|
فلسطين لم تكسب عبر التتاريخ فائض قوة يؤهل للتوسع
سعيد مضيه
الحوار المتمدن-العدد: 8441 - 2025 / 8 / 21 - 16:20
المحور:
القضية الفلسطينية
تكملة عرض الفصل الرابع "إنشاء دولة إسرائيل" من كتاب "إختلاق إسرائيل القديمة شطب التاريخ الفلسطيني" "للمؤرخ كيث وايتلام
من التشكيك الى التحدي
اﺳﺘﺒﻌﺪ الستروم المؤرخ والاحث في التراث الفلسطيني، أي ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻓﻠﺴﻄين . ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ المباﻟﻐﺔ المعتادة ﺣﻮل اﻟﻔﺘﺮة الملكية، وعبر عن قناعة 1993)� ( ﺑـﺄن المملكة ﻣـﺎ ﻛـﺎﻧـﺖ ﻟﺘﺘﻄﻮر إﻟﻰ ﻫﺬا الحد ﻟﻮﻻ وﺟﻮد أﺳﺎس ﻟﻬﺎ، وﻫﺬا ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻟﻪ ﻣﻐﺰاه اﻟﻌﻤﻴﻖ إذا ﻣﺎ أﺧﺬﻧﺎ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﺗﺎرﻳﺦ المبالغات واﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻘديم، وﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ الحدﻳﺚ. ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ﻳﺼﻌﺐ تمييز وﺻﻒ آﻟﺴﺘﺮوم ﻋﻦ رواﻳﺎت »اﻟﺘﻮارﻳﺦ اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ« اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ادﻋﺎﺋﻪ أﻧﻪ ﻳﺴﺮد ﺗﺎرﻳﺨﺎ ﻟﻔﻠﺴﻄين اﻟﻘﺪيمة . وﻛﻤﺎﻫﻲ الحال ﻣﻊ اﻟﺘﻮارﻳﺦ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻹﺳﺮاﺋﻴﻞ وﻳﻬﻮدا ﻓﺈن ﺗﺎرﻳﺦ ﻓـﻠـﺴـﻄـين ﻻ ﻳﻌﺪو ﻛﻮﻧﻪ ﺗﺎرﻳﺨﺎ ﻹﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻛﻤﺎ ﻳﺼﻮره اﻟﺘﺮاث اﻟﺘﻮراﺗﻲ.(210) بينمتا يشكك ﻣﻴﻠﺮ وﻫﻴﺰ ﻓﻲ المفهوم اﻟـﻘـﺎﺋـﻞ إن ﺣـﻜـﻢ ﺳـﻠـﻴـﻤـﺎن ﻛـﺎن »ﻋﺼﺮا ذﻫﺒﻴﺎ.« يشترطان قبولهما بمبان أنشأها داوود بوصف تلك لمنجزات بأنها » ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ إﻟﻰ حد ما" إذا ما ﻗﻮرﻧﺖ بمباني ﺑﻼد ﻣﺎ ﺑين اﻟﻨﻬﺮﻳﻦ وﻣﺼـﺮ اﻟـﻔـﺮﻋـﻮﻧـﻴـﺔ. ﻳﺼﻒ ﻣﻠﻴﺮ وﻫﻴﺰ مملكة ﺳﻠﻴﻤﺎن ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻠﺴﻄين اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ وﺟﺰء ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﻤﺎل ﺷﺮق اﻷردن؛ ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻳﺴﺘثﻨﻴﺎن الجزءﺰء اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺳﺎﺣﻞ اﻟﺒﺤﺮ المتوسط اﻟﺬي ﻛﺎن تحت ﺳﻴﻄﺮة اﻟﻔﻠﺴﺘﻴين واﻟﻔﻴﻨﻴـﻘـﻴـين(1986 :٢١٤ ) وﻻ ﻳـﺤـﺎوﻻن اﻟـﺘـﺮوﻳـﺞ ﻟـﺮواﻳـﺔ ﺑـﺪﻳـﻠـﺔ ﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ ﻓﻠﺴﻄين وﻬﺬا ﻟﻴﺲ ﻣﻦ أﻫﺪاﻓﻬﻤﺎ. ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻳﺴﻠﻤﺎن ﺑﺄن إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﺣﻜﻤﻬﺎ داود ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﻜﻴﺎن اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ المنطقة. (211)
ﺗﻌﺘﺒﺮ دراﺳﺔ ﻣﻨﺪﻧﻬﻮل ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت المتميزة ﺣﻮل المملكة اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ، وﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺑﺤﺚ أﺻﻮل إﺳﺮاﺋﻴﻞ. يشير وايتلام إﻟﻰ ﻣـﻘـﺎﻟـﺘـﻪ اﻟﺮاﺋﺪة 1975 اﻟﺘﻲ ﻋﺮض ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻠـﺴـﻠـﺔ ﻣـﻦ اﻷﻓـﻜـﺎر اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺒـﺪو ﻇـﺎﻫـﺮﻳـﺎ ﻣﺘﺤﺪﻳﺔ ﻟﻠﻤﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻋﻦ المملكة اﻹﺳﺮاﺋـﻴـﻠـﻴـﺔ. ﻳﻮﺣﻲ ﻣﻨﺪﻧﻬﻮل ﺑﺄن مملكة داود ﻛﺎﻧﺖ اﻧﺪﻣﺎﺟﺎ ﻣﻌﻘﺪا ﺑين »اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﺔ وﺛﻘﺎﻓﺔ ﺷﻤﺎل ﺳﻮرﻳﺔ واﻷﻧﺎﺿﻮل واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟـﺴـﻮرﻳـﺔ اﻟـﺸـﺮﻗـﻴـﺔ ﻓـﻲ اﻟـﻌـﺼـﺮ اﻟﺒﺮوﻧﺰي« ﻣﻊ ﺑﻌﺾ الملامح المشتقة ﻣﻦ الحضارة المصرﻳﺔ. (211 ). ﺑﻞ إﻧﻪ ﻳﺴﺘﻨﺘـﺞ أن »اﻟـﺮواﻳـﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﺗﻘﻮل إن ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﻘﻮى اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨـﻴـﺔ اﻟـﻘـﺪيمة )أو ﻣـﺎ ﺗـﺒـﻘـﻰ ﻣﻨﻬﺎ(تم دﻣﺠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ مملكة داود (1975:160) ﻻﺣﻆ أن مملكة داود ﲢﻞ ﻣﺤﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ وﺗﺒﺘﻠﻌﻪ.(212) ويعترض على القول بأن ﻛـﻨـﻌـﺎن ﻛـﺎﻧـﺖ ﻓـﻘـﻴـﺮة: ﻓﻜﻨﻌﺎن ﺗﻘﺪم ﺻﻔﻮة المفكرﻳﻦ والمتعلمين اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻴﺮون مملكة داود والمراﻛﺰ اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ أﻧﺘﺠﺖ أواﻧﻲ ﻓﺨﺎرﻳﺔ راﻗﻴﺔ وأﻋﻤـﺎﻻ ﻓـﻨـﻴـﺔ ﺗـﺪل ﻋـﻠـﻰ ﺣﺮﻓﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ. ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﻮن، وﻓﻘﺎ ﻟﺮأي ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻤﺨﺘﺼين اﻟﺘـﻮراﺗـﻴـين وﻋﻠﻤﺎء اﻵﺛﺎر، ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻲ ﻣﻮاﻗﻊ رﻳﻔﻴﺔ ﺻﻐﻴﺮة، وﻛﺎﻧﺖ ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﻢ ﻓﻘﻴﺮة وﻓﺠﺔ وﻣﺎدﻳﺔ. (213)، أي أن اﻟﻔﻘﺮ ﻻ ﻳﻜﻤﻦ إﻻ ﻓﻲ اﻟـﻨـﻈـﺎم واﻟـﻘـﻴـﻢ اﻟـﺪﻳـﻨـﻴـﺔ، اﻟـﺘـﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮﻫﺎ ﻣﻨﺪﻧﻬﻮل ﻓﺎﺋﻘﺔ اﻷﻫﻤﻴﺔ.
دولة إسرائيلية لكن جزًء من دولة فلسطينية ﻇﻬﺮت ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﻋﻤﺎل ﺟﺪﻳﺪة ﻓﻲ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎت وﻫﺬه اﻷﻋﻤـﺎل ﺣـﺎوﻟـﺖ أن ﺗﻌﻴﺪ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻓﻜﺮة ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴـﺔ. وﻣـﻌـﻈـﻢ ﻫـﺬه اﻷﻋـﻤـﺎل اﺳﺘﻌﺎﻧﺖ بما ﺗﻘﻮل ﺑﻪ دراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺣﻮل ﻣﻮﺿﻮع ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﺪول: ﺳﻜﺎﻟﻨﻚ وﻛﻼﺳﻦ Claessen & Skalnik -١٩٨٧Cohen & Service ، كوهن اند ﺳﻴﺮﻓيس 1987، هاس ١٩٧٨ Haas .(١٩٨٢ وﻗﺪ ﺣﺎول ﻫﺆﻻء ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺗﻠﻚ المعطيات ﻋﻠﻰ المعلومات الجزئية المتواﻓﺮة ﻟﻔﻬﻢ اﻻﻧﺘﻘﺎل إﻟﻰ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻘديمة وﺑﺎﻷﺧﺺ أﺛﺎروا ﺷﻜﻮﻛﺎ ﺣﻮل اﻟﺼﺪﻗﻴﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮاث اﻟﺘﻮراﺗﻲ.(214) بناءًﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓـﻲ ﺑـﺤـﺚ ﻛـﻮت وواﻳﺘﻼم (987١ ) ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻼل ﻫﻲ اﻟﺘﻲ أدت إﻟﻰ ﺗﺮاﻛﻢ اﻟﻀﻐﻮط اﻟﺘﻲ أﺑﻄﻠﺖ ﻣﻔﻌﻮل اﻻتجاهات اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ إﻟﻰ اﻻﻧﺸﻘﺎق ﻟﺪى اﻟﺪوﻳﻼت اﻷﺻﻐﺮ وإﻟﻰ ازدﻳﺎد المركزﻳﺔ وﺑﺎﻟﻨﺘﻴﺠـﺔ اﻟـﻨـﻬـﺎﺋـﻴـﺔ إﻟﻰ ﻧﺸﻮء دوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ. وﻫما ﻳﺆﻛﺪان ﺣﺪوث ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻌﻘﺪة ﺗﺘﻔﺎﻋﻞ ﻓﻴـﻬـﺎ أﻧﻮاع ﺷﺘﻰ ﻣﻦاﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﺴﻴـﺎﺳـﻲ واﻟـﺪﻳـﻨـﻲ، ﻓـﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮات اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻈﺮت إﻟﻰ اﻟـﺘـﻬـﺪﻳـﺪ اﻟـﻔـﻠـﺴـﺘـﻲين ﻋـﻠـﻰ أﻧـﻪ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻓﻲ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﺑﻨﺎء اﻟﺪوﻟﺔ.(214) تنشأ الدول ليس بناء على الرغبة، ولا استجابة لضغوط الحرب؛ فالقبائل الصحراوية تدخل في قتال صفري ولا تقيم دولا . الدولة تنشأ على قاعدة اقتصاد زراعي بالأساس، بلغ نموه درجة إنتاج الفائض عن حاجة الكادحين في الزراعة.الفوائض تفضي الى علاقات استغلالية و نظام طبقي يستدعي إقامة دولة تحافظ على مصالح المستفيذين من الفوائض.وهذا بدوره يغري الطبقات المهيمنة على توسيع دائرة الاستغلال عن طريق الحروب. إن اﻵﻟﻴﺎت اﻟﺘﻲ أدت ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ المطاف إﻟـﻰ ﺗـﻜـﻮﻳـﻦ دوﻟـﺔ ﺑـﺪأت تمارس ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺧﺬت المناطق اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ المتفرقة ﻓﻲ اﻟﺘﻮﺳﻊ واﻻزدﻳﺎد. وﻳﻨﺒﻐﻲ الإﺷﺎرة ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص إﻟﻰ أن ﻃﺒﻴﻌﺔ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻔﻼﺣﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ »ﺳَﻠْﺴَﻠَﺔ« أراﺿﻲ المرتفعات terracing وزرع اﻷﺷﺠﺎر ذات المنافع اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺛﺒﺎﺗﺎ ﻓﻲ أﺳﺎﻟﻴﺐ المعيشة. ﻫﺬا اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎﻟﺘﻜﻴـﻒ ﻣـﻊ ﺿـﻐـﻮط ﺑﻴﺌﻴﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﺘﺰاﻳﺪة ﻛـﺎن ﻣـﻦ المؤكد ﻋـﺎﻣـﻼ ﻣـﻬـﻤـﺎ ﻓـﻲ اﻟـﻮﺻـﻮل إﻟـﻰ المركزية. (214) ﻫﻜﺬا اﺳﺘﻄﺎع ﻛﻮت وواﻳﺘﻼم أن ﻳﺼﻼ إﻟﻰ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮل:
»أﺧﻔﻘﺖ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺣﻮل ﻧﺸﻮء المملكةاﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ، ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﻣﻦ أﺻﻮل إﺳﺮاﺋﻴﻞ، ﻓﻲ ﻃﺮح ﺳﺆال رﺋﻴﺴـﻲ واﻹﺟـﺎﺑـﺔ ﻋـﻨـﻪ، أﻋـﻨـﻰ اﻟـﺴـﺆال اﻟـﺘـﺎﻟـﻲ: لماذا ﻛـﺎﻧـﺖ ﻫـﺬه المنطقة ﻋﻠﻰ وﺟﻪ الخصوص ﻫﻲ اﻟﺘﻲ أﻓﺮزت مملكة إﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ... و لماذا ﻛﺎن ﺳﻜﺎن المرﺗﻔﻌﺎت ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ نجحوا ﻓﻲ إﺧﻀﺎع ﺳﻜﺎن ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺴﻬﻮل ودﻣﺠﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﻈﺎﻣﻬﻢ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻲ، ﻋـﻠـﻤـﺎ ﺑـﺄن ﺳﻜﺎن اﻟﺴﻬﻮل ﻫﺆﻻء ﻓﻲ ﻣﺪﻧﻬﻢ المماسيسة (Pentapolis) اﻟﻔﻠﺴﺘﻴﺔ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﺘﻔﻮﻗﺬين ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ واﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ?(215) ﻛـﺎﻧـﺖ ﻫـﺬه اﻟـﺪوﻟـﺔ اﺳـﺘـﺠـﺎﺑـﺔ لمثيرات داﺧﻠﻴﺔ ﻓﻲ رد ﻓﻌﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻀﻐﻮط اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺒﻴﺌﻴﺔ.« )ﻛﻮت وواﻳﺘﻼم(1987: ١٤٨ -147 )
ﺗﺒين اﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت ﻛﻮت وواﻳﺘﻼم إﻟﻰ أي ﻣﺪى أدى اﻟﺒﺤﺚ ﻋـﻦ إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ اﻟﻘديمة إﻟﻰ ﺻﺮف اﻧﺘﺒﺎﻫﻬﻤﺎ ﻋﻦ ﺗﺎرﻳﺦ ﻓﻠلسطين. [ [هنا يمارس وايتلام نقدا ذاتيا غفد انشغل بتاريخ الدولة اليهودية عن البحث في التاريخ الفلسطيني] ﻳﺘﻀﺢ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﻘﻮي لخطاب اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﻣﻦ اﺳﺘﻨﺘﺎج ﻓﺮﻳﻚ Frick أن »اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ اﻟﻨﺎﺷﺊ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟـﺘـﻼل... ﻛﺎن ﺗﻄﻮرا ﺛﻮرﻳﺎ إذا ﻣﺎ ﻧﻈﺮﻧﺎ إﻟﻴﻪ ﺑﺎلمقارنة ﻣﻊ ﻓﺘﺮة اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺒﺮوﻧﺰي المتاخر وﻧﻈﺎم دول ـ المدينة اﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﺔ اﻟـﺘـﻲ اﻧـﺘـﺸـﺮت ﻓـﻲ ﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ اﻟـﺴـﻬـﻮل) 215)ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻪ يمكننا اﻟﻘﻮل إﻧﻬﻤﺎ ﺳﺎﻋﺪا ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺻﻮرة ﻋﻦ الماضي أدت إﻟﻰ إﺛﺎرة ﺷﻜﻮك ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﺣﻮل ﻣﺰاﻋﻢ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻋﻦ الماضي ﻓﺈﻧﻬﻤﺎ ﻟـﻢ ﻳـﺘـﻤـﻜـﻨـﺎ ﻣـﻦ اﻹﻓﻼت ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺔ ﺧﻄﺎب اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ اﻟﺬي ﻫﻴﻤـﻦ ﻋـﻠـﻰ ﺗـﺼـﻮرﻧـﺎ ﻟـﻠـﻤـﺎﺿـﻲ وﻓـﻬـﻤـﻨـﺎ ﻟـ�) ) ﻳﻀـﻊ ﻛـﻮت وواﻳـﺘـﻼم ﺷـﺮﻃـﺎ ﻋـﻠـﻰ ﻣﺤﺎوﻟﺘﻬﻤﺎ ﻓﻬﻢ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻧﺸﻮء اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ، وﻫـﻮ ﺿـﺮورة اﻟـﻨـﻈـﺮ إﻟـﻰ ﻫﺬه اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺟﺰءا ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ." ﻳﻨﺒﻐﻲ النظر إﻟـﻰ ﻓﺘﺮة ﻧﺸﻮء إﺳﺮاﺋﻴﻞ وﺑﺪاﻳﺔ المملكة ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻻتجاﻫﺎت واﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ﻃﻮﻳﻠﺔ اﻷﻣﺪ، إذا ﺷﺌﻨﺎ أن ﻧﺤﻘﻖ ﺗﻘﺪﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺘﻘﻴﻴﻢ أﻛﺜﺮ واﻗﻌﻴـﺔ ﻟـﻬـﺬه الحقبة ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ.« ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟـﻚ ﻳـﻈـﻞ ﻫـﺬا اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ ﺗﺎرﻳﺨﺎ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺎ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ إﺳﺮاﺋﻴﻞ. إﻧﻪ ﺗﺎرﻳﺦ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺑﺎﻻﺳﻢ ﻓﻘﻂ ﻻ ﺑﺎﻟﻔﻌل. وﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻲ الحقيقة ﻋﻦ أن ﻳﻜﻮن دراﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ. وﻋﻠﻰ أﻛﺜﺮ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻳﻨﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠـﺴـﻄـﻴـﻨـﻲ اﻷﻋـﻢ. (216) ﻓﻲ رد ﻓﻴﻨﻜـﻠـﺸـﺘـﺎﻳـﻦ Finkelstein ٧٤ ـ٤٣ (١٩٨٩ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه المراﺟـﻌـﺎت ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻧﺸﻮء مملكة إﺳﺮاﺋﻴﻞ، ﻳﻌﻴﺪ ﻓﺮض ﻧﻈﺮﻳﺎت ﺧﻄﺎب اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ المهيمن . واﻟﻔﻘﺮة اﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻴﺔ ﻣﻦ دراﺳﺘﻪ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ ان فهمه ﻟﺘﻄﻮر اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻳﻘﻒ ﺑﺼﻼﺑﺔ ﺿﻤﻦ ﺧﻄﺎب اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﻣﻨﺬ آﻟﺖ :AIt
"تجدر ملاحظة أن ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻮﺳﻊ اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﻬﺘـﻢ ﺑـﻬـﺎ ﺗـﻘـﻊ ﻓـﻲ »المنحدرات اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﻣﺮة وﺗﻼل ﻳﻬﻮدا« ، أي اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ. ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻳﺴﺘﻨﺘﺞ أن ﻋﺪد »اﻟﺴﻜﺎن اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴين « ﻓﻲ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﻌﺼﺮ الحديدي اﻷول ﻓـﻲ ﻏـﺮﺑـﻲ اﻷردن ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺣﺪود ٢٠ أﻟﻔﺎ اذا ﻣﺎ اﺳﺘﺜﻨﻴﻨﺎ الجماعات ﻏﻴﺮ المستقرة"، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﺴﻜﺎن اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﻮن المستقرون ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻘﺮن الحادي ﻋﺸـﺮ ق.م ﻳﻘﺪرون ﺑﺤﻮاﻟﻲ ٥٥ أﻟﻔﺎ (٥٩: ١٩٨٩ ). إن اﺳﺘﻌﺎﻧﺘﻪ ﺑﺪراﺳﺘﻪ اﻟﺴـﺎﺑـﻘـﺔ(1988: ٣𧻇) ﻟﻔﻬﻢ ﺗﻌﺒﻴﺮ »إﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ« ﻳﻌﻨﻲ أن ﻋﻤﻠﻪ ﻳﻌﺎﻧـﻲ ﻣـﻦ اﻟـﻀـﻌف ذاﺗﻪ. ﻟﻘﺪ اﻓﺘﺮض أن ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻮل ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻴﻄﺎن ﻫﻮ إﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ وأﻧﻪ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ والخارجية مما أدى إﻟﻰ ﻧﺸﻮء المملكة اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ. ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻪ إن ﻫﺬا اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻫﻮ ﺗﺎرﻳﺦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ وﺣﺪﻫﺎ.(218) إن المعلوﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت الحاسمة ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻮل إﻟﻰ زراﻋﺔ أﻛﺜﺮ ﺗﺨﺼﺼﺎ ﻓﻲ المناطق اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﺷﺠﻊ اﻟﻘﺮى الموﺟﻮدة ﻋﻠﻰ أﻃﺮاف اﻟﺼﺤﺮاء ﻓﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ الجبال اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ المركزية وﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﻦ اﻟﺴﻔﻮح ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ زراﻋﺔ الحبوب وﺗـﺮﺑـﻴـﺔ الماشية وﺗﺮﻛﻴﺰ الجهود ﻋﻠﻰ إﻧﺘﺎج ﻓﻮاﺋﺾ أﻛﺒـر( ٦٠:١٩٨٩ ) ﻟـﻘـﺪ ﻓـﺮض ﻣـﺜـﻞ ﻫـﺬا اﻟﻨﻈﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮه ﻣﺴﺘﻮى ﻣﻌﻴﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺷﻜﻞ ﻧﻘﻄﺔ اﻧﻄﻼق ﺳﺎﻋﺪﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻹداري اﻟﻌﺎم ٦٠:١٩٨٩ وﻗﺪ أدى إﻧﺘﺎج اﻟﻔﺎﺋﺾ إﻟﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﻄﺒﻘﺎت وﻇﻬﻮر ﻣﻮاﻗﻊ ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ مما ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻪ » تحول أﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻓﺘﺤﻮل ﻣـﻦ ﻣـﺠـﺘـﻤـﻊ رﻳـﻔـﻲ ﻳـﻀـﻢ ﻓﺌﺎت ﺿﻐﻴﺮة ﻣﻌﺰوﻟﺔ إﻟﻰ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻧﺤﻮ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ أوﺳﻊ. (219)
ﲢتحدي إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ داود
ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة ﺑﺪأ اﻹﺟﻤﺎع ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮة وﺟﻮد مملكة داود ﻳﺘﺪاﻋﻰ ﺗﺪرﻳﺠﻴا، وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮة ﻻﺗﺰال ﺗﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺎب اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴة. (221) ﺳﺎﻋﺪت ﺑﻌﺾ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ أﻋﺎدت اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﺗﻜﻮﻳﻦ المملكة واﻟﺘﻲ تحدثنا ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ إﻳﺠﺎد ﻣﻨﺎخ ﻧﻘﺪي؛ إﻻ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻤﻜـﻦ ﻣـﻦ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻨﻘﺪ ﺟﺬري ﻣﺘﻮاﺻﻞ لخطاب اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ المهيمن . ﺑﺪأ اﻟﺘﺼﻮر المهيمن ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪع ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﻮاﻣﻞ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘـﻲ أدت إﻟﻰ إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻓﻜﺮة »ﻧﺸﻮء « إﺳﺮا ﺋﻴﻞ ، وﻟﻢ ﺗﻄﺒﻖ الا ببطء اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ا لمتضمنة ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ المتعلقة بمسألة »ﻧﺸﻮء« إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻋـﻠـﻰ دراﺳـﺔ المملكة اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻌﺼﺮ الحديدي. وﺗـﺪل المناقشة اﻟﺘﻲ أﺟﺮاﻫﺎ ﻣﻴﻠﻠﺮ وﻫﻴﺰ Hays & Miller ﺑﺘﺤﻔﻆ ﻋﻠﻰ أن ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻲ تحدت اﻟﺘﺼﻮرات المهيمنة ﻋﻠﻰ الماﺿﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﺸﻮء إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻗﺪ ﺑﺪأت ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت ﺗﺰﻋﺰع ﺗﺼﻮر إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻫﻴﻤﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﻓﻠﺴﻄين ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ الحدﻳﺪي.(221) ﺣﺪث اﻟﺘﺤﻮل ﻓﻲ اﻟﺮؤى المتعلقة ﺑﻨﺸﻮء إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻧﺘـﻴـﺠـﺔ اﻟـﺘـﻘـﺎء اﻻتجاهات اﻷدﺑﻴﺔ الجديدة ﻣﻊ اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻷﺛﺮﻳﺔ الجدﻳﺪة، مما اﺛﺎر أﺳﺌﻠـﺔ ﺧـﻄـﻴـﺮة ﺣﻮل اﻟﺘﺼﻮرات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻦ ﻓﺘﺮة اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺒﺮوﻧﺰي المتأﺧﺮ إﻟﻰ اﻟﻌﺼﺮ ا لحديدي. والمثير ﻟﻼﻫﺘﻤﺎم ﺣﻮل ﺗﻜﻮﻳﻦ دوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺼـﺮ الحديدي ﻫﻮ وﺟﻮد اﻟﻘﻠﻴﻞ ﺟﺪا ﻣﻦ اﻟﺪﻻﺋﻞ اﻷﺛﺮﻳﺔ اﻟﻮاﺿﺤﺔ المتعلقة يما ﻳﺴﻤﻰ ﻓﺘﺮة "المملكة اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ«.(222) جاء ﻧﻘﺪ ﻏﺎرﺑﻴﻨﻲ Garbini ) 20 -١ :١٩٨٨) اﻟﻼذع »ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﺘﻮراﺗﻴﺔ الحديثة" ﻣﻦ أﻛﺜﺮ اﻟﺪراﺳﺎت ﺗﺸﻜﻴﻜﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث اﻟﺘﻮراﺗﻲ وﻓـﻜـﺮة وﺟﻮد ﻋﺼﺮ ذﻫﺒﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ وإﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ ﻣﺠﻴﺪة ؛(222) ﻓﻔﻴﻪ ﺑين أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﺪو أن ﺗﻜﻮن إﻋﺎدة ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻟﻠﻨﺺ اﻟﺘﻮراﺗـﻲ مبعثها دواﻓـﻊ ﻻﻫـﻮﺗـﻴـﺔ. إن ﻧـﻈـﺮﺗـﻪ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﻓﻴﻠﻮﻟﻮﺟﻲ )ﻟﻐﻮي( ﻓﻲ ﻧﻄﺎق اﻟﺪراﺳـﺎت اﻵﺷـﻮرﻳـﺔ . ﻛـﻤـﺎ أﻧـﻪ ﻳـﻮﺟـﻪ ﻧـﻘـﺪا ﺷﺪﻳﺪا إﻟﻰ اﻟﺘﺼﻮرات اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺣﻮل ﻓﺘﺮة ﺣﻜﻢ ﻛﻞ ﻣﻦ داود وﺳﻠﻴﻤﺎن ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ وﻋﺼﺮ ذﻫﺒـﻲ. وﻳـﺮى أﻧـﻪ مما ﻳـﺪﻋـﻮ إﻟـﻰ اﻟﻌﺠﺐ ﻋﺪم اﻋﺘﺮاف اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﺑﺄن »اﻹﻃﺎر اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻳﻌﻄﻲ اﻧﻄﺒﺎﻋﺎ ﺑﺄﻧﻪ أﻗﺮب إﻟﻰ اﻟﻨﻈﺮة اﻷﺳﻄﻮرﻳﺔ ﻋﻦ وﺟﻮد ﻋﺼﺮ ذﻫﺒﻲ أﺻﻴﻞ ﻣﻨﻪ إﻟﻰ أن ﻳﻜﻮن إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء ﻣﻘﻨﻌﺔ ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ وﻟﻸﻋﻤﺎل اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ «.(222)
كما ان أعمال ﻏَﻦGunn وأو ﻟﺘﺮ -alter-(١٩٨٢) وﻓﻮﻛﻠﻤﺎن Fokkelman وإزﻟــﻨــﻐــﺮ Eslinger وﺑــﻮﻟـــﺰن Polzin وﻏﻴﺮﻫﻢ ﻛﺜﻴﺮ فتحت آﻓﺎﻗﺎ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ المزاﻳﺎ اﻷدﺑﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮراة اﻟﻌﺒﺮﻳﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم وﺳﻔﺮ ﺻﻤﻮﺋﻴﻞ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ، مما ﺳﺎﻋـﺪ ﻓﻲ زﻋﺰﻋﺔ أرﻛﺎن الخطاب المهيمن. (222) رغم ان هذه الدراسات أﺳﻬﻤﺖ ﻓـﻲ ﻫﺪم اﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﻮرات اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﺘﺎرﻳﺦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ وﻓﺘﺮة المملكة المبكر وﺑﺎﻷﺧﺺ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﻓﻲ اﻟﻔﺮﺿﻴﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ، إلا ان ﻣـﻌـﻈـﻢ ﻫـﺬه اﻟـﺪراﺳـﺎت ﻻ ﺗﻬﺘـﻢ نحدﻳﺪا ﺑﺎﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ المتعلقة ﺑﺈﻋﺎدة ﺑﻨﺎء الماضي: ﺒﻌﻀﻬﺎ دراﺳﺎت ﻻ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ (ahistorical) ﺑﻼ ﻣﻮارﺑﺔ، وﺑﻌﻀﻬﺎ ﻻ ﻳﻬﺘﻢ إﻻ ﺑﺒﻨﺎء رواﻳﺔ أدﺑﻴﺔ ﻣﺎﻛﺮة ﺳﻮاء أﻛﺎن ذﻟﻚ ﺑﺸﻜﻞ ﺿﻤﻨﻲ أو ﺻﺮﻳﺢ. وﻫﻲ اﻟﺴﻤﺔ اﻟﺘـﻲ تميز ﺑﻬﺎ ﻣﺸﺮوع اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻃﻮال اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ.
ﺑﺎلمثل ﻗﺪم ﻟﻴﺘﺶ Leach ﻧﻘﺪا ﺣﺎدا ﻟﻼﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻟﻬﺬه اﻟﺮواﻳﺎت من منظور أﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻲ ﺑﻨﺎﺋﻲ. أﻣﺎ اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ المهيمنة ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻬﻲ أن اﻟﺘﻮراة اﻟﻌﺒﺮﻳﺔ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻧﺼﺎ ﻣﻘﺪﺳﺎا، ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺮﺟﻌﺎ وﻻ ﺗﻌﻜﺲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة الحقائق اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ. ﺑﻞ إن اﻟﺘﻮراة، ﻓﻲ ﻧﻈﺮه، ﺗﺒﺮﻳـﺮ ﻟـﻠـﻤـﺎﺿـﻲ ﻳـﻜـﺸـﻒ ﻋـﻦ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻘﺼﺺ الخياﻟﻴﺔ أﻛﺜﺮ مما ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ أي ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ.(223) وأﺳﺌﻠﺘﻪ المبهمة ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺗﺜﻴﺮ اﻟﺸﻜﻮك ﺣﻮل اﻟﺘﺼﻮرات اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ لحكم ﻛﻞ ﻣﻦ داود وﺳﻠﻴﻤﺎن؛ إذ نجده ﻳﺸﻜﻚ ﻓـﻲ ﺗـﺎرﻳـﺨـﻴـﺔ (historicity) ﺗﻠﻚ الحقبة الحاﺳﻤﺔ ﻛﻤﺎ ﺻﻮرﻫﺎ اﻟﺘﺮاث اﻟﺘﻮراﺗﻲ: "إﻧﻨﻲ ﺷﺨﺼﻴﺎ أﺟﺪ ﻫﺬه اﻷﻓﻜﺎر ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﺼﺪﻳﻖ إﻟﻰ ﺣﺪ ﺑﻌﻴﺪ. ﻻ ﺗﻮﺟﺪ أي آﺛﺎر ﺗﺪل ﻋﻠﻰ وﺟﻮد ﻫﺆﻻء اﻷﺑﻄﺎل أو ﺣﺪوث أي ﻣﻦ اﻷﺣﺪاث المرتيطة ﺑﻬﻢ. ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺺ ﻣـﻘـﺪﺳـﺔ ﻟﻜﻨﺎ رﻓﻀﻨﺎﻫﺎ تماما ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ".(223) ﻇﻞ ﻏﺎرﺑﻴﻨﻲ Garbini وﻟﻴﺘﺶ Leach ﺻﻮﺗبن ﻫﺎﻣﺸﻴبن تماما ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ ﺧﻄﺎب اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﻷﻧﻬﻤﺎ تحديا اﻟﺘﺼﻮر اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﻟﺘﺎرﻳﺦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ القديمة اﻟﺬي تم اﺧﺘﻼﻗﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﻨﻤﻮذج المعاصر،أي اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ والمرتبط ﺑﺎﻟﺼﺮاع ﻣﻦ أﺟﻞ تحقيق دوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ الحديثة. ﻛﺎن ﻫﺬا الخطاب ﻗﻮﻳﺎ وﻣﻘﻨﻌﺎ نظرا لارتباطه الوثيق بمسألة اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ. إﻻ أنه ﻟﻢ ﻳﺆد إﻟﻰ اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺄن الماضي تم ﺗﺸﻜﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﺎل الحاضر، أي دوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ المعاصرة. ﻣﻦ المفيد اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ »اﻟﺪﻟﻴﻞ« ا ﻟﺬي ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺘﺼﻮر ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ وأﻃﺎل أﻣـﺪه ﻓـﻲ ﺿـﻮء إﻧـﺸـﺎء دوﻟـﺔ إﺳـﺮاﺋـﻴـﻠـﻴـﺔ ﻫﻴﻤﻨﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ. (224) إن أﺑﺮز ﺳﻤﺎت ﻫﺬا الخطاب ﻏﻴﺎب أي ﺳﺠﻞ أﺛﺮي ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺬه اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ المنطقة. ﻫﺬا اﻟﻐﻴﺎب ﺳﺎﻫﻢ ﺑﻘﻮة ﻓﻲ تحقيق اﻹﺟﻤﺎع ﻋﻠﻰ إﺳﻘﺎط ﻫﺬا الماﺿﻲ المتخيل ﻷﻧﻪ دﻋﻢ الحكم المتحيز ﻟﻠﻤﺆرﺧين اﻟﺘﻮراﺗﻴين اﻟﺬي ﻳﻔﻴﺪ أن ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ المصادر المكتوبة. ﻟﻜﻦ ﻣﺮة أﺧـﺮى، وﻛﻤﺎ ﺻﺮح ﻏـﺎرﺑـﻴـﻨـﻲ وﻟـﻴـﺘـﺶ Leach وﻓﻼﻧـﺎﻏـﻦ Flanagan ، إن اﻟﻐـﻴـﺎب ﻷي ﺳﺠﻞ أﺛﺮي ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﺜﻴﺮ أﺧﻄﺮ اﻟﺸﻜﻮك ﺣﻮل ﺗﺼﻮر إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺒﻴﺮا ﻋﻦ ﺣﻀﺎرة ﻧﻬﻮﺿﻴﺔ ﻣـﺠـﻴـﺪة مما ﻳـﻮﺣـﻲ ﺑـﺄﻧـﻨـﺎ ﺑـﺼـﺪد ﻣـﺎض ﻣﺘﺨﻴﻞ. (224) إن أي ﻓﻜﺮة ﻟﻬﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻣﻌﻘﻮل ﻋﻦ إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ داود وتحقيق "إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻜﺒﺮى« اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻮر ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ اﺳﺘﺜﻨﺎء ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻠﻴﻔﺎﻧﺖ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺄﻧﻪ ﻏﻴّﺮ ﻣﺠﺮى اﻟﺘﺎرﻳﺦ ، ﻻﺑﺪ أن ﺗﻜﻮن ﻗﺪ وﺟـﺪت ﻣـﺎ ﻳـﺆﻳـﺪﻫـﺎ ﻓـﻲ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺒﻴﺮوﻗﺮاﻃﻲ ﻟﻠﺤﻀﺎرة المحيطة، أو أن ﺗﺘﺮك ﺷـﻮاﻫـﺪ ﻣـﻠـﻤـﻮﺳـﺔ ﻓـﻲ اﻵﺛﺎر المادية بالمنطقة. ﻫﻨﺎ تحد »اﺳﺘﺜﻨﺎء« ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ المنطقة ﻟﻢ ﺗﺘﻤﻜﻦ الجهود اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻟﻠﺘﻨﻘـﻴـﺒـﺎت اﻵﺛﺎرﻳﺔ ﺣﻮل ﻓﺘﺮة اﻟﻌﺼﺮ الحديدي ﻣﻦ ﻛﺸﻒ اﻟﺸﻮاﻫﺪ ا لمادﻳـﺔ ا لمؤﻳـﺪة ﻟـﻪ.(225)
ﺑﺎلمثل ﺗﻘﻮل ﻛﻴﻨﻴﻮن :Kenyon ﻻﻳﺰﻳﺪ ﻋﻤﺮ مملكةإﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ أرﺑﺎع اﻟﻘرن ، وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺢ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻴﻬﻮد ﻗﻮة ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﻏﺮب آﺳﻴﺎ. وﻗﺪ ﺳﺠﻠﺖ أﻣﺠﺎدﻫﺎ بمباﻫﺎة ﻓﻲ اﻟﺘﻮراة، وﻛﺎن ﻟﻬﺬا ﻛﻠﻪ أﺛﺮ ﻋﻤﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮ اﻟﻴﻬﻮد وﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻬﻢ ؛ لكن ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﺈن المكتشفات اﻷﺛﺮﻳﺔ المتعلقة ﺑﻬﺬه اﻟﻔﺘﺮة ﺷﺤﻴﺤﺔ ﺟﺪا(226). أﻛﺪ ﺟﻴﻤﻴﺴﻮن ـ درﻳﻚ Jamieson Drake – الحاجة إﻟﻰ إﻋﺎدة ﺗﻘﻴﻴﻢ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﻔﺘﺮة ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ وذﻟﻚ ﻟﻔﻀﺢ وﻫﻢ »اﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ داود ـ وﺳﻠﻴﻤﺎن«. وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻋﻤﻠﻪ ﻳﺒﺪو ﻓﻲ اﻟﻈـﺎﻫـﺮ ﻛﺄﻧﻪ دراﺳﺔ ﻋﻦ ﻣﺪارس ﻳﻬﻮدا اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﻓﺈن أﺑﺤﺎﺛﻪ ﻋﻦ اﻵﺛﺎر المتوفرة ﺣﻮل ﻫﺬه اﻟﻔﺘﺮة ﺗﺪل ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻘﻨﻊ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎك اﻻ ﺷﻮاﻫﺪ وﻣﺒﺎن رﺳﻤﻴﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺟﺪا ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ أو اﻟﻌﺎﺷﺮ. )ق.م.( ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﺠﺪ أﻳﺔ دﻻﺋﻞ ﺗﺬﻛﺮ ﺗﺜﺒﺖ أن ﻳﻬﻮدا ﻛﺎﻧﺖ دوﻟﺔ ﻗﺒﻞ ازدﻳﺎد ﻋﺪد اﻟﺴﻜﺎن والمباني واﻻﻧﺘﺎج والمركزية واﻟﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟـﺜـﺎﻣـﻦ ﻗـﺒـﻞ الميلاد(227) :1991) ١٣٩ ـ 138) وﺣﺘـﻰ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻓﺈن اﻟﺪﻻﺋﻞ اﻵﺛﺎرﻳﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﺪوﻟﺔ ﻻ ﺗﻜﺸﻒ إﻻ ﻋﻦ ﺑﻨﻴﺔ ﻟﺪوﻟﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﺟﺪا. وﻳﻌﺘﻘﺪ ﻃﻮﻣﺴﻮن Thompsonﻤ ﻛﻤﺎ اﻋﺘﻘﺪ ﺟﻴﻤﻴﺴﻮن ـ درﻳﻚ أن اﻟﺪﻻﺋﻞ أو ﻋﺪم وﺟﻮد اﻟﺪﻻﺋﻞ ﺗﻮﺣﻲ ﺑﺄن اﻟﻘﺪس ﻟﻢ ﺗﺼﺒﺢ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﻟﺪوﻟﺔ اﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎﺑﻊ ق.م(1992:42 وﻟﻢ ﺗﺮق إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ إﻻ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ. (227) وﻳﺜﻴﺮ اﻟﺘﺴﺎؤﻻت ﺣﻮل وﺟﻮد » المملكة الموحدة « اﻟﺘﻮراﺗـﻴـﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ﺳﻜﺎن ﻳﻬﻮدا ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﺴﺘﻘﺮﻳﻦ ، » وﻟﻢ ﺗﻜـﻦ ﻫـﻨـﺎك ﻗـﺎﻋـﺪة ﻟﺴﻠﻄﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ أو اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ يمتد ﻧﻔﻮذﻫﺎ إﻟﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟـﺼـﻐـﻴـﺮة ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄين ﻗﺒﻞ ﺗﻮﺳﻊ اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ اﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴـﺔ اﻵﺷـﻮرﻳـﺔ ﻓـﻲ ﺟـﻨـﻮب ﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ ﺷﺮق اﻟﺒﺤﺮ المتوسط) ﻃـﻮﻣـﺴـﻮن Thompson ٤١٢ : ١٩٩٢ . أﻣﺎ اﻟﺪراﺳـﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﻓﻘﺪ تجاهلت ﺻﻤﺖ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻵﺛﺎرﻳﺔ واﺳﺘﻤﺮت ﻓﻲ ﺗﺼﻮر إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻫﻴﻤﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﻳﺦ المنطقة وﺣﺪدت ﻣﻌالمه .
أما بصدد عاصمة شاوول ، فﺗﺒﺎﻫﻰ أوﻟﺒﺮاﻳﺖ ، ﺑﻌﺪ ﺗﻨﻘﻴﺒﺎﺗﻪ اﻷﺛﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺗـﻞ اﻟـﻔـﻮل ١٩٢٢ ـ ١٩٢٣، ﺑﺄﻧﻪ ﺣﺪد ﻣﻮﻗﻊ »ﻗﻠﻌﺔ ﺷﺎؤول« ﻛﻤﺎ ﻛﺸﻔﺖ ﺗﻨﻘﻴﺒﺎﺗﻪ ﻋﻤﺎ اﻋﺘﺒﺮه ﺑﺮﺟﺎ ﻳﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﻌﺼﺮ الحديدي اﻷول ﻓﻲ الجزء الجنوﺑﻲ ـ اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﺣﺼﻦ أرﺟـﻌـﻪ أوﻟﺒﺮاﻳﺖ إﻟﻰ ﻓﺘﺮة ﺷﺎؤول. ﻟﻜﻦ ﻻب Lapp ﻗﻠﻞ ﻻﺣﻘﺎ )ﻋﺎم ١٩٦٥) ﻣﻦ ﺻﺤﺔ ﻫﺬا اﻻﺳﺘﻨﺘﺎج ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻘـﺐ ﻋـﻦ ﻫـﺬا الموقع واﻛـﺘـﺸـﻒ أن اﻟـﻮﺟـﻮد المزﻋـﻮم ﻟﺬﻟﻚ الحصن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﺨﻤين.(225) آلم تكتشف آﺛﺎر ﻣﺎدﻳﺔ ﺗﺬﻛﺮ ﻧﻘـﺐ ﻋـﻨـﻬـﺎ وﺣـﺪد ﻣﻮاﻗﻌﻬﺎ ﻋﻠﻤﺎء آﺛﺎر ﻣﺤﺘﺮﻓﻮن. ﺑﻞ إن ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻣﻮﺟﺰا ﻇﻬﺮ ﺣﺪﻳﺜﺎ وﻳﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺘﺤﻔﻆ أﺷﺎر إﻟﻰ أﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﺘﻮراة ﺗﻘﻮل إن داود ﺣﻜﻢ لمدة أرﺑﻌين ﺳﻨﺔ »ﻓﺈن مما ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻰ اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ أﻻ نجد إﻻ آﺛﺎرا ﺿﺌﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻓﺘﺮة داود ﻛﻤﺎ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ أي ﻣـﺒـﺎن أﺛـﺮﻳـﺔ ﺗـﺮﺟـﻊ إﻟـﻰ ﻫـﺬه اﻟـﻔـﺘـﺮة ).«ﻣـﺎزار ) Mazar :1983٤٣ ) ﻳﻌﺘﺮف مازار أﻧﻪ ﺑﺎلمقارنة ﻣﻊ الحضارات اﻟﻤﺠﺎورة ـ اﻵراﻣﻴﺔ وا لحثية الجديدة ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ واﻟﻔـﻴـﻨـﻴـﻘـﻴـﺔ ﻓـﻲ ﻗـﺒـﺮص وﻣـﻊ ﻣـﺴـﺘـﻌـﻤـﺮاﺗـﻬـﺎ ا لخارﺟﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺒﺤـﺎر وﺑـﺨـﺎﺻـﺔ آﺷـﻮر وﺑـﺎﺑـﻞ ﻓـﺈن اﻵﺛـﺎر المادية اﻟﺒﺎﻗﻴﺔ »ﻓﻲ أرض إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻓﻘﻴﺮة ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ.« ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻳﻼﺣﻆ ﻋﺪم وﺟﻮد ﻧﻘﻮش ﻋﻠﻰ المباني واﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ وﻛﺬﻟﻚ ﻋﺪم وﺟﻮد اﻟﻘـﺼـﻮر اﻟـﻀـﺨـﻤـﺔ ، واﻟـﻌـﺎﺟـﻴـﺎت المنقوﺷﺔ ﺑﺪﻗﺔ والحلي واﻟﻤﺠﻮﻫﺮات المزﺧﺮﻓﺔ أو اﻷواﻧﻲ المصنوعة ﻣﺤﻠﻴﺎ واﻟﺘﻲ ﺗﺮﺟﻊ إﻟﻰ ﻓﺘﺮة المملكة . وﻳﻨﺒﻪ إﻟﻰ أن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻘﻄﻊ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺘﻮردة. (226)
رأى اﻟﻜﺜﻴﺮون ﻓﻲ اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت الحديثة للجزء ﻣﻦ ﻧﻘﺶ آراﻣﻲ ﻓﻲ ﺗﻞ دان )ﺗﻞ اﻟﻘـﺎﺿـﻲ(ﺗﺄﻛﻴﺪا وﺗﺒﺮﻳﺮا ﻟﻬﺬا اﻟﺘـﺼـﻮر لماضي إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ اﻟﻤﺠﻴﺪ؛ وﻧﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺪﻓﺎع اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﺿﺪ اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺘﺼﺤﻴﺤﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺛﺎرت ﺷﻜﻮﻛﺎ ﺣﻮل ﺗﺎرﻳﺨـﻴـﺔ اﻟـﺘـﺮاث اﻟـﺘـﻮراﺗـﻲ رﻳﻨـﻲ Rainey ١٩٩٤ﻤ ﻟﻮﻣـﻴـﺮ Lemaire .(١٩٩٤ وﻧﻈﺮ ﻫـﺆﻻء إﻟـﻰ اﻹﺷـﺎرة إﻟـﻰ »ﺑﺖ دود« ﻓﻲ اﻟﺴﻄﺮ اﻟﺘﺎﺳـﻊ ﻣـﻦ اﻟـﻨـﻘـﺶ ﻋـﻠـﻰ أﻧـﻬـﺎ لا ﺗـﺜـﺒـﺖ وﺟـﻮد داود اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻓﺤﺴﺐﻤ وإنما ﺗﺆﻛﺪ ﺻﺤﺔ رواﻳﺎت اﻟﺘﻮراة ﺣﻮل الملك داود. ﻟـﻜـﻦ ﻫﺬا ﻳﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ المنهج المتحفظ ﻟﻌالمي اﻵﺛﺎر اﻟلذين ﻧﻘﺒا ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﻘﻄﻌﺔ(برايان ونافيه) وﻳﺘﻌﺎرض ﻣﻊ ﻣﺎ ﻧﺸﺮ اه ﻣﺒﺪﺋﻴﺎ ﻋﻦ ﻫﺬا ا لجزء:
"إن ﻃﺒﻴﻌﺔ المصادر اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ واﻟﻄـﺒـﻴـﻌـﺔ الجزئية ﻟـﻨـﻘـﺶ دان ﻣـﻦ ﺟـﻬـﺔ أﺧـﺮى ﻻ ﻳﺴﻤﺤﺎن ﻟﻨﺎ ﺑﺎﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت ﻗﺎﻃﻌﺔ. ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺗﻔﺴﻴﺮات أﺧﺮى ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ وﻟﻦ يمدنا باﻟﺪﻟﻴﻞ إﻻ اﻛﺘﺸﺎف ﻗﻄﻊ إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﻘﺶ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﺘﻲ أﺛﺎرﺗﻬﺎ اﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺗﻨﺎ ﻟﻬﺬه اﻟﻌﻴﻨﺔ. (١٩٩٣:٩٨ Biran & Naveh وﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺳﻠﻤﻨﺎ ﺑﺄن ﻫﺬه إﺷﺎرة إﻟﻰ ﺳﻼﻟﺔ داود و ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﺮد اﺳﻢ لمكان ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺎدل اﻟﺒﻌﺾ ، ﻓﺈﻧهﺎ ﺗﺸﺘﺮك ﻣﻊ ﻟﻮح ﻣﺮﻧﺒﺘﺎح الحجري المنقوش ﻓﻲ أﻧﻬﺎ ﻻﺗﻜﺸﻒ إﻻ اﻟﻘﻠـﻴـﻞ ﺟـﺪا ﻣـﻦ المعلوﻣﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ المفيدة اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. وﻫـﺬا ﻣـﺜـﺎل آﺧـﺮ ﻟﻠﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻴﻄﺮت ﺑﻬﺎ المسلمات اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ واﻟـﺪﻳـﻨـﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﺧـﻄـﺎب اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ وﻛﻴﻒ يمكن اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ المسلمات. إن إﺷـﺎرة وﺣـﻴـﺪة ﻋﻠﻰ ﻟﻮح ﺣﺠﺮي ﻣﻨﻘﻮش ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻗﺪ ﺗﺆﻛﺪ وﺟﻮد ﺳﻼﻟﺔ ﺣﺎﻛﻤﺔ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ ﻣﺆﺳﺲ اﺳﻤﻪ داود وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺆﻛﺪ ﺗﺮاث اﻟﻘﺼﺺ اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﺣﻮل داود ﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺳﻔﺮ ﺻﻤﻮﺋﻴﻞ. خلاف ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻛﻬﺠﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﺘﻲ ﻃﺮأت ﻋﻠﻰ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﻬـﺪد ﺳـﻴـﻄـﺮة إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ ﻋـﻠـﻰ الماضي. (229) ﺗﻘﺪم المسألة اﻵن وﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎءة واﻟﻨﺰاﻫﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ وﻟﻴﺲ ﺑﻘﺮاءة دﻳﻔﻴﺰ ﻟﻠﻨﻘﻮش، وإنما ﻹﺛﺎرﺗﻪ اﻟﺸﻜﻮك ﺣـﻮل ﺗﺼﻮرات الماضي المستوﺣﺎة ﻣﻦ اﻟﺘـﻮراة. ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن اﻟﺒﺎﺣﺜين اﻟﺘﻮراﺗﻴين وﻋﻠﻤﺎء اﻵﺛﺎر ﻛﺎﻧﻮا ﻣﺪرﻛين ﻣﻨﺬ ﻣﺪة ﻃﻮﻳﻠﺔ لمسأﻟﺔ ﺷﺢ اﻷدﻟﺔ اﻷﺛﺮﻳﺔ وﻟﻜﻨﻬﻢ أﺻﺮوا ﻣﻊ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﻮر اﻟﺼﺮح اﻟﻬﺎﺋﻞ ﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ داود ﻋﻠﻰ أﻧﻪ يمثل إﺣﺪى اﻟﻘﻮى اﻟـﻌـﻈـﻤـﻰ ﻓـﻲ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ اﻟﻘديم. تجاهل ﺧﻄﺎب اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻟﺘﻲ أﺷﺎر إﻟﻴﻬﺎ ﻃﻮﻣﺴﻮن(1992 :٤١٢ ( ﻋﻦ ﻋﺪم وﺟﻮد ﻣﺮﻛﺰ ﻗﻮة ﺳﻴﺎﺳﻲ واﻗﺘﺼﺎدي ﻳﺘﺠﺎوز ﺣﺪود اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ المحلية فﻲ ﻓﻠﺴﻄين تجاهلا تـﺎﻣـﺎ ﻓـﻲ ﺑـﺤـﺜـﻪ المحموم ﻋـﻦ اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ الحدﻳﺪي االمبكر وﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻮاﺟﺐ أن تؤدي دراﺳﺔ اﻷوﺟﻪ اﻷﻋﻢ ﻟﻺﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ إﻟﻲ ﻣﻮﻗﻒ أﻛـﺜـﺮﺣـﺬرا ﻳـﺨـﻔـﻒ ﻣـﻦ ﻏـﻠـﻮاء المطالب اﻷﻛﺜﺮ ﺗﻄﺮﻓﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺰﻋﻢ أن دوﻟﺔ داود ﻛﺎﻧﺖ إﺣﺪى اﻟﻘﻮى اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻘديم. (230)
دراسة انثروبولوجية
لم يأخذ أﻧـﺼـﺎر اﺧﺘﻼق وﺟﻮد ﻣﺎض ﻣﺘﺨﻴﻞ ﻹﻣﺒـﺮاﻃـﻮرﻳـﺔ داود ﻓـﻲ اﻋـﺘـﺒـﺎرﻫـﻢ اﻟﺴﻤﺎت اﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ ﻟﻺﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ. اﻟﻨﻘﻄﺔ المهمة ﻫﻲ اﳊﺠﻢ اﻟﻨﺴﺒﻲ لدى ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺣﺠﻢ اﻟﺴﻜﺎن ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺎ ﺑﺎلمناطق اﻷﺧﺮى، تجاهل ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺒـﺎﺣـﺜين اﻟـﺘـﻮراﺗـﻴين ﻫـﺬا الموﺿﻮع ﻓﻲ ﺑﺤﺜﻬﻢ ﻟﻠﻘﻮى اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄين ﺑﺎﻟﻘﻴﺎس إﻟﻰ ﻇﺮوف اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟقديم .. اﻓﺘﻘﺮت ﻓﻠﺴﻄين إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘيح لها ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ اﻟﻘﻮى اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻘديم 236).)
ﻛﺸﻔﺖ دراﺳﺔ ﻛﻴﻨـﻴـﺪي Kennedy (١٩٨٨) المهمة ﺣﻮل ﺻﻌﻮد اﻟـﻘـﻮى اﻟﻌﻈﻤﻰ وﺳﻘﻮﻃﻬﺎ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻬﻤـﺔ ﺟـﺪا ﺑنمو اﻻﻗـﺘـﺼـﺎد واﻟـﺴـﻠـﻄـﺔ؛ وﻫـﺬه اﻟﻔﻜﺮة ﺗﺘﺤﺪى اﻹﺻﺮار ﻋﻠﻰ ﺗﺮوﻳﺞ ﻣﺎض ﻣﺘﺨﻴﻞ ﻟﻘﻮة ﻋﻈﻤﻰ ﺣﻜﻤﻬﺎ داود ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻘديم .. وﺗﻀﻊ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻄﺮﺣﻬﺎ ﻛـﻴـﻨـﻴـﺪي (المقدمة xxiv - :xxvii (١٩٨٨ ﻋﺪدا ﻣﻦ الميادين المهمة ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺎت اﻟﻌﺎلمية ، أو ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻴﻪ " اﻟﻘﻮى اﻟﻌﻈﻤﻰ.« ﻳـﻜـﺸـﻒ كنيدي ﻋـﻦ وﺟـﻮد ﻋـﻼﻗـﺔ ﺳﺒﺒﻴﻪ ﺑين اﻟﺘﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻮازﻳﻦ اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻹﻧﺘﺎج وﺑين وﺿﻊ اﻟﻘﻮى اﻟﻌﻈﻤـﻰ ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎلمي. ...ﻓﺎﻟﺘﺤﻮﻻت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﺻـﻌـﻮد ﻗﻮى ﻋﺎلمية ﺟﺪﻳﺪة ﻏﻴﺮت اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺴﻜﺮي واﻹﻗﻠﻴمي. ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺪل اﻟﺴـﺠـﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻋﻠﻰ وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ واﺿﺤﺔ ﺟﺪا ﻋﻠﻰ المدى اﻟـﺒـﻌـﻴـﺪ ﺑين اﻟـﺼـﻌـﻮد واﻻﻧﻬﻴﺎر اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻟﻠﻘﻮة اﻟﻌﻈﻤﻰ وﺻﻌﻮدﻫﺎ واﻧﻬﻴﺎرﻫﺎ ﻛﻘﻮة ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ )أو إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ ﻋﺎلمية. هذه اﻟﻌﻼﻗﺔ واﺿﺤﺔ ﺟﺪا وﻫﻲ أن الموارد اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺿﺮورﻳﺔ ﻟﺪﻋﻢ المؤسسات اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ. ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك إﻟﻰ ﺟﺎﻧـﺐ ذﻟـﻚ ﻣﺒﺪأ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﺪوره ﻻ ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻰ اﻟﺪﻫﺸﺔ ﻓﻲ ذاﺗﻪ وأﻋﻨﻲ ﺑﻪ أن اﻟﺜﺮوة واﻟﺴﻠﻄﺔ ﻫﻤﺎ داﺋﻤﺎ أﻣﺮان ﻧﺴﺒﻴﺎن. ﻻﺣﻆ ﻛﻴﻨﻴﺪي أن اﻟﻘﻮة اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﻌﺴـﻜـﺮﻳـﺔ اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻷﻣﺔ ﻣﺎ ﻻﺗﺼﻌﺪان وﻻﺗﻬﺒﻄﺎن ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻮاز. ﻓﻜﺜﻴﺮا ﻣـﺎ ﻛـﺎن ﻫـﻨـﺎك ﻓﺎرق زﻣﻨﻲ ﻣﻠﺤﻮظ ﺑين اﻧﻄﻼق اﻟﻘﻮة اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ واﻧﻄﻼق ﻫﻴﻤﻨﺘﻬﺎ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ واﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ. ﻓﻤﻦ الممكن أن ﺗﻘﺮر ﻗﻮة ﻣﺎ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻗﺘﺼـﺎد ﻣﺘﻮﺳﻊ أﻧﻬﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺟﻤـﻊ المزيد ﻣـﻦ اﻟـﺜـﺮورة ﺑـﺪﻻ ﻣـﻦ اﻻﺳـﺘـﺜـﻤـﺎر ﻓـﻲ اﻟـﻘـﻮة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ. ﻟﻜﻦ اﻷوﻟﻮﻳﺎت ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟـﻮﻗـﺖ، وﻳـﺮى ﻛـﻴـﻨـﻴـﺪي أﻧـﻪ ﺑـﻌـﺪ ﻣﺮور ﻧﺼﻒ ﻗﺮن ﻣﺜﻼ ﻓﺈن ﻋﺐء اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﳋﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻔﺮﺿﻬﺎ اﻟﺘﻮﺳﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي أي ﺿﺮورة وﺟﻮد أﺳﻮاق ﻋﺎلمية والمواد الخام اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻻﻗﺘﺼﺎد وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻘﻮاﻋﺪ والمستعمرات، ﻛﻞ ﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮة اﻟﻌﻈﻤﻰ أن ﺗﺴﺘﺜﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﺴﻠﺢ لحماية أﺳﻮاﻗﻬﺎ وﻃﺮق تجارتها وﻣـﻮادﻫـﺎ االخام ﺿﺪ ﻗﻮة ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ أﺧﺮى وتوسعية. ﻳﺴﺘﻨﺘﺞ أﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺼﺮاﻋـﺎت ﺑين اﻟﻘﻮى اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻓﺈن اﻟﻨﺼﺮ ﻳﻜﻮن ﺣﺘﻤﺎ ﻣﻦ ﻧﺼﻴﺐ اﻟﻘﻮة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻨﻈـﺎم إﻧﺘﺎج أﻛﺜﺮ ازدﻫﺎرا. وﻳﻌﺪ ﺳﻘﻮط أﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻣﺜﻼ ﺟﻴﺪا ﻟﺬﻟﻚ إن اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺪاﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻫﻲ وﺟﻮد دﻳﻨﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ وﻫﺬه اﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﺔ ﲢﺮﻛﻬﺎ أﺳﺎﺳﺎ اﻟﺘﻄﻮرات اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ، وﻫﺬه ﺑﺪورﻫﺎ ﺗﺆﺛـﺮ ﻓـﻲ اﻟـﺒـﻨـﻰ اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻴـﺔ واﻟﻨﻈﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻘﻮة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ، وﻓﻲ وﺿﻊ اﻟﺪول والامبراطوريات . ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ الحاسمة ﻣﻨﺬ ﻋﺼﺮ اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ ﺣﺘﻰ اﻵن اﻟﺘﻲ دﻋﻤﻬﺎ ﻇـﻬـﻮر» اﻟـﻌـﻠـﻮم المنضبطة « sciences exact ﺧﻼل ﻋﺼﺮ اﻟﺘﻨﻮﻳﺮ واﻟﺜﻮرة اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻨﻲ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ أن دﻳﻨﺎﻣﻴﺔ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺳﺘﻜﻮن أﻗﻮى وأﻗﺪر ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﻘﻮة دﻓﻌﻬﺎ ﻣﻦ ذي ﻗﺒل- ﻛﻴﻨﻴﺪي(١٩٨٨:٥٦٦ ﻣﻦ المهم، ﻓﻲ ﺿﻮء ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ، أن ﻧﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺘﻄﻮرات اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻴﺰان اﻟﻘـﻮى ﻓـﻲ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ اﻟـﻘديم، وﻛﻴﻒ أﺛﺮت ﻫﺬه ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄين ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻷﻧﻈﻤﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻌﺎلمية. « وﺳيساعد ﻫﺬا ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺬي ﻟﻢ ﺗﺼﺒﺢ ﻓﻠﺴﻄين من أﺟﻠـﻪ ﻗـﻮة إقليميةأﺑﺪا، اﻟﻠﻬﻢ إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻧﺎدرة ﺟﺪا، ﻛﻤﺎ أن ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﻳﻠﻘﻲ ﻇﻼﻻ ﻣﻦ اﻟﺸﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ إن دوﻟﺔ داود وﺳﻠﻴـﻤـﺎن ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻮة ﻋﻈﻤﻰ ﻓﻲ المنطقة ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ الحدﻳﺪي. وﻓﻀﻼ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﻀﻲ إﻟﻴﻬﺎ دراﺳﺔ ﻛﻴﻨﻴﺪي ٥٦٦:1988 ﻫﻲ أن اﻟﻘﻮة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ والمكانة اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺪول ﻳﺘﻮﻗﻔﺎن ﻋﻠﻰ المعدل ﻏﻴﺮ المنتظم ﻟﻠﻨﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي، وﻫﺬا ﻋﺎﻣﻞ ﻣﻬـﻢ ﻓﻲ ﻓﻬﻤﻨﺎ ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺎت اﻟﻘديمة. ﻗﺪ ﻳﺒﺪو ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﻮاﺿﺤﺔ أن اﻟﻘﻮة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ واﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ تمويل وتجهيز ﺟﻴﺶ ﻗﺎدر ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ »ﻗﺎﻋﺪة إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻣﺰدﻫﺮة«وﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪم ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ. ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣـﻦ ذﻟـﻚ ﻓـﺈن اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳـﺔ ﺣـﻮل ﻓـﺘـﺮة ﺣـﻜـﻢ داود وﺳـﻠـﻴـﻤـﺎن وﻓـﺘـﺮات أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻳﺒﺪو أﻧﻬﺎ ﺗﺘﺠـﺎﻫـﻞ ﻣـﺎ ﻫـﻮ واﺿـﺢ. وﻣـﻦ ﻫـﻨـﺎ ﻓﺈن: ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮازﻳﻦ اﻟﻘﻮى اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎلمية ﻗﺪ ﺗﺮﺗﺒﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻐﻴﺮات ﻓـﻲ ﻣﻮازﻳﻦ اﻹﻧﺘﺎج. وﻓﻀﻼ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﺻﻌﻮد وﻫﺒﻮط اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺎت واﻟﻘﻮى اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎلمي ﻫﻮ أﻣﺮ أﻛﺪﺗﻪ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﳊﺮوب اﻟﻜﺒﺮى، ﺣﻴﺚ ﻛﺎن اﻟﻨﺼﺮ ﺣﻠﻴﻒ الجاﺎﻧﺐ اﻟﺬي ﻛﺎن يملك أﻏﻨﻰ الموارد المادﻳﺔ.)ﻛﻴﻨﻴﺪي (١٩٨٨:٥٦٧ إن اﻟﺴﻤﺎت اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴـﺔ ﻟـﻺﻣـﺒـﺮاﻃـﻮرﻳـﺎت ﻫـﻲ اﻟـﻬـيمنة، وﻣـﻊ ذﻟـﻚ ﻓـﺈن ﺗـﺎرﻳـﺦ ﻓــﻠــﺴــﻄـين وﺻــﻌــﻮد واﻧــﻬــﻴــﺎر " اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺎت اﻟﻌﺎلمية « ﻣﻨﺬ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺒﺮوﻧﺰي المتأخر ﺣﺘﻰ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻲ ﻳﻮﺿﺢ أن ﻫﺬه اﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﻣﻼ ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻘديم ﺑﺪوره. وﻻﺑﺪ أن ﻳﺴﺎﻋﺪ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻲ رﻛﺰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻴﻨﻴﺪي ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻓﻠﺴﻄين ﻓﻲ الجغرافيا اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ اﻟﻘديم، وﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻠﺴﻄين ﻣﻦ أﺟﻠﻪ ﺟﺰءا ﻣﻦ إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺎت ﻣﺘﻌﺎﻗﺒﺔ: ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ دﻳﻨﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠـﻘـﻮى اﻟﻌﺎلمية ﺗﺪﻫﻮر ﻓﻲ ﻇﻠﻬﺎ ﻋﺪد ﻣﻦ المناطق ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻄﻠﻖ إﻟﻰ درﺟﺔ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ بمقدورهاأن تحاﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ القوة ،ﻷرض والمكاسب. ﻟﺴﻨﺎ ﻫﻨﺎ بﺼﺪد اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ اﻟﺘﺒﺮﻳﺮات اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ أو اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻟﻺﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ وانما اﻟﺘﺄﺛﻴﺮات اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﻲ المنطقة. وﻫﺬه اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺜﻼﺛﺔ: اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ واﻷرض والمكاسب ﻗﺪ ﺗﻀﺎﻓﺮت ﻓـﻲ ﺣـﺎﻟـﺔ ﻓـﻠـﺴـﻄـين ﻓـﻲ تحدﻳـﺪ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺬي ﺟﻌﻞ اﻟﻮﺟﻮد اﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄين ﻋـﺎﻣـﻼ داﺋـﻤـﺎ إﻟـﻰ ﻫـﺬا الحد. وﺣﺘﻰ ﻧﻔﻬﻢ دوام ﻫﺬا اﻟﻮﺟﻮد اﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ دراﺳﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ دﻳﻨﺎﻣﻴﻴﺔ اﻟﻘﻮى اﻟﻌﺎلمية ﻛﻤﺎ ﺣﺪدﻫﺎ ﻛﻴﻨﻴﺪي، وﻫﻲ : ﻗـﺎﻋـﺪة اﻹﻧﺘﺎج، الجغراﻓﻴﺎ، اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ. ﻳﺮﻛﺰ ﻛﻮت وواﻳـﺘـﻼم Coote Whitelam (١٩٨٧:٦٤) ﻋﻠﻰ أن ﺿﻌﻒ اﻟﺒﻨﻰ اﻟﺘﺤﻴﺔ ﻟﻔﻠـﺴـﻄـين ﺑـﺎلمقارنة مع ﺟﻴﺮاﻧﻬﺎ أﺻﺤﺎب الحضارات اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة، ﻛﺎن ﻋﺎﻣﻼ داﺋﻤﺎ ﻓﻲ ﺧﻀﻮﻋﻬﺎ ﻟﻠﻘﻮى اﻟﻌﻈﻤﻰ الخارﺟﻴﺔ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺰراﻋﻲ ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﻟﺰراﻋﻴﺔ اﻟﻘﺪيمة ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻟﻌﺼﻮر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﺎﻟﺔ المكثفة؛ وﻫﺬا اﻟﻮاﻗﻊ اﺳـﺘـﻤد ﻓﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ المناطق ﺣﺘﻰ اﻟﻮﻗﺖ الحاضر . ﻫﺬا ﻳـﻌـﻨـﻲ أن المناطق اﻟـﺘـﻲ ﺗﺘﻤﺘﻊ بمزيد من الموارﺪ ﻣﻦ اﻟﺰراﻋﺔ المحلية وﻣﻦ اﻟﻌﻤﺎﻟﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺄﻛﺒﺮ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺎج بميزة ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ. أﻣﺎ ﻓﻠﺴﻄين ﻓﻠﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ واﻟﺘﻔﻮق اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺼـﺮ وﺑـﻼد ﻣـﺎ ﺑين اﻟـﻨـﻬـﺮﻳـﻦ. ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈن المزاﻳﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ اﻟﺘﻲ تمتعت ﺑـﻬـﺎ ﻫـﻀـﺒـﺔ اﻷﻧـﺎﺿـﻮل واﻟـﻬـﻀـﺒـﺔ اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ، وﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ أوروﺑﺎ ﻣﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻴﻮﻧﺎن وروﻣﺎ كاﻧﺖ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻫﻴﻤﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﻓﻠﺴﻄين. ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ بمقدور ﻣﻨﻄﻘﺔ ذات ﺑﻨﻰ تحتية ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻣﺜﻞ ﻓﻠﺴﻄين أن ﺗﻨﺎﻓﺲ اﻟﻘﻮى اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ المعاصرة ﻓﻲ وﻗـﺖ ﻇـﻞ ﻓـﻴـﻪ اﻹﻧـﺘـﺎج اﻟـﺰراﻋـﻲ واﻟﻮﺿﻊ اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ ﻋﺎﻣﻠين أﺳﺎﺳﻴين ﻓﻲ دﻳﻨﺎﻣﻴﻴﺔ اﻟﻘﻮى اﻟﻌﺎلمية . ﻳـﺠـﺐ أن ﻳﻔﻬﻢ الماضي المتخيل ﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ داود ﻓﻲ ﺿﻮء ﻫﺬه الحقيقة الجوﻫﺮﻳﺔ. ﺈن ﺣﺠﻢ اﻟﺴﻜﺎن ﻫـﻮ المهم ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻘﺎرن اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ واﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄين ﻣﻊ ﻣﻴﺜـﻼﺗـﻬـﺎ ﻓﻲ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺎت اﻟﻤﺠﺎورة. ﻟﻘﺪ ﻗﺪر ﻣﺎك إﻳﻔﺪي وﺟﻮﻧﺰ Jones & McEvedy ١٩٧٨:٦٢٢ أن ﻋﺪد ﺳﻜﺎن ﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة المملكة الداودية ﻛﺎن ﺑﺤﺪود ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻼﻳين ﻧﺴﻤﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻣﺎﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ٠٠٠ 250 ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄين .وﻛﺎن أﻗﺼﻰ ﻋﺪد ﺑﻠﻐﻪ اﻟﺴﻜﺎن ﻓﻲ اﻷﻟﻒ اﻷول ﻗﺒﻞ الميلاد ﺣﻮاﻟﻲ ﺧﻤﺴﺔ ﻣﻼﻳين وﻣـﺜـﻞ ﻫﺬه اﻷرﻗﺎم ﻟﻢ ﻳﺘﻢ تجاوزﻫﺎ إﻻ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﳊﺪﻳﺜﺔ. ﻳﻀﺎف إﻟﻰ ذﻟﻚ أﻧﻪحتى ﻓﻲ أﻗﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮاﺗﻬﻤﺎ (١٩٧٨:١٤٩ﺈن ا لمنطقة اﻟﺘﻲ ﻫﻲ اﻟﻌﺮاق اﻟﻴﻮم ﻗﺪ وﺻﻞ ﻋﺪد ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﻟﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻗﺒﻞ الميلاد إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أو أرﺑﻌﺔ أﺿﻌﺎف ﻓﻠﺴﻄين ﺑﺤﺪود٠٠٠)٬(٧٥٠ أو ﻣﻠﻴﻮن ﻣﻊ زﻳﺎدة وﺻﻠﺖ إﻟﻰ ﻣﻠﻴﻮن ورﺑﻊ. ﺷﻬﺪت اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ اﻵﺷﻮرﻳﺔ ازدﻳﺎدا ﻣﻠﻤﻮﺳﺎ ﻓﻲ ﻋﺪد اﻟﺴﻜﺎن وﺻـﻞ إﻟـﻰ ﺣـﺪود ﻣﻠﻴﻮﻧين ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻗﺒﻞ الميلاد، وﺑـﺎلمثل ﻳـﻘـﺪر ﻣـﺎك إﻳـﻔـﺪي وﺟـﻮﻧـﺰ ١٩٧٨:١٥٢ أن ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻳﺮان الحدﻳﺜﺔ ﻛﺎن ﻋﺪد ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﺣﻮاﻟﻲ ﻣﻠﻴﻮﻧين ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺒﺮوﻧﺰي ١٠٠٠) ق.م. (وتجدر ﻣﻼﺣﻈﺔ أن ﻫﺬا اﻟﻌﺪد ازداد ﻣﻦ ﻣﻠﻴﻮﻧين وﻧﺼﻒ إﻟﻰ أرﺑﻌﺔ ﻣﻼﻳين ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ. وﻟﻜﻦ اﻻﻛـﺘـﺸـﺎﻓـﺎت اﻷﺛﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻓﻠﺴﻄين وﻣﻨﺎﻃﻖ أﺧﺮى ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷدﻧﻰ اﻟﻘديم ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺘﻜﻮﻳﻦ ﺻﻮرة أدق.
#سعيد_مضيه (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
امبراطورية داود حقيقة أم أسطورة ؟
-
إبادة جماعية فصولها تجري بغواتيمالا..لكنها صامتة
-
اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة
-
رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني
-
تمزيق الأقنعة التنكرية -3
-
بناء القوة لفلسطين ولنظام عالمي جديد
-
تتمزق الأقنعة التنكرية-2
-
لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي
-
ترامب يعاقب ألبانيز!!
-
تقرير ألبانيز يتهم شركات عالمية بالمشاركة في الإبادة الجماعي
...
-
مؤامرة العصر لاختطاف فلسطين
-
تسليك الدروب نحو دولة إسرائيل الكبرى-4
-
تسليك الدروب نحو دولة إسرائيل الكبرى-3
-
تسليك المعابر الى إسرائيل الكبرى – حلقة 2
-
السيد المحترم طارق حجي صادم في أحكامه وتقييماته
-
تسليك الدروب نحو دولة إسرائيل الكبرى (1من5)
-
كيف نعرف إن كان رئيسنا غير متماسك عقليًا؟
-
العدوان على إيران جولة لم تحسم الصراع
-
الامبراطورية الامبريالية.. دولتها العميقة ونزوية ترامب- حلقة
...
-
لاإمبراطورية الأميركية.. دولتها العميقة ونزوية ترامب(1من 2)
المزيد.....
-
واشنطن تتحرّك: طلب أميركي مفاجئ لإسرائيل بشأن سلاح حزب الله
...
-
ترامب يحتفل بـ-نصر كامل- بعد إلغاء محكمة أميركية غرامة باهظة
...
-
الاحتلال الإسرائيلي يوجّه أوامر للمستشفيات بنقل المرضى من شم
...
-
ترامب: سأخرج مع الجيش والشرطة في دوريات بواشنطن
-
الإبادة في غزة وتقويض الديمقراطية في عالم رأسمالي
-
-إنهاء الحرب أم استمرارها-.. ماذا تعني تصريحات نتنياهو الغام
...
-
مُنع من المرور فوق سوريا.. ماذا جرى في رحلة أمين المجلس الأع
...
-
تجمع نقابي حاشد في تونس دفاعا عن الاتحاد العام للشغل
-
الحرب على غزة مباشر.. 43 شهيدا بنيران الاحتلال و21 دولة أورو
...
-
إقليم بافاريا.. التجديف والكاياك مغامرة شبابية لا تنسى
المزيد.....
-
فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع
/ سعيد مضيه
-
جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2].
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2].
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة
/ سعيد مضيه
-
اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة
/ سعيد مضيه
-
رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني
/ سعيد مضيه
-
تمزيق الأقنعة التنكرية -3
/ سعيد مضيه
-
لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي
/ سعيد مضيه
-
ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ
...
/ غازي الصوراني
-
1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت
...
/ كمال احمد هماش
المزيد.....
|