أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - الأديان الأديان وماذا بعد؟














المزيد.....

الأديان الأديان وماذا بعد؟


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 8337 - 2025 / 5 / 9 - 16:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يومياً وعلى مدار أربعة وعشرين ساعة من حياة الإنسان المصرى وبقية العرب الجميع مهموم ومنشغل بالتفكير وممارسة الاديان، سواء ‏كانت ممارسات وطقوس وعبادات يومية أو دراسات وأبحاث وجدالات ومناقشات ومناوشات وكتابات عدائية للطرف الآخر من الدين الذى ‏لا يعجبك أو لا يعجبه إلهك، فتخصص له جزءاً من وقتك اليومى للرد عليه سواء بتوجيه اللعنات والدعوات التى فى الواقع وعلى مدار ‏تاريخ الاديان لا تتم استجابة تلك الدعوات بهلاك وخراب بيوت الآخرين، وإلا لكانت الأرض الآن خراباً ودماراً أكبر بكثير من آثار القنابل ‏النووية!!‏

لكن أن نخصص جزءاً صغيراً من وقتنا اليومى للعمل والأنتاج الذى نستهدف من وراءه أرتفاع مستوى الحياة المجتمعية فهذا شئ من ‏الممنوعات، لأن الوطن مصنوع من تراب الأرض أى الطين وأفراد الأديان المؤمنين لا يؤمنون بالتراب ولا بالأوطان لأن هويتهم التى تعلو ‏فوق أصوات الجميع هى الهوية الدينية، أى أن تفكير المؤمن فى تحويل أفكاره ومعارفه وتعليمه إلى واقع يستغل الطفرة الكبيرة فى العلوم ‏الإنسانية والتكنولوجية ويساهم ويشارك فيها لمستقبل أفضل لبلاده فهذا مستحيل، لأن المستقبل الافضل الذى على المؤمن الأهتمام به ‏هو نهضة الدين والدفاع عن الله ضد أعداءه والمؤامرات التى يظن أنها تُصنع فى الخفاء لتشويه الأديان أو دينه بالتحديد، وهنا يبرز ‏بوضوح أن هناك أختلال عقلى خرافى يهيمن على عقلية وتفكير المؤمنين بأن الله غير قادر على محاربة أعداءه أو أنه أوكل إليهم تلك ‏المهمة بالغة الخطورة ليموتوا من أجله!!‏

نقطة أخرى فى عدمية الأديان وتعايشها المستمر على فكرة أن الغير مؤمن هو إنسان غير مؤمن بالله ولكى يشعر بأن هذا الآخر أقل ‏بكثير منه قيمة يتم وصفه بأنه كافر ويتفاخر بذلك وكأنه ينتصر بذلك لإلهه ولنبيه أو رسوله الدينى، لكن هذه الفكرة الخاطئة عن الآخر ‏بأعتباره رفض الإيمان بالدين الذى يبشره به أو يهديه إليه ورفض تعاليمه هى فكرة سطحية عن عقولنا الناقصة، لأننا نعتقد ونظن أن ‏الآخرين يستطيعون أستيعاب قصص وأمثال وحكم وأقوال إلههم خلال أيام او اسابيع او شهور، لذلك بمجرد ان تنتشر فكرة أن علوم ‏الآخر الأوربى المتقدم القادر أن يخترع إختراعات مادية هو إنسان أفسدته إختراعاته وأفسد مجتمعاته ويعيشون فساد أخلاقى يسمونه ‏أتباع الأديان العاجزين عن الأختراع بالفساد الجنسى!!‏

تلك الفكرة الخاطئة نابعة من القراءة السطحية والفهم المطلق للدين وللإله الذين يعبدونه على سبيل المثال كل مؤمن فى كل يوم يكتشف ‏قصة أو تعليم جديد فى دينه لم يسمع به من قبل لأنه لا يستطيع الإلمام وفهم كل ما يقرأه بل تأتى الأفكار الجديدة من خلال الأستنارة ‏والمعرفة التى تتراكم فى عقل المؤمن، بل تمر مئات السنين وكهنة ورجال الدين مايزالون مختلفين فى تفسيراتهم لنصوص إلههم، بل ‏ومنذ نشأة دينهم وحتى الآن لم يتفقوا على تفسير أو شرح صحيح لكلام الله الذى بين أيديهم، وهذا أكبر دليل على عدم وضع أنفسنا ‏كمؤمنين مكان هؤلاء الذين ندعوهم كفار لأنهم لم يفهموا ديننا الذى ما زلنا لم نفهمه نحن بل ومختلفين فى تأويل كلماته.‏

إذن ليس من حق أى مؤمن أن يتهم إنسان آخر لأنه غير مستعد أو تصوره وتكوينه المعرفى لا يسمح له بالإيمان بوجود آلهة بأنه ‏إنسان كافر أو هرطوقى، فالحرية الإنسانية ليس هبة من البشر لبعضهم البعض بل هى جزء من تكوين السلوك البشرى ولولاها لكان ‏الإنسان مازال يعيش فى ظلام الكهوف البدائية، فالوعى بأننا نعيش بحرية ولسنا مجبرين أو محرومين من التصرف والتفكير والسلوك ‏الحر الذى نشعر معه بأننا بشر ولسنا حيوانات تعيش فى قطيع ليس به تغيير بل مجرد ثوابت فطرية تتحكم فى سلوكياته الروتينية، تلك ‏السلوكيات التى تبناها الكثير من أتباع الأديان ليعيشوا عليها بدون تغيير ولا تبديل لأن معتقداتهم وضعوها فى قوالب وقصور ومعابد ‏وسجنوها بداخلها وأغلقوا عليها بالأقفال المحكمة حتى لا تفسد من تطور ونهضة الحياة الإنسانية.‏

أقول لكم بكل صدق وثقة أن الحديث عن الله والأديان اليومى أصابنى بالملل وعدم الرغبة فى تحويل حياتى اليومية وكل لحظة فيها إلى ‏خرافة هزلية، أصابتنى الرتابة من تكرار نفس الكلمات والصفات والهمسات والعقوبات والحسنات والسيئات، خرافة الأديان الهزلية التى ‏تمنع الجنس فى حياتنا على الأرض لينقل الله الجنس إلى السماء، أى فكر مجنون أصابنى حتى أصدق أن الخالق قد وهبنى نعمة ‏الملكوت السماوى فى ممارسة الجنس الأبدى؟ كيف يصل إنحطاط أفكارى إلى ربط الجنس بالله الخالق المتسامى وأنه سيجازينى به؟‏

هل الأديان خلقناها حتى نغلق على أنفسنا رغبات الجنس الغريزية التى وضعها فينا الخالق حتى تأتينا لحظة الموت لننال مكافأة ممارسة ‏الجنس الأبدى فى بيت الله السماوى؟؟
هل هذا ما تبشرنا به الأديان وأن الإله سيهلك العالم كله ويدمر الأرض وما عليها من أختراعات تكنولوجية أفسدت الإنسان ويجعلها ‏خراباً؟ وينهش أجساد هؤلاء العلماء الأغبياء الذين لم يؤمنوا به ليعذبهم فى نار جهنم وتكون اجسادهم وقوداً لنار جهنم بدلا من النفط ‏العربى أما الأتقياء سيذهبون إلى قصور الممارسات الجنسية؟؟

هل عقلى بداخل رأسى أم رأسى يسكنها عقلى؟ هل أحتاج إلى الهروب من جحيم أفكار الأديان أم أصابنى خلل خطير فى رأسى لا علاج ‏له إلا الأختباء فى غابة أمازونية لتتجمع حولى وحوشها من أسود ونمور وبغال وحمير العالم الأرضى لتفترس أفكار اللعينة وتفترس ‏معها فكرة الأديان؟؟ ‏

ألم تعرف آخر الأخبار؟
‏- لا‏
‏- رجال الأديان اكتشفوا أن الأرض اللى كانت مسطحة لعبوا بيها الشياطين وعملوها زى الكورة يعنى كروية؟!!‏
‏- معقولة يا ولدى؟؟!!!!!!!‏



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله أمام عبيده الضالين
- مثالية الله والإنسان
- الله وأحتلال البشر بأسمه
- عقاب الله لكاليفورنيا أو غزة؟
- الله: السلام عليكم يا عرب
- الله: فى عيون التخلف
- الله لكنى أشكر الإنسانية
- الله والصفر العربى
- الله يا فيروز التسعون ربيعاً
- الله ماركة مسجلة للأديان
- الله وهلوسات البشر
- الله يتحدث معى ومعكم؟
- الله وثدى الأنثى
- الله وتصور البشر له
- مصير الله مع البشر
- أيادى الله ودماء البشر ‏
- الله والآلهة الحقيقية
- الله منبع الكراهية
- الله وأطلال الإمبريالية
- إله الكفر وإله الإيمان‏


المزيد.....




- من صناديق الاقتراع إلى الفاتيكان.. البابا ليو الرابع عشر وتو ...
- ماما جابت بيبي.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد نايل سات ...
- تونس: زيارة معبد الغريبة ستقتصر على اليهود المقيمين في البل ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد وكيفية ضبطه لتسلية أطفالك
- لأول مرة في الدنمارك: محاكمة متهمين بتدنيس المصحف
- ما الذي ميز القداس الأول للبابا الجديد في الفاتيكان؟
- كيف تابع مسيحيو الأراضي الفلسطينية القداس الأول للبابا الجدي ...
- الفاتيكان يحدد موعد قداس تنصيب البابا لاوُن الرابع عشر رسميا ...
- غارديان: ميتا تحجب صفحة إسلامية كبرى في الهند
- الكنيسة السويدية ترحب بإنتخاب البابا الجديد


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - الأديان الأديان وماذا بعد؟