|
الشمس الصناعية المصرية
ميشيل نجيب
كاتب نقدى
(Michael Nagib)
الحوار المتمدن-العدد: 8457 - 2025 / 9 / 6 - 20:14
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إلى متى تتصنعون الغباء وتقنعون أنفسكم بأنكم خير البشر لأن أحد النصوص الدينية التراثية قالت لكم هذا؟ أم لأنه حتى اللحظة لم يقول لكم أحداً أنكم أغبياء بالفعل لأنكم تكتفون بمعلومة أن الله خلق لكم السموات والأرض ولا تقيمون مثل الكفار معامل الأبحاث ولا تصنعون مركبات لغزو الفضاء؟ كيف يصدق الإنسان الذى يعيش فى زريبة حيوانات أنه يرتدى ملابس نظيفة وتفوح منه عطور الفل والياسمين؟؟ ألا يقول مثقفيكم وشيوخكم وعلماءكم أنكم فى قمة التخلف الإنسانى على مستوى العالم كله لأن عقولكم ما زالت لا تفكر؟
هل سمعتم بالإنجاز العلمى المذهل للصين؟ لقد فتح شباب علماءهم المعامل والمصانع وفتحوا عقولهم لتفكر وكانت النتيجة رائعة، قاموا بتصنيع وتشغيل مفاعل إندماج نووى يسمى الشمس الصناعية تفوق حرارتها الشمس الحقيقية بـ خمس مرات، هل تتخيل معى حجم إنجاز مثل هذا؟ وما يمكن أن يعود به من فوائد على البشرية ولم يجلسوا يرددون نصوص دينية ويحفظونها عن ظهر قلب، بل لم يمنعهم الله لأنهم لا يصلون إليه ولا يعبدونهم ولا يمارسون هداية غيرهم من البشر ولم يغضب عليهم الله هذا ولم يضللهم فى تفكيرهم أو أبحاثهم بل ترك الله شباب الصين وغيرها تنجح فى أختراعاتها التى تعد أنتصاراً للعقول البشرية الحقيقية، ودليل على أن الله لا يمنع القوم الكافرين بل يساعدهم ويهديهم إلى أفضل الأفكار العلمية لينتصروا بها على القوم المؤمنين، هؤلاء المؤمنين الذين توهموا أنهم خير الناس رغم علمهم أنهم من القوم المتخلفين، والواقع يصرخ من تخلفهم الإجتماعى والأقتصادى والعلمى والدينى الذى جعلوا منه تجارة لكراهية بقية شعوب الأرض لأنهم يشعرون أمامهم بالعجز وخاصة شركاء الوطن المسيحيين. من يخاف على مصر ممن ينسلون وسط القطيع الغريب كالثعابين والحيات دون أن نلتفت لأجندات دخولهم كلاجئين أو للدراسة بالأزهر، ليتعلموا فيه مستفيدين من الأمتيازات المجانية التى يدفعها المصرى من ميزانيته المالية دون تذمر، من يخاف من تلك الجنسيات التى تقوم تنظيمات الإخوان والسلفيين بإدخالها إلى المجتمع المصرى تحت الكثير من المسميات المرنة التى سمحت بها الحكومة المصرية، وبما أن الخوف على أمن مصر مجرد شعارات فالخطط واللعب بالنار فى الخفاء يتم بكل حرية ومطمئنين إلى عدم مراقبتهم وكله تمام يا أفندم السمع والطاعة هى شعارهم!
الدولة كان دورها منذ حكم جمال عبد الناصر وحتى اليوم هو أعتقال أعضاء جماعات الدجل الإخوانى وغيرهم، هذا الدور لم يصنع تغييراً لا فى المجتمع ولا فى عقول وأذهان هؤلاء المتدينين لأن أفكارهم لم يناقشها أحد ولم يتخلوا عنها، بل أصبحوا على المستوى العالمى ومصر نفسها جماعة رسمية معترف بها ولها الحق فى فرض إرهابها على المؤسسات التعليمية والدينية أيضاً، فالوعى السياسى أتفق على موالاته لمؤسسة الأزهر ومن خلاله سمحت السلطة لهم بموالاة الإخوان وأتاحت لهم مساحة كبيرة فى المجتمع لتنفيذ أفكارها المعتمدة على تشجيع وتعليم الأطفال والشباب على ضرورة الوصول إلى الحكم لإقامة الخلافة فى مصر وكل العالم.
مصر السيسى تتغير كل ستة أشهر فى سياساته وقراراته بما يتلائم مع الواقع الجديد والسريع جداً حتى تغيير الوزراء والمسؤلين يؤثر على هوية وثقافة مصر التى خلال السنة الأخيرة وبلا سابق إنذار تحولت مصر السيسى إلى مصر مدبولى وكامل وفجأة تحولت إلى مصر شيخ الأزهر ومصر أسامة الأزهرى وزير الأوقاف ووزير التعليم فى تحالف مع الازهر لا نعرف كنهه، هل تسير مصر بالسيسى أم بدونه؟ هل حدث إنقلاب أبيض فى السلطة وأستولى الإخوان المسلمين على الأزهر وحكومة مدبولى بتعاقد سعودى أمريكى كالمعتاد؟ وهؤلاء هم الحكام الحقيقيون بينما السيسى يحكم فى العاصمة الإدارية والساحل الشمالى ؟ هل اليوم توجد مصر القديمة وحاكمها السيسى بينما مصر الجديدة يحكمها الخليفة شيخ الأزهر أحمد الطيب العربى القريشى الذى يريد إستعادة عروبة مصر؟؟ هل مصر الوطنية تم الانقلاب عليها بمصر العربية لصالح الخليفة أحمد الطيب؟ إحنا مين وإحنا فين؟
مصر الآن بأسم الدين أصبح القتل والسرقة والكذب والنصب والكراهية تجد لها الدولة مبررات شرعية ليظل السارق والقاتل بلا عقاب لأنه مجاهد ومدافع عنه دينه، بمعنى آخر أصبح المجتمع المتدين وتنظيماته الدينية والسياسية التابعة له يبرر الجريمة من منظور دينى ويتلاعب القضاة بالقانون لصالح القاتل إذا كان من الأغلبية ومادام القتيل من الأقلية العددية، أى أن القضاة والقوانين ونظام الجماعات والمؤسسات تلغى وتسحب هوية المواطنة عن المصرى الذى لا ينتسب إلى الغالبية الدينية وهكذا يستمر التخلف الوطنى.
مشكلة مصر الذين يقولون إن الحل فى الدين لأنهم يعلمون كل شئ عن علامات يوم القيامة وعلامات وصفات الحوريات وكم يبلغ عدد نصيب كل مؤمن ومتأكدين ويعرفون أنواع الانهار فى الجنة وكيف سيمارسون الجنس على مرأى ومسمع من الله، وعدد المرات والسنوات الذين ينكحون فيه حورية، وسيشاهدون الكفار يقذف بهم إلى النار بل سيقوم الله بتحويل الكفار إلى غلمان لينكحهم المؤمنين، هذا هو الفكر الغيبى الذى يعلمونه جيداً لكنهم فشلوا فى أستنباط الحلول العملية والمنطقية من خلال الدراسات العلمية لو أرادوا بالفعل إيجاد حلول لتخلفهم وغيبوبتهم الغيبية التى لا دخل فى أى إله فى حلولها إلا الإنسان نفسه سواء كان مؤمن أو كافر.
متى يفكر المصرى فيما يسمعه من قصص دينية وهو من الصامتين الذين لا يفكرون ولا يريدون أن يعلمون اكثر مما لديهم من علوم التخلف؟؟ متى يفكر المصرى مثل الصينى واليابانى وغيرهم الناجحين فى حياتهم والله نصرهم بالعلم والمعرفة أما أمة الوهم خير الناس المتخلفين ما زالوا يرتعون فى مجتمعات الجهل والعقول المغلقة التى تخاف أن تسأل أو تشك أو تفكر؟
عدالة الله معناها أن تترك المصريون المتعصبون الذين لا تفرغ خزائن عقولهم وقلوبهم من الشر والكراهية فى سعادتهم بسفك الدماء أعتقاداً منهم أن الله فى حاجة للدفاع عنه، إنها عقول البسطاء السذج ويا ليتهم بسطاء لكان الأمر حله بسيط لكنهم قساة القلوب لا يعرفون الله بل ينافقونه ويرتكبون الجرائم بأسمه ولا يخشون عذابه لأنهم واثقين أنهم الله سيسترضيهم ويطلب منهم العفو عنه ويقبلوا دخول جنته، لأنهم خير البشر أمة التخلف التى لا تقبل إلا بتكفير العلم والعلماء لأن المصريين والعرب هم أصحاب الله وجنتهم المكتوبة بأسمهم، فهل من مزيد؟؟؟
#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)
Michael_Nagib#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحروب وماذا بعد يا عرب؟
-
تنظيم الإخوان الإرهابى
-
نتنياهو وعباس شومان
-
هل يعتذر عباس شومان
-
إدانة نقابة الأزهر الموسيقية
-
السيسى وأهل الكتاب
-
السيسى وأستباحة المواطنة
-
نجاح وفشل السيسى
-
حرب ايران واسرائيل
-
سذاجة النخبة المثقفة
-
إنهيار الأديان
-
إنتصار التخلف الجماعى
-
الأديان الأديان وماذا بعد؟
-
الله أمام عبيده الضالين
-
مثالية الله والإنسان
-
الله وأحتلال البشر بأسمه
-
عقاب الله لكاليفورنيا أو غزة؟
-
الله: السلام عليكم يا عرب
-
الله: فى عيون التخلف
-
الله لكنى أشكر الإنسانية
المزيد.....
-
من تنظيف شوارع اليمن إلى الصيرفة الإسلامية.. هكذا نجح إبراهي
...
-
قائد الثورة: على الدول الإسلامية تقطع علاقاتها مع الكيان الص
...
-
استطلاع رأي: 45% من البريطانيين يعتقدون أن إسرائيل تعامل الف
...
-
الداخلية السورية تنفي شائعات حول حملة اعتقالات وتهجير ضد مسي
...
-
جنرال إسرائيلي: نتنياهو هو -الأب الروحي لسياسة التهرب من الف
...
-
الفاتيكان يعلن الفتى كارلو أكوتيس الملقب بـ-الرسول الإلكترون
...
-
لصالح توسعة بؤرة استعمارية: الاحتلال يجرف أراضي جنوب غرب سلف
...
-
كاتب إسرائيلي: يهود العالم في مأزق بسبب ما يجري في غزة.. -طو
...
-
بعد سنوات على تفجيره.. إعادة افتتاح الجامع النوري الكبير في
...
-
فيديو صادم لرونالدو مع مشجع حاول التقاط سلفي معه
المزيد.....
-
القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق
...
/ مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
المزيد.....
|