نبيل ردام
الحوار المتمدن-العدد: 8407 - 2025 / 7 / 18 - 00:25
المحور:
الادب والفن
بين زحام النار
وزحام الصداقة
عاش وهو يحمل عيناً له واخرى لصديقه
قدماه تركضان نحو الخلاص من الموت
لكن ذاكرة الصداقة تسحبه
نحو تلك الابتسامة؛؛
التي كانت قبل ساعة ؛؛
من نهضة النار في ارجاء الهايبر
حين اهتز الضمير…
لصديق لا يرى في الدنيا غير عيون صديقه
لم تكن النار ناراً…
كانت سوالاً عالقاً في منتصف صدره
هل تتركه وتمضي؟
هل تبصر له وتغمض قلبك؟
أم تمشي بعينك حيث لا يبصر هو
ويكفيك أن تمسك يده كي يرى
كان صديقه ضريراً؛؛
لكن في لحظة الانهيار
كان الوحيد الذي يرى من خلال روحه
وكان هو يمشي بعينين؛؛
واحدة تحرس خطاه
والأخرى تحرس صديقه
الرفوف تتساقط
والأبواب تنهار
والدخان يعوي
لكن يده لا تفلت
كأنها قطعة من يقين قديم
أن لا نجاة في هذا العالم إن كانت بلا صديق
حين عثروا عليه
كانت يده محترقة لكنها مشدودة
إلى يد لا تزال تمسكه
كأن العالم سقط
لكن رابطاً واحداً ظل واقفاً
رابط اسمه الصداقة
لم يكن بطلاً
كان مجرد صديق
مشى في النار بعينين
واحدة للنار
واخرى لصديقه
لم يمت
الذي يموت هو من ينجو وحده
أما هو
فقد ظل حياً في الحكاية
وفي اليد التي لم تترك.
#نبيل_ردام (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟