أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد رضا عباس - الى الطبقة المثقفة من أصحاب القلم .. بعد التحية عتاب














المزيد.....

الى الطبقة المثقفة من أصحاب القلم .. بعد التحية عتاب


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8436 - 2025 / 8 / 16 - 18:15
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مرت قبل أيام ذكرى اربعينية استشهاد الامام الحسين بن علي بن ابي طالب , وانا متأكد جدا ان الثلة المثقفة في الوطن العربي قد شاهدت مناظر الحشود المليونية المتوجهة الى مدينة كربلاء لأحياء هذه الشعيرة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي . حسب ما ذكره الاعلام العراقي ان عدد المشاركين في هذه المناسبة كانوا اكثر من 21 مليون مشارك , جاءوا من 140 دولة إسلامية وغير إسلامية . البعض منهم جاء الى كربلاء مشيا على الاقدام من أماكن بعيدة ,ومن لم تسعفه رجله جاء راكبا .
ربما يقول واحدا , انا لست شيعيا حتى أشارك في هذه المناسبة السنوية او ربما يقول انا لست من الملتزمين بتفاصيل الدين الإسلامي, وهذا حق لقائلها , ولكن هذه المناسبة أصبحت ليست رمزا للشيعة او رمزا للمتقين , وانما أصبحت ظاهرة عالمية إنسانية جلبت الانتباه القريب والبعيد , وكل من شارك فيها مرة واحدة يرغب المشاركة فيها ثانيتا وثالثتا . لقد هزتني كلمات رجل مسن من الشعب المصري حيث سأله المراسل وهو في مصر, ماهي امنيتك وانت في هذا العمر ؟ فأجابه المسن المصري وهو يدهش بالبكاء بصورة كلها عفوية , ويقول ان امنيته زيارة كربلاء.
كما ذكرت , ليس ملزما ان تذهب لزيارة كربلاء , فهذه قضية شخصية . ولكن الذي ادهشني هو غياب تفاعل المثقف العربي مع هذا الحدث الكبير من خلال قلمه , الذي يشارك فيه الملايين من البشر. ان مشاركة هذه الملايين في مسيرة الاربعينية لابد لها سبب او قضية تدفعهم المشاركة بهذه المناسبة , والا ما اضطرار مواطن أفغاني السفر الى العراق من اجل حضور هذه المناسبة ؟ وما هو اضطرار مواطن روسي من القوقاز المجيء الى كربلاء ؟ وما ضرورة مواطن امريكي يترك عمله من اجل المشاركة في المسيرة؟ ربما يعتبر الكثير منهم ان هذه الزيارة واجبا دينيا من اجل مواساة رسول الله بقتل سبطه . ولكن المناسبة تحمل الكثير من المعاني السامية .
المسيرة الاربعينية هي وفاءا لتضحيات اهل بيت النبوة وانصارهم من اجل القيم السامية , والذين رفضوا العيش تحت رحمة نظام معروف بفساده , وهذا ما اتفق عليه جميع أئمة المسلمين .انها تؤشر الى تجديد الولاء للشهداء والى أهدافهم.
المسيرة تعد تظاهرة ضد الاستبداد والديكتاتورية والظلم , ولهذا السبب اجتهد جميع المستبدين على محاربة هذه الشعيرة بقسوة متناهية. انها أصبحت مكان شكوى المظلومين .
أصبحت المسيرة الاربعينية مناسبة تجديد مطالب الامة من العيش الكريم و تكشف للعالم معاناة الامة وما ترغب به من مستقبل مشرق بعيدا عن الهيمنة واحترام السيادة , ولهذا السبب كانت شعارات المسيرة هو التنديد بالجرائم المرتكبة بحق أبناء غزة وجميع الشعوب المقهورة.
وانها تعد تكريما واستذكارا لأرواح من سقط شهيدا او اعتقل من اجل هذه الزيارة .والسير على نهج من مضى في مقارعة الطغاة .
ذكرى اربعينية الامام الحسين تذكرنا على الإصرار على قول الحق امام اماما جائر وعدم التنازل عنه . كانت كلمة (نعم) كافية لإنقاذ رقبة الامام الحسين ورهطه من النحر , وان يعيشوا عيشة امراء ذلك الزمن , ولكنه لم يتنازل عن مبادئه فقدم اعز ما يملكه فداء الكلمة .
مسيرة يوم الأربعين تحتاجها كل المجتمعات هذه الأيام لأنها تعلم شبابنا على روح التضحية والفداء والاعتزاز بماضيه المجيد ورفض الظلم والعدوان , خاصة وان الهجمة الإعلامية الموجهة نحو شباب الامة هذه الأيام تريد ان يتلذذ الشاب بملذات الحياة بعيدا عن الواقع الذي يعيش فيه , حتى اصبحوا لا يكترثون بمصير اوطانهم , لهذا السبب هناك من الشباب من يقول ان فلسطين ليست قضيتي , وهناك من الشباب من يصرح بان التاريخ قد مضى وعلينا ان ننظر الى الحاضر ونتعايش معه , ومنهم من يقول اوطان تنقصها الخدمات والعمل و الرقي لا نريدها , وكان البلدان الصناعية قد نزل عليها التحضر والتصنيع والتقدم والازدهار من السماء وليس هناك من ضحى من اجل الوصول الى ما توصلت اممهم من الرقي والازدهار. مسيرة الاربعينية ترسخ حب الأوطان وتحث الشباب على المثابرة , وتزرع في نفوسهم الوطنية , وحب تاريخهم وقيمهم , ورغبة الدفاع عن الأوطان .
انا لست من يدعو اغراق الشباب بالقضايا الفقهية التي لا تسمن ولا تغني من جوع , وانما ادعوا استثمار المثقف العربي هذه المناسبة من اجل توعية جيلنا الحاضر حول المخاطر التي تحيط بالأمة و تذكره ان الحرية والازدهار, لا تقدم على طبق من فضة وانما تتوفر عندما يكون هناك مثابرة والتزام بالثوابت الوطنية ورفض الهيمنة الأجنبية .
ومن اجل هذا أصبحت كربلاء ملجا لكل المظلومين في الأرض وهم يشكون تحت قبة الحسين هموم الأوطان , ومكان انطلاق رفض الواقع وتحريك الامة نحو فضاءات افضل . وهذا السبب الحقيقي وراء محاربة شعائر الأربعين من جميع الحكام الماضيين , وهو السبب الذي جعل شعراء الامة يمجدون هذه المناسبة نظرا لما فيها من معاني سامية و تحفيز الامة على رفض الواقع. كثيرة هي الاشعار لهذه المناسبة والتي تحتاج الى مجلدات ضخمة لاحتوائها , ولكن اخترت مقاطع من قصيدتين لم اعرف من هو قائلها وقد اخذتها من ويكي خليج تحت عنوان " قصائد زيارة الأربعين " افضل قصيدة في ذكرى أربعين الامام الحسين".
صلّى عليه اللهُ قائدَ ثورةٍ عصفتْ بكلِّ المُرجِفين جُحُودا
ها كربلاءُ اليومَ مَهوى اُمَّةٍ ملءَ الحناجرِ يهتفُون اُسُوداً
لبيكَ يا ابنَ الأطهرينَ إمامَنا بالنَّصرِ نمضي لن نمـوتَ عبيدا
سنظَلُّ نأبى الجائرينَ جرائمـا فالدّينُ يرفضُ جائراً وحَقُودا
ويقول اخر
جئنا رحابك يا حسين، جئنا إليك لنشتكي أرضا
رحيق العمر فيها للغريب، تعطي الدموع لأهله
والفرح فيها.. للغريب، وتعلم الأحباب من ثدي الأسى طعم الجحود
أن يخنق الإنسان صوت حنينه، أن يقتل النجوى وتحترق العهود
أن تصعق الأحلام آلاف السدود، ونعيش نبكي الحظ.. نشكو دائما ظلم الوجود…



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجزرة جامع الخطوة في البصرة
- انتفاضة خان النص .. اول انتفاضة شعبية ضد نظام صدام حسين
- العراق يجب ان يخاف من حرب نهروان لا صفين
- سلام في الشرق الأوسط وفق الشروط الإسرائيلية
- الاتفاق التجاري الأمريكي – الأوروبي .. اتفاق ام تبعية ؟
- ما هي الديمقراطية الاستبدادية وهل ان العراق في خانتها ؟
- التعريفة الجمركية .. من الرابح ومن الخاسر منها ؟
- جذور حملة ترامب الضريبية على التجارة الخارجية
- الفوضى الخلاقة لم تدخل على بسطات مدينة الكاظمية من بغداد بعد
- اسد يتجول في بغداد !
- فاجعة الهايبر مول في محافظة واسط في العراق ليست من صنع الله
- فاينانشال تايمز تشبه نمو الدين الحكومي الأمريكي ب - المرض ال ...
- دبخانة الكاظمية تغلق أبوابها .. والسبب السيد ترامب !
- الإرهاب في سوريا هو عينه كان في العراق ولكن بأدوات مختلفة
- مؤامرة تطبخ باسم اهل الجنوب العراقي
- أمريكا لا تفاوض الضعفاء
- موت مجاني في العراق اسمه حوادث المرور
- شهداء الحرب الأخيرة على ايران وشهداء 6 حزيران عام 1967
- نصيحة للنخبة الذهبية في العراق
- ماذا علمتنا الحرب على غزة وايران ؟


المزيد.....




- الحرائق الأسوأ منذ 20 عامًا.. حرارة ورياح تخلقان جحيما في جن ...
- من غزة.. رئيس الأركان الإسرائيلي يكشف عن موعد العمليات الجدي ...
- ما هو هرمون الكورتيزول؟ وكيف لعاداتنا الخاطئة أن ترفعه لدينا ...
- ألمانيا - جهود لاستخدام مقنن للـ-سوشيال ميديا- من قبل القصّر ...
- قادة أوروبيون يعتزمون المشاركة مع زيلينسكي في لقاء ترامب بوا ...
- إسرائيل: مظاهرات تطالب بإنهاء الحرب في غزة وإعادة الرهائن ون ...
- أبرز التطورات الميدانية بعد بدء عملية عسكرية بحي الزيتون شما ...
- إندونيسيا بعد 80 عاما.. من تضاعف المساحة إلى معركة الأمن الب ...
- خسائر بشرية ومادية كبيرة إثر أمطار وسيول ضربت شمال باكستان
- انتشار واسع للإصابات بالكوليرا ووفيات في دارفور


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد رضا عباس - الى الطبقة المثقفة من أصحاب القلم .. بعد التحية عتاب