أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عامر عبد رسن - *المصارف الأميركية تعيد رسم موازين القوة… والعراق أمام فرصة تاريخية*














المزيد.....

*المصارف الأميركية تعيد رسم موازين القوة… والعراق أمام فرصة تاريخية*


عامر عبد رسن

الحوار المتمدن-العدد: 8448 - 2025 / 8 / 28 - 10:09
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


شهدت الساحة المصرفية الأميركية خلال الأسابيع الماضية حدثًا مهمًا، حينما نجح فيش راغافان، الرئيس التنفيذي للأعمال المصرفية في سيتي جروب، باستقطاب ما يزيد على عشرة من كبار المصرفيين الاستثماريين الذين كانوا يعملون معه في جي بي مورغان تشيس، أكبر بنك في الولايات المتحدة. هذه الخطوة، التي قد تبدو في ظاهرها انتقالًا وظيفيًا فرديًا، تحمل في جوهرها تحولًا استراتيجياً في موازين القوى بين عمالقة المصارف الاستثمارية الأميركية.
أولاً: دلالات الحدث
• انتقال هذا العدد الكبير من الكوادر العليا من بنك رائد إلى منافس مباشر يعني أن هناك ثقة شخصية ومؤسسية في قدرة راغافان على إعادة تشكيل استراتيجية سيتي جروب في قطاع الخدمات المصرفية الاستثمارية.
• يعكس ذلك أيضًا حدة المنافسة في وول ستريت، حيث لم تعد البنوك تعتمد فقط على سمعتها أو رأسمالها، بل على استقطاب العقول والقيادات القادرة على جلب الصفقات الضخمة، مثل عمليات الاندماج والاستحواذ وإدارة الطروحات العامة.
• من الناحية العملية، يمكن لهذه الخطوة أن تمنح سيتي جروب دفعة قوية في المراتب العالمية بعد أن تراجع قليلاً أمام منافسيه الكبار مثل جولدمان ساكس وجي بي مورغان خلال العقد الأخير.

*ثانيًا: السياق الأوسع*
تأتي هذه التحركات في وقت يعيش فيه الاقتصاد العالمي حالة من التذبذب:
• أسعار الفائدة الأميركية لا تزال مرتفعة نسبيًا.
• أسواق المال العالمية تعيش تقلبات بين التفاؤل والحذر نتيجة النزاعات الجيوسياسية.
• ازدياد الطلب على الاستثمارات المدارة باحتراف التي تحافظ على رأس المال وتحقق عوائد مستقرة.
هذا يعني أن المصارف الاستثمارية تبحث عن أدوات جديدة لجذب المستثمرين، سواء كانوا دولًا أو شركات أو صناديق سيادية.

*ثالثًا: الدرس للعراق*
يمتلك العراق عشرات المليارات من الدولارات المودعة في المصارف الأميركية (ضمن الاحتياطي والودائع السيادية). هذه الأموال، رغم أهميتها كضمان مالي، تعيش حالة من الجمود؛ فهي مكدسة دون استثمار حقيقي يدر عوائد ملموسة.
• *الفرصة*: التحولات الجارية في وول ستريت – مثل انتقال كبار المصرفيين إلى سيتي جروب – تفتح الباب أمام العراق للتفكير جديًا في تنويع إدارة أمواله عبر الدخول في محافظ استثمارية رصينة تُدار بواسطة مؤسسات عالمية كبرى.
• *الجدوى*: هذه المحافظ يمكن أن تستهدف أدوات استثمارية آمنة نسبيًا، مثل السندات الحكومية الأميركية، وصناديق البنية التحتية العالمية، أو حتى أسهم الشركات العملاقة ذات العوائد المستقرة.
• *الفائدة*: بدلاً من الاكتفاء بفوائد هامشية من الإيداعات الجامدة، يمكن للعراق أن يحقق عوائد مالية سنوية بمليارات الدولارات تساهم في سد العجز أو تمويل مشاريع التنمية.

*رابعًا*: *التحدي والحذر
من المهم التأكيد أن هذا التوجه يحتاج إلى*:
1. إطار قانوني ومؤسسي شفاف يمنع استغلال هذه الأموال داخليًا.
2. شراكات استشارية دولية مع بنوك كبرى مثل سيتي جروب أو جي بي مورغان، لضمان حسن إدارة الأصول.
3. مقاربة متدرجة تبدأ بجزء محدود من الاحتياطي، لتقييم العوائد والمخاطر قبل التوسع الكامل.

خامسًا: التحولات في النظام المصرفي الأميركي، مثل استقطاب سيتي جروب لقيادات مصرفية من منافسيه، ليست مجرد أخبار تجارية، بل هي فرص استراتيجية يمكن للعراق استثمارها. في عالم المال، من يستغل اللحظة يربح، ومن يكتفي بالتفرج يخسر الفرص. إن العراق بحاجة إلى أن يخرج من جمود الأموال المكدسة، ليدخل مرحلة الإدارة الذكية للأصول، بما يحول احتياطاته من مجرد أرقام في دفاتر البنوك الأميركية إلى رافعة اقتصادية حقيقية تعزز استقراره المالي وتدعم مسار التنمية.
وبدلاً من إبقاء أموالنا رهينة الفوائد المتواضعة، يمكن عبر قنوات مؤسسية محترفة أن تتحول هذه الأرصدة إلى مصدر تمويل ثابت يحقق لنا ما هو أكبر من النفط: الأمان المالي في زمن الأزمات.



#عامر_عبد_رسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القطبية الأمريكية الواحدة: برهان الحروب المعاصرة على استمرار ...
- بين سقوط الأسد وتحوّلات دروز الجولان: دروس استراتيجية للأمن ...
- من الكاش إلى الرقمنة: هل ينجح العراق في إرجاع 80% من العملة ...
- ضرورة إصلاح القطاع المالي في العراق: أولوية لتعزيز كفاءة الب ...
- إيران على أعتاب التحول: ماذا يعني ذلك لمستقبل العراق الاقتصا ...
- القطاع النفطي العراقي بين الصدارة العالمية وفرص التحول الاقت ...
- غرفةٌ واحدة، مقعدٌ واحد يتحدّث والبقية تُصغي. حين تعيد واشنط ...
- فوضى المعلومة في العراق: من يحمي الحقيقة في زمن الشائعات؟
- من الممارسات التقليدية إلى الثورة المالية: إصلاح القطاع المص ...
- الاقتصاد قبل المدفع: كيف تهدد ضغوط الأسواق الإسرائيلية مشروع ...
- الكهرباء في العراق: وفرة الموارد وغياب الإنجاز
- من الفلاح إلى المتقاعد: استدعاء الفئات الشعبية قبل الاقتراع ...
- بين مذكرة التفاهم ورهانات المستقبل: العراق في معادلات الأمن ...
- التضخم السلبي في الاقتصاد العراقي: تحسّن مؤقت أم نذير ركود؟
- من بغداد إلى بورصات العالم: قراءة في زيارة -Asia Frontier Ca ...
- إدارة الإدراك وصناعة الإرباك: استراتيجيات الحرب النفسية الأم ...
- التمويل المستدام: فرصة استراتيجية للاقتصاد العراقي في مواجهة ...
- سباق الممرات الإقليمية: بين جنون الجغرافيا وفرصة العراق الأخ ...
- شبكة الضمان الصحي العراقي: بين توسعة الخدمات واستدامة التموي ...
- بعد إلغاء أنقرة لاتفاقية أنبوب النفط: هل يعيد العراق رسم خرا ...


المزيد.....




- الدينار العراقي يرتفع مقابل الدولار بختام تعاملات الأسبوع
- ذا ماركر: خطط سموتريتش الضريبية تهدد استقرار الاقتصاد
- كين شارب.. إمبراطور العقارات الزيمبابوي المثير للجدل
- صهر نائب رئيس نيجيريا السابق في قلب شبهة فساد بشركة النفط
- اقتصاد تركيا ينزف 78 مليار دولار سنويا جراء الإدمان
- مصر وقطر تبحثان تفعيل حزمة شراكة بقيمة 7.5 مليارات دولار
- الريال الإيراني بأدنى مستوياته على وقع التهديدات الأوروبية ب ...
- المفاوض التجاري الياباني يلغي زيارته إلى أميركا
- كندا تلغي الرسوم الانتقامية.. فهل يرد ترامب بالمثل؟
- مبيعات السيارات في أوروبا تسجل أعلى مستوى لها في 15 شهرا


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عامر عبد رسن - *المصارف الأميركية تعيد رسم موازين القوة… والعراق أمام فرصة تاريخية*