ميشيل نجيب
كاتب نقدى
(Michael Nagib)
الحوار المتمدن-العدد: 8365 - 2025 / 6 / 6 - 03:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الإنسانية فى عالم اليوم لم يعد لديها متسع من الوقت حتى يضيع فى جدالات وحوارات وصراعات وحروب دينية، فجر الضمير هو فجر الإنسانية الذى نعيشه فى عصرنا الحاضر حيث أنفتحت أبواب المعرفة والوعى العقلى والنضوج الإجتماعى، خلال سنوات قليلة رأينا وسمعنا وقرأنا عن الأعداد الكبيرة التى تترك الأديان التى بدأ الكثير من الناس إدراك أن تلك الأساطير فى الكتب الدينية المقدسة كانت صالحة لأزمانها، ومن الحماقة والتخلف الأستمرار فى الإيمان بعنصرية ورجعية آلهة الأساطير!
هذا الأنهيار الدينى والخروج من تحت سيطرة وهيمنة الدين ورجاله لم يكن مفاجأة أعدها لنا الله أو رجال السياسة، بل هو انهيار تحصيل حاصل لأن الأديان كانت تعيش على الجهل وقلة المعرفة والعلم وكانت تستغل البشر فى تلك البيئات والمجتمعات البدائية، ولم يكن هناك ازدهاراً فى نشر تلك الأديان بل جرائم وصراعات وحروب وغزوات يهودية مسيحية وإسلامية، سفك فيها قادة تلك الأديان دماء آلاف وملايين الأبرياء من البشر بأسم الله زوراً وبهتاناً حتى يومنا هذا.
إنهارت اليهودية التى كانت ديانة مغلقة على المؤمنين بها ولم يطلب إلهها التبشير أو هداية أحداً من غيرهم من بنى البشر، لأن الإله أختارهم أمة وشعباً له من بين أمم وشعوب الأرض لذلك تبقى منها عدة ملايين من اليهود العنصريين الذين ورثوا عنه العنصرية، يصارعون الآن البشر والحجر لكنهم لن ينعموا بالسلام والأمن مهما كان تحالفهم مع الشيطان الأمريكى وثيقاً، فالعنف يولد العنف والقتل وهى دائرة تدور ولا تنتهى ويظل رجال السياسة يوقدون شموع الحروب الجهنمية، فالإنسان لديهم فقد قيمته لأن الأديان هكذا قالت لهم فى تعاليمها والجميع مستمر فى إحياء الغيب حتى يتاجروا به للأجيال القادمة.
فى السنوات الأخيرة وفى وقتنا الحاضر تتكاثر الأخبار عن الكثير من البلدان فى شتى بقاع الأرض والأعداد الكبيرة التى تترك أديانها، لأن الغيبيات ليست بها حقائق تقنعهم فى عصر الذكاء الصناعى الذى تفوق على أفكارهم البشرية القاصرة عن الأدراك الحقيقى لتفاصيل الكون وما هو خارج عالمنا الأرضى، فالإصرار العقائدى لا يعنى أن قصص وأساطير الأولين تصلح فى تكوين عقلية الإنسان المعاصر الذى يتابع الأكتشافات العلمية ويتهم نفسه بأنه كان غبياً عبداً لثقافات الحضارات البدائية ولم يخرج عقله من إطارها الأسطورى، بل كان يغرد مع القطيع المتخلف المتمسك بثقافات العبودية والمنتصرين فى الحروب كانوا يكتبون الدين والتاريخ كما يحلو لهم.
الخداع بأسم الله والدين والأنبياء والرسل لم يعد له مكان فى وقت أصبحت المعرفة عنهم تزداد وتنكشف الكثير من أسرارهم البشرية المسكوت عنها، كشفت تكنولوجيا عصرنا الحديث أديان المسيحية والإسلام ولم تعد هناك أشياء خفية فى تلك الأديان بل كل القصص والمرويات والتراث الماضى كما يقول المثل: على عينك يا تاجر! كل شئ عن التراثيات المقدسة التى قام رجال الدين بتجميلها للمؤمنين قامت محركات البحث التى اخترعها الكفار بتزويد الجميع بالمعلومات والتواريخ الحقيقية وما خفى كان أعظم وينبغى أن لا يخيفنا ذلك فالحرية من حق الجميع ومن حق الأديان ان تعيش فى امن وسلام مع من يؤمن بها دون إزدراء غير المؤمنين.
المجتمعات البشرية على أرضنا وبجوارنا تتغير وتتقدم إلى الأحسن بفضل العلوم الإنسانية بينما العرب فى مجتمعاتنا وخاصة المصريين ينتظرون العلوم الدينية ان تصنع لهم معجزات دون ان يبذلوا مجهوداً يذكر، وكالعادة يجتمعون لأداء صلواتهم ورفع الدعاء ويطلبوا من الله أن يستجيب لهم بأن يشفى مرضاهم ويشبع فقراءهم من الجوع ويرسل ملائكته لتساعد رجالهم كقنابل موقوتة تنفجر وتقتل اكبر عدد من أعداءهم، لكن أثبتت ألف وأربعمائة سنة مضت أن الله تجاهل أدعيتهم ونازيتهم الدينية ضد الآخرين لأن الخالق غفور رحيم، وأثبتت السنين أن الخالق كان فى صفوف البشر الذين أتهمهم المصريين والعرب ظلماً بأنهم كفار وأعطاهم عظمة الإبداع بعقولهم التى أستخدموها لتفكر وتخترع الأدوية لعلاج المصريين العرب الذىن لا يكفوا عن الدعاء بهلاك الغرب الفاجر الفاسد أخلاقياً لكن الله لم يستجيب لأدعيتهم ليقول لهم أن الكفار اعظم منكم وأفضل أخلاقاً، فالدين لا يصنع أخلاقاً لأنها مبنية على أسس جبرية وعقوبات والخوف من الله، لكن غير المتدين لديه عقله وضميره الذى يضع له المبادئ والحقوق الإنسانية التى تحترم الجميع بغض النظر عن العرق أو الدين او اللون، لهذا نجحوا وكان الله معهم كما يعتقد أصحاب الإيمان لكنهم مع كل تلك البراهين الواقعية لا يزال العرب يعيشون على وفى أوهامهم الدينية ويرفضون الخضوع للعقل كوسيلة لنهضة شعوبهم وإصلاح عقول أبناءهم بالتعليم الحقيقى الذى يحترم كل البشر وليس فقط الأخوة فى الدين وهو من أوهام التخلف الذى أتى من ماضيهم المزيف، لكن الأنكسار العربى لم تستطيع طقوس وعبادات الدين ولا الله أن يقوم بإصلاح هذا الإنكسار ويعيد إليه إنسانيته لأنه إنكسار أصله بشرياً لا علاج له إلا الأعتراف بفضل الكفار والتعاون معهم من يكونوا على خلق إنسانى!!
لا أعرف هل هم ديانتين شقيقتين المسيحية والأسلام أم خباياهم أعظم مما أظهروه للعالم أم الأثنين هم واحد؟؟
... وجاعل الذين يتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة!!!
هذا مثال واضح يمدح ويضع إله الإسلام المؤمنين بالمسيحية فوق جميع المؤمنين إلى يوم القيامة، وهذا يعنى أن الأديان الأبراهيمية وأصلها بشرياً بدءاً من أسم إبراهيم الذى وضعه اليهود فى توراتهم، وعلى تابعيهم تدارك أخطاءهم ومعاملاتهم السيئة والباطلة فى حق بعضهم البعض، مسيحيى الغرب أعتذروا عن جرائمهم ومذابحهم وحروبهم الدموية وعلى الجميع الوعى بهذا الدرس وأستخدام الحكمة والتواضع والعمل على تأسيس عالم وحاضر جديد تختفى منه صورة الأديان المهيمنة على حياة الأشخاص، وأتركوا كل واحد يعبد ربه بالطريقة التى يرضاها وترضاها له عقيدته وإيمانه دون صخب وضجيج دينى عدائى مرفوض من أى إله حكيم!!
تتنازعون وتتصارعون وتكفرون الآخرين والكثير من أتباعكم يخرجون من سجنكم وحصاركم لهم بعد أن أكتشفوا زيف ما قيل لهم أنها حقائق وثوابت إيمانية دينية، أساطير الماضى تفتح جميع نوافذ وأبواب الأديان ليتركها المؤمنين بالآلاف لأنهم أدركوا هذا الواقع المؤلم لهم بعد أن قاموا بتأسيس عوالم خيالية بعد الموت من الأطياب والملذات الدنيوية ووضعوها فى جناتهم السماوية، يوماً بعد يوم يكتشف المؤمن القصص الكاذبة والتى صدقها أهل زمانها ومكانها لأنهم كانوا يجهلون علوم التاريخ والجغرافيا والأرض والأساطير والفضاء، الآن تتساقط كل أوراق الكتب الصفراء لأنها بلا دليل أو منطق علمى حقيقى.
إن الذين يعتقدون أنهم قادرون على إيقاف طوفان إنهيار الأديان هم الذين يعيشون فى مجتمعات لا حاضر لها توقفت فيها تروس الحضارة ولا يعيق مستقبلها إلا ثقافتها الأحادية المطلقة بجدارة، تعالوا معاً لتصنعوا مستقبلكم ومستقبل أولادكم بعيداً عن كل ما يسئ إلى الخالق والمخلوق، تعالوا نترك الهوس الدينى وتبعاته القبيحة التى جعلتنا نعيش فى الماضى وعلى أفكاره وجلسنا نشاهد ونبتعد عما يصنعه ويزرعه ويخترعه الكفار، ليس لدينا خيار آخر غير حرية العقل والإنطلاق به كما أنطلق من قبلنا علماء الغرب والشرق بسواعدهم بنوا حضارتهم التى ينهل منها الجميع دون تفرق أو تمييز، علينا أن نعرف بالضبط أين نضع أقدامنا على أرضية ثابتة لتخترق سماء تخلفنا وجهل الجاهلين!
دعوا الخلق للخالق
#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)
Michael_Nagib#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟