أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - الحروب وماذا بعد يا عرب؟














المزيد.....

الحروب وماذا بعد يا عرب؟


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 8452 - 2025 / 9 / 1 - 02:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الصعب فهم الواقع والماضى العربى الذى يعتمد عليه كل عربى فى معيشته وسلوكياته وأدابه وأخلاقه وثقافته وتنشئة أجيال ‏غير واعية بالحقيقة، ما يحدث منذ ألف وأربعمائة سنة وأكثر فى هذه البقعة التى تم تعريبها بالإحتلال العربى الذى أرتكبه بأسم ‏وشعار الدين الإسلامى لكن الحقيقة لم يكن للدين أى صلة، خلال تلك السنوات أنتج العرب مبدعيهم ومثقفيهم وشعرائهم وفقهائهم ‏وشيوخهم وسياسييهم الكثير من الكلام الشفوى والمكتوب، ووسط هذا الركام الكبير من الكلام لم يكن للحب والسلام مكان بل كان ‏الثأر والأنتقام والكراهية والبغض والسيف على رقاب الجميع حتى تحفر الدماء أسم العربى السفاح فى كل الأراضى المغتصبة!‏

الواقع الأليم الذى سجن مشاعرنا وأفكارنا وأصاب بالشلل قدرتنا على التفكير فى حلول صائبة لما يحدث لنا منذ مئات السنين جعل ‏الجميع بلهاء، بمعنى أن البلاهة أصاب المجتمعات العربية لأنها تنظر وتحاول وتكرر ولمئات السنين نفس الأفكار والحلول ‏الموروثة القادرة على تحقيقة النصر من الله، ومع ذلك لم يتحقق شيئاً مما يتمنون ويحلمون ويعتقدون فالله لم يستجيب ولم ‏يرشدهم إلى الحلول الحقيقية ولم يسألوا أنفسهم لماذا؟؟

العالم كله أكتشف منذ مئات السنين أن الله خلقنا لنعمل ونفكر فى صنع حياة سعيدة والبحث عن أفكار جديدة تفكك مشاكلنا، لكن ‏العرب يرفضون ذلك لأنهم يصرون على أنهم الشعب الوحيد فى هذا الكون الذى يستحق رضى الله بممارسة الجنس كمكافأة لهم مع ‏حوريات وهمية فى السماء الزرقاء، لذلك إصرار العربى على عدم أستعمال عقله ورفضه لكل تفكير علمى بشرى لا يأتى من مصادر ‏الله كما أقنعه شيوخ الدين، وهذه حريتهم الشخصية لكن الإنسان العاقل عليه التريث والنظر إلى الإنسان العاطفى الذى يتعبد ‏بالصلوات والطقوس والشعائر الدينية المختلفة ويظل يحاصر عقله ونفسه بها ويرفض الخروج من تعاليم دينية ماضوية أتفق ‏الجميع أنها كانت لزمانها ومكانها.‏

هذا يعنى أن الله لا يفكر لنا فى حياتنا ولا يفعل لأى إنسان مهما كان ضعيفاً أو مريضاً أى شئ ولا يقدم المعونة والمساعدة لإنسان ‏معدم أو فقير، الله له عالمه الكونى الذى لا يعلمه إلا هو ولم يترك لنا أى مصدر يقول لنا هذه أوامرى لأن كل ما يقال لنا فى ‏الأديان أثبتت الأيام أن الله أغلق أذنيه وترك العالم الصهيونى يقوم يومياً بمجزرة إبادة جماعية فى غزة، فالله هذا يرى ما يفعله ‏اليهود ليس فى أيامنا هذه فقط بل فى الماضى وغيرهم من مختلف العقائد والأديان ارتكبوا المذابح الدموية ولم يتدخل فى وقفها الله ‏هذا منذ أكثر من ألفى سنة مضت.‏

العربى لا يريد أن يفهم أن الخالق الكونى له عالمه وترك لنا الأرض لنصنع فيها ما نشاء وفقاً لزماننا وبيئتنا الجغرافية وثقافتنا ‏البدائية، ومع تطور حياة الإنسان وأكتسابه معارف جديدة بدأ فى تشغيل عقله الخامل حتى أنتج مئات النظريات والبحوث العلمية ‏والعقاقير الطبية لتعالج المرضى والمحتاجين للشفاء، ولم ينتظروا الله بأن يخلصهم من القوم الكافرين التى يكررها العربى يومياً ولم ‏يحاول أن يشك فيما يقول وتصديق من قال من عظماء قومه بن خلدون: أن العرب امة وحشية.. العرب كالجراد أينما حلوا حل ‏الخراب.!!‏
‏ ورغم ذلك فالعرب هو الشعب الوحيد الذى لا يريد تغيير أفكاره والتفكير فى أن الحل الوحيد أن يفكر بنفسه فى حياته ويصنع ‏مستقبله ويحرر بلاده ليس بأسم الدين أو الله بل بأسم التحرر الإنسانى من الأحتلال والأستعمار الإسرائيلى.‏

لكن العرب أعتادوا على العصبية البدوية التى نقلوها لكل البلاد العربية التى أستعمروها وأحتلوها ثم جعلوا لغتهم العربية هى الغالبة ‏وبالتالى أسموا تلك البلاد الغريبة بأسم بلاد عربية لأنهم الحكام والسلاطين والخلفاء والملوك المهيمنين على مقدرات الشعوب ‏المغلوبة على أمرها، تلك العصبية العربية أمتلكت ثقافتهم وثقافات الشعوب الأخرى التى كانت ذات حضارة مما ادى بها إلى وقوعهم ‏فى الأنحطاط والتخلف مثل العرب، وتراجعت مدنيتهم وتقدمهم الأقتصادى والعلمى على غيرهم مثل مصر مثالاً حياً، وتم تعميم ‏الثقافة العربية الطائفية والعنصرية الجاهلية والأعتقاد الذى سيطر على مشاعرهم وعواطفهم طوال تلك السنوات، هذا الإعتقاد الذى ‏لا يملكون غيره هو أن التراث واحد وهو الذى سينقذهم وسينصرهم على أعداءهم، هذه الفكرة العقائدية للأسف أستمرت مسجونة فى ‏عقول العرب لمئات السنين والنتيجة فى كل مرة هى نفسها لم تتغير أى الفشل، ومع ذلك لم يستطيع العرب الخروج خارج الصندوق ‏والبحث عن فكرة جديدة تأتيهم بنتائج مختلفة والسبب هو فى إيمانهم بأن الحل هو الله!!! ‏



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنظيم الإخوان الإرهابى ‏
- نتنياهو وعباس شومان
- هل يعتذر عباس شومان
- إدانة نقابة الأزهر الموسيقية
- السيسى وأهل الكتاب
- السيسى وأستباحة المواطنة ‏
- نجاح وفشل السيسى
- حرب ايران واسرائيل
- سذاجة النخبة المثقفة‏
- إنهيار الأديان
- إنتصار التخلف الجماعى
- الأديان الأديان وماذا بعد؟
- الله أمام عبيده الضالين
- مثالية الله والإنسان
- الله وأحتلال البشر بأسمه
- عقاب الله لكاليفورنيا أو غزة؟
- الله: السلام عليكم يا عرب
- الله: فى عيون التخلف
- الله لكنى أشكر الإنسانية
- الله والصفر العربى


المزيد.....




- ميغان تشوريتز.. النجمة اليهودية التي تحدت الصهيونية بجنوب أف ...
- محافظة القدس: إسرائيل تدمر آثارا إسلامية أسفل المسجد الأقصى ...
- محافظة القدس: إسرائيل تدمر آثارا إسلامية أسفل المسجد الأقصى ...
- فرنسا: نصب تذكاري للمحرقة اليهودية يتعرض للتشويه بعبارة -الح ...
- محافظة القدس: الاحتلال يدمّر آثارا إسلامية أموية أسفل المسجد ...
- حرس الثورة الاسلامية: اليمن سيوجّه ردّا قاسيا للصهاينة
- “نحن أبناء الأرض”.. مسيحيو غزة يرفضون التهجير
- مسيحيو غزة: باقون في الأرض رغم القصف والتهجير
- رئيس الوكالة اليهودية يلغي زيارته لجنوب إفريقيا خشية اعتقاله ...
- إسرائيل تمنح وسام الرئاسة لزعيم الطائفة الدرزية


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - الحروب وماذا بعد يا عرب؟