طارق ناجح
شاعر، قاص، وكاتب
(Tarek Nageh)
الحوار المتمدن-العدد: 8437 - 2025 / 8 / 17 - 14:07
المحور:
الادب والفن
كان أدريان طويل القامة ، مع إنحناءة طفيفة ، ذو شعر اشقر غامق، تبدو على ملامح وجهه أنه أمضي ما يزيد أكثر من الخمسين عاماً بهذه الحياة .
★★★★★★★★★★
Adrian: I don t understand how a large country like Egypt possesses all these natural and human resources and is still considered a poor country.
أدريان :-
لأ أعرف كيف لدولة كبيرة مثل مصر تمتلك كل هذه الموارد الطبيعية والبشرية ولازالت تعتبر دولة فقيرة
Ibrahim : You re right, Mr. Adrian. I believe what the management professor at Helwan University s Faculty of Commerce told us. Egypt s real crisis is primarily mismanagement. If we had a strong administration that prioritized competence over kinship, loyalty, and favoritism, we would be in a different situation. We have a famous satirical writer named Mahmoud Al-Saadani who once sarcastically said, "Egypt has the greatest human wealth in the Arab world. If you ask for 1,000 engineers, you ll find 10,000 engineers. If you ask for 5,000 doctors, you ll find 50,000 doctors. If you ask for 2,000 thieves, you ll find 20,000 thieves." Hahahahaha.
إبراهيم :-
معك حق يا مستر إدريان. أنا أؤمن بما قاله لنا دكتور الإدارة بكلية التجارة بجامعة حلوان .. إن أزمة مصر الحقيقية هي سوء الإدارة بالدرجة الأولى .. لو أنه توجد لدينا إدارة قوية للبلاد تؤثِر مبدأ الكفاءة على مبدأ الأقارب والولاء والمحسوبية لكان لنا شأن آخر .. يوجد لدينا كاتب ساخر شهير يدعى محمود السعدني قال ذات مرة ساخراً.. " إن مصر لديها اكبر ثروة بشرية على مستوى الوطن العربي .. فإذا طلبت ١٠٠٠ مهندس.. سوف تجد ١٠٠٠٠ مهندس ، وإذا طلبت ٥٠٠٠ طبيب .. سوف تجد ٥٠٠٠٠ طبيب ، وإذا طلبت ٢٠٠٠ حرامي .. سوف تجد ٢٠٠٠٠ حرامي 😄" ... هاهاهاهاها
Adrian: The Egyptian leadership has become stagnant. Red tape has become the dominant factor in all government dealings, even with foreign companies like ours.
أدريان :-
إن القيادة المصرية أصبحت متجمدة .. وأصبح الروتين هو المتحكم في كل تعاملات الحكومة حتى مع الشركات الأجنبية مثل شركتنا.
★★★★★★★★★★
أومأ إبراهيم برأسه آسفاً ، فهو واحد من أكثر المتضررين من بيروقراطية الدولة .. فهو مازال يذكر عندما حاول أخذ دورة في الحاسب الآلي في الكلية ... رفضوا ذلك لأنه لم يقوم بدفع المصاريف الدراسية لهذا العام، وحاول إقناعهم بأن المصاريف لابد أن يدفعها عاجلاً أم آجلاً، وأنهم لن يمنحوه شهادة التخرج دون أن يفعل ذلك .. ولكن هيهات لمن تنادي .. وقد أنهى دراسته بالكلية دون الحصول على هذه الدورة .. ومما أدهشه أيضاً ... إنه كيف عندما يحصل في الإمتحان الثاني لمادة رسب فيها من قبل على درجات مرتفعه قد تصل إلى جيد جداً أو إمتياز في بعض الأحيان .. يتم شطب التقدير الحقيقي ويتم وضع ٦٤٪ .. أي مقبول .. لولا هذا النظام العقيم لكان تقديره العام جيد أو ربما جيد جداً. والطامة الكبرى كيف للهيئة القومية للبريد التي قامت بإنشاء شعبة البريد بكلية التجارة بجامعة حلوان .. لا تقوم بتعيين الخريجين منذ عام ٢٠٠١ وحتى الآن عام ٢٠٠٨ ولم يتم تعيين أحد حتى بصفة مؤقتة رغم حصولهم على مجموع يصل لـ ٩٣٪ في الثانوية العامة وفضلوا كلية التجارة شعبة البريد على كليات هندسة، صيدلة، أو طب بيطري.
★★★★★★★★★★
أخذ طلاء الرصيف يوم واليوم الثاني قاموا بمساعدة الخواجه والفريق الذي معه في تركيب المكاتب الخاصة بالمبنى الإداري الذي يوجد به غرفة التحكم والفحص، وغرفة للإدارة ، وغرفة أخرى يوضع بها السائق أثناء فحص السيارة ، وبابها لا يفتح إلا من الخارج .. فإذا كانت سيارته سليمه قاموا بإخراجه .. أما إذا كانت تحتوي على أسلحة أو ممنوعات ... إستدعوا قوة شرطة الميناء لإعتقاله ومحاكمته.
قاموا في صباح اليوم الثالث ببداية رحلة العودة إلى القاهرة ...وصلوا إلى الحي الثامن بمدينة نصر في حوالي الساعة السابعة مساءً. وجد ابراهيم أنفسهم أمام مطعم شهير في شارع إبراهيم الرفاعي . سأله أدريان عن إسم المطعم لأنه مكتوب بالعربي
Ibrahim: It s one of Hosni restaurants franchise.
إبراهيم : إنه أحد سلسلة مطاعم حسني .
Adrian: What! Hosni who?🤔
أدريان : ماذا ! حسني من ؟🤔
رفع إبراهيم حاجبيه مستبعداً أن يكون خيال الخواجه حقيقة .
صعدوا إلى المطعم في الدور الثاني ووضعت أمامهم اطباق بها ما لذ وطاب من كفته ومكرونة بالجمبري وشربة سي فود .
لم يتناول إبراهيم مثل تلك طوال الثلاثة عقود التي أمضاها في الحياة ولا يظن أنه سوف يتناول مثلها في قادم الأيام .
★★★★★★★★★★
أعطى ادريان كل واحد منهم ظرف به أجرهم عن عملهم لمدة يومين .
علم إبراهيم أن زعتر حصل على ٣٠٠ جنيه، وتوقع أن يكون أجره بالمثل. في طريقهم إلى هيلتون رمسيس ، طلب منهم إبراهيم أن ينزل من السيارة في رمسيس ليستقل القطار المتجه إلى الصعيد. أخرج الظرف من جيبه ليدفع تذكرة الدرجة الثالثة بالقطار ، وجد به ٥٠٠ جنيه وليس ٣٠٠ جنيه مثل باقي زملائه . إنه مرتب شهر بالنسبة له . سيستطيع الآن إعادة المائة جنيه التي أخذها من والدته قبل سفره إلى القاهرة .
مضت أيام وشهور، وعاد إبراهيم للعمل بالغردقة مرة أخرى . حاول الاتصال بـ أدريان على رقم المحمول المصري الذي كان معه . كان أغلب الأحيان غير متاح، وفي المرتين التي قام بالرد عليه .. قال له اول مره أنه سيأتي ميناء سفاجا .. وفي المرة الثانية ذكر له أن شركته لم تتوصل لعقد إتفاق مع الحكومة المصرية لعمل بوابات إلكترونية أخرى بباقي الموانئ لإرتفاع التكلفة . وانقطع اتصاله بالخواجه منذ ذلك الوقت. لابد أنَّه الآن وبعد مرور سبعة عشر عاماً، أصبح في السبعين من عمره .. يستحي قهوته في حديقة منزله الخلفية ، وكلبه هو الكائن الحي الوحيد الذي يؤنس وحدته . فقد حكى له أدريان أنه كانت له تجربة إرتباط وحيدة منذ زمن لم تسفر عن أبناء، وقرر أنه لن يكررها مرة أخرى.
★★★★★★★★★★★
ملحوظة:-
أحداث القصة كما هو مذكور في الجزء الاول والثاني تدور أحداثها عام ٢٠٠٨م.
بقلم / طارق ناجح
#طارق_ناجح (هاشتاغ)
Tarek_Nageh#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟