أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - مشاهير المنصات يمسكون بالهراء














المزيد.....

مشاهير المنصات يمسكون بالهراء


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8138 - 2024 / 10 / 22 - 16:13
المحور: الادب والفن
    


عندما سألت الزميلة رولا خلف رئيسة تحرير صحيفة “فايننشيال تايمز” الثري إيلون ماسك، بعد أن أستحوذ على “تويتر” آنذاك. لماذا ينخرط رجل جاد مثلك لديه أفكار جادة في ألعاب تويتر السخيفة التي قد تكلف متابعيه ثمنا غاليا؟ كانت تريد في هذا السؤال أن تقول لماذا أنت مثير للجدل إلى تلك الدرجة؟، أما رد ماسك فكاد أن يكون تعريفا مفيدا لمعنى أن يكون الإنسان مثيرا للجدل الضار! بقوله “ألست مستمتعة في أن ألعب دور الأحمق على تويتر وأصعّب الأمور على نفسي وأتسبب في كل أنواع المتاعب؟” فهل الأحمق هو معادل موضوعي لشخصية المثير للجدل؟
قد يظهر لنا ماسك السخافة المطلقة للثروة الفاحشة عندما يريد حكم الأرض والسماء والتأثير على مزاج الناس. عندها لا يمكن الاستغراب عندما يقوم مشعلو حرائق الحروب الثقافية والطائفية بتمثيل دور رجال الإطفاء، وهنا سنجد تعريفات مفيدة عن إثارة الجدل عندما يتعلق الأمر بماسك حتى نصل إلى خامنئي في بداية قائمة طويلة.
لكن ماذا لو عاد أينشتاين للدخول في جدل العصر الرقمي الذي قال ذات مرة “إن البحث عن الحقيقة والمعرفة من أفضل صفات الإنسان”. وعاد أيضا للحياة علي الوردي الذي قال “إن العقل يقتبس من الحقيقة الخارجية جزءا ثم يضيف إليها من عنده جزءا آخر ليكمل بذلك صورة الحقيقة كما يتخيلها. وهذا هو الذي جعل كل فرد منا يحمل معه حقيقته الخاصة كما يحمل حقيبته”.
ومع تعلق الأمر بما يسمى “بناء العلامة التجارية الشخصية” على المنصات، تحوّلت إثارة الجدل إلى شخوص مشاهير على مواقع التواصل، مع أنهم لا يصنعون مُثلا وأفكارا وقيما ولا تحركهم معايير إنسانية ومعرفية تجعل المجتمعات تنظر إليهم بنوع من الاهتمام المفيد، ومعهم أضحت إثارة الجدل بشأن تأثير هؤلاء على صناعة الرأي العام أكثر ما يثير الجدل نفسه، عندما صارت تحتفي بهم الحكومات وتدفع لهم أموالا لسحق الصحافة المستقلة، ولسوء حظ التاريخ الرقمي الذي يراد كتابته بالهراء.
مع ذلك يبقى هؤلاء “الناس” موضع إثارة للاهتمام، وعندما أقول مثيرين للاهتمام، أعني ذلك بالطريقة التي يكون فيها ترويج الهراء سببا للاستحواذ على العقول.
أتوقع من جميع قراء هذا المقال لديهم قائمة مفتوحة من هؤلاء، يدافعون فيها نيابة عني، حتى وصل الوحل إلى كرة القدم وجمهورها بعد تشويه علاقات المجتمع مع نفسه بذريعة الدفاع عن حريات الكفر والإلحاد والتعصب والأعراق والألوان والطوائف والبلدان، ومن يتسيّدون ذلك تتفق الثقافة السائدة اليوم على تسميتهم بنشطاء ومشاهير منصات إثارة الجدل، لكن عن أي جدل نافع نتحدث؟
بدت لي مفيدة، العودة إلى كتاب الفيلسوف الأميركي هاري فرانكفورت عندما نشر منتصف ثمانينيات القرن الماضي مقاله الشهير “فيما يتعلق بالهراء” من دون أن يتوقع أن الهراء “سينتج” آنذاك نماذج فاعلة في الفضاء الرقمي، صدرت لاحقا ترجمة عربية بعنوان “في الهراء والتهريج”.
كانت الفكرة البارعة لفرانكفورت الذي عاش العصر الرقمي وكان يجدر به تقديم نسخة مطورة من كتابه “رحل في أغسطس 2023” هي أن الهراء يكمن خارج نطاق الحقيقة والأكاذيب. فالكاذب يهتم بالحقيقة ويرغب في طمسها. ومن يتفوه بالهراء لا يبالي بما إذا كانت أقواله صحيحة، “فهو يختارها فقط، أو يصنعها، بما يتناسب مع غرضه”.
كان أرسطو يرفع من قيمة الجدل بوصفه وسيلة للتدريب على التفكير، بيد أن ثقافة الجدل السامة اليوم بدأت تسيطر على الفضاء الإلكتروني لتصبح تقليدا في البرامج الحوارية التلفزيونية، ومنطقا يعول عليه الكثير من السياسيين الفاشلين، حتى بتنا نسير في طريق أعمى إلى الهراء الذي أمسك به في يوم ما هاري فرانكفورت!



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلير خرقة مبللة بالنفط وليس مصنع مُثل
- أين تتجه أخلاقيات الصحافة؟
- ذاكرة الألم في -كلنا مريم-
- مَن يحكم العالم بايدن أم نتنياهو؟
- أمضّ من أسى جيسيكا لانج
- لأنه… الحاكم المطلق للعراق!
- لماذا لا تكتب عن ماجد المهندس؟
- بلينكن غير المحظوظ بأسوأ وظيفة في العالم
- غناء عربي في زنجبار
- معركة دون كيشوتية مع التلفزيون
- هل حقا تريد إيران عراقا قويا؟
- شرطة الذائقة السمعية
- هل بمقدور المالكي التخلص من خوائه الطائفي؟
- كراسي حمودي الحارثي
- عبث أخبار الخنازير والكلاب
- سيلفيا تكتب إلى بايدن بعد نصف قرن من موتها!
- سنبقى نحب حسين نعمة!
- يمين متطرف أم لا إنسانيين؟
- الذكاء الاصطناعي لا يصل إلى نكهة القهوة
- معضلة تعليب وتسليع الأخبار


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - مشاهير المنصات يمسكون بالهراء