أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هويدا صالح - رائدات في الظل والنور..إستر فانوس شعلة التنوير (5).














المزيد.....

رائدات في الظل والنور..إستر فانوس شعلة التنوير (5).


هويدا صالح
روائية ومترجمة وأكاديمية مصرية

(Howaida Saleh)


الحوار المتمدن-العدد: 8451 - 2025 / 8 / 31 - 08:40
المحور: الادب والفن
    


"كنَّ الجذور الخفية التي شقت صخور الظلم، فأنبتت شجرة الحرية التي نستظل تحتها اليوم". هكذا وصفت نوال السعداوي دور الرائدات النسويات في بدايات القرن العشرين اللاواتي أثبتن أن تحرير المرأة ليس ترفاً بل شرطاً لنهضة الأمة، واليوم نواصل البحث في حياة هؤلاء الرائدات اللاتي وقفن في مسافة بين الظل والنور، بحثا عن طرائق تمكنهن من النهوض، ليس بمشاريعهن النسوية فقط، بل بنهضة الأمة المصرية كلها.
أيقونة النضال المزدوج
في فجر القرن العشرين المصري، حيث خيم ظل الاحتلال البريطاني على البلاد، وتخلفت حقوق المرأة في زوايا النسيان، برزت إستر أخنوخ فانوس (1895-1990) كقوة جيولوجية غيرت تضاريس النضال الوطني والنسوي. لم تكن مجرد اسم في سجل التاريخ، بل كانت ظاهرة اجتماعية جمعت بين جرأة الثائر وحكمة المصلح، تاركةً بصمات لا تمحى على جدران الحرية المصرية.

النشأة: بذور الثورة في تربة الأسرة
بيت العلم والوطنية
- وُلدت في 19 فبراير 1895 بمدينة أسيوط، في كنف أسرة قبطية عريقة، ولا يمكن أن ينكر التاريخ ما قام به الأقباط من مساحة من الحرية منحوها لبناتهن في جنوب مصر في زمن كان تعليم الفتيات ترف لا يناله إلا القليل من بنات مصر.
لكن والدها الدكتور أخنوخ فانوس، الطبيب ونائب حزب الوفد بأسيوط، صاحب مكتبة زاخرة بكتب التنوير منح ابنته فرصة القراءة والاطلاع؛ مما منحها وعيا نوعيا، في ذلك الوقت، جعلها ترافق زميلاتها من رائدات الحركة النسوية المصرية والاتحاد النسائي أن يقمن بدور تنويري في حياة المرأة المصرية في ذلك الوقت.
ولم يختلف دور أمها بلسم ويصا عن دور أبيها، فقد كانت الأم داعما رئيسا في حياة ابنتها.
كذلك شكّلت المكتبة العائلية مختبرا حقيقيا لتطور عيها المبكر، حيث امتزجت أفكار الحرية بحقوق الإنسان

الزواج: شراكة في رحلة النضال:
- تزوجت 1913 من **فهمي بك ويصا، الوزير والنائب البرلماني
- تحول زواجهما إلى ورشة عمل وطنية، حيث دعمها في كل محطات كفاحها

امرأة تكتب التاريخ بدم الثورة:
ولا يمكن أن ننكر تأثير ثورة 1919 على مسارات الوعي والحرية في حياة المجتمع المصري كله، والمرأة المصرية بصفة خاصة. انطلقت شرارة الثورة، وخرجت المرأة المصرية جنب رفيق كفاحها الرجل تطالب بعودة سعد ورفاقه من المنفى بعد أن نفاهم الإنجليز عقابا على دورهم النضالي.
رسالة التحدي إلى الرئيس ويلسون:
- في لحظة تاريخية، خطت رسالة جريئة للرئيس الأمريكي:
عندما قرر سعد زغلول السفر الى إنجلترا للمطالبة برفع الانتداب البريطاني على مصر قامت استر وزميلاتها بإرسال خطاب الى الرئيس الأمريكي ويلسون الذى كان ينادى بمبدأ " حق الشعوب تقرير مصيرها" . قامت استر بجمع توقيعات مئات النساء على الرسالة مبدين اعتراضهن على وضع الاحتلال
"أرسلنا أربعة رجال للمعركة.. وسنرسل أربعمائة ثم أربعة آلاف.. ثم أربعة ملايين لتحريرهم!"
وفي مشهد تاريخي لا يمحى من الذاكرة الجمعية قامت إستر فانوس بـ :
- قادت أول مظاهرة نسائية تزحف نحو شوارع القاهرة
- تحدت الأعراف بالخطابة في "كنيسة القديس مرقس" ثم في جوامع القاهرة.
- انتخبت أمينة للجنة الوفد المركزية النسائية مع هدى شعراوي
الاتحاد النسائي المصري: هندسة مستقبل المرأة:
وفي بيانه التأسيسي التاريخي (1923) شاركت إستر في صياغة الوثيقة التأسيسية التي طالبت بـ:
- حق التعليم المتكافئ
- إصلاح قوانين الأحوال الشخصية
- المساواة في الحقوق السياسية والمدنية

فلسفة التغيير الشامل:
آمنت إستر فانوس وزميلاتها من نساء الاتحاد النسائي المصري بأن تحرير المرأة ليس انفصاماً عن النضال الوطني، بل وجسد شعار "التحرر الوطني والنسوي وجهان لعملة واحدة"
إنجازات متعددة الأبعاد: من السياسة إلى العمل المجتمعي:
ـ سفينة الخير الاجتماعي:
- أسست إستر فانوس شبكة جمعيات خيرية ركزت على:
- محو أمية المرأة الريفية
- تمكين الأرامل والمهمشات
- رعاية الأطفال الأيتام
دبلوماسية الظل:
- مثلت مصر في مؤتمرات نسائية دولية
- نقلت معاناة المرأة العربية تحت الاحتلال إلى المحافل العالمية
شجرة باسقة تظلل الأجيال:
عاشت إستر فانوس تسعة عقود حافلة بالعطاء ، فقد رحلت في أغسطس 1990 عن 95 عاماً
- ظلت حتى آخر أيامها "حارسة الذاكرة الوطنية" ومرجعية للحركة النسوية
وبعد كل هذه العقود يمكن أن أقول مرتاحة البال أن لإستر فانوس بصمة لا تغيب، فهي رمز للوحدة الوطنية التي جمعت بين الهوية القبطية والانتماء المصري الجامع. كما يمكن أن نعتبرها جسرا بين الأجيال ، فقد ألهمت جيلاً جديداً من المناضلات مثل درية شفيق وغيرها من الجيل التالي من الرائدات النسويات.
إنها بحق نموذج للمرأة الرائدة المتوازنة التي جمعت بين الأصالة الدينية والرؤية التقدمية
لا شك أنها امرأة سبقت عصرها، فقد عاشت كوكباً مضيئاً في سماء مصر، قدمت درساً خالداً في قضايا ما نزال نناقشها حتى اليوم، فهي آمن بأن التحرر الحقيقي يبدأ عندما ترفض المرأة أن تكون هامشاً في تاريخ وطنها. بسيرتها التي جمعت بين ثورة 1919 وتأسيس الحركة النسائية، تركت لنا إرثاً يُذكرنا أن العظماء لا يرحلون، بل يتحولون إلى شموس تظل تشع في وجدان الأمة.



#هويدا_صالح (هاشتاغ)       Howaida_Saleh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رائدات بين الظل والنور: حواء إدريس(4)
- رائدات بين الظل والنور: لطفية النادي رائدة الطيران المصري(3)
- -رائدات في الظل والنور: سردية مصرية( 1) نبوية موسى الرائدة ا ...
- رائدات في الظل والنور ..(2) سيزا النبراوي صوت المرأة في زمن ...
- -رائدات في الظل والنور: سردية مصرية 1 (نبوية موسى)
- ملامح قصيدة ما بعد الحداثة في ديوان- كل هذا الدفء في عيني مر ...
- الذكاء الاصطناعي والحالة الإنسانية
- تأثير التكنولوجيا على التعليم: بين الثورة والتحديات
- في الرد على مغالطات برنامج -الدحيح-، حلقة - نهاية الفراعنة-
- إشكالية الدين والسياسة في فلسفة ابن رشد
- تأسيس جماليات عربية جديدة: قراءة في تجاوز المركزيات الغربية
- النسق الثقافي بين بيير بورديو وإدوارد سعيد وعبد الله الغذامي
- -يوم آخر للقتل- من حكايات الجنيات إلى منصات السوشيال ميديا
- توظيف ثقافة الشعر في التصميمات الإبداعية البصرية
- تمثلات التكنولوجيا وجماليات العتبات النصية في -راوتر شيخ الب ...
- **الرواية ما بعد الحداثية: الجماليات والأساليب السردية
- اللغة والفكر: ملاحظات نقدية على -قلق الجندر- لجوديث بتلر
- جوليا كريستيفا: رائدة نسوية وفيلسوفة تتحدى جميع الأنساق الثق ...
- ال -nonfiction- من المذكرات والسير إلى البودكاست
- فلسفة الجسد في المسرح التجريبي


المزيد.....




- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...
- فيلم -ساحر الكرملين-...الممثل البريطاني جود لو لم يخشَ -عواق ...
- معبر رفح بين الرواية المصرية الرسمية والاتهامات الحقوقية: قر ...
- رواية -رجل تتعقّبه الغربان- ليوسف المحيميد: جدليّة الفرد وال ...
- وحش الطفولة الذي تحوّل إلى فيلم العمر.. ديل تورو يُطلق -فران ...
- جود لو يجسّد شخصية بوتين.. عرض فيلم -ساحر الكرملين- في فينيس ...
- الآلاف يتظاهرون تضامنا مع غزة على هامش مهرجان البندقية السين ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هويدا صالح - رائدات في الظل والنور..إستر فانوس شعلة التنوير (5).