أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - بيت العجائب














المزيد.....

بيت العجائب


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8229 - 2025 / 1 / 21 - 16:14
المحور: الادب والفن
    


عندما وجد الأفارقة الأشداء رجال زعيم القوافل العماني حمد المرجبي أو “تيبو تيب” في أدغال الغابات الكثيفة المبشر والمستكشف الإنجليزي ديفيد ليفنجستون على مشارف الموت بسبب المرض، نقلوه إلى المرجبي، الذي عالجه حتى أضحى نديمه في الحوار، ليكتشف أن هذا المبشر مسكون بالبحث عن منابع نهر النيل وليكشف له أنه قادم من إنجلترا إلى شرق أفريقيا ليدون سيرة المكان. فلفت انتباه المرجبي الذي كتب سيرته لاحقا كأسطورة عمانية وأكثر الشخصيات إثارة للجدل عندما قاد عام 1858 أكبر القوافل التجارية من زنجبار إلى شرق أفريقيا.
من سيرة المرجبي يبدأ هذا الفيلم “بيت العجائب” وهو إنتاج عماني – ألماني مشترك وعرض الأسبوع الماضي في لندن على صالة “برينسيس آنا” مقر جوائز البافتا الشهيرة.
يروي الفيلم ببراعة سينمائية ووثائقية العنصر المفقود في نقاش يراد له أن يغيّب عن عمد التاريخ العماني في شرق أفريقيا، إلا أن المخرج والمشارك في كتابة السيناريو فردريش كلودش، أعاد المسار لهذا التاريخ بلغة سينمائية ووثائقية، أو كما قال لنا بعد العرض “كان هذا المشروع بمثابة تجسيد لفكرة إضافة بعد ثالث إلى السرد الدرامي، حيث يتم استكمال الخط الزمني بدراما سردية مكانية. وهنا تظهر إمكانيات جديدة تماما للسرد السينمائي.”
استخدم كلودش تعبيرية ثلاثية الأبعاد وهو يجسد المكان الحقيقي لبيت العجائب، القصر الذي انطلقت منه القوافل العمانية من زنجبار، وأدخلتنا الكاميرا بطريقة منعشة إلى هذا البيت وكأن المشاهد في وسطه! حتى المعلقون كانوا يدخلون غرف البيت السينمائي المغطاة جدرانه بصور السلاطين العمانيين، وكأنهم أجزاء حقيقية لتمضي الكاميرا من دون قطع وعبر نوافذه إلى البحر وكأننا مشاركون برحلة المرجبي المحفوفة بالمخاطر بحثا عن العاج مقتنى الملوك آنذاك.
يُعرفنا البيت بنفسه بلغة أدبية بالقول “أنا بيت في زنجبار. كنت قصرا في الماضي. أما غرفي فقد أصبحت الآن خاوية. لا تذكرني روعة الأيام الخوالي إلا بحجمها حين كنت معروفا ببيت العجائب.”
يتحدث عن بناته العمانيين وعالمهم وإنجازاتهم في القرن الثامن عشر، ​​عن الضيوف الذين ملؤوا غرفه بالحياة وماذا بقي منهم.
تُروى القصة من خلال النظر عبر نوافذ القصر، وداخل المعروضات وحتى تحت الأرض، والتبادلات التجارية بين عُمان وشرق أفريقيا عبر سيرة حمد المرجبي (1837 – 1905) الذي أوجد له الأفارقة اسم “تيبو تيب” حتى إنه لفرط التفسيرات الكثيرة لهذا الاسم لم يعد يعرف المعنى الحقيقي له، كما أجاب عن سؤال المبشر ليفنجستون.
قام المرجبي بحملات استكشاف في وسط أفريقيا، وأنشأ المراكز التجارية التي تُمكّنه من الوصول إلى تلك المناطق، وكان يشتري العاج من المورّدين المحليين، بينما قوافل “تيبو تيب” تنقل السلع الفاخرة والأنباء أيضا، حتى وصل الحال بشعوب هذه الأرض الأفريقية إلى القول “إذا ارتفع صوت المزمار في زنجبار انطلق الرقص في تابورا.”
شكلت شخصية المرجبي لغزا أو أسطورة عندما قاد تجارة إلى قلب أفريقيا بحثا العاج الذي كان في يوم ما من مقتنيات الملوك! وهكذا عليك قتل الفيل لتأخذ أنيابه، فالعاج لا يمكن اصطياده.
وفيلم “بيت العجائب” يبسط لنا تلك الأسطورة بلغة سينمائية ووثائقية ويعرفنا كيف قاد هذا الرجل البالغ من العمر 44 عاما أعظم القوافل الكلاسيكية على الدوام في تاريخ أفريقيا وبلغ عدد الحمالين فيها عشرة آلاف شخص.
لم تكن مجرد قوافل لتجارة العاج، بل كانت بمثابة عملية تبادل للثقافات والمحاصيل، حيث نقل التجار العمانيون قيما ونمط حياة لم تكن معروفة لدى سكان هذه المناطق الأفريقية بما فيها الدينية المتعلقة بالإسلام، وهكذا كانت القافلة بمثابة مدينة متجولة فيها المطاعم والطبابة وكل شيء مسخر لخدمة الرحالة ليغير بعدها عصر القوافل العمانية تاريخ شرق أفريقيا.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صبا وحجاز عراقي
- البيت الشيعي اختراع مزيف
- نكهة القهوة تُدفع قسرا إلى المتحف
- لا أسوأ من التخمين السياسي
- الصوفي المطمئن عبدالهادي بلخياط
- الإطار التنسيقي المهزوم في سوريا
- لم يعد غوارديولا جوبز كرة القدم
- نترقب إيران جائزتنا الكبرى!
- دسائس الفاتيكان
- بديهية ديكارت عند الذكاء الاصطناعي
- فيروز لولا فيلمون وهبي
- ابتذال المحلل السياسي
- غرائزية ترامب وماسك تصبح “الحنجرة العميقة”
- ترامب يدخل السياسة قسرا للبيوت العربية
- لندن ترفع القبعة لأوركسترا عمانية
- هل سحقت رجولة إيران الجيوسياسية؟
- أصحاب كاظم الساهر
- كم صوتًا ستجمع تايلور سويفت؟
- اقتباس لا ينتهي من أورويل
- من يترقب الحرب العالمية الثالثة؟


المزيد.....




- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...
- كتاب -رخصة بالقتل-.. الإبادة الجماعية والإنكار الغربي تحت مج ...
- ضربة معلم من هواوي Huawei Pura 80 Pro.. موبايل أنيق بكاميرات ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - بيت العجائب