أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - المدلول الاستراتيجي لسقوط النظام الإيراني














المزيد.....

المدلول الاستراتيجي لسقوط النظام الإيراني


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 8381 - 2025 / 6 / 22 - 00:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ الثورة الإيرانية ضد نظام الشاه عام ١٩٧٩ وتسلط رجال الدين العقائديين المذهبيين المتشددين ، الذين تبنوا استراتيجية مبنية على مبدأ تصدير ( ثورتهم ) المذهبية الى كل بقعة ممكنة وخصوصا في الدول التي يتواجد فيها مواطنون من المذهب الشيعي مثل لبنان ، والعراق ، واليمن ومعظم دول الخليج ، بالإضافة الى سوريا في ظل نظام الأسد البائد ذو اللون الطائفي الأقرب الى عقيدة الحاكمين بطهران ، نقول ومنذ عقود أربعة بدا المجتمع الدولي ، وشعوب الشرق الأوسط بمختلف الاطياف ، والتوجهات يتوجس الحذر الشديد تجاه نهج ( الجمهورية الإسلامية الإيرانية ) ونزعتها التوسعية العدوانية ، وخططها لاثارة الفتنة المذهبية ، واستثمار الاخرين من الموالين لها وقودا من اجل توسيع نفوذها ، خصوصا بعد استخدام مواردها المالية الهائلة لتوريد السلاح ، وصرف معظم ميزانيتها على تدريب وتسليح ، وتمويل ميليشيات من وراء الحدود عبر أجهزة الحرس الثوري – الميليشياوي - الذي فاق الجيش الإيراني عددا وعدة .
وفي ظل غياب أي دور للنظام العربي الرسمي لمواجهة الخطر الإيراني الداهم عليه أولا قبل البعيدين جغرافيا ، تصدى المجتمع الدولي للمعضلة بالطرق الدبلوماسية من اجل قطع الطريق على هذا النظام لامتلاك السلاح النووي ، وكانت مفاوضات لوزان ٢٠١٥ ، بمشاركة أمريكا ، والصين ، وروسيا ، وفرنسا ، وألمانيا ، وبريطانيا ، من أجل التوصل إلى تسوية شاملة تضمن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، وإلغاء جميع العقوبات على إيران بشكل تام ، وبسبب النوايا المبيتة لنظام طهران ، وعدم التزامه بكل التعهدات ، استمر بمختلف السبل الملتوية من اجل التوصل الى الحصول على القنبلة النووية ، وبناء المخابئ تحت الجبال تحسبا لاي هجوم محتمل كما يحصل الان بشكل اكثر وضوحا أي منذ بدء إسرائيل بشن الهجمات ، واستهداف مواقع تخصيب اليورانيوم ، وقواعد انطلاق الصواريخ الباليستية .
الهجوم الإسرائيلي الجوي الناجح ، واستهدافه ليس المواقع النووية فحسب ، بل الصف الأول من القيادات العسكرية ، والأمنية ، ورموز الحرس الثوري ، والذي يحظى بدعم أمريكا والغرب عموما ، حيث وصفه المستشار الألماني ( المهمة القذرة التي تنفذها إسرائيل نيابة عنا جميعا ويقصد جميع دول الغرب من أمريكا الى دول الاتحاد الأوروبي ) ، هذا الهجوم المتواصل منذ اكثر من أسبوع وقد يطول اكثر ، يتم رسميا وعلنا بهدف القضاء على مشاريع بناء القدرة النووية ، واضيف الى ذلك برامج الصواريخ أيضا ، ولكن الهدف الحقيقي ابعد من ذلك وهو اسقاط النظام الحاكم ، وفي حقيقة الامر وبعد تجريد هذا النظام من اذرعه في غزة ، ولبنان ، والعراق ، واليمن ، وسوريا ، اصبح ايلا للسقوط ، وعندما يفقد ترسانته التحضيرية لصنع النووي سيفقد سبب وجوده اصلا وسيصبح بحكم الساقط عمليا ، وهذا مايعلمه الايرانييون بكل شعوبهم ، وقومياتهم ، ويعلمه الغرب أيضا ، والعالم اجمع .
ليس مستغربا ان تتعاطف جماعات الإسلام السياسي بوجهيها الشيعي والسني وخاصة حركة الاخوان المسلمين مع نظام طهران ، فسقوطه يعني حرمان تلك الجماعات من النظام الوحيد القائم على الكرة الأرضية الذي ينتهج آيديولوجيتها العنفية ، ويعمل على تفكيك النظام الدولتي ديموقراطيا كان ام ليبراليا ، وينشئ دويلات ميليشياوية داخل الدول من اجل اضعافها والحاقها بولاية الفقيه كنوع من الخلافة الدينية لاتختلف كثيرا عن دولة الخلافة الداعشية ، قد يتذرع البعض بفلسطين ، وعداوة إسرائيل ، وهو مجرد هراء ، فالوقوف الى جانب الحقوق الفلسطينية المشروعة لايستوجب ادانة من يقوم بمواجهة شرور النظام الإيراني الدكتاتوري الطائفي حتى لو كانت إسرائيل ، فهي وجهت ضربات ماحقة سابقا الى ميليشيات لم تكن يوما مع الشعب الفلسطيني ، وكنا قد اشرنا بمناسبات متتالية ان إسرائيل تخدم وجودها بالدرجة الأولى ولكن في الكثير من الأحيان تتقاطع المصالح وتكون النتائج لمصلحة شعوب المنطقة مثل اضعاف وتصفية ميليشات حزب الله ، والحوثي ، ونظام الأسد ، وحركة حماس .
يتردد الكثير بشان – نظام شرق اوسطي جديد – ولو ان هيكليته ، ومضمونه ، غير واضحة المعالم حتى الان ، ولكن وبكل بساطة سيكون الجديد هو منطقة من دون نظام الأسد الدكتاتوري ، وبلا ميليشيات طائفية مذهبية مسلحة إرهابية ، وبلا سلطات امر واقع فالتة من عقالها ، وبلا نظام إيراني يصدر الفتن ، والحروب ، وبلا وكلاء حروب الاخرين ، وفي مثل هذه الأجواء تتضاعف الفرص من اجل تحقيق السلام والاستقرار ، واللجوء الى الحوار لحل القضايا العالقة ، والى جانب كل ذلك سيحصل التغيير في دول أخرى قد تكون أنظمتها شبيهة بنظام طهران ، وعلى العموم فان حصول هذه التطورات ستنعكس إيجابا على بلادنا ، وستكون داعما لحل القضية الكردية عبر الحوار السلمي في اكثر من بلد .
وأخيرا وبحسب المؤشرات ، والمعطيات ، وفي نهاية المطاف لا استبعد ظهور أنظمة جديدة بالشرق الأوسط ( الجديد ) بما فيها ايران قوامها الاعتدال ، وحل المشاكل عبر الحوار ، ومنطلقها التنمية الاقتصادية ، والابتعاد عن العسكرة ، قد يتصدرها الجيل الشاب كما حصل في السعودية على سبيل المثال ، وهذا سيتوافق مع مصالح المجتمع الدولي ، ولست استبعد دورا مرتقبا في هذا المجال لرجل الاعمال الملياردير – مجتنبي خامنيئي – في ايران المستقبل .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يتجاوز الكردي العموميات يصطدم بالحقيقة المرة
- لايمكن حل القضية الكردية السورية الا على ايدي أصحابها
- حول المقاتلين الأجانب في الثورات ( سوريا مثال ...
- عود على بدء : القضية الكردية السورية الى اين ؟
- التقرير السياسي الشهري
- تعقيب على مداخلة السفير الأمريكي في تركيا
- ذكريات أيام زمان
- من دفتر يومياتي عودة الى ازمة العلاقات ( الكردستانية )
- هل سيكون حل القضية الكردية على ايدي الإسلاميين ؟
- لقاء مع صلاح بدرالدين 2
- مقابلة موسعة مع صلاح بدرالدين
- عودة العلاقات بين واشنطن ودمشق
- من جديد في خصوصية الحركة السياسية الكردية السورية
- مشروعنا ومشروعهم
- رسالة كردية سورية الى رئيس الجمهورية
- التقرير السياسي الدوري عن اللقاء الخامس والتسعي ...
- كل نوروز وانتم بسلام
- أيها الكرد السورييون اتحدوا ...
- أيها الكرد السورييون اتحدوا ( ١٢ ...
- أيها الكرد السورييون اتحدوا ( ١&# ...


المزيد.....




- قبل وبعد الضربة الأمريكية.. ماذا يظهر تحليل CNN لصور منشأة ف ...
- وزير الدفاع الأمريكي: دمرنا برنامج إيران النووي وقضينا على ط ...
- سوريا: قتلى ومصابون جراء -هجوم إرهابي- استهدف كنيسة بدمشق
- البابا يدعو إلى السلام ويدعو الدبلوماسية لإسكات السلاح إزاء ...
- ما تداعيات الضربة الأمريكية على إيران؟
- هل تنسحب إيران من اتفاقية انتشار أسلحة الدمار الشامل؟
- هل انخرطت أمريكا رسميا في الحرب على إيران؟
- الجيش الإسرائيلي يعلن أنه يتحقق من نتائج الضربات الأمريكية ع ...
- هل دمرت الضربات الأمريكية البرنامج النووي الإيراني؟
- مظاهرة في المغرب تندد باستمرار الإبادة في غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - المدلول الاستراتيجي لسقوط النظام الإيراني