|
بانتظار - اليوم التالي -
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 8402 - 2025 / 7 / 13 - 23:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مشيئة الإرادة الدولية وصناع القرار في العالم بإزالة بؤر التوتر في الشرق الأوسط ، وشل قدرات ميليشيات ، وكيانات ، وتنظيمات – محور الممانعة - ، وكان لنظام ايران الحصة الأكبر منها ، ذلك القرار الذي استهدف جيوب – الحرب بالوكالة – منذ نحو عامين ، والذي اشرنا اليه مرارا ، وتكفلت إسرائيل بإنجاز المهمة في معظم ساحاتها ، كانت الأنظار متجهة نحو اليوم التالي في كل حالة على حدة ، والنتائج التي ستترتب عليها في الشرق الأوسط القادم الجديد كما يروج له . والمرحلة الثانية من العملية ستناط باالانظمة الحاكمة بدعم سياسي غربي التي ستعمل على تجريدها من السلاح ، وحل تشكيلاتها العسكرية – الأمنية ، واستيعابها في المؤسسات المركزية للأنظمة الحاكمة كما يراد له بسوريا بعد اسقاط الاستبداد ، وفي لبنان ، وتركيا مابعد قرار حل – ب ك ك - ، والعراق مستقبلا ، ويجري التحضير له في غزة ، واليمن . مفهوم – جيوب الممانعة – وتعريفه بمايتعلق بالحالتين الكردية والفلسطينية لم يكن متفقا عليهما من جانب الإدارة الامريكية والغرب عموما والنظام العربي الرسمي ، وتركيا من جهة وإسرائيل من الجهة الأخرى ، لذلك نشاهد الان خلافات واضحة وعميقة في مجال القرارات والمشاريع السياسية المتعلقة با ( الأيام التالية ) ، وقد تسد العلاقات المتطورة بين سوريا وإسرائيل وباشراف غربي تلك الفجوة في قادم الأيام . جماعات محور الممانعة واذرعها ، وتشكيلاتها ، وبؤر وجيوب الحرب بالوكالة التي استهدفت – بالحرب ، والدبلوماسية - كانت متعددة الاشكال ، وموزعة في جغرافيا واسعة تمتد من ايران الى لبنان ، مرورا بسوريا والعراق في خط التفافي آخر يمر من غزة الى اليمن ، واذا كان الطابع العقائدي الديني - المذهبي هو السائد بشكل عام ، فقد تخلله استثناء هامشي يتعلق بالقضية القومية بمايتعلق الامر – بغزة – في فلسطين ، وبحزب العمال الكردستاني في سوريا المتمثل بقسد ، والإدارة الذاتية والمسميات الأخرى . وفي حقيقة الامر عندما ظهر مصطلح – محور الممانعة – للمرة الأولى ، كان يشمل قاعدته الأساسية المكونة من نظامي ايران وحافظ الأسد ، ثم جميع الأطراف المرتبطة او القريبة من النظام الإيراني مابعد قيام ثورة الخميني عام ١٩٧٩ ، الذي اعلن عن تصدير الثورة ، ودعم الحركات المسلحة ضد جميع الأنظمة القائمة بالمنطقة ، وكانت القائمة في بداية الكشف عنها تضم : ( حزب الله اللبناني – جماعات إسلامية لبنانية سنية – حركتا حماس والجهاد الإسلامي – الحركة الحوثية – ميليشيات عراقية مسلحة ثم الحشد الشعبي - حزب العمال الكردستاني – ب ك ك – وحركات أخرى مثل القاعدة ، وجبهة النصرة وووو) وفي حينها وبالتزامن مع إعلانها تم وصمها بتهمة الإرهاب ، ومايتعلق الامر بجماعات – ب ك ك – السورية طرات تطورات بعد اعتقال – اوجلان – وظهور التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الخلافة الإسلامية – داعش – حيث حاول الامريكان استيعاب تلك الجماعة كقوات مجربة لقتال – داعش - ، وابعادها من مركز – قنديل – ووضعها تحت الأنظار ، ولكنهم وبالنتيجة وبعد سقوط نظام الأسد و والوقوف الى جانب الحكومة الجديدة ، لم يتفاجؤوا كثيرا بالابتعاد عنها ، وتخطئة مواقفها ، واختيار الوقوف الى جانب دمشق كما ظهر مؤخرا في تصريحات المبعوث الخاص السفير – باراك - . البؤر المستهدفة غلب عليها طابع جماعات الإسلام السياسي القريبة من النظام الإيراني تحديدا ، وشمول – حزب العمال الكردستاني – ليس لكونه حركة كردية بل لاسباب تتعلق بالاستراتيجية الإيرانية بالمنطقة ، وتفاعلاتها المتنوعة ، حيث من المعلوم ان مركز – قنديل – العسكري الذي يقود – ب ك ك – خصوصا بعد اعتقال زعيمه ،ترسخ بدعم إيراني مباشر عبر قائد فيلق القدس – قاسم سليماني – وكان يعتبر ومازال في نظر القيادة الإيرانية كرديف استراتيجي عند اللزوم ، وكان للايرانيين الدور الأكبر في إعادة تحالفه مع نظام بشار الأسد بعد ان شابت العلاقات نوعا من الجمود بعد طرد اوجلان من سوريا خلال حكم حافظ الأسد ، وقد كان اللواء آصف شوكت – مدير المخابرات العسكرية السورية ، وصهر الأسد مهندس ترتيب العلاقات من جديد في عام ٢٠١٢ عندما التقى بقيادة مركز قنديل في السليمانية بتسهيلات من الرئيس العراقي حينذاك المرحوم – جلال الطالباني – ومباركة قاسم سليماني . والوجوه البارزة ( السبعة ) الذين يقودون الان – ب ي د – و قسد – والإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا ، هم الذين تصدروا الموجة الأولى في مغادرة معسكر – قنديل - والتوجه الى الجزيرة ، وكوباني ، وعفرين في جبل الاكراد ، ورسم لهم مركز – قنديل – خارطة طريق ، وبرنامج عمل تضمن الجوانب العسكرية ، والاقتصادية – بشان النفط والغاز ، والمعابر – والبشرية في تصدير المقاتلين ، وتامين مصدر مالي جديد للحزب الام ، خاصة في ظرف يمر النظام السوري فيه بالتراجع ، ويعاني الضعف ، ويمكن ابتزازه اذا دعت الحاجة ، واوكل اليهم بمسؤولية المرحلة الجديدة من العلاقات مع النظام السوري الذي قدم لهم الكثير في السنوات الأولى ، وجاء تشكيل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية لمواجهة تنظيم الدولة – داعش – بمثابة فرصة ثمينة مؤاتية تحققت فيها المظلة الامريكية لمنظمة ادينت بالإرهاب سابقا وحصلت على شهادة حسن سلوك بعد قتال داعش ، ومازال نفس الأشخاص يتولون المسؤوليات ويديرون الازمة التي يبدو انها ستتفاقم اكثر بعد الاصطدام بموقف دمشق والحليف الأمريكي . تساءلت قبل نحو أسبوعين في مقالة لي هل سيتم حل القضية الكردية من الان فصاعدا تحت خيمة الحكومات الإسلامية الحاكمة الان في تركيا وسوريا بعد فشل التيار القومي ( الكمالية وحزب البعث ؟ وهل طبيعة هذا الحل تتشابه من قريب او بعيد سياسات الإمبراطورية العثمانية – مابين الملل - تجاه الشعوب والبلدان التي كانت تتبعها ؟ وهل لهذا الموضوع علاقة بالنقد الحاد الذي يستخدمه المبعوث الأمريكي الى سوريا السفير – توم باراك – الى اتفاقيات سايكس – بيكو التي وضعت النهاية للسلطة العثمانية ؟ او بالتصريحات الصادرة عن أصحاب القرار في الحكومة التركية باعتبار انتهاء صلاحيات معاهدتي ( سيفر ولوزان ) بعد مائة عام و التي كرست عمليا تجزئة تركيا العثمانية ؟ ، وفي ذات السياق وباتجاه آخر هل ستشكل نتائج الضربات العسكرية الموجهة الى جمهورية ايران الإسلامية بيئة جديدة لانتصار شعوبها في استعادة حقوقها القومية والديموقراطية ؟ تساؤلات قد تجد لها إجابات في الأشهر والاعوام القادمة .
.
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة نقدية في رسالة- اوجلان -
-
المسار التحرري لانتفاضة الشيخ سعيد
-
اللقاء السابع والتسعون للجان حراك - بزاف -
-
الحزام العربي تلك الحلقة الأشد وطأة من السلسلة العنصرية
-
المدلول الاستراتيجي لسقوط النظام الإيراني
-
عندما يتجاوز الكردي العموميات يصطدم بالحقيقة المرة
-
لايمكن حل القضية الكردية السورية الا على ايدي أصحابها
-
حول المقاتلين الأجانب في الثورات ( سوريا مثال
...
-
عود على بدء : القضية الكردية السورية الى اين ؟
-
التقرير السياسي الشهري
-
تعقيب على مداخلة السفير الأمريكي في تركيا
-
ذكريات أيام زمان
-
من دفتر يومياتي عودة الى ازمة العلاقات ( الكردستانية )
-
هل سيكون حل القضية الكردية على ايدي الإسلاميين ؟
-
لقاء مع صلاح بدرالدين 2
-
مقابلة موسعة مع صلاح بدرالدين
-
عودة العلاقات بين واشنطن ودمشق
-
من جديد في خصوصية الحركة السياسية الكردية السورية
-
مشروعنا ومشروعهم
-
رسالة كردية سورية الى رئيس الجمهورية
المزيد.....
-
قتلى وجرحى خلال اشتباكات طائفية في السويداء، فماذا يحدث في ا
...
-
ماكرون يقرر زيادة الإنفاق الدفاعي بـ4 مليارات دولار في 2026
...
-
عباس: حماس لن تحكم غزة والحل الوحيد تمكين الدولة الفلسطينية
...
-
مورسيا : مدينة يقطنها مهاجرون من شمال أفريقيا تهتز على وقع ا
...
-
ماكرون يعلن عن خطة لتسريع الإنفاق العسكري في فرنسا
-
تحطم طائرة في مطار ساوثند شرقي لندن وإغلاق المطار حتى إشعار
...
-
المستشار الألماني يرفض خطة إسرائيل لإنشاء -مدينة إنسانية- بر
...
-
الإعلام الإسباني يرفض رواية إسرائيل ويكشف جرائمها بغزة
-
سوريا.. عشرات القتلى جراء اشتباكات بين مقاتلين بدو ودروز في
...
-
الإيطالي يانيك سينر يتوج بأول ألقابه في ويمبلدون بعد الفوز ع
...
المزيد.....
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
-
مغامرات منهاوزن
/ ترجمه عبدالاله السباهي
المزيد.....
|