أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - غرائزية ترامب وماسك تصبح “الحنجرة العميقة”














المزيد.....

غرائزية ترامب وماسك تصبح “الحنجرة العميقة”


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8172 - 2024 / 11 / 25 - 00:47
المحور: الادب والفن
    


لم يحدث أن رئيس دولة أو حكومة أو وزير كان حريصا على تجسيد التعريف التاريخي للخبر الذي وضعه اللورد نورثكليف مؤسس صحيفة “ديلي ميل” لأن وظيفتهم وجدت بالأساس لإخفاء الأخبار عن الجمهور وترويج الإعلانات المجردة، فالخبر وفق التعريف التاريخي “معلومات يريد أحدهم منع الناس من معرفتها”، واليوم ينظم إلى هؤلاء الذين يريدون منعم الناس من معرفة المعلومات الثري إيلون ماسك بوظيفته الحكومية في الإدارة الأمريكية أحد المخلصين الجدد للرئيس دونالد ترامب.
هذا يعني أنه سيكون المعبر المثالي لفلسفة ترامب الذي يعمل على شيطنة الصحافة واعتبارها مجرد أخبار زائفة.
لكن ماذا عن منصة أكس التي كانت في يوم ما سوقا مثالية لتبادل المعلومات؟
كان العقد الأول من القرن الحادي والعشرين الأيام الذهبية لتويتر عندما كان بإمكان الناشطين والفنانين والمحامين والأكاديميين وصناع السياسات والصحافيين والمتخصصين من كل ذوق التواصل وتبادل المعلومات وتبادل الأفكار ومتابعة الأحداث في الوقت الفعلي.
وعندما أصبحت المنصة بعهدة ماسك، كُتب لها عشرات من شهادات الوفاة مباشرة بعد تحويلها إلى “أكس”. واليوم سنحصل على المزيد من شهادات الوفاة السياسية بمجرد أن يضع ماسك قدمه الأولى في مكتبه الحكومي بإدارة ترامب.
لقد حول ماسك كأغنى رجل في العالم، منصة “أكس” إلى “حنجرة عميقة” ومكبر صوت للتعبير عن ترامب والعمل على وصوله إلى البيت الأبيض، الأمر الذي دفع ترامب إلى أن ينيط به وزارة الكفاءة الحكومة الجديدة “Doge”، وهي عبارة عن تلاعب بالألفاظ مأخوذة من صورة الكلب والعملة المشفرة “Dogecoin” والتي بدأت كمزحة من قبل مبتكريها، إلى أن قفزت قيمتها بعد أن أطلق عليها ماسك “عملة الشعب” في عام 2021.
الآن يجلس ماسك في قلب الحكومة الأمريكية، ومع ذلك لا يحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ على أفعاله ويمكنه الاستمرار في العمل في القطاع الخاص. يُسمح له بالاحتفاظ بمنصة “أكس” ومتابعيه البالغ عددهم 204 ملايين، بالإضافة إلى رئاسة شركة السيارات الكهربائية “تيسلا” وشركة الصواريخ “سبيس أكس” وهكذا للمرة الأولى في التاريخ، يقوم ملياردير كبير في مجال التكنولوجيا بتشكيل الديمقراطية بشكل مباشر والسيطرة على حرية التعبير، من خلال وسائل الإعلام الخاصة به.
مهلا! دعونا نتذكر تصريحات ماسك السابقة بشأن ترامب، علنا نفهم “الزبائنية السياسية” عندما تتحول إلى عملة مشفرة يتم التحكم بها من قبل أصحاب الثراء الفاحش، وما يتعلق منها بحرية تبادل المعلومات، عندما يراد كسر الصحافة المستقلة وسحقها. فالعلاقة بين أكبر شخصين في العالم لا تعود بالنفع على أي منهما إلا إذا كان الرجلان المتعطشان للسلطة والمتسرعان يتعاملان بلطف تجاري.
في عام 2022، غرد ماسك قائلا “لكي يستحق تويتر ثقة الجمهور، يجب أن يكون محايدا سياسيا، وهذا يعني فعليا إزعاج أقصى اليمين وأقصى اليسار على حد سواء”. كما غرد قائلا “سيكون عمر ترامب 82 عاما في نهاية ولايته، وهو عمر كبير جدا ليكون رئيسا تنفيذيا لأي شيء، ناهيك عن الولايات المتحدة الأمريكية”.
وبعد أشهر، عندما اشترى ماسك تويتر مقابل 44 مليار دولار، طرد المشرفين على المحتوى وفرض رسوما مقابل التحقق من الحسابات، وهو ما يعني أن الناس يمكنهم شراء النفوذ. وتمت إعادة تسمية تويتر إلى أكس، وتخلص من ملايين المستخدمين وأعاد حساب ترامب الذي تم تعليقه بعد تمرد البيت الأبيض في 2021.
غادر كبار الكتاب المنصة لأنها لم تعد مقبولة بالنسبة لهم، بعد أن أصبحت سامة، الأمر الذي جعل مارك كاريجان، مؤلف كتاب “وسائل التواصل الاجتماعي للأكاديميين”، أن يتوقع دمج منصة “”Truth Social التي أنشأها ترامب مع منصة “أكس”.
فإذا حدث ذلك، فمن الذي ستكون له الأولوية؟ كذلك تتساءل صحيفة أوبزيرفر البريطانية، هل يكبت ماسك الانتقادات الموجهة للحكومات الاستبدادية التي يتعامل معها، أم يروج لها؟ وفي البرنامج السياسي والاعلامي الذي يتناول دونالد وإيلون، من هو الدمية ومن هو الذي سينفق ويجني المال؟
“إذا حدث ذلك، فسوف يكون بمثابة آلة التضخيم النهائية لأفكار ترامب، تطبيق سياسي خارق متنكّر في هيئة وسائل التواصل الاجتماعي”، كما قال جيمس كيركهام المتخصص بطبيعة العلامات التجارية الذي طالبنا بأن ننسى بقية المنصات الاجتماعية والشبكات الفضائية الكبرى؛ فقد يكون القلب الحقيقي للاستراتيجية الرقمية للحزب الجمهوري هو منصة إكس.
مع ذلك لا أحد سيعرف ماذا سيحصل لمنصة أكس، بمجرد أن ندرك أن الغرائزية الشخصية في طريقة تفكير الرجلين ماسك وترامب لأنهما يجسدان الحقيقة القبيحة في العصر الرقمي!
فالأول مصاب بحس الفكاهة الصبياني لديه، وتصيده الدعائي السخيف، وحربه الساذجة على وسائل الإعلام القديمة، ونهجه السهل في التعامل مع حرية التعبير في بيئة الإنترنت.
أما ترامب فلا يريد مغادرة التعريف المثالي له بوصفه الميكروفون الأقوى في العالم سواء كان يتربع على عرش البيت الأبيض أم خارجه.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب يدخل السياسة قسرا للبيوت العربية
- لندن ترفع القبعة لأوركسترا عمانية
- هل سحقت رجولة إيران الجيوسياسية؟
- أصحاب كاظم الساهر
- كم صوتًا ستجمع تايلور سويفت؟
- اقتباس لا ينتهي من أورويل
- من يترقب الحرب العالمية الثالثة؟
- مشاهير المنصات يمسكون بالهراء
- بلير خرقة مبللة بالنفط وليس مصنع مُثل
- أين تتجه أخلاقيات الصحافة؟
- ذاكرة الألم في -كلنا مريم-
- مَن يحكم العالم بايدن أم نتنياهو؟
- أمضّ من أسى جيسيكا لانج
- لأنه… الحاكم المطلق للعراق!
- لماذا لا تكتب عن ماجد المهندس؟
- بلينكن غير المحظوظ بأسوأ وظيفة في العالم
- غناء عربي في زنجبار
- معركة دون كيشوتية مع التلفزيون
- هل حقا تريد إيران عراقا قويا؟
- شرطة الذائقة السمعية


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - غرائزية ترامب وماسك تصبح “الحنجرة العميقة”