أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - بديهية ديكارت عند الذكاء الاصطناعي














المزيد.....

بديهية ديكارت عند الذكاء الاصطناعي


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8188 - 2024 / 12 / 11 - 16:50
المحور: الادب والفن
    


كنت مثل الملايين غيري أمارس اللعب على غباء الذكاء الاصطناعي، لكن دافعي لم يكن عبثيا كما يفعل آخرون، بل لأنني أحاول أن أجد عنده ما ابحث عنه في الخدمة الجليلة التي يقدمها لنا نظام "شات جي بي تي".
كان أستاذ اللغة الإنجليزية والفلسفة في جامعة جنيف إريك فانونسيني يساعد طلابه على عدم الوثوق، على الأقل في الوقت الحاضر، بنتائج هذا النظام عند إطلاق اسئلة مبنية بالأساس على افتراض خاطئ لاكتشاف النتيجة! فقد تعالت الضحكات في قاعة المحاضرة بمجرد أن أدرج نظام "شات جي بي تي" النصائح المفيدة في أجابته على سؤال عن أفضل الطرق لجمع بيض البقرة! أما أنا فكنت أكثر جدية عندما سألته عن كاتب وصحافي عراقي شهير، لكنه اسرد لي معلومات عن ناقد سعودي! لمجرد تشابه الاسم الأول وحرفين من الاسم الثاني بين العراقي والسعودي! بيد أن تلك الإجابة لاتدفعنا إلى الافراط في التشاؤم وتحويل صفة الذكاء إلى غباء، لأنه لايمكن الاعتقاد بأن هذه التقنية تزداد غباء مع مرور الوقت، صحيح إن الذكاء الاصطناعي لا يفكر، لكنه يتطور ويتعلم.
قبل أيام أطلق يوشوا بينجيو أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة مونتريال ومؤسس معهد كيبيك للذكاء الاصطناعي، أحد أهم الاسئلة التي تبعث على المزيد من الشغف عما إذا كان المستقبل سيمنحنا حق الاجابة على سؤال عن مقدرة الذكاء الاصطناعي أن يفكر في يوما ما؟
فالتفكير أحد نقاط الضعف الرئيسية في الذكاء الاصطناعي. لكن بينجيو عراب الذكاء الاصطناعي وعدد متزايد من الخبراء يذهبون إلى الاعتقاد بأن هناك فرصة لأن نكون على وشك سد الفجوة بين التفكير على المستوى البشري والصناعي.
لقد زعم الباحثون منذ فترة طويلة أن الشبكات العصبية التقليدية "النهج الرائد في مجال الذكاء الاصطناعي" تتوافق بشكل أكبر مع الإدراك. وهذا يتوافق مع الإجابات المباشرة أو الحدسية على الأسئلة "مثل التعرف التلقائي على الوجه". مثلما يعتمد الذكاء البشري على الإدراك وهذا ينطوي على المداولة الذاتية ويأخذ أشكالا قوية من التفكير "مثل حل معادلة رياضية، أو وضع قانون لحركة المرور".
وما يبعث على الأمل بكسر الهوة بين الذكاءين البشري والاصطناعي التطورات التي ساعدت طلاب القانون في الحصول على إجابات أفضل للأسئلة المعقدة عندما يُطلب منهم إنتاج سلسلة من الأفكار تؤدي إلى إجابتهم. وهذه المهمة تتطلب تكنولوجيا متقدمة، ومن خلال سلسلة طويلة للغاية من الأفكار، يتم تدريبها على "التفكير" بشكل أفضل.
مع ذلك علينا عدم الأفراط بـ "الوعد الزائف" الذي يقدمه لنا الذكاء الاصطناعي وفق عالم اللسانيات نعوم تشومسكي، فاذا نجحت هذه التقنية في جعل الانظمة تفكر ولو بالحد الأدنى، يجب أن ندرك المخاطر الكبيرة الواجب مراعاتها. فنحن لا نعرف بعد كيف نضبط الذكاء الاصطناعي ونتحكم فيه بشكل موثوق. عندما تتزايد قدرته على خداع البشر، وهي نتيجة طبيعية لتحسين مهارات الوصول إلى الهدف.
لقد قبلت أن أدخل رهان الخداع عبر اقتراح مثير وصادم في آن لصحيفة نيويورك تايمز على قرائها، عندما عرضت عشر صور بعضها منتجا بواسطة الذكاء الاصطناعي، مطالبة القراء الدخول في اختبار أي من الصور حقيقية من بين المزيفة.
لا يمكن أن أزعم أن الاختبار كان سهلا، لأن الصور من الدقة بمكان ما يجعل العين البشرية في حيرة من أمرها.
ولكن مع تحسن البرمجة والقدرات العلمية، فمن المتوقع أن تتمكن هذه النماذج الجديدة من تسريع البحث في مجال الذكاء الاصطناعي نفسه. وقد يؤدي هذا إلى الوصول إلى مستوى الذكاء البشري بشكل أسرع مما كان متوقعا. عندها يصل الذكاء الاصطناعي إلى البديهية الديكارتية، هو يفكر فهو موجود كالبشر!



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيروز لولا فيلمون وهبي
- ابتذال المحلل السياسي
- غرائزية ترامب وماسك تصبح “الحنجرة العميقة”
- ترامب يدخل السياسة قسرا للبيوت العربية
- لندن ترفع القبعة لأوركسترا عمانية
- هل سحقت رجولة إيران الجيوسياسية؟
- أصحاب كاظم الساهر
- كم صوتًا ستجمع تايلور سويفت؟
- اقتباس لا ينتهي من أورويل
- من يترقب الحرب العالمية الثالثة؟
- مشاهير المنصات يمسكون بالهراء
- بلير خرقة مبللة بالنفط وليس مصنع مُثل
- أين تتجه أخلاقيات الصحافة؟
- ذاكرة الألم في -كلنا مريم-
- مَن يحكم العالم بايدن أم نتنياهو؟
- أمضّ من أسى جيسيكا لانج
- لأنه… الحاكم المطلق للعراق!
- لماذا لا تكتب عن ماجد المهندس؟
- بلينكن غير المحظوظ بأسوأ وظيفة في العالم
- غناء عربي في زنجبار


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - بديهية ديكارت عند الذكاء الاصطناعي