أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - عندما خان حكام دمشق الجدد العروبة ... كيف سقطت سورية في حضن الصهيونية؟














المزيد.....

عندما خان حكام دمشق الجدد العروبة ... كيف سقطت سورية في حضن الصهيونية؟


عاطف زيد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 8442 - 2025 / 8 / 22 - 04:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مشهد لم يكن ليتخيله أكثر المراقبين تشاؤماً، تحوّلت سورية، التي طالما اعتُبرت معقل القومية العربية الأقوى والأصلب، إلى ورقة تفاوض بين واشنطن وتل أبيب، عبر قنوات تقودها تركيا وعواصم رجعية عربية.
المشهد لم يأتِ فجأة.
إنه حصيلةأكثر من نصف قرن من التآمر الإقليمي والدولي على قلب العروبة النابض، انتهى بسقوط النظام الوطني، وصعود بديل هشّ يهرول نحو التطبيع والارتماء في حضن الصهيونية.
== من الثورة إلى الصفقة
في ديسمبر 2024، أعلن سقوط النظام السوري السابق بقيادة بشار الأسد، وظهور حكومة انتقالية ترأسها الإرهابي ابو محمد الجولاني ( الذي سيحمل لاحقا اسم أحمد الشرع، الذي استُحضر من حضيض مستنقعات الإرهاب ليقود سورية ما بعد الدمار.
لم تمرّ أسابيع حتى بدأت التصريحات التي توحي بتحوّل جذري في السياسة السورية، حيث دعا الجولاني إلى "فتح صفحة جديدة مع المجتمع الدولي"، وهي عبارة لم تمرّ مرور الكرام على من يعرف رموز الشيفرة السياسية في الشرق الأوسط.
بحلول يناير 2025، بدأت اجتماعات "الرياض حول سورية"، بمشاركة إقليمية ودولية، وتحديداً من الولايات المتحدة، الإمارات، وتركيا. الحديث كان واضحاً: إسقاط العقوبات مقابل إعادة "تأهيل" النظام الجديد، وإشراكه في ترتيبات ما بعد الحرب — التي تعني عملياً إخراجه من معادلة الصراع العربي الصهيوني.
== التطبيع تحت الطاولة... ثم على العلن
في مايو 2025، كشفت تقارير استخباراتية وإعلامية عن مباحثات سرية جمعت مسؤولين سوريين وإسرائيليين، في دول كأذربيجان وقطر، برعاية أمريكية إماراتية. وكشفت صحيفة New York Post لاحقاً أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التقى الإرهابي الجولاني في الرياض بتاريخ 14 مايو، حيث قدّم له عرضاً صريحاً: رفع العقوبات مقابل انضمام سورية إلى "اتفاقات أبراهام"، وطرد القوى الفلسطينية من الأراضي السورية.
وفي 30 يونيو 2025، أعلنت واشنطن رسمياً رفع غالبية العقوبات عن سورية، في خطوة فُهمت دولياً على أنها مكافأة على التقدم في التطبيع.
وزير الخارجية الصهيوني صرّح بعدها بوضوح: "نرغب في ضم سورية ولبنان إلى دائرة السلام."
== لقاء باريس… سقوط الأقنعة
التحول الأكثر صدمة حدث في أغسطس 2025، عندما كشفت وكالة رويترز ووكالة أسوشيتد برس أن وزير الخارجية السوري الجديد، أسعد الشيباني، التقى وفداً إسرائيلياً في باريس في اجتماع مباشر، ناقش إعادة تفعيل اتفاق فك الاشتباك لعام 1974، وترتيبات أمنية جنوب البلاد.
للمرة الأولى منذ عقود، نشرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) بياناً اعترف ضمناً بهذه المحادثات، تحت عنوان "محادثات لتعزيز استقرار المنطقة". لم يعد التطبيع سراً، ولم تعد سورية معادية لإسرائيل... بل شريكاً محتملاً في مشاريعها.
== من قلعة المقاومة إلى غرفة عمليات أمنية
سورية اليوم، تحت حكم الإرهابيين الجولاني والشيباني، لم تعد تلك التي احتضنت المقاومة الفلسطينية واللبنانية، ولا تلك التي وقفت في وجه الغزو الأمريكي للعراق، ولا تلك التي رفضت الانضمام لمجلس التعاون الخليجي مقابل تنازلات سيادية.
ما نراه الآن هو نظام وظيفي جديد، دوره ضبط الأمن الحدودي، وتوفير ضمانات للكيان الصهيوني بعدم عودة "الفوضى".
تحوّلت سورية إلى ما يشبه غرفة عمليات أمنية تشرف عليها واشنطن، بمباركة أنقرة، وبدعم مالي من بعض الدول العربية التابعة.
== مؤامرة مستمرة على سورية ودورها المركزي من1 ما يزيد عن خمسة عقود
ما يحدث اليوم ليس وليد اللحظة. إنها نهاية لمسار بدأ منذ سبعينيات القرن الماضي:
1979: خروج مصر من معادلة الصراع.
1993: أوسلو وتمزيق الجبهة الفلسطينية.
2003: سقوط العراق.
2011: تفجير الداخل السوري.
2024: سقوط النظام الوطني في سورية.
2025: صفقة التطبيع السوري الإسرائيلي.
كلها حلقات في سلسلة واحدة: تفكيك ما تبقى من إرادة عربية حرة، وتحويل الأنظمة إلى أدوات أمنية لضمان "سلام" إسرائيل، لا أمن الشعوب.
== تركيا... راعية التحولات الخفيّة
وإذا كانت واشنطن وتل أبيب في الواجهة، فإن تركيا تلعب دورًا مزدوجًا: تضغط باسم "ضمان الاستقرار"، وتروّج في العلن أنها ضد "الصهيونية"، بينما توفر الغطاء الدبلوماسي واللوجستي للقاءات السرية بين دمشق الجديدة وتل أبيب.
يكفي أن معظم جولات المفاوضات تمت في دول قريبة من تركيا، وبعضها بحضور غير رسمي من المخابرات التركية.
🔻 الأنظمة الرجعية العربية: الشريك الصامت
لا تكتمل الخيانة من دون ذكر من موّل وسهّل وسوّق.
الأنظمةالرجعية العربي ( النفطية بالتحديد ) ، لم تكن يوماً معنية بالقضية الفلسطينية، بل حرصت على تجريم المقاومة، وتحويل التطبيع إلى "واقعية سياسية".
وفي الملف السوري، لعبت هذه الأنظمة دور المُقرض السياسي للنظام الجديد، مانحة إياه شرعيةً مالية وإعلامية، فقط إن التزم بالقواعد الأمريكية والصهيونية.
== الختام: دمشق لم تُهزم... بل اختُطفت
إن ما نشهده اليوم ليس اتفاق سلام، بل اتفاق استسلام تاريخي يخرج دمشق نهائياً من معادلة الصراع، ويحولها إلى لاعب ثانوي في لعبة أمنية إقليمية، تُدار من تل أبيب وواشنطن.
لكن... الشعوب لا تموت، ودمشق التي عرفناها — المقاومة، القومية، العروبية — ستبقى محفورة في ذاكرة الأمة، حتى وإن خانها من ادعى تمثيلها.
سورية لم تسقط، بل اختُطفت.



#عاطف_زيد_الكيلاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الرحمن الراشد وتكرار نغمة الهزيمة: رد على مقال -أين اختف ...
- المناضل الأممي جورج إبراهيم عبد الله: أيقونة النضال الأممي  ...
- في الموقف من سوريا اليوم: يساريّون مع الدولة والشعب... لا مع ...
- السلطة الوطنية الفلسطينية: من مشروع تحرري إلى أداة وظيفية لخ ...
- لا لتزييف مفهوم السلام: ثلاثي الدم والإجرام ( ترمب، نتنياهو ...
- هل سيكون مصير قبرص نفس مصير فلسطين؟
- إجرام الولايات المتحدة الأمريكية حول العالم منذ تأسيسها وحتى ...
- تشرذم اليسار الأردني: أحزاب صغيرة، خلافات تافهة، ومسؤولية ثق ...
- التعليم الخاص في الدول الفقيرة: فرصة للنخبة أم خطر على بنية ...
- ضرورة التحالف بين القوى اليسارية والماركسية في العالم العربي ...
- هذا هو التوحّش الإمبريالي الأمريكي … ديمقراطيا كان الرئيس أم ...
- دونالد ترمب: الوجه الأقبح للإمبريالية ورأس المال المتوحش
- إيران في مواجهة الكيان الصهيوني: صراع سيادة أم مقاومة مشروع ...
- عيد العمال (الأول من أيار): تحية للنضال الإنساني من أجل العد ...
- الرفيق عاطف زيد الكيلاني ينعى الشهيد على طريق القدس سماحة ال ...
- القائد الشيوعي العراقي فهد: مسيرة نضال وإرث سياسي
- الفروقات الجليّة بين جثة وجثمان
- الإنتخابات النيابية الأردنية (1) … كم أنا حزين!
- قادة أمميون وقوميون (1) – القائد الشيوعي الفلسطيني نجاتي صدق ...
- رسالة إلى شعبنا الأردنيّ العظيم قبل يومين من الإنتخابات البر ...


المزيد.....




- وصفه بـ-المنحط-.. أول تعليق من ترامب على تفتيش منزل مستشاره ...
- اختفاء خيام ورصد مركبات إسرائيلية في مدينة غزة | بي بي سي تق ...
- جدل في الكويت بعد إغلاق صحيفة وقناة -الصباح- بسبب إسقاط جنسي ...
- كيف يؤثر اختيار الحذاء الخاطئ على صحة جسمك؟
- -لا أحد فوق القانون-.. مكتب التحقيقات الفيدرالي يدهم منزل بو ...
- اعتقاله أشعل السليمانية- من هو المعارض البارز لاهور شيخ جنكي ...
- من الكتابات الجدارية إلى عمليات القتل...كيف تجند إيران إسرائ ...
- سريلانكا: توقيف الرئيس السابق رانيل فيكريمسينجي على خلفية ته ...
- تحذير من استعمار أميركي جديد عبر الذكاء الاصطناعي
- أميركي يوثق فظائع ارتكبها متعاقدون مع مؤسسة -غزة الإنسانية- ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - عندما خان حكام دمشق الجدد العروبة ... كيف سقطت سورية في حضن الصهيونية؟