أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - في مديح الألفاظ البذيئة!














المزيد.....

في مديح الألفاظ البذيئة!


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8434 - 2025 / 8 / 14 - 16:12
المحور: الادب والفن
    


بينما نتأمل جميعًا قوة الألفاظ البذيئة المسيطرة على صناعة الخطاب في المنصات الرقمية، توفي قبل أسابيع آخر المدافعين عن الفضيلة، الفيلسوف الأسكتلندي ألسدير ماكنتاير. فبدت الحاجة ماسة لهذا الفيلسوف المطالب بالخروج من الظلام إلى مجتمع أخلاقي عاقل ومن حسن الحظ أن كتابه “بعد الفضيلة” قد ترجم إلى العربية.
تسود اللغة الوضيعة في تعريف الأشخاص بأنفسهم على منصاتهم بأسمائهم الحقيقية أو المستعارة، في تعبير عن كارثة تحل بالإنسان عندما صار يعرّف نفسه بما يكره أو يتلفظ بأقبح ما اخترعه من ألفاظ في اللغات!
لا يمكن أن نعزو ذلك إلى الحرية المتاحة بلا مسؤولية على مواقع التواصل الاجتماعي، بل إلى سباق سهل كامن في عقول مطلقي هذه الألفاظ بشكل عشوائي، لأنهم لا يستطيعون الاحتفاء باللغة المهذبة للتعبير عن أنفسهم وما يؤمنون به!
كان ماكنتاير، الذي فارقنا عن عمر 96 عامًا، بمثابة أمل في زمن يشوبه الارتباك الأخلاقي، عندما جادل قبل أن يسود التشرذم في معايير كياسة الخطاب على مواقع التواصل بأن الأخلاق قد عانت من كارثة مماثلة لما قد تتعرض له المعرفة البشرية.
نظريًا، يُمكن لزعماء العالم أن يحذوا حذو الرئيس دونالد ترامب بإطلاق قدر كبير من الشتائم. لكن ليس من السهل تصوّر الكثيرين الذين سيجرؤون على ذلك. وحتى لو فعلوا، فقد لا يُفلِتوا من العقاب. جزءٌ من سبب قدرة ترامب على الإفلات من العقاب هو أنه لا يبدو انحرافًا عن أسلوبه العامي خلف الكواليس. فهو لا يبدو مُحرجًا عندما يُسب. ورغم محاولته التظاهر بالرئاسة والأناقة، ورغم كونه مولودًا في عائلةٍ ثرية، فإن ترامب في جوهره نيويوركي مُتهوّر، مُتلاعب. ومثال الرئيس لا يجعلنا نبتعد عن عامة الناس ومن يظهرون على شاشات التلفاز يتبادلون الشتائم فيما بينهم ويكيلونها أيضًا للمجتمع وقيمه وبما يؤمن به غيرهم.
ثمة قوانين في بعض المدن تغرّم على التلفظ بالشتائم في الأماكن العامة، لكن الكلام المشين صار بمثابة قاعدة في العصر الرقمي.
لا شيء يُضاهي التناقض في موقفنا من الشتائم واللغة البذيئة. كيف يُمكننا الحكم على الألفاظ البذيئة بهذه القسوة من حيث المبدأ، ومع ذلك يستخدمها الناس بكثرة في الممارسة؟ على الرغم من أن الألفاظ البذيئة أصبحت مقبولة اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلا أنها لا تزال تُوصف بأنها وقحة، أو في أحسن الأحوال مقبولة فقط في ظروف مُحددة.
يُجادل الكثيرون بأن الشتائم تُشير إلى انعدام الشخصية، أو سوء التربية، وهي أمرٌ يجب تجنبه بأي ثمن. ومع ذلك، لا يُبالي الكثير منا بمخاطر الألفاظ البذيئة؛ فالكلمات البذيئة مُسجلة بوضوح في القواميس، وتُستخدم عادةً في الموسيقى السائدة، والأفلام الحائزة على جوائز الأوسكار، والكتب، والصحف. وبالطبع، يستخدمها الناس العاديون في محادثاتهم اليومية.
الأسوأ من ذلك عندما نجد من يدافع عن الشتائم ويرى في الكلمات البذيئة أنها تؤدي غرضًا. كما يقدم مايكل آدامز في كتابه “في مديح الألفاظ البذيئة” دفاعًا استفزازيًا وجريئًا عن الألفاظ البذيئة، مُجادلًا بأننا قد بالغنا في تبسيط الألفاظ البذيئة بتصنيفها من المحرمات، وأننا نفشل باستمرار في تقديرها كوسيلة مشروعة للتعبير عن أنفسنا، سواء في علاقاتنا الاجتماعية أو في الثقافة الشعبية.
ينسج آدامز، الذي عليّ أن أحذر في عدم السقوط بلعبته اللغوية وأختار الكلمات بعناية في التعبير عن استيائي من دفاعه المشين عن الشتائم، تحليلات لغوية ونفسية لأسباب استخدامنا للألفاظ البذيئة للتنفيس عن المشاعر. كما أنه يتطرف أكثر في أفكاره عندما يرى في الشتائم وسيلة لتعزيز التضامن الجماعي، أو لبناء علاقات حميمة!
سأكتفي هنا باقتباس تعريف جامعة أوكسفورد لكتاب مايكل آدامز بأنه “دفاع استفزازي وغير معتذر عن الألفاظ البذيئة في المجتمع الحديث”.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مردوخ سلّعَ الصحافة وترامب شيطنها
- الفساد والفشل كشرف سياسي في العراق
- صراع دول على صالح الكويتي
- طريق الأعظمية ينتهي في تونس
- لماذا يخترع الأدباء سيرة مزيفة؟
- وماذا عن صحافيينا القتلى؟
- إنه يتذوّق الموسيقى أيضًا!
- أيّ نوع من الناس نريد أن نكون؟
- ماذا تبقى من مرونة إيران السياسية
- الشوالي يستحوذ على بلاغة اللغة
- تحبّ السياسة لأنها تحبّ الناس
- الراحل هيثم الزبيدي شاهد على العَصرِ الرابع
- زوكربيرغ يسوّق لصناعة المشاعر
- لعنة العراق أم متلازمة صدام!
- لهيثم الزبيدي وجع الدموع في مآقيها
- ترامب لعبة لا تبعث على الملل
- شاعر لم يعرض عن عراقيته
- رعد بركات: لا غناء إلا للعراق
- رصيد ياسمين بلقايد لا ينضب
- إعلام دولة رئيس الببغاء!


المزيد.....




- المعمار الصحراوي.. هوية بصرية تروي ذاكرة المغرب العميق
- خطه بالمعتقل.. أسير فلسطيني محرر يشهر -مصحف الحفاظ- بمعرض إس ...
- موعد نزال حمزة شيماييف ضد دو بليسيس في فنون القتال المختلطة ...
- من السجن إلى رفض جائزة الدولة… سيرة الأديب المتمرّد صنع الله ...
- مثقفون مغاربة يطلقون صرخة تضامن ضد تجويع غزة وتهجير أهاليها ...
- مركز جينوفيت يحتفل بتخريج دورة اللغة العبرية – المصطلحات الط ...
- -وقائع سنوات الجمر- الذي وثّق كفاح الجزائريين من أجل الحرية ...
- مصر.. وفاة الأديب صنع الله إبراهيم عن عمر يناهز 88 عاما
- سرديّة كريمة فنان
- -وداعًا مؤرخ اللحظة الإنسانية-.. وفاة الأديب المصري صنع الله ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - في مديح الألفاظ البذيئة!