أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق ناجح - الخان -قصة قصيرة-














المزيد.....

الخان -قصة قصيرة-


طارق ناجح
شاعر، قاص، وكاتب

(Tarek Nageh)


الحوار المتمدن-العدد: 8458 - 2025 / 9 / 7 - 04:55
المحور: الادب والفن
    


الخان بقلم / طارق ناجح

★ الهروب من الضجيج
ضَجَّ قسم الشئون المالية بإحدى الإدارات الحكومية بالموظفين من خارج القسم من شئون عاملين ووحدة حسابية لإنهاء بعض الأعمال والاستمارات المالية الوارده منهم أو الصادرة إليهم . وأشتد الحديث بينهم و كلاً منهم يَظِّن أَنَّه كلما إرتفع صوته أصبحت حُجَّتَهُ هو الأقوى والمُقْنِعَة . قام فارس بِصَّب فنجان القهوة الخاص به وصعد إلى سطح المبنى هرباً من هذا الضجيج وحتَّى يستطيع أيضاً إشعال سيجارة . وجد سلة مهملات حديدية فارغة فقام بِقَلْبِهَا رأساً على عقب حتَّى يجلس عليها بالقرب من جانب السور المُطِّلْ على البحر . أخذ نفساً عميقاً من سيجارته الـ (كيلوباترا) مع رشفة من فنجان قهوته محاولاً إخراج الدخان من فمه في حلقات ولكن الهواء أفسد مُخَطَّطَهُ.
★★★★★★★★★★
★ حلم الخان
سرح فارس بأفكارِهِ بعيداً كما هي عادته منذ أن التحق بمدرسة ناصر الأبتدائية في قريته بصعيد مصر . فكان احيانا كثيرة يسرح بخياله أثناء الحصة الأولى عندما يبدأ المدرس في شرح الدرس وعلى الرغم من ذلك كان الأول على المدرسة طوال تسعة أعوام حتَّى إلتحق بالثانوية العامة وبدأت الأمور والظروف تختلف كثيراً. نظر فارس إلى البحر الأحمر الذي إحتل المركز الثاني في عِشقِهِ للمسطحات المائية بعد نهر النيل الذي قضى بجواره ثلاثة عقود تقريباً سواء في قريته القابعة بين الجبل الشرقي ونهر النيل أو القاهرة التي امضى بها ثمانية أعوام. إمتطى فارس حصان خياله الذي جمح به هذه المرًَة ليُصبِح صاحب "خان" فندق صغير على البحر يمضي فيه الباقي من أيامِ عُمره والتي يعلم الله وحده مدى طولها أو قِصَرِهَا.
وكما قال أمير الشعراء
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثواني
ولم يكن خيال فارس جامحاً ليحلم بأن ثروته تتضخم ويصبح صاحب سلسلة فنادق ليصبح صاحب ألف غرفة وغرفة وبدلاً من أن تمتد واجهة الخان على البحر بضع عشرات الأمتار تصبح آلاف الأمتار .
★★★★★★★★★★
★ مواصفات الحلم
كان حلمه يقف عند إمتلاكه "الخان" .. فندق صغير ، سوف يطلق عليه إسم (الخان) .. إسم عتيق من اصل فارسي يعود به مئات الأعوام إلى الماضي . وسوف يحرص على أن يكون بناء الفندق وتصميمه الخارجي والداخلي يوحي بهذا الإسم .. بل وشطح به خياله أنَّه لن يستخدم الأضواء المبهرة في الفندق بل سيستخدم مصابيح ذات إضاءة هادئة موضوعة داخل مشكاة. سيكون الفندق مثل بوابة زمنية ينتقل رواده من عالم التكنولوجيا والأضواء إلى عالم الهدوء والراحة .. لا ضجيج ، لا إنترنت ، سيقوم النزلاء بضبط هواتفهم على الوضع الصامت .. حتى الفندق سوف يحرص أن يكون مكانه بعيداً عن المدينة عشرات الكيلومترات. سوف يحرص على تعلم القليل من اللغات الأجنبية لتتيح له التحدث مع النزلاء الأجانب ،بل والمصريين أيضاً الذين أصبح نصف كلامهم باللغة الإنجليزية .
★★★★★★★★★★
★ القصة غير المحكية
سيتحدث مع الجميع على حد سواء وكأنه النزيل الوحيد بالفندق .سوف يستمع إلى قصصهم وحكاياتهم إذا رغبوا في ذلك، وسوف يعيش معهم حكايتهم كأنه أحد أبطالها أو كأنه صديق البطل الذي يقف صامتاً في أحد الأركان حتى يستطيع أن يكون لديه رأياً صائباً إذا إحتاج صديقه الرأي .
لقد إكتفى من قصص يوسف السباعي وإحسان عبدالقدوس ونجيب محفوظ التي كانت مرآة للواقع، والتي صاغها كبار أدباؤنا ومفكرينا بإسلوبٍ شيق وممتع تجعلنا نجلس الساعات الطوال حتَّى ننهي رواية أو مجموعة قصصية. ومهما شطح خيال الكاتب فهو في النهاية خيال إنسان قد يكون الواقع أكثر خيالاً منه. وفارس يريد أن يكون لديه قصص أخرى جديدة من جميع أنحاء الدنيا . قصص يسمعها من أبطالها مباشرة دون أي شطحات أو لمسات خيالية أو رومانسية من المؤلف. يريد أن يصبح شهريار يستمع كل ليلة حتى مطلع الفجر إلى قصة مختلفة . قصة تحكي سراً مختلفاً من أسرار هذا الكائن العجيب الذي يدعى إنسان . قصة تحمل الحب والأمل .. تحمل الكره وسوء العمل .. تحمل التضحية بقلب صابر مُحتَمِل .. تحمل مشاعر مختلفة بين فرح وحزن فلا شئ مُكتمل. يريد أن يسمع ألف قصة وقصة لعله ينسى قصته هو التى فقد فيها كل احبائه الذين تركوه وحيداً يحيا مع ذكرياتهم الجميلة التي تجعله أكثر ألماً وحزناً لفراقهم وأكثر شوقاً وحنيناً لرؤياهم ..

بقلم / طارق ناجح



#طارق_ناجح (هاشتاغ)       Tarek_Nageh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكيلاني -قصة قصيرة-
- الله يرحمك يا صلاح يا جاهين
- الله يرحمك يا صلاح يا جاهين
- الخواجة (جـ ٢) قصة قصيرة
- الشاعر .. بين الواقع والخيال
- الخواجة (جـ ١) -قصة قصيرة-
- كيف تعيش الذكريات؟
- أنا والموت
- تعيشي يا آمي
- بيت السعد .. وخلطة محمد سامي السرية
- زمن إنقطاع الكهرباء الجميل
- لماذا يرحل الجميع دون وداع
- إمرأةٌ لا تُنسى (قصة قصيرة)
- صور من الماضي البعيد -قصة قصيرة-
- طارق ناجح يكتب : الفن السليم في الجسم السليم
- ممدوح .. قصة قصيرة
- هيثم زكي .. حُلْم لَمْ يَكتَمِل
- اليارد -قصة قصيرة-
- مالك يا صاحبي
- الصداقة هيَ -الشُعْلَة- التي تنير حياتنا


المزيد.....




- فيلم “صوت هند رجب” يفوز بجائزة الأسد الفضي في مهرجان البندقي ...
- -فوات الأوان- لمحمد أبو زيد: في مواجهة الوقت الذي أفلت
- صوت هند رجب: فيلم عن غزة يفوز بالأسد الفضي لمهرجان البندقية ...
- فيلم -هند رجب- يفوز بالأسد الفضي في مهرجان البندقية السينمائ ...
- جائزة الأسد الفضي لـ -صوت هند رجب- في مهرجان البندقية السينم ...
- -صوت هند رجب-... أبرز الأفلام المرشحة لنيل -الأسد الذهبي- بم ...
- أبكى الجمهور... فيلم التونسية كوثر بن هنية حول غزة مرشح لنيل ...
- فيلم -هجرة- للسعودية شهد أمين يفوز بجائزة -NETPAC- في مهرجان ...
- مهرجان البندقية السينمائي: اختتام دورة تميزت بحضور قوي للسيا ...
- -التربية-: إعادة جلسة امتحان اللغة العربية لطلبة قطاع غزة في ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق ناجح - الخان -قصة قصيرة-