أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - كاظم الساهر يعيد مجد أغنية الأمهات














المزيد.....

كاظم الساهر يعيد مجد أغنية الأمهات


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8294 - 2025 / 3 / 27 - 00:48
المحور: الادب والفن
    


كان يمكن لهذه الأغنية أن تكون قبل عقدين أو ثلاثة، كنت أشعر أنها هاجس الفنان كاظم الساهر بعلاقته مع أمه أو “نورية العظيمة” كما يحب أن يسميها مثل كل القلوب التي تخفق أمام الأمهات، فكيف بقلب الساهر الذي أوجد كل هذا الوله في غنائه!
كان يترقب النص منذ عقود وهو يستعيد الشحن العاطفي الذي تركه عميد الغناء العراقي عباس جميل في ستينات القرن الماضي بلحنه لقصيدة عباس العزاوي لزهور حسين “غريبة من بعد عينك يايمه” وحتى عندما كتب كريم العراقي قصيدة “يا أمي” لم يشأ سعدون جابر أن يتركها إلا بين أوتار عباس جميل كي يلحنها.
لا أشك أن كاظم وعلى مدار سنوات، قلّب مجموعة غير قليلة من النصوص التي تتعلق بالأمهات وتردد في تلحينها وكأنه كان يترقب وحي هذه القصيدة!
واليوم يصنع نصه بذائقته الشعرية مثلما يصنع جملته الموسيقية وهو يعيد الأهمية لغناء الأمهات، في لحن على مقام “الكرد” المتدفق بالمشاعر التي تمس شغاف القلوب، لذلك تركز عليه غالبية التلاوات القرآنية.
اختار الساهر بذكاء فني أن يُشرك معه الصوت الطفولي للفنانة المغربية جنات. وكأنه يقول لا تكتمل الأغنية من دون أن تكن لأمي وأمها مثل الملايين الذين يذوبون ولها بالتغني معه ومع أمهاتهم.
ينطلق الصوت المشترك بين كاظم وجنات في أغنية “أمي” التي أطلقها الساهر قبل أيام، بتساؤل لفرط حنينه يكاد يذوب فيه صوت جنات وكأنه يهمس في أذن الساهر كي يحفزه على إجابة غنائية ملهمة: من مثلها أمي أنا/ فديتها روح وقلب ذهب/من بعد ربي حبها/ إلى فؤادي الأقرب.
كان مذهب التغني في هذا المقطع محض صناعة موسيقية ساهرية، وبوسعي القول إن الأسماع ستعود إليه بعد عقود، كما نعود اليوم إلى لحني عميد الغناء العراقي لصوتي زهور حسين وسعدون جابر.
ينطلق بعدها حشد الكمانات بنفس لمسات وجمل الساهر اللحنية التي اعتادت عليها الأسماع وتنشدُّ إليها وتتذكرها كلما عزف وتر! وهذه المرة مع صوته من دون صوت جنات، صوت الساهر الذاهب إلى أبعد أفق في التغني بروح المفردة وليس آليتها: شمعة عمري الملهمة/ رغم الليالي المظلمة والسنوات المؤلمة/ راضية مبتسمة/.
على الرغم من بساطة وانسيابية النص إلا أن الجملة الموسيقية وأداء الساهر أضفيا على هذا المقطع لمسة مختلفة تجعل كل من يستمع إليه يستعيد أمه أمام ناظره.
يعاود صوت جنات من جديد ويدخل مع: ظلت معي حبيبة/صديقة طبيبة/ بصبرها عجيبة/ لا تشتكي لا تعتب.
حتى يشترك الصوتان كاظم وجنات بنوع من المناجاة والولاء الذي لا ينتهي للأمهات: يا أمي نظر عيني/ نظر روحي. فضّلَ الساهر هنا مغادرة النص الفصيح بأداء يقترب من اللهجة الدارجة كعادته في تبسيط لحن القصيدة، بتعبيرية باتت ماركة مسجلة باسم الساهر.
وهنا يصل الاحتفاء بالأم عندما يُدخل اللحن الآلات الهوائية في موسيقى طالما أحببناها في ألحان وغناء كاظم، لكنه هذه المرة يغني لأمه ونحن الذين نستمع كي نغني معه لأمهاتنا: أمي السلام والوطن/ أمي الأرّقُ والأحن/ جلستها، ضحكتها، والله ما لها ثمن/ عمري لها روحي لها تطلب أو لا تطلب/ فهذه أمي ومن أحق منها أقرب/ ومن سواها حلوتي لها الجمال ينسب.
بعدها تصل الأغنية إلى الدعاء بصوت جنات في وفاء لا ينتهي للأمهات: يا ربي طوّل عمرها/ أسعِد وعوّض صبرها.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغييب التلاوة البغدادية
- ألا تكفي خمس جوائز أوسكار!
- تدليس مفهوم الدولة عند نوري المالكي
- استحواذ على ملكيتنا الفكرية
- أوروبا الرجل الطيب أم المريض
- دمشق يا أخت بغداد
- بيرس مورغان مدير على نفسه
- نسخة ترامب2.0 تحرق السقف
- السياب في لندن
- أوبريت حمائم الإطار التنسيقي
- بشارة الخوري بمقام عراقي
- عندما كانت الرسائل شفاعة وجد
- سقوط صحافيين كبار!
- بيت العجائب
- صبا وحجاز عراقي
- البيت الشيعي اختراع مزيف
- نكهة القهوة تُدفع قسرا إلى المتحف
- لا أسوأ من التخمين السياسي
- الصوفي المطمئن عبدالهادي بلخياط
- الإطار التنسيقي المهزوم في سوريا


المزيد.....




- -الست- يوقظ الذاكرة ويشعل الجدل.. هل أنصف الفيلم أم كلثوم أم ...
- بعد 7 سنوات من اللجوء.. قبائل تتقاسم الأرض واللغة في شمال ال ...
- 4 نكهات للضحك.. أفضل الأفلام الكوميدية لعام 2025
- فيلم -القصص- المصري يفوز بالجائزة الذهبية لأيام قرطاج السينم ...
- مصطفى محمد غريب: هواجس معبأة بالأسى
- -أعيدوا النظر في تلك المقبرة-.. رحلة شعرية بين سراديب الموت ...
- 7 تشرين الثاني عيداً للمقام العراقي.. حسين الأعظمي: تراث بغد ...
- غزة التي لا تعرفونها.. مدينة الحضارة والثقافة وقصور المماليك ...
- رغم الحرب والدمار.. رسائل أمل في ختام مهرجان غزة السينمائي ل ...
- سمية الألفي: من -رحلة المليون- إلى ذاكرة الشاشة، وفاة الفنان ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - كاظم الساهر يعيد مجد أغنية الأمهات