أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق ناجح - ممدوح .. قصة قصيرة














المزيد.....

ممدوح .. قصة قصيرة


طارق ناجح
(Tarek Nageh)


الحوار المتمدن-العدد: 6966 - 2021 / 7 / 22 - 01:03
المحور: الادب والفن
    


قابله طاهر لأول مَرَّة في مطلع صيف عام ٢٠٠٥م بأحد القرى السياحية الشهيرة بالغردقة . كان قد أنهى طاهر دراسته الجامعية بكلية التجارة جامعة حلوان ، و سنحت له الفرصة أن يعمل بقسم حسابات التكاليف بمجموعة فنادق تملكها و تملك القرية شركة مقاولات مصرية عالمية . كان ممدوح رسمياً مـحاسب التكاليف المسئول عن القسم .. و لكن في الواقع كان هو مسئولاً عن جزء فقط (الجِنْرَال General) ، أما جزء تكاليف الأغذية و المشروبات ( Food & Beverage) فكان مسئول عنه شاباً آخر يصغره بحوالي ١٥ عاماً ، فقد كان ممدوح في بداية عقده الرابع . كان ممدوح القاهري يمتلك خبرة ما يقرب من ربع قرن في مجال السياحة . فقد بدأ السلم من أوله في فنادق القاهرة مروراً بالسفن السياحية العملاقة التي تجوب البحار والمحيطات. كان يُحدِّث طاهر عن ذكرياته في فنادق القاهرة مع مشاهير الفن . حكي لي عن الفنان الكبير الذي كان يشرب الويسكي الفاخر .. و مع ذلك لا يفقد وقاره أو تتأثر كاريزما أكبر نجم في الوطن العربي . و عن الفنانة الشهيرة زوجة الفنان الشهير ، و كيف كان يتساقط شعرها بطريقة كانت تبعث في نفسه الإشمئزاز . حكي له عن مغامراته عندما دخل عالم تجارة الخضار والفاكهة في سوق العبور .. وكيف كانت تنهمر عليه الأموال بلا حساب مما جعله ينضم إلى عالم السهر الصاخب و لياليه الزرقاء و الحمراء .. و لم يخرج منه سوى ببعض الذكريات .

ممدوح لطاهر : الفلوس اللي بتيجي بالساهل بتروح بالساهل .
عندما شاهده طاهر كان يحاول أن يؤدي عمله دون أن يصطدم مع الإدارة المالية . فكانت خبرته و فهمه للأمور سَبَب خلاف دائم مع الإدارة المالية ، فهو لا يقبل بأنصاف الحلول أو ما يخالف ضميره المهني (من وجهة نظره) . كان ممدوح مُدَخِّناً شَرِهاً ، فقد كان يُدَخِّن ستة علب سجائر يومياً (١٢٠ سيجارة) و خفّٕض العدد لثلاثة علب سجائر (٦٠ سيجارة) .

طاهر : خُد سيجارة يا أستاذ ممدوح !
ممدوح : هات يا عم خَلِّي الواحد ينسى القرف ده .تخيل يا أخي المورد اللي بيجيب إلإستيرنو (Sterno أو Canned Heat ) اللي بنحطه تحت سفنديش الأكل (Sphindish) في البوفية علشان الأكل يفضل سُخْن .. المفروض إن علبة الإستيرنو تقعد ساعة ٦٠ دقيقة .. العلبة قدامك أهي ماكملتش ٣٠ دقيقة . عالم نٕصَّابين وحرامية .
طاهر : هَدِّي أعصابك يا أستاذ ممدوح .. الدنيا كلها كده .. أنا هأعمِلِّنا كوبايتين شاي نظبط بيهم الدماغ .
أَعَد طاهر الشاي و أعطاه ممدوح سيجارة أُخرى و أشعل لنفسه سيجارة . كان القسم لا يخلو إلى منهما ، فالأستاذ رأفت لا يحتمل رائحة الدخان , و نادي يقوم بإستلام المشروبات الغازية من شركة كوكا كولا .

تعالى الدخان بالغرفة و كأن حريق شَبَّ في المكان ، و إذا بالسيد مدير أمن الفندق و مدير الإستقبال يقتحما عليهما الغرفة و معهما فردين أمن آخرين .
طاهر موجهاً كلامه لمدير الإستقبال : إيه يا مستر أحمد .. في حاجة ؟
مستر أحمد : إنت قاعد تشرب سجاير و شاي .. إنت و الأستاذ ممدوح .. و جهاز إنذار الحريق ضرب عندنا في الريسبشن .
طاهر : معلهش يا مستر .. إنت عارف الأستاذ ممدوح حريقة سجاير
مستر أحمد : عارف يا سيدي .. بس مش كده .
كان ممدوح يستمع إلى الحوار و يراقب تعابير وجه مستر أحمد الغاضبة و كأن الموضوع لا يعنيه .

ترك طاهر العمل بمجموعة الفنادق هذه بعد ثلاثة أعوام و إنتقل للعمل بفندق آخر بنفس القرية .. و بعدها بثلاثة أعوام أيضاً بعد ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ ترك العمل بالفندق و ذهب للعمل بمكان آخر .. مضت حوالي ستة عشر عاماً على أول مقابلة لممدوح .. و هو يتتبع أخباره حيناً و يقابله صدفة أحياناً ، إلى أن عَرِف أنّ الشركة أستغنت عن خدماته قبل بلوغه سن المعاش بسنوات ، و معه العديد من الحرس القديم الذي خدم الشركة ما يقرب من العشرين عاماً . تُرى ماذا سيفعل ممدوح بعد أن أمضى مُعظم حياته وحيداً بالغردقة بعيداً عن زوجته و أبنته التي و لابد أنها أنهت تعليمها الجامعي الآن؟ هل سيعود إلى القاهرة و زحامها .. أم سيمضي ما تبقى من عمره وحيداً في شقته بمنطقة الأحياء بالغردقه لا تؤنسه سوى كتبه التي يمضي معها معظم وقته أكثر مما يمضيه مع البشر الذين لم يرى منهم سوى الكره و الحقد و الأذى .



#طارق_ناجح (هاشتاغ)       Tarek_Nageh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيثم زكي .. حُلْم لَمْ يَكتَمِل
- اليارد -قصة قصيرة-
- مالك يا صاحبي
- الصداقة هيَ -الشُعْلَة- التي تنير حياتنا
- يوسفً السباعي .. الفيلسوف الذي أصبح فارس الرومانسية
- حادث -موتو .. سهل-
- عاطف الطيب .. و الشرس .. و الجميل
- لَا أَسْتَطِيعُ العَيْشَ بِلَا نِسَاءٍ
- إبن الخال
- يوميات زوج مطحون
- حبك فاق الإحتمال
- في دراما رمضان : كثير من العنف .. قليل من الحب
- بروس لي .. الأسطورة و الحلم
- أبوكم السقا مات
- عمارة يعقوبيان
- الحلم مستمر
- سائق الميكروباص (1)
- على ضفاف نهر الحب (5) و الأخيرة
- جعلوني مجرماً … تشريد 53 أسرة وإهدار مايقارب 15 مليون جنيه
- جيت لي .. قلب مجهد و أسطورة لن تموت


المزيد.....




- التحديات التي تواجه الهويات الثقافية والدينية في المنطقة
- الذاكرة السينما في رحاب السينما تظاهرة سينما في سيدي بلعباس
- “قصة الانتقام والشجاعة” رسمياً موعد عرض فيلم قاتل الشياطين D ...
- فنان يعيش في عالم الرسوم حتى الجنون ويجني الملايين
- -فتى الكاراتيه: الأساطير-.. مزيج من الفنون القتالية وتألُق ج ...
- مسرحية -أشلاء- صرخة من بشاعة الحرب وتأثيرها النفسي
- الجمعة.. انطلاق نادي السينمائيين الجدد في الرياض
- غدا.. اجتماع اللجنة الفنية للسياحة العربية بمقر الجامعة العر ...
- “مبروك لجميع الطلاب ” رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور ...
- مذكرة تفاهم رباعية لضمان التمثيل القانوني المبكر للأحداث بين ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق ناجح - ممدوح .. قصة قصيرة