أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - وماذا عن صحافيينا القتلى؟














المزيد.....

وماذا عن صحافيينا القتلى؟


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8398 - 2025 / 7 / 9 - 14:02
المحور: الادب والفن
    


مثل أيّ مشاهد عربي لفيلم (كلمات الحرب)، تبادر إلى ذهني سؤالٌ متعلقٌ باضمحلال الحقيقة: وماذا عن الصحافيين العرب الذين قُتلوا بسلاح الميليشيات والحكومات معًا؟ من يصنع أفلامًا عنهم؟
وأتوقع أيضًا أن أيَّ مشاهد لهذا الفيلم، للمؤلف إريك بوبين وإخراج جيمس سترونغ، في دول العالم، سيتساءل عن صحافيّي بلاده من القتلى!
لكن الإجابة على هذا السؤال المشروع تأتي قبل شارة النهاية. لم تكن الروسية آنا بوليتكوفسكايا وحدها؛ فقد قُتل أكثر من 1700 صحافي خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية بسبب تغطيتهم لقصص كانت السلطات والميليشيات مستعدة لقتلهم لإبقائها سرّية.
تظهر في نهاية الفيلم صور ضحايا اضمحلال الحقيقة، بمن فيهم المراسلون العرب، في قائمة طويلة تشفي غليل المشاهد الباحث عن حق قتلى بلاده.
هذا الفيلم المخلص لقصة الصحافية الروسية آنا بوليتكوفسكايا، التي قُتلت عام 2006 أثناء حرب الشيشان، بدأ عرضه في الأسابيع الماضية تزامنًا مع اليوم العالمي لحرية الصحافة، مثقل بالعاطفة والإصرار والشجاعة، في عالم صامت بسبب الخوف، فكانت هذه الصحافية تجسيدا للحقيقة التي لا يمكن إيقافها من قبل السلطات إلا بالقتل.
يمنحنا الفيلم أيضا شيئا مختلفا عن واقع الصحافة في روسيا. فالصورة السائدة على مدار عقود كانت محصورة في أخبار صحيفة “برافدا” الدعائية التي لا تجد من يصدقها من القراء. وبينما وُجد من الصحافيين الشجعان مثل القتيلة بوليتكوفسكايا، وُجدت أيضًا صحيفة روسية تصنع خطابها بشجاعة، اسمها “نوفايا غازيتا”، وقفت في وجه التضليل المتعمد، حيث مصادر الأخبار مجزأة ومنعزلة، ولا يوجد فهم مشترك للمفاهيم الأساسية كالحقائق، والإثباتات، والتفكير النقدي.
كانت بوليتكوفسكايا (مثّلت دورها ماكسين بيك) مراسلة لـ”نوفايا غازيتا”، تنشر قصصًا عن الحرب الروسية في الشيشان. حاول الروس إيقافها بالتهديدات والإساءات والسم. حطموا جهاز تسجيلها، وتسببوا في فصل زوجها من العمل، وهو محاور تلفزيوني روسي بارز. وفي النهاية، أطلقوا عليها النار.
تلك هي خلاصة هذا الفيلم الموجع، الذي يتكرر وجعه باستمرار من العراق حتى غزة وإيران، بينما يفلت الجناة من العقاب.
نكتشف أن رئيس تحرير هذه الصحيفة، ديمتري (مثّل دوره كياران هيندز)، مخلص لجوهر الحقيقة، ويجد نفسه في هذه الصحيفة، بينما كان بمقدوره أن يعمل براتب أعلى في صحف حكومية أخرى.
يخبر ديمتري المراسلة آنا “لستُ بحاجة إلى مراسل حربي؛ فالجميع لديه واحد من هؤلاء. نحن بحاجة إلى مراسل شعبي: حساس، متعاطف، ولكنه أيضا قويّ الشخصية، مستعد لمواجهة الأقوياء بطرح أسئلة صعبة.”
كانت آنا المراسلة التي ينطبق عليها هذا الوصف، وكانت نهايتها تعبر عن استعدادها للمخاطرة بحياتها لنقل القصة على حقيقتها.
أحد المشاهد الباهرة في الفيلم هو محادثتها الحذرة مع أحد الضباط الروس المُرسَلين لتخويفها، لعبها بذكاء ماكر ولمسة من الفكاهة الممثل إيان هارت. كانت محادثة تهديد، لكنها لا تخلو من الفلسفة والنصح قبل أن يُتخذ قرار قتل آنا!
وصف منتج الفيلم، الفنان شون بن، الذي طالما عبّر عن تعاطفه مع محنة العراق وفلسطين، بأن الفيلم “شخصيّ أكثر من كونه جدليًّا.”
من الواضح أنه ليس جدليًّا. حجته الوحيدة هي قول الحقيقة. إنها دراما مبنية على قصة حقيقية تُروى تقليديًّا، لكنها ليست شخصية تمامًا؛ لأن هناك الكثير مما يشبهها في دول العالم الأخرى، وليس في روسيا وحدها.
وبالنظر إلى كل ذلك، يستحق الفيلم الاحترام لموضوعه؛ فالصراع مستمر بين السلطة والصحافة، وقصص قتل الصحافيين من العراق حتى غزة وإيران أكثر إيلامًا مما نتصور.
وبعد تسعة عشر عامًا من مقتل الصحافية الروسية آنا بوليتكوفسكايا، يأتي فيلم (كلمات الحرب) ليؤكد أن هذه السيدة الشجاعة بطلة شعبية عالمية في مقاومة الاستبداد، لاسيما في ظل تصاعد القمع في كل مكان، والتهديدات المستمرة للصحافيين.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنه يتذوّق الموسيقى أيضًا!
- أيّ نوع من الناس نريد أن نكون؟
- ماذا تبقى من مرونة إيران السياسية
- الشوالي يستحوذ على بلاغة اللغة
- تحبّ السياسة لأنها تحبّ الناس
- الراحل هيثم الزبيدي شاهد على العَصرِ الرابع
- زوكربيرغ يسوّق لصناعة المشاعر
- لعنة العراق أم متلازمة صدام!
- لهيثم الزبيدي وجع الدموع في مآقيها
- ترامب لعبة لا تبعث على الملل
- شاعر لم يعرض عن عراقيته
- رعد بركات: لا غناء إلا للعراق
- رصيد ياسمين بلقايد لا ينضب
- إعلام دولة رئيس الببغاء!
- تأنيث ضمير اللغة
- كاظم الساهر يعيد مجد أغنية الأمهات
- تغييب التلاوة البغدادية
- ألا تكفي خمس جوائز أوسكار!
- تدليس مفهوم الدولة عند نوري المالكي
- استحواذ على ملكيتنا الفكرية


المزيد.....




- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - وماذا عن صحافيينا القتلى؟