صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8444 - 2025 / 8 / 24 - 00:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا زالت قضية حل "الحشد الشعبي" هي المركز او القلب النابض في هذه الفترة من عمر النظام السياسي، قضية حساسة جدا بالنسبة لقوى الإسلام السياسي الحاكمة، فكل التصريحات التي تخرج من قادة الميليشيات والكتل السياسية توضح ان قضية حل "الحشد الشعبي" لا يمكن مناقشتها، بل يجب الاعتراف الكامل بهذه المؤسسة واعطائها كامل الشرعية، وإقرار قانونه في البرلمان.
اخر التصريحات خرجت من قائد ميليشيا العصائب قيس الخزعلي، قال ان "الحشد الشعبي هو إرادة الله وإرادة الامام المهدي"؛ وقبل هذا التصريح كان زعيم مميليشيا منظمة بدر هادي العامري قد هدد بدخول البرلمان "بزي الحشد" لتمرير قانونه، غير تلك التصريحات التي تخرج من محللي السلطة وبعض من صبيان البرلمان.
هذه التصريحات تكشف مدى عمق الازمة التي يمر بها النظام، فالأمريكان أرسلوا رسائل واضحة للنظام والقائمين عليه، أي تحرك داخل البرلمان لتشريع قانون "الحشد الشعبي" يعني ان النظام سيدخل في مأزق كبير، وستكون كل الخيارات مطروحة امام الولايات المتحدة الامريكية، بما في ذلك الخيار العسكري.
أطراف الصراع على هذه القضية يملكون حججا وذرائع لحل وبقاء "الحشد الشعبي"، أمريكا وبريطانيا يقولان ان ذريعة وجود "الحشد الشعبي" انتهت بتحرير المدن من داعش، بالتالي فلا مجال للإبقاء عليه؛ الطرف الآخر "جزء من النظام السياسي" يقول ان "الحشد الشعبي" قوة "عقائدية" و "صمام امان" للعملية السياسية، لهذا ما من قوة تستطيع حله.
ويستفحل ويتفاقم الصراع يوما بعد آخر، وحتما سيأخذ مسارات أخرى، فكل طرف مصمم على طرحه، فهم يبحثون عن ديمومة مصالحهم، وكل طرف يرى في هذه القضية "الحشد الشعبي" قوة اما تعيق وتعرقل وتهدد مصالحه، واما ان يكون "صمام امان" لبقائه؛ ومع بقاء هذا الشد والجذب حول هذه القضية-المشكلة فأن الخراب حتما قادم.
الإنكليزي ستيفن لونگريك مؤلف كتاب "أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث" يقول "ولا نرى في نفسنا حاجة للتنويه، بعد كل هذا، بأن العراق قد مضت عليه مدة طويلة وهو فريسة الاضطراب والفقر وعرضة للانقلابات وسفك الدماء وحكم الأجانب".... هذا ما كتبه لونگريك عام 1925، ونحن نقول له: والى الان باق العراق فريسة الاضطراب والفقر وسفك الدماء يا سيد لونگريك.
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟