرجانه واضرابهن من حاملات الرايات الحمراء. وتصدر " الاسم الفني" لهن ونحن في غنى هنا عن ذكره فالجميع يتداوله على مواقع التواصل او " مواقع الخراب الاجتماعي " ، فأي عهد هذا الذي يغمض عينيه بعيدا حتى يغض البصر عما يقترف من موبقات ؟..
وفشلت كل محاولة للخروج من الانسداد الاقتصادي الذي رافقته مخاطر اجتماعية بسبب سياسة الحكومة المالية التي تمثلت بارتفاع معدلات تحت خط الفقر والبطالة التي أصبحت هاجس قلق للشباب العراقي العاطل عن العمل، في ظل غياب فرص العمل سواء في القطاع الخاص الذي دمرته الحكومات المتعاقبة أو لدى الدوائر الحكومية، وانعدام اي مجال للعمل بسبب عدم انشاء معامل ، او مصانع للقطاع الخاص الذي اصبح قطاعا لنشر البضائع المستوردة ، واعتبار العراق سوبر ماركت كبير للاستهلاك البشري فقط .
وشجعت الحكومة الاستثمار لمشاريع وهمية ، وبناء المجمعات السكنية بحجة بناء مساكن للمواطنين على اراض مهداة للمستثمر المستغل من قبل الدولة .
وتغاضت الحكومة عن اتخاذ اي اجراء رسمي تجاه مصدر المياه من منبعها الرئيسي بتركيا ، وبدت عملية التصحر تزداد سعة وقوة ، ونشفت الانهر ، والبحيرات ، واصابت الاهوار كارثة الجفاف .ولم يستفيدوا من تجربة روسيا الاتحادية بعد اسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا حيث اصدر الرئيس بوتين قرارا سريعا بوقف استيراد الخضر والفواكه من تركيا ، ومنع السياحة التي تعتمد بشكل كبير على السواح الروس ، مما ترك الحكومة التركية بحيرة كبيرة ، واصاب الاقتصاد التركي بخسارة باهضة اجبرت الرئيس التركي اردوكان على السفر بنفسه لروسيا وتقديم اعتذار رسمي للرئيس بوتين وروسيا الاتحادية . بينما لم تنبس الحكومة العراقية ببنت شفه ولم تطالب بحقوقها التي تقدمها لها القوانين الدولية حول الدول المتشاطئة ،بتقاسم المياه وفق حق كل دولة ، الا ما تحدث به " استغفر الله " السيد رئيس الجمهورية حول نصائحه للمواطنين العراقيين بفتح فقط حنفية واحدة بكل بيت !!! ، نيالكم على هالرئيس ياعراقيين .
واصاب شحة المياه ، وغياب التخطيط الزراعة العراقية بكارثة كبيرة، وتم اعتماد الاقتصاد العراقي على المورد النفطي بعد ان اصبح الاقتصاد العراقي احادي الجانب .خاصة بسرقات معلومة لموارد الموانئ العراقية والمطارات ، واستحواذ اطراف وكتل حزبية على تلك الاموال من واردات الدولة تحت سمع ونظر السلطة التنفيذية من شمال الوطن السليب لجنوبه المكلوم بميناء انجازه غير معلوم !!.
والى جانب كل ذلك تعالوا نتحدث عن تعاظم دور شركات ابتزازية وهي شركات الهاتف النقال التي تفرغ جيوب المواطنين لصالح شركات كردية عميلة لشركات خليجية وخاصة الشركات الاماراتية ، وهيمنتها على كافة المعلومات مثل خطط الدولة ، ومعلوماتية كاملة عن العراقيين اجمع، واصبح العراقي مجردا من كل شئ وعاريا من كل شئ حتى ورقة التوت امام اعداءه من الحضن العربي " الدافيء" ..
ثم تعالوا نتابع ما قاله السيد السوداني في بروكسل مخاطبا الناتو وهو يقول" تأسيس شراكة بناءة مع الناتو وفق قرار سيادي تهدف الى علاقات شاملة طويلة الأمد في مختلف المجالات" ، فأي سيادة هذه بحضور قوات اجنبية ببلد يدعي السيادة؟
ثم يعود ويقول " ونتطلع إلى دعم (الناتو) في بناء قدرات للردع ضد التهديدات، ودعم جهود الحكومة للنأي بالعراق بعيدا عن الصراعات الإقليمية "، فعن اي تهديدات يتحدث والعراقيون يعرفون ان التهديد الرئيسي للعراق مصدره امريكا والناتو نفسه بحماية فلول الارهابيين الدواعش ونقلهم لتهديد العراق والمنطقة من مكان لاخر.
والنقطة الاهم الان ميزانية سنة 2025 فاستمرار التأخير في موازنة 2025 سيضاعف معاناة المواطنين ويشل المشاريع الحيوية في المحافظات.
( ويؤكد خبراء أن معالجة العجز المالي لا يمكن أن تتحقق إلا عبر إستراتيجية طويلة الأمد تتضمن بإعادة هيكلة الموازنة بخفض النفقات التشغيلية التي تستهلك أكثر من 70% من الإنفاق الكلي وتفعيل القطاعات الإنتاجية مثل الزراعة والصناعة لتوفير موارد إضافية وتقليل الاستيراد، فضلا عن تحسين جباية الضرائب والرسوم التي لا تزال تساهم بأقل من 10% في الإيرادات العامة.
وبحسب تقديرات غير رسمية، فإن إجمالي الدين العام للعراق يقترب من 120 مليار دولار، نصفها تقريباً ديون خارجية).
وجهة نظر:
ويمكن القول للتخفيف عن العتاب لـ" السيد الرئيس" ، كون من سبقوه لم يكونوا احسن منه ، وكما انهم لم يقدموا شيئا جديدا للعراقيين فقد سار هو " حفظه الله ورعاه " على نفس المنوال .
لان السبب الرئيسي للفشل المتواصل لكافة الحكومات العراقية التي جاءت بعد يوم 9 نيسان الاسود 2003 على يد محتل غاشم ، هو في المحاصصة المقيتة التي تسببت بالاختيار السيئ لوزراء وفق الحصص السياسية ، وليست كما يراد له بوزراء اكاديميين واختصاصيين كل في مجال تخصصه وعمله ، بل وفق هوسة " هيلة يرمانه" .
فلا تخصصات علمية ، ولا كفاءات ادارية ، اضافة لتفشي المحسوبية والمنسوبية بين كوادر اي وزارة وفق القرب العائلي او الشخصي ، او الفرض الحزبي حتى لو كان شبه اميا .
الخاتمة :
لذلك ووفقا لما فصلناه في المقالين لا يمكن للمقترع العراقي حسب راينا أن يختار من يفتش عن الصغائر ، كاللحمة العربية ، وترك المتقاعدين بدون رواتب ليهرع للمشاركة باجتماع الناتو بغية اظهار الطاعة للمحتل ، وكان الافضل لما تم صرفه بهذه الرحلة ورحلة السيد رئيس الجمهورية وزوجه الكريمة لمؤتمر المحيطات فقد كلفت رحلتهما " الميمونة" مليونين دولار رغم ان العراق لا يقع على اي محيط ، وكان من الافضل ان تصرف هذه الاموال مجتمعة لسد ما تمت سرقته من اموال المتقاعدين التي لا فضل لاي احد بالدولة عليهم كونها اموالهم التي استقطعت من رواتبهم ومن كد عرقهم ..
واخيرا وليس آخرا نردد ونعيد حكمة جميلة يعرفها الجميع وهي " لو دامت لغيرك ما اتصلت اليك "..
والسلام ختام وقديما قال حكيم العرب وخطيبها قس بن ساعدة الايادي وهو على جمل احمر بسوق عكاظ بالجاهلية " أيها الناس: اسمعوا وعوا، من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت ...".
رحم الله قس بن ساعدة كما قال رسول الله ، ورحم الله من اتعض به وبما سبق من الايام ، كما يقال " الدُّنْيَا دُوَلٌ لَا يَدُومُ عِزُّهَا ولَا ذُلُّها".
شروكي من حملة مكعب الشين الشهير وبقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
#وداد_عبد_الزهرة_فاخر (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟