|
لقاء مع صلاح بدرالدين 2
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 8337 - 2025 / 5 / 9 - 14:45
المحور:
مقابلات و حوارات
مقابلة طويلة اجراها الإعلامي المعروف السيد : بشير البكر -كيف تلقيت خبر سقوط النظام السوري؟ - ج – تسالون شخصا عارض نظام البعث بحقبتي ( الأسد ) الاب والابن ، لستين عاما ، وعانى منذ شبابه الملاحقة ، والاعتقال ، والحرمان من الحقوق المدنية ، والابعاد القسري عن اهله ، وقريته ، وبلاده ، وبسبب تنقلي الاضطراري بين لبنان أولا ، ثم تونس ، وألمانيا ، وإقليم كردستان العراق ، وتبديل الأسماء كضرورات امنية لم يعد اطفالي يعرفون اسمي الحقيقي الا بعد ان اصبحوا شبابا ، وماذا تعتقد ان يكون الجواب ؟ نعم كان اسعد خبر في كل حياتي السياسية ، عندما أعاد المحررون الاعتبار لثورتنا المغدورة وحققوا البند الأول من أهدافها . مر زمن طويل على مغادرتك لسورية، هل يمكن أن تلخص مسيرتك كأحد زعماء الحركة الكردية السورية، ومتى خرجت من سورية، ولماذا؟ ج – بالبداية وفي صيف ١٩٦٦ وكنت قد حصلت على – البكالوريا – قبل ذلك بعام ، وبعد ان كنت احد الفاعلين النشيطين في عقد الكونفرانس الخامس ( للحزب الديموقراطي الكردي ) عام ١٩٦٥ ، والذي شكل تحولا جذريا في الحركة الكردية السورية بعد تراجعات ، وازمات داخلية ، حيث تم للمرة الأولى إعادة تعريف الكرد ، والقضية الكردية ، والسياسات الاجتماعية ، والانحياز الى اليسار ، وإقرار ان الكرد جزء من الشعب السوري ، والحركة الكردية جزء من الحركة الديموقراطية السورية ، ولن يكون هناك حل لقضيتنا من دون اسقاط الاستبداد ، واحلال النظام الديموقراطي ، وقد كان هذا التطور العميق كفيل بتاليب النظام علينا واثارة غضبه ، واستهدافنا ، وكما ذكرت أعلاه في تموز ١٩٦٦ توجهت دورية مشتركة من عدد من دوائر الامن ، والشرطة نحو قريتي – جمعاية – لالقاء القبض علي ، وكنت في الاثناء بالقامشلي ، حيث تقرر ان اختفي عن الأنظار ، بعد ذلك توجهت الى بيروت ، وقمت بزيارات الى أوروبا لتفقد تنظيمات الحزب ، ونسج العلاقات مع الدول الاشتراكية سابقا ، وفي بيروت اقمنا علاقات الصداقة والتعاون مع الحركة الوطنية اللبنانية بقيادة الشهيد كمال جنبلاط ، ومنظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها من حركة فتح ، والجبهتين الديموقراطية والشعبية وغيرها ، كما اقمنا علاقات رفاقية مع جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية وزرت – عدن – عدة مرات ، ولااريد سرد التفاصيل فقط أقول اننا استطعنا بناء علاقات لأول مرة بالعصر الحديث مع حركة التحرر العربية واحزابها التقدمية والديموقراطية ، كما ساهمنا في بناء العلاقات بين اطراف الحركة الكردية في العراق ، وايران ، وتركيا وبين الحركات العربية ، ونعتبر ذلك إنجازا تاريخيا لمصلحة الشعبين . - قرابة خمسة أشهر على تسلم الإدارة الجديدة السلطة، كيف ترى أداءها على المستوى السوري العام؟ ج - السيد رئيس الجمهورية ، وفريقه من الإدارة الجديدة ، نجحوا في تحقيق الخطوة الأولى الأهم وهي اسقاط النظام ( جزاهم الله خيرا ) ، وبما انهم يعتبرون انفسهم من صلب الثورة السورية المندلعة بآذار ٢٠١١ فهم يعلمون جيدا ان اهداف تلك الثورة لاتتوقف عند اسقاط النظام فقط بل هناك خطوات أخرى مثل تحقيق العدالة الانتقالية ، واجراء التغيير الديموقراطي ، وإعادة الاعمار ، وعودة المهجرين والنازحين الى ديارهم ، واجراء انتخابات برلمانية ، واطلاق حرية العمل الحزبي والاجتماعي والثقافي ، وتحقيق مشاركة مختلف الاطياف في الإدارة ،و والبناء ، وحل القضايا العالقة وفي المقدمة القضية الكردية ، والانفتاح على العالم الخارجي بإزالة العقبات التي وضعها النظام السابق ، وتعزيز الوضع الاقتصادي ، ومنع عمليات الانتقام من منطلقات طائفية دينية ، وترسيخ سيادة سوريا الجديدة ، لقد قرر الاخوة في الإدارة الجديدة ان تكون المرحلة الانتقالية لمدة خمسة أعوام ، ستكون الإدارة فيها من لون واحد ، ولن تنجز فيها القضايا الأساسية وكما أرى فان هذه المدة طويلة جدا ، واقترح إعادة النظر بذلك القرار -جرى في العاشر من آذار توقيع اتفاق بين الرئيس احمد الشرع ورئيس "قوات سورية الديموقراطية" مظلوم عبدي، من أجل حل المسألة الكردية السورية، كيف تنظر إلى هذه الخطوة؟ ج – تصحيحا للسؤال فان اتفاق الطرفين لم يكن حول حل المسالة الكردية ، وسبق ان أعلنت الإدارة ان – قسد – لايمثل الكرد السوريين ، وان بنود البيان المشترك الموقع لاتتضمن اية أسس لحل القضية الكردية ، بل تدور حول الأمور العسكرية ، فقسد تنظيم عسكري ، وفصيل من ضمن عشرات الفصائل الأخرى في سوريا ، التي من المفترض ان تنخرط في قوات وزارة الدفاع السورية ، وليس في برنامج – قسد – أي بند حول القضية الكردية السورية ، وقوات قسد من غالبية عربية ، ونفوذها يقتصر على ( شمال شرق سوريا ) ، طبعا أرى ان الاتفاق العسكري ، واستحواذ الدولة على كافة المقدرات ضرورة وطنية ، ومن شان ذلك قطع الطريق على الاعمال الحربية التي سيكون المدنييون من ضحاياها ، والكرد السورييون لم يخولوا – قسد – للتفاوض باسمهم . -هل الآلية الواردة في اتفاق 10 آذار مرضية للكرد السوريين؟ - هل هي قابلة للتطبيق حسب معرفتك بتفاصيل الوضع على الأرض، وما هي العقبات؟ -يبدو أن وجود مقاتلين من حزب العمال الكردستاني إحدى المشاكل، كيف ترى حلها؟ ج – اذا كان المقصود بسؤالكم آلية ضم قوات – قسد – الى وزارة الدفاع ، فمعظم الكرد السوريين مع حل الإشكالات العسكرية عبر الحوار ، ووضع حد لسلطات الامر الواقع وكل الميليشيات المنتشرة في سوريا وببعض المناطق الكردية ، وسيطرة الدولة على الإدارة العامة للبلد حتى يشعر المواطنون بالاطمئنان ، ويعود المهجرون ، ويسود السلام ، ويغيب السلاح ، نعم صحيح تبعية قيادات – قسد – والإدارة الذاتية في سلطة الامر الواقع لحزب العمال الكردستاني – ب ك ك – تشكل عائقا امام الاتفاق ، والسلام بالمنطقة بشكل عام ، مع العلم ان قائد ذلك الحزب ، ومؤسسه – عبد الله اوجلان – قد قرر حل الحزب ، وتسليم سلاحه ، وعلى تنظيمات هذا الحزب بسوريا تنفيذ أوامر زعيمهم بدون تردد ، قبل ان تتدخل ايران من جديد عبر مركز – قنديل – لمنع أي اتفاق مع إدارة العهد الجديد بدمشق ، واشعال الفتن مجددا ، خاصة واننا نعلم ان ايران وحزب الله اللبناني يحاولان تحريك بقايا نظام الأسد في مناطق الساحل ومناطق أخرى لوضع العراقيل امام العهد الجديد . -حسب المعلومات، تبدو القيادة السورية متفائلة بحل قريب للمسألة الكردية، هل يشاركها الشارع ذلك؟ ج – الإدارة الانتقالية الجديدة تبدي النوايا الحسنة بشان معالجة الحالة الكردية ، وحل القضية الكردية عبر الحوار والتفاهم ، وظهر ذلك من تصريحات الرئيس والمسؤولين الاخرين ، والكرد السورييون ورغم الاحباطات المتكررة ، ومعانتهم الطويلة منذ عقود فانهم يعقدون الامال على حصول انفراجات ، ويتمسكون بمبدأ الانتماء الى الوطن المشترك ، وعدم العودة الى الوراء ، وكما الاحظ فان الغالبية الساحقة من النخب الوطنية الكردية السورية المستقلة عن أحزاب طرفي ( الاستقطاب ) ترى ان الآلية المناسبة لحل القضية ، واجراء الحوار هي مشروع حراك " بزاف " الداعي الى عقد مؤتمر كردي سوري جامع من غالبية مستقلة مع مشاركة الأحزاب ان ارادت ، لاقرار البرنامج السياسي ، وسقف المطالب الكردية القومية ، وانتخاب هيئة لتمثيل الكرد السوريين ، والتحاور مع الشركاء في الإدارة الانتقالية وصولا الى توافقات لحل القضية الكردية ، وهذا هو الطريق الاسلم للحل . مارايك باستقواء بعض الاكراد بالخارج وخاصة دعوة إسرائيل لحماية الكرد التي صدرت عن الهام احمد ؟ ج – الكرد السورييون بلغوا سن الرشد ،ولديهم تاريخ نضالي وطني طويل ، وخبرة متراكمة وبامكانهم الاعتماد على انفسهم من دون –تدخلات عسكرية – عندما يتعلق الامر بالحوار ، والتفاهم مع شركاء الوطن ، نحن السورييون بإمكاننا التفاهم اكثر من دون تدخلات خارجية ، فمابالك اذا كان البعض يسعى لاستحضار طرف خارجي ليس صديقا للكرد ولا للشعب السوري ، ولا للبيئة المحيطة ، انه نوع من المغامرة ، عند ذلك تزداد الشكوك حول نوايا سيئة لاتريد الخير لشعبنا ووطننا ، إسرائيل تعمل من اجل نفسها ومصالحها ، وهي فعلت خيرا عندما ضربت نفوذ ايران واذرعها ، وفعلت ذلك من اجل امن إسرائيل وليس لسواد عيوننا ، شخصيا لست ضد الشعب اليهودي ، وأتمنى ان يسود السلام بين الدولة السورية وجيرانها بما فيهم إسرائيل ، وان كان البعض يتوهم بان إسرائيل تقف مع حرية الشعب الكردي والشعوب الأخرى ، نذكرهم بحقوق شعب فلسطين . -هناك وساطات من الخارج قام بها رئيس إقليم كردستان السابق الزعيم مسعود البرزاني، كيف ترى دوره؟ ج – الوساطة اقتصرت بين أحزاب طرفي ( الاتحاد الديموقراطي والمجلس الوطني الكردي ) للاتفاق فيما بينها حيث ارسل الأخ مسعود بارزاني ممثله الى القامشلي لهذا الغرض ، وهذا لم يكن جديدا فقد سبق له ان اشرف على لقاءات الطرفين في أربيل ، ودهوك منذ عام ٢٠١٥ ، فكما هو معلوم فان – المجلس – يحظى بدعم أربيل ، والاتحاد الديموقراطي يتبع – قنديل - ، كان من المامول ان تتم الوساطة ( اذا كان لابد منها ) من اجل توحيد الكرد السوريين ، ودعم مشروع – المؤتمر الكردي السوري الجامع – الذي طرحه حراك " بزاف " ، وليس من اجل اتفاق أحزاب اثبت التاريخ عدم جديتها ، وعدم تمثيلها لمطامح ، واهداف الغالبية الساحقة للكرد السوريين ، هناك معادلة قائمة الان على قاعدة موالاة محوري أربيل وقنديل ، والأفضل التخلص من هذه المعادلة ، ومن تلك التبعية للخارج ، واثبت الزمن عدم فاعليتها ، بل ضررها المتزايد على واقع ومستقبل الكرد السوريين وحركتهم السياسية ، هناك خصوصيات لكرد كل جزء يجب احترامها ، وكما ان قضايا كرد العراق تحل ببغداد فان قضيتنا تحل بدمشق ، وذلك لايتطلب الانعزال عن البعض بل يمكن في الوقت ذاته ان تتعزز العلاقات الأخوية . -كيف تقيم الدور التركي في سورية وحيال القضية الكردية، ومخاوف تركيا، هل هي مشروعة أم مبالغ فيها، والسبيل إلى الوصول لتسوية دائمة معها؟ ج – لابد بهذا الصدد من العودة قليلا الى الوراء لدى اندلاع الثورة السورية ، فقد اتخذت تركيا موقفا داعما للسوريين ، وفتحت أبوابها امام ملايين المهاجرين ، واللاجئين ، وبينهم عشرات الالاف من الكرد السوريين ، كما سمحت للمعارضة السورية بالاستقرار ، والعمل من تركيا هذه حقيقة يجب ان تقال ، كما كان لتركيا دعم مباشر للفصائل التي وصلت دمشق واسقطت النظام ، ومازالت من الأطراف الأساسية التي تواصل دعمها للإدارة الانتقالية ، منذ بداية الثورة عام ٢٠١١ وحتى الان يصرح المسؤولون الاتراك بانهم لايعادون كرد سوريا ، وانهم يوافقون على مايتفق عليه دمشق والكرد السورييون ، من جهة أخرى يجب الاعتراف بان تركيا تحتل جزء من الأراضي السورية وبينها عفرين ، وانها لم تحل القضية الكردية بتركيا ، وهناك عداء تاريخي بين تركيا و ب ك ك ، وعندما دخل مسلحو هذا الحزب الى سوريا منذ ٢٠١٢ بموجب اتفاق ( اصف شوكت – قرايلان ) كان الاتفاق على مواجهة الثورة السورية ، ومحاربة تركيا ، ومن حينها بدات الهجمات التركية على مناطق كردية بذريعة مواجهة ب ك ك وراح ضحيتها الكثير من المدنيين ، ويجب القول انه قبل ظهور مسلحي هذا الحزب بمواجهة الحدود التركية من سوريا لم تشهد تلك المناطق اية هجمات من الجيش التركي ، نحن نتمنى ان تنجح مبادرة زعيم ب ك ك المنحل لحل القضية الكردية بتركيا . -تطرح بعض الأطراف الكردية الفيدرالية في منطقة الجزيرة (الرقة، دير الزور، الحسكة) ذات الأغلبية العربية، هل تعتقد بأن هذا الطرح منطقي؟ ج – فليطرح كل حزب او طرف مايشاء ، وهناك فعلا الكثير من الخيارات المطروحة بعضها خاطئة منذ ظهور الحركة السياسية الكردية ، وكما أرى فان شروط نجاح الحل باية صيغة هي : ١ – الاجماع الكردي ، ٢ – التوافق الوطني ، ٣ – توفر النظام الديموقراطي ، وفي الحالة الكردية المشخصة الراهنة لاسبيل الى الاجماع على الصيغة التوافقية المناسبة الا بعقد مؤتمر كردي سوري جامع ليتم التوصل الى الصيغة المناسبة التي يجب ان تكون في اطار الحق الكردي المشروع في تقرير مصيره الإداري في سوريا الجديدة الموحدة ، اما تجاوز بعض الأطراف لحدودها والسيطرة العسكرية على المناطق العربية فامر مرفوض ، ومسيئ للكرد قبل كل شيئ . -الأطراف الكردية غير متفقة فيما بينها على رؤية مشتركة في الجزيرة، هناك من يعتبر "قسد" لا تمثل كل الكرد، ما هي الخارطة الفعلية لموازين القوى، وكيف يمكن التوصل إلى موقف كردي موحد؟ ج – الاختلاف حول قضية شائكة بقيت دون حل منذ مائة عام امر طبيعي ، ومن دون مغالاة او التقليل من شان احد أقول نعم – قسد – ومن الناحية العسكرية والسياسية والأيديولوجية امتداد لحزب العمال الكردستاني ، وهي مع المسميات الأخرى ليست جزء من الحركة القومية التاريخية لكرد سوريا ، تاريخ حركتنا تمتد من حركة – خويبون – في ثلاثينات القرن الماضي ، مرورا بابثاق اول تنظيم كردي سوري عام ١٩٥٧ ، وحزب العمال الكردستاني قام حديثا من اجل كرد تركيا ، وفشل في تحقيق أي شيئ هناك ، وفي انتقاله الثاني منذ ٢٠١٢ باسم حزب الاتحاد الديموقراطي سار على نفس البرنامج وكانه في تركيا مع العلم ان قضيتنا ككرد سوريين في دمشق وليست بانقرة ، واذا لاحظت أي مسؤول في هذا الحزب عندما يتكلم يبدأ بتركيا وينتهي بتركيا ، ومن المعلوم ان هذا الحزب بسط سلطته على بعض المناطق الكردية السورية بالاتفاق مع نظام الأسد ، ثم استقر بشكل أوسع في اطار محاربة داعش وبدعم امريكي ، لذلك لايمكن القول ان هذا الحزب ومسمياته انبثقوا عن الحركة الكردية السورية ، وبالتالي لايمثلون طموحات ، ومصالح الكرد السوريين من الناحية التاريخية ، ولكن لديهم قوة عسكرية وامكانيات مادية هائلة ، ولديهم جيش من الموظفين في مناطق نفوذهم ، وسر قوتهم يكمن بالعامل الخارجي الذي لن يدوم طويلا ، وبالنسبة لخارطة وموازين القوى في الساحة الكردية ، نعتقد بشكل عام ان الأحزاب في سوريا عامة وفي الحالة الكردية على وجه الخصوص فقدت بريقها ، وخسرت جماهيرها ، منذ مرحلة نظام الاستبداد ، وهناك الغالبية الساحقة من الوطنيين السوريين وبينهم الكرد لم تعد تثق بالاحزاب القائمة الان ، لانها تابعة لاجندات الخارج ، وغرقت بالفساد ، وفقدت الروح الثورية المبادرة ، اعتقد لو أصدرت الإدارة الحاكمة قانون الأحزاب والجمعيات يمكن ان نشاهد صعود أحزاب جديدة يغلب عليها العنصر الشاب من الجيل الجديد ، والبرامج السياسية الحديثة ، بالنسبة للساحة الكردية فان الوطنيين المستقلين عن الأحزاب يشكلون الكتلة التاريخية الأكبر ، التي احوج ماتكون الى تنظيم الصفوف . -على حد علمي أنكم تواصلتم مع الإدارة الجديدة، وقدمتم تصورا حول حل المسألة الكردية في سورية، هل لك أن تضعنا في صورة ذلك؟ ج – حراك " بزاف " الذي اجد نفسي اقرب اليه بالفكر ، والمواقف ، والسياسات ، وهو ليس حزبا بل حراك فكري ثقافي وسياسي ، كنت قد أرسلت رسالة تهنئة باسمه الي السيد رئيس الجمهورية ، اكدت فيها على وقوف الكرد مع تحرير البلاد و اسقاط الاستبداد ، ومع الوحدة الوطنية ، وفي رسالة ثانية اوضحنا للسيد الرئيس والإدارة الانتقالية عن نية حراك " بزاف " بعقد المؤتمر الكردي السوري الجامع في العاصمة دمشق ، بعد ان رفض حزب الاتحاد الديموقراطي وكذلك أحزاب المجلس الوطني عقد هكذا مؤتمر من غالبية وطنية مستقلة ، تسبقه قيام لجنة تحضيرية بغالبية مستقلة أيضا ، بل أصرت أحزاب الطرفين على مؤتمر او كونفرانس حزبي وبالاحرى ثنائي حزبي مع استبعاد المستقلين ، ومن حقنا ذلك بل من واجبنا أيضا لان نتائج ذلك المؤتمر ستشكل مفتاح الحل للقضية الكردية السورية على قاعدة الشراكة الوطنية ، ومقدمة للحوار الجاد الفاعل مع الاخوة والشركاء في الإدارة الجديدة . -تبدو معاناة الكرد السوريين مضاعفة بالقياس إلى العرب السوريين، فالكرد عانوا من النظام، ومن حزب العمال الكردستاني، الذي سيطر على الجزيرة السورية، ومنعهم من أن يعبروا عن أنفسهم باستقلالية وحرية. هل هذا التوصيف دقيق، وما السبيل الى تجاوز هذا الوضع؟ ج – توصيف سليم للحالة الكردية الخاصة ، والسبيل الى تجاوزه يمر عبر استكمال الاتفاق العسكري مع – قسد – ثم عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع ، والبدء بالحوار لايجاد حل توافقي للقضية الكردية وبسط السلطة الوطنية السورية ادارتها على كافة المرافق ، وتحقيق المشاركة العادلة ، وعودة المهجرين والنازحين . - هل تكفي المواطنة المتساوية في الدولة السورية كحل للمسألة الكردية، أم أن الخصوصية الكردية ضرورة لابد منها، وهل تعتقد أنها يجب أن تتجاوز الحقوق الثقافية إلى انشاء الأحزاب؟ ج – المواطنة المتساوية تاتي بعد الحل السياسي التوافقي للقضية القومية الكردية ، فالقضية الكردية السورية ليست بنت اليوم ولها خصوصيتها التاريخية ، وتناولتها معاهدات واتفاقيات دولية مثل اتفاقية سايكس – بيكو ، ومعاهدتي لوزان وسيفر ، والتفاهمات الفرنسية البريطانية ، وكانت الشغل الشاغل للحكومات والأنظمة السورية المتعاقبة ، التي اتخذت آلاف القرارات والمراسيم لتهجير الكرد ، وتعريب مناطقهم ، وحرمانهم من الحقوق الأساسية ، لذلك تستحق رؤيتها كماهي قضية شعب عاش بالمعاناة والحرمان . حول الكونفرانس الذي عقد بالقامشلي ج - المسالة لاتتعلق بعبارات – البيان الختامي –فهي كيف ماكانت لاتعكس إرادة الكرد وتتعلق بمن أصدره ، ولنبحث من بدل المؤتمر الى كونفرانس ؟ ولماذا ؟ وهل – الكونفرانس – الذي عقد بالقامشلي جمع ممثلين عن الكرد السوريين حقا وحقيقة ؟ فكما نعلم ان أحزاب الطرفين ( الاتحاد الديموقراطي – الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا ) المشاركة بالكونفرانس ، التي قد تنتظم في صفوفها نسبة ٢٠ ٪ من الكرد السوريين على اكثر تقدير ، فاين مشاركة وتمثيل ٨٠٪ في الداخل ؟ وهناك اكثر من مليون ونصف المليون كردي سوري في بلاد الشتات ولم يتمثلوا فيه ، وهذا يعني حرمان اكثر من ثلاثة ارباع الكرد السوريين ، بهذه الحالة هل يمكن اعتبار هذا الكونفراس قومي او وطني ؟ من جهة أخرى فان الحركة الكردية الاصيلة والتاريخية ومنذ قيامها تستند الى مبدأ التوازن بين القومي والوطني ، فاين حضور الشركاء السوريين ؟ في حين شارك ممثلون عن كل من أحزاب : الحزب الديموقراطي الكردستاني – العراق ، والجناح السياسي لحزب – ب ك ك – في تركيا ، والاتحاد الوطني الكردستاني – العراق . – مايحتاجه الشعب الكردي في سوريا في المرحلة الراهنة ، هو الإعلان عن حل اكثر من مائة حزب تعيش على مصادر مالية غير معروفة المصدر ، والاندماج في حركة موحدة ، واجراء مراجعة بالعمق ، وتقديم التفسيرات عن ماحدث على الأقل منذ أربعة عشر عاما ، ثم العمل على إعادة بناء حركته السياسية التي تفككت ، وانقسمت ، ولم تعد تمثل مصالحه ، وكان من المفترض ان يعقد مؤتمر كردي سوري جامع بعد سقوط الاستبداد ، وتحرير سوريا ، وتتشكل من اجل ذلك لجنة تحضيرية من الوطنيين المستقلين للاعداد والاشراف ، وصياغة الوثائق ، ثم تقديمها علنا للمناقشة حتى قبل انعقاد المؤتمر ، ثم إقرار الوثائق وبينها المشروع الكردي للسلام بشقيه القومي والوطني ، وشعبنا لايحتاج الى كونفراس – اجتماع موسع ) للأحزاب ، لاعادة انتاج نفس ماهو موجود منذ أربعة عشر عاما على الأقل ، ومارافقه من تراجع ، وفشل ، وفساد ، شعبنا يحتاج الى منصة مؤتمر تتم فيها محاسبة من اساء للكرد وحركتهم ، والسوريين وثورتهم ، ومن افرغ مناطقنا ، واثار الفتن ، ومن كان شاهد زور ساكت .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقابلة موسعة مع صلاح بدرالدين
-
عودة العلاقات بين واشنطن ودمشق
-
من جديد في خصوصية الحركة السياسية الكردية السورية
-
مشروعنا ومشروعهم
-
رسالة كردية سورية الى رئيس الجمهورية
-
التقرير السياسي الدوري عن اللقاء الخامس والتسعي
...
-
كل نوروز وانتم بسلام
-
أيها الكرد السورييون اتحدوا
...
-
أيها الكرد السورييون اتحدوا ( ١٢
...
-
أيها الكرد السورييون اتحدوا ( ١
...
-
مخرجات واستخلاصات اللقاء الدوري
-
دعوة اوجلان خطوة بالاتجاه الصحيح
-
أيها الكرد السورييون اتحدوا
...
-
المجتمع السوري متعدد الاقوام والثقافات
-
أيها الكرد السورييون اتحدو ( ٩ )
-
مخرجات واستخلاصات اللقاء الدوري اللقاء الثالث والتسعون
...
-
من دفتر يومياتي : في الذكرى السنوية الثامنة والثلاثين لرحيله
...
-
أيها الكرد السورييون اتحدوا
...
-
أيها الكرد السورييون اتحدوا ( ٧ )
-
أيها الكرد السورييون اتحدوا ( ٦ )
المزيد.....
-
ماذا نعرف عن الطائرة الصينية التي أسقطت الرافال الفرنسية في
...
-
الفلسطينيون يهجرون منازلهم قسرًا بعد هدم مبانٍ في مخيم نور ش
...
-
من طالبة في معهد تعليمي إلى البرقع الأفغاني.. قصة ميرا الغام
...
-
حلفاء كييف الأوروبيون يوافقون على إنشاء محكمة لمحاكمة بوتين
...
-
8 عقود على انتهاء الحرب: هل تترك واشنطن أوروبا في مهب بوتين؟
...
-
سوريا.. تغريدة وزير الطاقة حول اتفاق مع تركيا تثير تفاعلا
-
-واشنطن بوست-: حضور زعماء الدول عرض النصر في موسكو يمثل فشلا
...
-
ترحيب حار وحديث بين السيسي وشي جين بينغ في موسكو
-
المغرب.. مقتل 9 أشخاص بانهيار مبنى سكني في مدينة فاس
-
حتى لو استسلموا أبيدوهم!
المزيد.....
-
تساؤلات فلسفية حول عام 2024
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
المزيد.....
|