أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - لايمكن حل القضية الكردية السورية الا على ايدي أصحابها















المزيد.....

لايمكن حل القضية الكردية السورية الا على ايدي أصحابها


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 8369 - 2025 / 6 / 10 - 20:12
المحور: القضية الكردية
    


صلاح بدرالدين
بعد اسقاط نظام الاستبداد ، وبزوغ فجر الحرية منذ التاسع من كانون الأول الماضي ، وانعاش الامال في استكمال تحقيق اهداف الثورة السورية مابعد الخطوة المفتاحية الأولى ، ومعالجة مختلف القضايا ، والمشاكل الحياتية ، الأمنية ، الاقتصادية ، الاجتماعية ، السياسية ، والاعمار وعودة الغائبين ، ومن ضمنها وضع الحلول الوطنية للقضية الكردية ، وسد هذه الفجوة التي استنفذت الطاقات ، والموارد ، لعقود خلت ، وخلقت إشكاليات حتى امام طريق الوحدة الوطنية ، والعيش المشترك ، والتي نشات نتيجة الحرمان ، والاضطهاد ، وتفاقمت اضعافا في ظل نظام البعث الشوفيني الذي وضع مخططات عنصرية ، وغيرالتركيب الديموغرافي للمناطق الكردية .
وبمناسبة طرح الموضوع الكردي مجددا منذ سقوط النظام البعثي الاسدي ، لابد من القاء نظرة ولو سريعة ، وفي هذه المرة وبايجاز شديد ، على المراحل التي تم تداول هذه القضية من جانب أهلها أي في منظور ، ومناهج التيارات الفكرية ، والسياسية التي تجسدت في تنظيمات حزبية متتالية وذلك من ( ١٩٦٥ – ٢٠٢٥ ) ، ومآلاتها فيما بعد .
في السنوات الأولى من انبثاق التنظيم الحزبي الاول غلب فيها الطابع القومي العفوي ، وحلت العواطف ، والمشاعر الجياشة – وهي متوقعة لدى أي شعب يعاني الحرمان لقرون - حيث تضمن منهاج الحزب بندا ينص على ( تحرير وتوحيد كردستان الكبرى ) ، وبعد حملة الاعتقالات بموجتيها ، ووقوف أعضاء القيادة امام المحاكم ، ومواجهة التبعات القانونية في دولة نظامها دكتاتوري امني شوفيني ، حصلت نقاشات ، واختلافات بالرأي بين النخب المسؤولة وهم ضمن جدران السجن ، ولم يمضي بضع سنوات حتى انتقلت السجالات الى التنظيمات الحزبية ، وخيم الذهول ، والعجز في تشخيص الازمة ، مما سادت نزعات – الشخصنة – ، وازدهرت عملية اصطفاف التكتلات – المتمردة – على الحزب عموما ، والولاءات لهذا القيادي اوذاك ، ولم يبق أي اثر لموقف قومي جامع واحد ، وكان ذلك كفيلا بتوجيه الأنظار الى العمق الكردستاني كمخرج او مهرب ، وكتعبير عن العجز في معالجة الازمة .
مرحلة المراجعة وإعادة التعريف
في الخامس من آب ١٩٦٥ وبعد ثمانية أعوام من ميلاد الحزب الكردي السوري الأول ، والانتكاسة العميقة التي واجهها ، وبهدف الإنقاذ جرت المحاولة الجادة المدروسة الأولى في الحياة السياسية الكردية ، وتمت مراجعة جذرية في الفكر والموقف السياسي ، وتشخيص الازمة بصورة علمية واقعية ، الى جانب إعادة تعريف الشعب ، والحقوق ، والقضية ، والموقف من نظام الاستبداد ، والعلاقات الوطنية ، والقومية يمكن ايجازها بالبنود التالية :
١ – الكرد السورييون شعب من السكان الأصليين يعيش على ارض الإباء والاجداد ، تتوفر فيه العلائم القومية الخاصة به ، ومن حقه تقرير مصيره السياسي والإداري في اطار سوريا الديموقراطية الموحدة . ٢ – القضية الكردية جزء من القضية الديموقراطية للشعب السوري ، ولن تحل قضيته الا بزوال الدكتاتورية . ٣ – الكرد بامس الحاجة الى تاطير نضالهم السلمي المدني في حركة سياسية ديموقراطية . ٤ – على الحركة السياسية الكردية السورية نسجع العلاقات النضالية مع القوى الديموقراطية على مستوى البلاد ، والحركة الوطنية العربية ، والحركة الثورية العالمية . ٥ – تعميق العلاقات القومية خاصة مع ثورة أيلول في كردستان العراق وزعيمها مصطفى بارزاني ، ٦ – صيانة الشخصية الوطنية الكردية السورية ، واستقلالية القرار في جميع التحالفات .
هذه البنود لم تكن مجرد شعارات ، بل جرى العمل من اجل شرحها وتحقيقها ليل نهار عبر النقاشات ، والاعلام ، ومنظمات الحزب في جميع المناطق ، والمدن ، بتماس مباشر مع الجمهور وخلال اكثر من أربعين عاما ، وكانت النتيجة الاقبال الواسع في استيعاب المبادئ الأساسية المنبثقة عن الكونفرانس الخامس من جانب النخب ، والفئات المتنورة ، وحتى عامة الشعب ، وكمثال فان صفة الشعب فرضت نفسها حتى على من كانوا يستخدمون مصطلح الأقلية ، وللتاريخ أقول ان عملية إعادة التعريف وضعت حدا للضياع ، وصقلت المفاهيم القومية والوطنية ، واعادت الاعتبار لارادة الشعب ومناضليه ، وتظهر قيمة هذه المرحلة اكثر في ردود أفعال نظام الاستبداد ومن بينها ايفاد الضابط الأمني – محمد منصورة – الى القامشلي ، لوقف ذلك النهوض ، واختراق الحزب الذي قاد عملية إعادة التعريف والبناء ، ودعم التيارات ، والشخصيات الموالية للنظام ، من اجل رعاية تيار سياسي كردي تحت السيطرة ، في مواجهة النضال الكردي الأصيل المتراكم عبر المراحل التاريخية .
المرحلة التالية
لاشك ان قسما من القيم الفكرية ، والمواقف السياسية ، والبرامج والمبادرات ، التي تبنتها مدرسة الخامس من آب لم تتحقق حينها وتم ترحيلها الى مراحل لاحقة بسبب وضع الأجهزة الأمنية كل ثقلها لمحاربة حامليها ، خاصة في مجال دعم مجموعات موازية موالية ، وتسخير قدرات الأجهزة باشراف – منصورة – باتجاه اصدار وثائق مزورة ، وتنظيم حملات إعلامية مضادة ، وبث الرعب في أوساط رفاقنا وانصارنا في كافة المناطق ، وحبك العديد من محاولات الاغتيال ليس في الداخل فحسب بل بالخارج أيضا وتحديدا في لبنان ، واربيل ، وشهدت أعوام بداية تسعينات القرن الماضي انكفاء في النضال السياسي الكردي السوري ، وتحول البرلمانييون الثلاثة المعينون الى ابواق لمدح النظام من دون تحقيق أي مكسب للكرد ، وظهرت علائم التردي بابشع صوره خلال قيام أحزاب – منصورة – الكردية بواجب تقديم التعازي ( بوفاة البطل المفدى حافظ الأسد ؟!) هذه العبارة منقولة من الصفحات الأولى للصحف الناطقة باسم تلك الأحزاب .
بلغ التردي أوجه بالوافدين الجدد من قنديل بداية الثورة السورية ، حسب خطة إقليمية محكمة وضعتها الأجهزة الإيرانية ، وباركها قادة كرد عراقييون ، فهم جاؤوا لنصرة النظام ضد ثورة الشعب السوري ، ووجدوا أحزاب – منصورة – الكردية لقمة سائغة فتعاملوا معها بوسائل القضم المتدرج ، وتكتيك العصا والجزرة ، وفي حقيقة الامر لم يكن هناك خلاف يذكر بين الطرفين بشان الحالة الكردية الخاصة والاستحقاقات ، لان السقف الأعلى للجميع هو – الحقوق الثقافية – والإدارة المحلية التي وردت أساسا في دساتير نظام البعث ، واذا كان الوافدون من جماعات – ب ك ك – في حل من – كرديتهم – اسما ومضمونا كما اعلنوا ذلك مرارا وتكرارا ، فان الاخرين منشغلون في إيجاد وسائل ، ومخارج، للتخلص حتى من أسمائهم – الكردستانية – لانهم استخدموها أساسا للاستهلاك ، والتضليل .
ان التبعية للمحاور – الكردستانية – وحمل اجندتها على حساب الشخصية الكردية السورية المستقلة اخطر ماواجه حركتنا في العقود الثلاثة الأخيرة ، وكانت الوظيفة المركزية للوافدين من – قنديل – تحويل قضية الكرد السوريين الى مشكلة مع تركيا فقط لاغير ، وبالاحرى ربطها بمشروع – ب ك ك – في المنطقة ، وقد شكل بيان الشرع – عبدي كمينا محكما بهذا الشأن سرعان ماانتبهت الحكومة السورية ، وأوضحت ان – قسد – لايمثل الكرد السوريين ، وان اللقاء والبيان والتواصل لحل مسائل عسكرية – امنية ، اما الكمين الاخر – كونفرانس القامشلي – وبالرغم من اعتباره من جانب المتفائلين تجسيد للوحدة فانه يشكل بنظر الكثيرين قفزة نحو المجهول لانه يكرس القضية الكردية السورية – كملحق - بالمشروع الإقليمي لمركز – ب ك ك قنديل - ، وهو كما نعلم مشروع مدمر اخفق حتى في موطنه الأصلي ، والحق الأذى بالاجزاء الأخرى ، وحتى مؤسسه توصل الى قناعة بضرورة حله .
كل ذلك يجري بغياب وتغييب أصحاب القضية الحقيقيين منذ أربعين عاما ( وهم الغالبية العظمى ) ، والسؤال هو : هل يمكن حل القضية الكردية السورية من دون أصحابها ؟ .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول المقاتلين الأجانب في الثورات ( سوريا مثال ...
- عود على بدء : القضية الكردية السورية الى اين ؟
- التقرير السياسي الشهري
- تعقيب على مداخلة السفير الأمريكي في تركيا
- ذكريات أيام زمان
- من دفتر يومياتي عودة الى ازمة العلاقات ( الكردستانية )
- هل سيكون حل القضية الكردية على ايدي الإسلاميين ؟
- لقاء مع صلاح بدرالدين 2
- مقابلة موسعة مع صلاح بدرالدين
- عودة العلاقات بين واشنطن ودمشق
- من جديد في خصوصية الحركة السياسية الكردية السورية
- مشروعنا ومشروعهم
- رسالة كردية سورية الى رئيس الجمهورية
- التقرير السياسي الدوري عن اللقاء الخامس والتسعي ...
- كل نوروز وانتم بسلام
- أيها الكرد السورييون اتحدوا ...
- أيها الكرد السورييون اتحدوا ( ١٢ ...
- أيها الكرد السورييون اتحدوا ( ١&# ...
- مخرجات واستخلاصات اللقاء الدوري
- دعوة اوجلان خطوة بالاتجاه الصحيح


المزيد.....




- اعتقال ثلاثة أشخاص في بولندا كانوا -يخططون لهجوم إرهابي-
- الأمم المتحدة: الحروب تشرد 122 مليون إنسان وانخفاض التمويل
- الأمم المتحدة: الجمعية العامة تصوت الخميس على مشروع قرار يطا ...
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت اليوم على مشروع قرار يطالب ...
- الأمم المتحدة: عدد النازحين قسرا في العالم بلغ 122 مليونا بن ...
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تبحث مشروع قرار يطالب بوقف فوري ...
- الأمم المتحدة تصوّت اليوم على مشروع قرار لوقف إطلاق النار بغ ...
- الأمم المتحدة تصوّت الليلة على قرار لوقف فوري لإطلاق النار ف ...
- سوريا تشهد موجة قتل عشوائي ضد المفرَج عنهم وفصائل تعلن «حربا ...
- الأمم المتحدة تصوت على قرار بوقف فوري لإطلاق النار في غزة


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - لايمكن حل القضية الكردية السورية الا على ايدي أصحابها