غبار المجرات

نبيل ردام

الحوار المتمدن-العدد: 8448 - 2025 / 8 / 28 - 12:43
المحور: الادب والفن
    

كيف يكره الانسان انساناً احبه
هل بجرعة من الضوء الفاسد ام بابتلاع حبة من الغياب
هل يحقن قلبه بمصل من النسيان مصنوع من غبار المجرات ام يضع رأسه في جهاز اشعة يفرز صوراً جديدة تمحو ملامحك من شاشته الداخلية انا جربت كل شيء
شربت الماء مقلوباً على امل ان تنقلب صورتك في داخلي
نمت ورأسي الى الاسفل لاطردك من احلامي فزرتني اكثر
اغلقت عيني لارتح فصرت تسكن الجفون مثل اعلان اجباري لا يقبل الاغلاق هل يوجد مختبر يبيع اقراص اعادة التهيئة القلبية هل هناك تطبيق على الهاتف يمسحك مثلما نمسح سجلات البحث هل يمكن للعلم ان يكتشف دواء يجعل العاطفة تصدأ كما يصدأ الحديد لكن الحقيقة المرعبة اني لا اريد نسيانك لااريد ان اشفى منك اريد ان ابقى معلقاً بك كعقلي الذي يصر على الدوران حول وصل ميت اعاتبك لاني اشتاق واريدك لاني اعلم ان لا احد غيرك يملك مفاتيح سجني اكتشفت متأخراً ان النسيان ليس فنا نتقنه بل لعنة نتعايش معها لعنة تجرنا من اطراف الروح وتعيدنا دائما الى نقطة الصفر حيث الوجه الاول والضحكة الاولى والخذلان الاول
ان احاول ان اضحك على نفسي فاقول سامحو آثرك فأجد ان لا أثر قد محا وبقيت فهو كالنقش على جدار كهف لا تصل اليه ايدي العصور أتأمل في المرايا فارى انها متواطئة أيضاً كيف لمرآةٌ ان تتحول الى شاشة عرض مجانية تعرض فيلمك القديم دون توقف كأنها تتسلى بي وتضحك بمرارة اليس المرايا مجرد زجاج كيف امتلكت هذا القدر من الخيانة ثم يخطر في ذهني سؤال معكوس لعلنا لا نكره من احببنا بل نكره انفسنا لاننا صدقنا اننا نستطيع ان نحب الى الابد وربما كل الحكاية مجرد تدريب ساخر على السقوط المتكرر نحن لا نتعلم النسيان نحن نتعلم كيف نتظاهر اننا نسيناه حتى يصدق الاخرون وحتى نكذب على قلوبنا التي تستيقظ فجأة في منتصف الليل وتعلن العصيان
ويا لسخرية الامر …
كأن الحب يولد ليكون مقبرة صاخبة كل ذكرى فيه جنازة صغيرة كل حلم فيه نعش مؤجل ومع ذلك لا نتوقف عن الرغبة في ان نقع من جديد كأننا نتلذذ بالسقوط كما يتلذذ لاعب السيرك بالسير فوق الحبال مع علمه انه سيسقط حتما لكن السقوط هو اللعبة فالنسيان ليس علاجاً بل نكتة سوداء يضحك بها الزمن علينا نضحك معه ونكمل مكسورين لكننا نكمل .

#نبيل_ردام (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل