فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 8442 - 2025 / 8 / 22 - 15:29
المحور:
الادب والفن
1
لِيسْتريحَ منْ حمَّى الشّمْسِ
يتّكئُ النّهارُ علَى كتفِ
أوْ ركْبةِ اللّيْلِ
لَا أدْرِي
كنْتُ نائمةً...
2
يدْخلُ الْبحْرُ غرْفتِي
مرْهقًا/
ينامُ جنْبِي علَى نفْسِ السّريرِ...
يضعُ رأْسَهُ علَى رأْسِي
يخافُ الْوحْدةَ...
3
حدّثَنِي طويلًا عنْ رفْقتِهِ
الْعابرةِ لِلْقارّاتِ...
الْتقَى وجوهًا /
تذكّرَبعْضَهَا
ونسيَ بعْضَهَا
بعْضُهَا مازالَ
و بعْضُهَا انْقرضَ...
4
بعيدًا/
عنْ غنْغنةِ:
الْأسْماكِ
الْفقْماتِ
دموعِ التّماسيحِ
أرْكبْ ظهْرَ فرسِ النّهْرِ
دونَ إزْعاجٍ...
5
بعيدًا /
عنْ :
تربّصِ الصّيّادينَ
انْفلاتِ الشّباكِ
غرقِ الْقواربِ
وهزْهزةِ الْعاصفةِ...
6
بعيدًا /
عنِ:
الْغرْقَى
الْقراصنةِ
قواربِ الْموْتِ
تهريبِ
الْمهاجرينَ السّرّيِّينَ
واللّاجئينَ منْ حروبِ الطّبيعةِ
تهْريبِ الْبشرِ
الْحيواناتِ
الطّيورِ
الْبضائعِ
الْممْنوعاتِ
الْمخدّراتِ
الْأسْلحةِ
سماسرةِ الْحروبِ
والْهاربينَ منَ الْمجاعةِ
منَ الطّائفيّةِ
ومنْ جحيمِ الْحروبِ الْأهْليْةِ
أريدُ أنْ أنامَ دونَ ضجيجٍ...
7
فأنَا الْعابرُ كلَّ الْأجْناسِ؛
والْحضاراتِ؛
و الْأمْكنةِ و الْأزْمنةِ
دونَ تأْشيرةٍ
أوْ جوازِ سفرٍ ؛
أوْ إذْنِ لِمهمّةٍ
أنَا الْعابرُ الْمسافاتِ دونَ جماركَ
أوْ حدودٍ
أبْحثُ عنْ هدوءٍ
خارجَ الْمدِّ والْجزْرِ...
8
كابوسٌ/
دخلَ متسلّلًا
لمْ يضْبطِ الرّدارُ حركتَهُ
تهيّأَ لهُ أنَّهُ يَغْرقُ...
أمامَ الْمرْآةٍ ينْهضُ صارخًا فِي وجْهِ حوتٍ :
ماذَا جاءَ بكَ... ؟
ألمْ يكْفِكَ الْماءُ
جئْتَ لِتعيشَ فِي الْيابسةِ
اِرْحلْ إلَى الْغاباتِ...!؟
نظرَ إليْهِ صامتًا بعْدَ أنِ الْتقطَ الْإشارةَ
فتحَ الْبابَ
وغادرَ...
9
منَ الْغابةِ سمعْتُ صوْتًا غريبًا
إنَّهَا الطّرائدُ
ترْكضُ بِاتِّجَاهِ الْبيْتِ
تبْحثُ عنْ ملْجإٍ
هجمَ الْحوتُ الْأحْدبُ
أشْعلَ الْحرائقَ
فِي السّافانَا
احْترقتِ الأشجارُ
أيْنَ نعيشُ... ؟
10
يصْرخُونَ فِي أذنِي :
هذَا الْبيْتُ
وحْدَهُ
يصْلحُ لِلْيتامَى...!
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟