أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - لعنة العراق أم متلازمة صدام!














المزيد.....

لعنة العراق أم متلازمة صدام!


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8356 - 2025 / 5 / 28 - 22:13
المحور: الادب والفن
    


ليس هناك الكثير من صور العراق تحت الاحتلال في فيلم "رجل عامل" باستثناء مقدمة الفيلم الممزوجة بأسماء الكادر والمصنعة تقنيا وليس تصوريا، تظهر حرب احتلال بغداد وصور القتال والقذائف والمواجهة مع المقاومة العراقية، لكنّ مشهدا واحدا في الفيلم يبني ثيمته على لعنة العراق ومتلازمة أو عقدة صدام التي لا يمكن أن نتوقع بأن هوليوود ستشفى منها في زمن قريب.
يُظهر ليفرتي الجندي الأعمى نتيجة انفجار في العراق، جسّد دوره ديفيد هاربور، مشجب أسلحته لصديقه ليفون كيد، جسد دوره جيسون ستاثام، لتزويده بسلاح يساعده في إنقاذ فتاة مخطوفة من قبل عناصر مافيا مخدرات روسية شريرة يديرها رجال منحرفون. ومن بين تلك الأسلحة بندقية صدام حسين الذهبية!
هكذا يقوم ستاثام الجندي السابق في العراق وعامل البناء الحالي بطريقة رامبو (شارك سيلفستر ستالون في كتابة سيناريو الفيلم!) بقتل العشرات من الأشرار، بمن فيهم رجال شرطة فاسدين لإنقاذ ابنة مديره في العمل المختطفة من بار يروج للمخدرات.
لكن لماذا يتحول الجندي القاتل لآلاف العراقيين إلى إنساني مفرط الحساسية تجاه حياة الناس؟ فقط لأنه تعهد لوالد الفتاة المختطفة باستعادتها كنوع من رد الجميل للأسرة التي شغلتهُ رئيسا للعمال في مشروعها العقاري بعد أن لقي الإهمال من أقرب الأشخاص إليه والجيش الذي خدم فيه بعد انتحار زوجته. لذلك عاش مشردا ينام في شاحنته أمام موقع العمل، ويتلقى هبات الطعام من زملائه العاملين وأسرة رب العمل والفتاة المختطفة ابنة المطور العقاري.
هكذا يخبرنا فيلم “رجل عامل” للمخرج ديفيد آير بأن الحرب عندما تدخل إلى السينما تصبح أخلاقية، في تفسير يوضح لماذا يمتلك دعاة الحرب والهيمنة أدوات الإعلام والإنتاج.
ستاثام الذي كان ضيفا دائما في أفلام السرعة والمرتزقة لسنوات، أخلى هاربور المصاب في قتال بالعراق، لكنه أصيب بالعمى واحتفظ بأسلحة القتل في مشجبه الصغير بما فيها بندقية صدام حسين المسروقة من القصور الرئاسية. وفي لحظة رد الجميل لستاثام يتبرع له بالسلاح لقتال الأشرار المنحرفين من رجال المافيا واستعادة الفتاة المخطوفة. (تأمّل هنا فقاتل المدنيين العراقيين يتحول إلى أداة لاستعادة فتاة بريئة مختطفة من قبل رجال المافيا!)
هذا الفيلم المقتبس من رواية “تجارة ليفون” للكاتب تشاك ديكسون، قبل كل شيء، مُختصر في جوهره وفاقد لنكهته. فستاثام رجل قوي ذو ماضٍ عسكري غامض في العراق وبلغة إنسانية لا تُضاهى! مع أنه متهم بشكل مستمر من والد زوجته المنتحرة بالقاتل والمتوحش.
إلا أن هناك الكثير مما يبدو غير مدروس من حبكة اختطاف الفتيات إلى المتاجرة بالبشر البشعة وصولا إلى الفظاعة التي تتضمنها عبارة “العنف يتبعك كالسحابة،” التي نطقت بها إحدى الشخصيات لكيد بغطرسة. فكيف يستوي هذا العنف مع الإنسانية المفرطة للقتلة!
ومع ذلك، فإن الأحداث سطحية تماما، ومهارات كيد في القتل المُبالغ فيه كجندي سابق لم تكن مقنعة أو معقولة في حدها الأدنى. ويبدو محصنا من طلقات الرصاص، غير مُعرّض للخطر أبدا، ولا يُواجه خطر الموت بعد قتل العشرات من رجال المافيا، كنسخة معدلة من رامبو.
لا يُطهّر هذا الفيلم قتلة العراقيين لمجرد أن بطله يقوم بإنقاذ فتاة مختطفة.
“إنه فيلم سخيف، خال من التشويق وممل” حسب عرض لمجلة “إمباير” المعنية بالدراما.
دراميا لا تتدفق العديد من المشاهد مع بعضها البعض، في حين يتم التخلص من خيوط القصة بأكملها. يزور ستاثام محاميه بشأن حضانة طفلته من جدها المتغطرس في بداية الفيلم، لكن السيناريو ينسى في خضم انشغاله بالقتال، مصير الطفلة ولا يعود إليه حتى نهاية الفيلم!
في النهاية هذا الفيلم الذي يبدو عنوانه “رجل عامل” إنسانيا! ينتهي بمحتوى سيئ يعيش على لعنة العراق التي وصلت إلى هوليوود.


https://www.youtube.com/watch?v=zTbgNC42Ops



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لهيثم الزبيدي وجع الدموع في مآقيها
- ترامب لعبة لا تبعث على الملل
- شاعر لم يعرض عن عراقيته
- رعد بركات: لا غناء إلا للعراق
- رصيد ياسمين بلقايد لا ينضب
- إعلام دولة رئيس الببغاء!
- تأنيث ضمير اللغة
- كاظم الساهر يعيد مجد أغنية الأمهات
- تغييب التلاوة البغدادية
- ألا تكفي خمس جوائز أوسكار!
- تدليس مفهوم الدولة عند نوري المالكي
- استحواذ على ملكيتنا الفكرية
- أوروبا الرجل الطيب أم المريض
- دمشق يا أخت بغداد
- بيرس مورغان مدير على نفسه
- نسخة ترامب2.0 تحرق السقف
- السياب في لندن
- أوبريت حمائم الإطار التنسيقي
- بشارة الخوري بمقام عراقي
- عندما كانت الرسائل شفاعة وجد


المزيد.....




- اكتشاف أثري تحت الركام.. ما مصير القرى الأثرية بعد سقوط نظام ...
- -القسطنطينية- يفتتح الدورة السابعة لمهرجان -بايلوت- الروسي ( ...
- بيان رسمي بعد نزاع بين ملحن مصري وحسين الجسمي
- من غرناطة إلى تستور.. كيف أعاد الموريسكيون بناء حياتهم في شم ...
- مايك تايسون يتلقى عرضا مغريا للعودة إلى الحلبة ومواجهة أحد أ ...
- من غرناطة إلى تستور.. كيف أعاد الموريسكيون بناء حياتهم في شم ...
- فنانة وإعلامية مصرية شهيرة تعلن الصلح مع طبيب تجميل شوه وجهه ...
- الكتابة في زمن الحرب.. هكذا يقاوم مبدعو غزة الموت والجوع
- أداة غوغل الجديدة للذكاء الاصطناعي: هل تهدد مستقبل المهن الإ ...
- نغوغي وا ثيونغو.. أديب أفريقيا الذي خلع الحداثة الاستعمارية ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - لعنة العراق أم متلازمة صدام!