القطاع النفطي العراقي بين الصدارة العالمية وفرص التحول الاقتصادي: نحو طريقٍ مزدوج لاستدامة المستقبل

عامر عبد رسن

الحوار المتمدن-العدد: 8440 - 2025 / 8 / 20 - 00:23
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

يشير تقرير منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) لعام 2025، الصادر ضمن سلسلة "استشراف وضع السوق العالمي للنفط بحلول 2050"، إلى أن الطلب العالمي على النفط سيستمر بالصعود حتى منتصف القرن، دون بوادر تراجعية في الأفق.
إذ تتوقع أوبك أن الطلب سيتراوح بين 122 إلى 123 مليون برميل يوميًا بحلول 2050، لمجمل الطاقة.
1. وفقًا للتقرير، الطلب العالمي على الطاقة سيرتفع بنسبة 23%بحلول منتصف القرن، ما يتطلب استثمارات ضخمة في كافة مصادر الطاقة. (OPEC, publications.opec.org)
2. وتظهر التقديرات أن النفط سيحافظ على حصة تقارب 30% من مزيج الطاقة، بينما سيشكل النفط والغاز معًا أكثر من 50%. (The Wall Street Journal, publications.opec.org)
3. وبالرغم من التحوّل نحو الطاقة الكربونية المنخفضة، تشير أوبك إلى أن السعي نحو "صفر انبعاثات" لا يجب أن يُهمل دور النفط الحيوي في الاقتصاد العالمي حاليًا. (The Wall Street Journal)
لماذا يهمنا ذلك للعراق؟
1. فرصة تمويل الانتقال الاقتصادي : كون النفط سيظل طلبه مرتفعًا عالميًا خلال العقود المقبلة، يمنح العراق نافذة زمنية لبناء موارد مالية إضافية عبر:
A. العمل الجاد على التعافي في إيرادات النفط.
B. تحويل جزء من هذه العائدات نحو تحويل النموذج التنموي - من السلفة النفطية إلى اقتصاد مستدام ومتنوّع.
2. ضرورة تنويع الموازنة : ارتفاع الطلب العالمي على النفط لا يعني استمرار العراق في الاعتماد الكلي على الريع. عليه أن:
A. يوسع الإيرادات غير النفطية (ضرائب، خدمات، قطاع خاص منتج).
B. يستثمر في مجمعات صناعية، بتروكيماويات وكيماويات، لتصدير منتجات ذات قيمة مضافة.
3. الطاقة النظيفة خيار استراتيجي : العراق يمتلك المصادر الطبيعية المثالية للطاقة المتجددة: وفرة الشمس، وآفاق جيدة للرياح. لذلك:
A. عليه أن يضع خطة وطنية للطاقة النظيفة – شمسية ورياحية – تستهدف شبكات مدن كبرى، الصناعة، والزراعة الحديثة.
B. هذا سيساعد في تخفيض كلفة الكهرباء، تخفيف الانبعاثات، وتعزيز التوازن الخارجي.
رؤية استراتيجية عراقية متكاملة :
الدفع : إنشاء صندوق آلية التنفيذ : صناديق استثمارية حقيقية مثل "صندوق الثروات السيادية"
الدفع : دعم التصنيع المحلي آلية التنفيذ : بناء مجمعات بتروكيماوية،
الدفع : دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة آلية التنفيذ : فرض ضرائب تصاعدية على أرباح الطاقة،
الدفع : تشجيع الاستثمار الأجنبي آلية التنفيذ : بناء محطات طاقة شمسية ورياح،
الدفع : برامج التوفير والاستدامة، آلية التنفيذ :دعم النقل العام الكهربائي
هذه الجهات المتنوعة متكاملة بهدف تحويل النفط من مصدر دخل مؤقت إلى محرك قائم على الاستدامة والتنمية المتوازنة.
متى ولماذا هذا التوقيت مهم؟
A. نافذة العائد العالمي على النفط لا تزال مفتوحة للأعوام القادمة، ويمكن للعراق استخدام الموارد الحالية ليطلق الاقتصاد الوطني نحو قطاعات طويلة الأجل ومستدامة.
B. التحول العالمي للطاقة سيتطلب وقتًا، وسيتم بدون النفط في مرحلة لاحقة فقط. العراق في موقع يسمح له بالاستفادة من فترة الانتقال بأمان إن اتخذ الإجراءات اليوم.
ختامًا : النفط في منتصف هذا القرن لن يغدو تاريخيًا، بل سيبقى عنصرًا رئيسيًا لمحركات الاقتصاد العالمي. ولكن العراق بحاجة إلى رؤية مزدوجة: إدارة العوائد النفطية الحالية بذكاء، وفي الوقت ذاته بناء اقتصاد متنوّع
قائم على الطاقة النظيفة والصناعات المحلية – ليصبح محرك التنمية بدل أن يكون طيفًا متلاشيًا مع أول هزة اقتصادية. إن مسؤولية القيادات والمهتمين اليوم هي رسم خارطة طريق واضحة تضمن الاستفادة من
عوائد النفط اليوم لمستقبل مزدهر ومستدام في ظل التحولات البيئية والاقتصادية العالمية القادمة.

المصدر: تقرير أوبك – World Oil Outlook 2025 يمكن الاطلاع على التقرير الكامل وتحميله من موقع أوبك الرسمي: (publications.opec.org, OPEC)

#عامر_عبد_رسن (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل