أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - مستشفى ناصر يُقصف… والعرب في سبات عميق














المزيد.....

مستشفى ناصر يُقصف… والعرب في سبات عميق


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8446 - 2025 / 8 / 26 - 11:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قام جيش الاحتلال اللاأخلاقي مجددا بقصف مجمع ناصر الطبي في خان يونس يوم ٢٥/أغسطس/٢٠٢٥، ارتقى إثره عشرات الشهداء، بينهم خمسة من الصحفيين الذين حملوا كاميراتهم ليُظهروا للعالم ما تخفيه صواريخ الاحتلال. لكن الحقيقة هذه المرة تم استهدافها عمدا وبسابق إصرار، كما أكده جنود صهاينة للقناة "١٤ العبرية" حين قالوا "إن الهجوم تم بموافقة القيادة العليا وتنسيق مباشر".

هذه الجريمة هي عار في عنق كل من يملك قرارا أو سلاحا أو حتى ميكروفونا، ثم يصمت حين تقصف المستشفيات وتستهدف الطواقم الطبية والإعلامية عن قصد.
وكغيره تم تنفيذ القصف بدم بارد، بأمر صادر من أعلى سلطة عسكرية في "الجيش الأكثر أخلاقية في العالم" كما يدعون، والذي بات يجسد في كل يوم منهجية قتل منظمة تستهدف الإنسان أولا، والحقيقة ثانيا.

الصحفية مريم أبو دقة، إحدى أبرز الأصوات الميدانية التي وثقت المجازر الصهيونية منذ بداية العدوان، استشهدت في هذا العدوان، إلى جانب حسام المصري، محمد سلامة، معاذ أبو طه، وغيرهم من الكوادر الصحفية والطبية والدفاع المدني. استشهدوا لأنهم أصروا على البقاء في الميدان حين انسحب الآخرون. استشهدوا لأنهم نقلوا الحقيقة من تحت الأنقاض التي ضمت عشرات الأنفس، في سياسة واضحة، تقتل كل من يحاول الكشف والتوثيق ونقل ما يحصل في غزة للعالم.

ووسط كل هذا ويا للعار.. نجد العرب وقد صموا آذانهم وأغمضوا أعينهم، شعوبا وقيادات، إلا من رحم ربي. وفي الحقيقة لا نعلم ما الفائدة من إنفاق مليارات الدولارات على صفقات السلاح وهذا السلاح لا يوجه نحو العدو أو يحرك ساكنا على الأقل حين يُقصف مستشفى؟ ما الفائدة من عواصم تدعي دعم "القضية" بينما تتسابق خلف موضة التطبيع الرائجة اليوم، تقايض الدم الفلسطيني على كراسي زائلة؟

إن الأنظمة العربية هي شريكة. شريكة بصمتها وخذلانها بل وشريكة بالسكوت عن استباحة أراضيها وخدمة العدو في عدوانه على غزة، وعليها أن لا تنسى مقولة، أكلت يوم أكل الثور الأبيض، والأيام حكم.

إنه لمن المعيب أن تستباح مستشفيات غزة بالصواريخ، فيما تستباح كرامة شعوبنا بصمت رسمي عربي مخز لا يوازيه سوى ازدواجية الخطاب الغربي الذي لا يتحرك إلا حين تمس المصالح. الغرب الكاذب المنحاز انحيازا كاملا للولايات المتحدة الأمريكية رأس الشيطان والحليف الرسمي الذي لم يخجل من تحيزه لدولة الاحتلال منذ أكثر من قرن.
فبينما يتوعد رؤساء دول الغرب دولة الاحتلال بالمقاطعة والطرد نجد طائراتها تحمل أطنان السلاح المتوجهة نحوها لقتل غزة وأهلها ومقاومتها..لكن هيهات فإن للبيت رب يحميه.

جيش الاحتلال لم يخش من أي رد عربي لأنه يعلم أن الأنظمة مشغولة بمعاركها الداخلية والتي هي في الحقيقة من صنيعتها، أو مشغولة بعقد الصفقات الاقتصادية، أو بتأمين عروشها بأي ثمن.

قادة الاحتلال يعلمون أن قصف مستشفى أو مدرسة أو حتى مقر صحفي لن يدفع أي دولة عربية لسحب سفير أو إلغاء اتفاق تطبيع أو حتى إغلاق سفارة. يعلمون أن دم الصحفي الفلسطيني أرخص في بورصة المواقف السياسية من برميل نفط أو زيادة في رصيد بنكي.

أخلاقيات الجيش؟ أي أخلاقيات تلك التي يمكن الحديث عنها حين يعلن جنوده أن قصف مستشفى تم بقرار من القيادة العليا؟ القيادة التي لا ترى في المرضى إلا "أهدافا"، وفي الصحفيين إلا "مخاطر استراتيجية".

وفي النهاية، ربما يصدر شجبا وتنديدا وربما "يأسف" المجتمع الدولي على استشهاد الصحفيين، لكنه ملف سيغلق كما أُغلقت آلاف الملفات من قبل.
لكن، من يعيد مريم أبو دقة ورفاقها؟ من يعيد الثقة في هذا العالم؟ من يواجه جيشا يقتل أمام الكاميرا ولا يخشى شيئا لأن من يقف خلفه تحالف قوامه الصمت العربي والتواطؤ الدولي؟
مريم ورفاقها لن يعودوا، فمن كانت طريقه السماء لن يعود، ولكن غزة لن تذهب وخلفها تقف مقاومة تفديها بالأرواح.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من التحذير إلى الاعتراف.. ماذا بعد إعلان المجاعة في غزة؟
- قراءة في عملية -جدعون٢
- رؤية يمينية متطرفة..-E1- كأداة لتثبيت واقع استيطاني لا رجعة ...
- اغتيال الحقيقة..أنس الشريف وشهداء الكلمة في غزة
- إنها -حرب دينية-..قالها -آريه إلداد-
- غزة لا تُحتل مرتين..التاريخ يُعيد دروسه لمن لا يقرأ
- من -الثورة- إلى -الإرهاب-..كيف يُزوَّر التاريخ وتُقلب الرواي ...
- زيارة -ويتكوف- إلى رفح،استعراض إنساني يخفي تواطؤا سياسيا
- عسقلان موعدنا..والأكلة على القصعة
- من سرق البيت لا يحق له ادعاء ملكيته
- غزة بين فصول المجاعة وأبواب الموت الجماعي
- يحيى لم يمت وحده..هذا العالم كله يحتضر
- غزة ومعضلة الاحتلال..من نصر ١٩٦٧ إلى مأز ...
- -المدينة الإنسانية-.. سجن جماعي بمباركة دولية
- وحدة -الاستجابة الأولى-..شرعنة الاستيطان وإرهاب الفلسطينيين
- كمين بيت حانون..المقاومة الفلسطينية تكتب معادلة الاشتباك الج ...
- جنود العدو ..ما بين الكوابيس والوصايا
- عرب المليحات بين فكي التهجير والاستيطان وصمود في وجه الاقتلا ...
- مجزرة بالتقسيط..برعاية الاحتلال وتواطؤ الأنظمة..
- المخدرات في الطحين.. مؤامرة خبيثة لكسر صمود غزة


المزيد.....




- وسط مجال رؤية شبه منعدم.. جدار شاهق من الغبار يبتلع مناطق بأ ...
- الإمارات: إحالة مجموعة من مستخدمي وسائل التواصل للنيابة بسبب ...
- من هم أبرز الصحفيين الذين قُتلوا في حرب غزة منذ عام 2024؟
- سوريا وإسرائيل: بين التسريبات والنفي، تكهنات تُطرح حول مستقب ...
- -قتل إسرائيل للصحفيين هو إسكات مخزٍ للتغطية الإعلامية لأحداث ...
- ميرتس: ألمانيا لن تعترف بدولة فلسطينية مستقلة في الوقت الحال ...
- التصحر يهدد واحات المغرب.. والمزارعون يبحثون عن حلول صديقة ل ...
- طارق وهبي: طلب بايرو من البرلمان الفرنسي التصويت على الثقة ب ...
- النووي الإيراني: محادثات جديدة بين إيران والترويكا الأوروبية ...
- واشنطن تؤكد دعم تمديد مهمة اليونيفيل في جنوب لبنان لعام إضاف ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - مستشفى ناصر يُقصف… والعرب في سبات عميق