أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - شاعر لم يعرض عن عراقيته














المزيد.....

شاعر لم يعرض عن عراقيته


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8335 - 2025 / 5 / 7 - 16:13
المحور: الادب والفن
    


لو تسنى لكل الذين يشعرون بالضآلة أمام شاعرية عبدالرزاق عبدالواحد أن عرفوا كيف اتصل وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان عام 2003 بالشاعر العراقي بعد أن علم بوجوده في باريس، ومنحه الإقامة الدائمة ومن ثم الجنسية الفرنسية باستثناء نادر، قائلا له “فرنسا موطن الشعراء” ومعبرا عن انبهاره بشعره بعد أن قرأه بترجمة المستشرق الفرنسي جاك بيرك.
أقول لو تسنى لهم، فهل سيتوقفون عن الخيال الرخيص وينصبون مشانق العدالة المكسورة كلما جاءت سيرة الشاعر الراحل وبعد كل تلك السنين على وفاته مغتربا؟ مع أنه كان لا يريد من الحياة أكثر مما أخذ. وعلى استعداد لكي يعطيها فوق ما أعطيت.
سنجد ما يشبه الإجابة في متن كتاب “رسائل عبدالرزاق عبدالواحد من باريس إلى مسقط” التي احتفظ بها الشاعر عبدالرزاق الربيعي في صور مستنسخة من البريد الإلكتروني.
وسيجد قارئ هذا الكتاب ما يشبه السيرة الحسية لسنوات عبدالواحد في باريس وكيف يتأمل العراق الذي سقط في لجة الدماء بعد عام 2003.
عندما يتعلق الأمر بي فقد كنت شاهدا قريبا من سنوات عبدالرزاق عبدالواحد تلك ما بين باريس ودمشق وعمان في رسائل إلكترونية فرطت بها -لسوء الحظ- بعد تغيير بريدي الإلكتروني. حرضته على العودة للنشر آنذاك، وكنت أول من نشر قصيدته الشهيرة “كبير على بغداد” أثناء عملي في صحيفة (الزمان) بعد أسابيع من عبور الدبابة الأميركية على جسر الجمهورية. وأغلب قصائده الأخرى فضلا عن عمود أسبوعي لمذكراته الشخصية كما أشار في ذلك بإحدى رسائله إلى الربيعي. لكن هذا الكتاب الصادر قبل أسابيع عن منشورات كلمات في بغداد، بمثابة وثيقة تسجيلية تعيد تعريف الإنسان الكامن في الشاعر وهو يتأمل العراق يداس بأقدام الغزاة، فيما يتصاعد صراخ الرعاع على هدر دمه.
يرفض عبدالواحد في واحدة من تلك الرسائل أن يكون لاجئا، بعد أن اقترب موعد نهاية إقامته في باريس ويكتب “بقي لي فيها حق إقامة لمدة شهر ونصف إذا انتهت فأنا أمام واحد من خيارين: أن أتركها ولست أدري إلى أين؟ أو أطلب اللجوء السياسي فيها عندها سأموت حسرة، وكما ترى الأمر في وطننا يزداد سوءا يوما بعد يوم وأخشى على حماقة أرتكبها أن أحمل هذا الجسد لأدفنه في العراق.”
لكن اتصال الوزير دوفيلبان ينهي هذا الترقب ويجعل باريس تعيد للشاعر كرامته المهدورة في بغداد.
يكتب أبوخالد في رسائله إلى الربيعي بثقة الشيخ الذي لم ينكسر “لا تكتئب فشيخك لم يبلغ به الأمر بعد حد الهلع عليه، لا تكتئب أيها الإنسان النبيل، فأنا ما زلت بخير رغم ما أعانيه من ضيق، هو العمر والغربة والوطن الذي يزداد خرابا يوما بعد يوم، وهو القلق على من تركنا بين النيران، ومع ذلك فشيخك عرف المعتقلات والسجون والتشريد والغربة، ولكن يومها كانت تضيء في داخله شعلة الإيمان بالوطن، يحملها عنفوان شبابه وعنفوان شعره، وكان إذا اغترب واثقا أنه سيعود وأن العراق ينتظره، ومع ذلك لا تكتئب، فوجه الحسين يبقى ساهرا على شطآن دجلة والفرات.”
وفي مناجاة حزينة، بمثابة موضع فخر للربيعي يكتب له “مجنون في الثالثة والسبعين بحب العراق (رحل عبدالواحد عن 85 عاما) يا عبدالرزاق أنت الآن العراق القريب الذي يستطيع أن يسمعني صوته ويوصل إليّ شواطئ دجلة والفرات ونكهة طين الدهلة في الجنوب.”
ويتعهد في رسالة أخرى، حيث الحياة ما زال بها رمق لكي تعاش. بكتابة ذكرياته مع صدام حسين، سيكون لها وقع خاص، ذلك أنها ستستغرق الوضع الأدبي في العراق خلال هذه الفترة، ذلك ما يضع ابنة الشاعر الراحل رغد أمام مسؤولية تاريخية وأخلاقية لنشر تلك الذكريات إذا كان الشاعر قد كتبها فعلا.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رعد بركات: لا غناء إلا للعراق
- رصيد ياسمين بلقايد لا ينضب
- إعلام دولة رئيس الببغاء!
- تأنيث ضمير اللغة
- كاظم الساهر يعيد مجد أغنية الأمهات
- تغييب التلاوة البغدادية
- ألا تكفي خمس جوائز أوسكار!
- تدليس مفهوم الدولة عند نوري المالكي
- استحواذ على ملكيتنا الفكرية
- أوروبا الرجل الطيب أم المريض
- دمشق يا أخت بغداد
- بيرس مورغان مدير على نفسه
- نسخة ترامب2.0 تحرق السقف
- السياب في لندن
- أوبريت حمائم الإطار التنسيقي
- بشارة الخوري بمقام عراقي
- عندما كانت الرسائل شفاعة وجد
- سقوط صحافيين كبار!
- بيت العجائب
- صبا وحجاز عراقي


المزيد.....




- مصر.. رفض دعاوى إعلامية شهيرة زعمت زواجها من الفنان محمود عب ...
- أضواء مليانة”: تظاهرة سينمائية تحتفي بالذاكرة
- إقبال على الكتاب الفلسطيني في المعرض الدولي للكتاب بالرباط
- قضية اتهام جديدة لحسين الجسمي في مصر
- ساندرا بولوك ونيكول كيدمان مجددًا في فيلم -Practical Magic 2 ...
- -الذراري الحمر- للطفي عاشور: فيلم مأخوذ عن قصة حقيقية هزت وج ...
- الفلسطيني مصعب أبو توهة يفوز بجائزة بوليتزر للتعليق الصحفي ع ...
- رسوم ترامب على الأفلام -غير الأميركية-.. هل تكتب نهاية هوليو ...
- السفير الفلسطيني.. بين التمثيل الرسمي وحمل الذاكرة الوطنية
- 72 فنانا يطالبون باستبعاد إسرائيل من -يوروفيجن 2025- بسبب جر ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - شاعر لم يعرض عن عراقيته