أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صلاح بدرالدين - في دورة – اعلان الاستقلال – للمجلس الوطني الفلسطيني















المزيد.....

في دورة – اعلان الاستقلال – للمجلس الوطني الفلسطيني


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 8432 - 2025 / 8 / 12 - 00:35
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


" ضمن أجواء الاعتراف بحل الدولتين "
لقد انعش – تطير – البعض من كلمة – كردستان – ذاكرتي ، واعادني خمسة وثلاثون عاما نحو الوراء عندما كنت ضيفا على " المجلس الوطني الفلسطيني " المنعقد بالجزائر عام ١٩٨٨ ، فقد كان متبعا من جانب الأصدقاء في منظمة التحرير الفلسطينية دعوتنا باسم الحركة الكردية الى مختلف مناسباتهم الوطنية وخاصة مؤتمرات المجلس الوطني الذي كان بمثابة البرلمان الفلسطيني خارج الوطن ، وكان لنا في كل مؤتمر كلمة مثل سائر الوفود المدعوة ، وكان لهذا المؤتمر بالذات قيمة كبرى حيث اعلن فيه الزعيم الراحل ياسر عرفات الاستقلال ، وإعلان قيام الدولة الفلسطينية .
كنت أقيم مع وفود أخرى في احد فنادق العاصمة ، وننتقل يوميا بواسطة وسائل النقل المخصصة لوفدنا الى قاعة المؤتمرات الكبرى على شاطئ البحر ، وفي اليوم الأول كنا مع الوفود الأخرى امام الفندق ننتظر دورنا ومناداتنا للانتقال الى مكان المؤتمر ، ثم سمعت احد ضباط الشرطة الجزائريين المكلف بامر الضيوف ينادي بواسطة الميكريفون ( وفد كردستان ) فتفاجأت للوهلة الأولى ولم نتقدم على الفور ومانظرت من حولي الا ومعظم الأنظار متجهة نحوي ولمحت من بينها وفد حزب البعث اللبناني برئاسة الدكتور عبد المجيد الرافعي وكان لسان حال الجميع يقول : انهم ينادونك ، فتقدمت الى سيارة ( وفد كردستان ) ، وغادرنا باتجاه منطقة الصنوبر حيث قاعة المؤتمرات .
في ذلك اليوم وبعد الجلسة المسائية اصطحبني القائد بحركة فتح الصديق الشهيد صلاح خلف – أبو اياد الى مكان اقامته في احدى الفلل المجاورة لقاعة المؤتمرات ، ثم سالني هل سمعت ماحصل اليوم بشانكم ؟ فاجبته بالنفي ولكنني تذكرت في قرارة نفسي موضوع ( وفد كردستان ) واكمل ان الوفد العراقي برئاسة – وطبان التكريتي – الأخ غير الشقيق لصدام حسين ، والوفد البعثي اللبناني برئاسة د عبد المجيد الرافعي عضو القيادة القومية لحزب البعث ومسؤول قطر لبنان ، ، احتجوا لدى الأخ أبو عمار ، وهددوا بالانسحاب في حال تكرار المناداة ( بوفد كردستان ) ، بل اكثر من ذلك اوصلوا احتجاجهم الى الاخوة الجزائريين .
لم يمضي وقت طويل حتى حضر الراحل ابوعمار وبشكل مفاجئ حيث كان مكان اقامته بجوار – أبو اياد - وما ان وقع نظره علي حتى ناداني ممازحا : ايه ياصلاح اعلنتم عن استقلال كردستان ؟ فاجبته اخ أبو عمار بطلعلكم استقلال فلسطين بطلعلنا كمان استقلال كردستان ، ثم اخبرنا بانه أجاب على احتجاجهم السخيف بالقول : لدينا أصدقاء من المناضلين الكرد ووجهنا لهم الدعوة كحركة كردية ، اما ان الجزائري ناداهم بوفد كردستان فهذه ليست مشكلتنا ، ولا مشكلة الوفد الكردي ، وكما فهمت حاول الوفد البعثي اشعار الفلسطينيين بإمكانية مغادرة الوفد الكردي ولكن لم يلقي ذلك اية استجابة .
قدمت شرحا وافيا في تلك الجلسة معنى كلمة كردستان باللغة الكردية : موطن الكرد ، او المنطقة الكردية باللغة العربية ، وان هناك كردستان التاريخية في الذاكرة الكردية قبل التقسيم ، والان هناك أجزاء من كردستان موزعة بين أربعة دول ، وان المؤرخين العرب الأوائل هم من اطلقوا كلمة كردستان للمرة الأولى بعد استخدامها من جانب المؤرخين اليونان في القرون الماضية ،ثم القنصليات الأجنبية في تركيا وايران وخاصة الروسية ثم المستشرقين الذين قاموا بزيارات الى المنطقة منذ القرن الثامن عشر .
ثم تحولت السهرة بعد ذلك الى تبيان مدى سوء عقلية الأنظمة العربية الحاكمة ، ومعاداتها للديموقراطية وحقوق الانسان ، وقد سمعت أبا عمار يردد : اليوم يعادون الكرد كشعب مناضل من اجل الحرية وغدا قد يعادون شعبنا أيضا لان قضية الحرية لاتتجزء .
في اليومين الأخيرين للمؤتمر بدأ نفس الضابط المكلف بمناداتنا بوفد ( الكرد ) بدلا من ( وفد كردستان ) وذلك كان إنجازا للوفد البعثي علما ان هؤلاء كانوا اعترفوا باتفاقية آذار القاضية بالحكم الذاتي لكردستان العراق قبل ثمانية عشر عاما ، وماحصل من تبديل في الاسم لم يغير بطبيعة الحال وجودنا ، ومكانتنا ، وقدمت كلمتي باسم الحركة الكردية بحضور الوفود بمافيهم الرئيس الجزائري .
ان اول مؤرخ عربي اطلق اسم كردستان هو – ابن حوقل – في كتابه – صورة الأرض – عام ٩٧٧ ميلادي ، كما ان السلطان السلجوقي – سنجر – اطلق أيضا اسم كردستان في القرن الثاني عشر الميلادي ، وقد سبق ان ظهر اسم كردستان في كتاب – توم برمير – المنشور عام ١٧٧٢ ميلادي وقبل الجميع ذكر المؤرخ اليوناني – اكزنفون – الكرد وموطنهم في كتابه المعروف – اناباس – قبل الميلاد .
الدستور العراقي يتضمن رسميا اسم – إقليم كردستان العراق – حتى في ايران هناك محافظة باسم – كردستان – كانت تركيا في بداية اعلان الفيدرالية بكردستان العراق ترفض خلال التعامل التجاري اية وثائق تحمل اسم كردستان ، وقد شاهدت في احد أيام تلك الفترة وانا انتظر للعبور في معبر إبراهيم الخليل نحو – زاخو – امراة كردية عراقية تحمل طفلا صغيرا تبكي وتولول عندما اجبرها الجندرمة التركية للعودة من حيث أتت لان اسمها في جواز السفر العراقي – كردستان – رغم حصولها على الفيزا ، ولكن الان تغير كل ذلك ويستقبل الرئيس التركي مسؤولي الإقليم ووراءهم علم كردستان العراق الى جانب العلم التركي .
غالبية – المتطيرين – من اسم الكرد وموطنهم التاريخي ، وصفوهم بإسرائيل ثانية ، وبما انهم الان يعترفون بوجود الأولى فقد انتهىت أسباب الحذر .
وبحسب تجربتي الطويلة في حوارنا مع شركاء الوطن من مختلف الميول والاتجاهات السياسية ، فان القسم الأكبر وبكل اسف لايسعى الى فهم الحقيقة الكردية السورية تاريخا ، ووجودا ، بل يحمل موقفا سلبيا مسبقا ملؤه الحذر غير المبرر وهذا ماتعلمه من اعلام ، وتربية ، وسياسات ، وممارسات الأنظمة الشوفينية الشمولية تجاه الكرد خلال عقود ، ولاشك ان التخلص من هذه العقدة ، وتصفية آثارها من صلب مهام العهد الجديد وبالتعاون مع سائر الوطنيين ، والديموقراطيين من الكرد والعرب .
كنت شاهدا على مدى معاناة القيادة الفلسطينية الشرعية من الضغوط التي تمارسها الأنظمة الدكتاتورية بسبب او بدون سبب ، وكانت تبحث عن اقل الذرائع لقطع المساعدات عن منظمة التحرير التي كانت تعتمد على مساعداتها في كثير من المراحل ، وقد كانت براعة الراحل ياسر عرفات ، وحسن أدائه ، وشجاعة اخوانه كفيلة بتذليل الكثير من العقبات في مجال علاقاتهم مع النظام العربي الرسمي .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناقشة ( الرأي الاخر ) حول الذكرى الستين للكونفرانس الخامس
- ستون عاما على كونفرانس الخامس من آب ١٩٦ ...
- اللقاء الثامن والتسعون في غرفة بزاف
- الى الإدارة الانتقالية الحاكمة في دمشق : لاتربطوا القضية ال ...
- عطفا على ندائنا السابق للإدارة الانتقالية بدمشق لات ...
- بعد تفاقم الوضع الأمني في السويداء رسالتي الى الإدارة الانتق ...
- بانتظار - اليوم التالي -
- قراءة نقدية في رسالة- اوجلان -
- المسار التحرري لانتفاضة الشيخ سعيد
- اللقاء السابع والتسعون للجان حراك - بزاف -
- الحزام العربي تلك الحلقة الأشد وطأة من السلسلة العنصرية
- المدلول الاستراتيجي لسقوط النظام الإيراني
- عندما يتجاوز الكردي العموميات يصطدم بالحقيقة المرة
- لايمكن حل القضية الكردية السورية الا على ايدي أصحابها
- حول المقاتلين الأجانب في الثورات ( سوريا مثال ...
- عود على بدء : القضية الكردية السورية الى اين ؟
- التقرير السياسي الشهري
- تعقيب على مداخلة السفير الأمريكي في تركيا
- ذكريات أيام زمان
- من دفتر يومياتي عودة الى ازمة العلاقات ( الكردستانية )


المزيد.....




- حفتر يعين نجله صدام نائبا له
- ترامب عن خطة إسرائيل بشأن غزة: تذكروا السابع من أكتوبر
- ثلاثة خيارات صعبة أمام حزب الله
- اغتيال صحفيي الجزيرة.. هل تنجح إسرائيل في إسكات الحقيقة؟
- ترامب عن قمته مع بوتين: ربما خلال دقيقتين سأعرف ما إذا كان س ...
- بقيمة 7.7 مليار دولار.. -باراماونت- تبرم عقداً لبث -يو إف س ...
- جورجينا تستعرض خاتما.. هل تتزوج رونالدو أخيرا؟
- ليبيا: خليفة حفتر يعين نجله نائبا له - فما هي مهامه؟
- دوجاريك: إسرائيل تقتل الصحفيين لمنعهم من نقل ما يحدث بغزة
- كيف حاولت إسرائيل تبرير جريمة استهداف صحفيي غزة؟


المزيد.....

- اشتراكيون ديموقراطيون ام ماركسيون / سعيد العليمى
- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صلاح بدرالدين - في دورة – اعلان الاستقلال – للمجلس الوطني الفلسطيني