حمدي حسين
الحوار المتمدن-العدد: 8441 - 2025 / 8 / 21 - 14:07
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
خرج علينا سعادة المحترم " احمد قبلان" المفتي الجعفري من لبنان بمقولة: "من يريد إسرائيل فليذهب إليها". ورغم أنه يقصد بها رفضٌ للتطبيع وقطع الطريق على المهرولين نحو الكيان الصهيوني، إلا أن الحقيقة التاريخية والسياسية تفرض علينا تصويبها. فالصحيح هو: من يريد إسرائيل من كل أنظمة العالم فليذهب معها إلى الجحيم.
ذلك أن إسرائيل ليست دولة طبيعية، ولا كيانًا شرعيًا نشأ على أساس حق الشعوب في تقرير المصير، بل هي لقيطة الاستعمار البريطاني منذ وعد بلفور عام 1917، وحاضنة المشروع الاستيطاني الغربي في قلب الأمة العربية. وما زالت وثائق وزارة الخارجية البريطانية والأرشيف الصهيوني تؤكد أن قيام هذا الكيان كان نتيجة تحالف بين الاستعمار القديم المجرم والرأسمالية الاستعمارية الصاعدة، هدفه اقتلاع شعب فلسطين وتشريد أهله، والسيطرة على قلب المشرق العربي.
أما أولئك الذين يخلطون بين اليهودية كديانة سماوية وبين الصهيونية كمشروع استعماري، فإننا نقول لهم بوضوح : اليهودية دين من أديان السماء، لهم حقوقهم الدينية والثقافية، لكن فلسطين أرض أصحابها الشرعيين، ولا مكان للصهيونية فيها إلا كجريمة مستمرة. ومن يتدينون باليهودية فليعودوا إلى أوطانهم الأصلية التي جاؤوا منها، وليتركوا فلسطين لشعبها الفلسطيني، المسلم والمسيحي واليهودي الأصيل، الذي عاش قرونًا في تنوع ووئام قبل أن تزرع بريطانيا سرطان الصهيونية فيها.
لقد جرّبت المنطقة والعالم منذ 1948 وحتى اليوم كل أشكال التسوية مع إسرائيل، لكن الحصيلة كانت مزيدًا من الاستيطان، التهجير، الحروب، والمجازر. فكيف يُعطى كيان بهذه السيرة الملطخة بالدماء شرعية وجود؟! الحق أن لا مكان له سوى مزبلة التاريخ، والجحيم السياسي والأخلاقي، حيث تذهب المشاريع الاستعمارية الفاشلة.
إن مقولة "من يريد إسرائيل فليذهب معها إلى الجحيم" ليست مجرد شعار، بل هي قاعدة أخلاقية وتاريخية: من يتبنَّ مشروعًا قام على الاغتصاب، الطرد، والقتل، والتهجير للفلسطيني لتوسيع جريمة المستوطنات للصهاينة .. لا يمكن أن يكون مكانه بين أحرار العالم.
°° مع تحياتي/ حمدي "الشيوعي المصري"
بن محمود حسين "الجعفري الاسواني"
#حمدى_حسين (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟