|
مناقشة ( الرأي الاخر ) حول الذكرى الستين للكونفرانس الخامس
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 8426 - 2025 / 8 / 6 - 18:31
المحور:
القضية الكردية
استحوز مانشرته البارحة – ستون عاما على الكونفرانس الخامس عام ١٩٦٥ – في موقع – ولاتي مة - وانطلاقة اليسار القومي الديموقراطي الكردي السوري ، وماتفرع عنه من استذكار المشاركين بالحدث ، والذين مازالوا أوفياء لتعاليم ، وقيم اول تحول جذري في نهج الحركة الكردية السورية في المجالات الفكرية ، والسياسية ، والتنظيمية ، والثقافية ، على اهتمام لافت من جانب الأوساط الواسعة من الوطنيين ، والمناضلين السياسيين ، ونشطاء وسائل التواصل الاجتماعي ، وبفضل التطور العلمي التقني استطعنا تثبيت تفاعل نحو ٤٠٠٠٠ ( أربعون الفا ) مع هذا الحدث خلال – ٢٤ – ساعة والعدد بازدياد ، وهذا ان دل على شيئ – كما كتب احد رفاق الدرب – فانه يدل على مدى احترام نتائج تحولات الخامس من آب والتجربة برمتها في تاريخ الحركة ، والحاجة الماسة الى إعادة بناء الحركة الكردية على أسس ديموقراطية جديدة لملئ الفراغ الناشئ الان في ساحتنا ، بعملية شبيهة بكونفراس آب وبخصوصيات هذه المرحلة ، ومن خلال أدوات ديموقراطية مثل المؤتمر الكردي السوري الجامع . لست الان بمعرض إعادة وتكرار المواقف الإيجابية من تلك التجربة الصادرة من الغالبية الساحقة من المتداخلين ، المتفاعلين ، ولكن أرى من المفيد والمناسب الالتفات الى – الرأي الاخر – الذي اعتبر البعض منه جادا يستحق النقاش ، وحتى الاصوات القليلة – العشوائية - ولو انها كانت – خافتة – يجب تناولها التزاما بمبدأ النقد والنقد الذاتي . ١ – الملاحظة الجادة الأولى تدور حول ماكتبه احد الاخوة " رغم قوته الرمزية، فإن الكونفراس لم ينعقد نتيجة ديناميكيات جماهيرية واسعة، بل نتيجة صراع داخل النخبة الحزبية آنذاك. لم يكن التأسيس انبثاقاً طبيعياً لحركة اجتماعية واسعة، بل كان إلى حد بعيد رد فعل على نزاعات داخلية في الحزب الأم، واختلافات في التوجه الإيديولوجي والسياسي ..." . بداية وكما أرى فان عملية عقد الكونفرانس الخامس انطلقت من الخاص الكردي متأثرا بالعام الوطني ، والمحيط الكردستاني ، في الأول : حزب كردي وبعد تجربة الاعتقالات ينهار ، ويتراجع ، تنهشه التكتلات ، ويصبح فريسة للاتجاه اليميني الهادف الى افراغ الحزب من مضمونه القومي والثوري ، وكان لابد من عمل انقاذي سريع ، اعتمد القاعدة الحزبية أولا وأخيرا ، وباعتبار خصوصية الحزب القومية وازمته الداخلية ، ومحدودية مجال تحركه الجغرافي ، وانعدام وجود حتى نواة – المجتمع المدني – في بيئته ، فمن تحصيل حاصل غياب أي نشاط اجتماعي ضاغط من خارج الحركة ، ثم ان الإنقاذ تركز في الجانب النظري المدروس على إعادة تعريف الكرد ، والقضية ، والحزب ، والحركة بجوانبها المختلفة ، وطبيعة الصراع ، واولوية المهام ، وحتى نعرف الحدود فلم يكن الحزب قانوني وكان ملاحقا ، ولم يكن حزبا حاكما في مناطقه ، حتى ان البعض كان يعتبر ان الكرد كشعب قيد التشكل . في تلك المرحلة كانت الحركة السياسية في سوريا تعيش في مايشبه المخاض ، وتشهد صراعات طبقية في المجتمع مما انعكست على مسار الأحزاب في المواجهات الفكرية بين اليمين واليسار بما فيها الحزب الحاكم ، ولاشك ان الحركة الكردية حينها لم تكن بعيدة عن تاثيرات ذلك المناخ . اما المركز الفاعل للحركة الكردستانية واقصد كردستان العراق فقد شهد في تلك المرحلة سجالات ومواجهات ، وانقسامات ذات طابع فكري – سياسي ، ولم تكن ساحتنا القريبة والمتداخلة مع ذلك المركز بمعزل عن تاثيرات ماكان يجري هناك . ٢ - ملاحظات اعتبرها عشوائية – كيدية غير مبنية على أسس مبدئية ، وبالرغم من ذلك من المفيد الإحاطة بها ، مثلا كقول احدهم " ان كونفراس الخامس من اب وانبثاق اليسار كانا لاسباب شخصية " متناسيا ان الخلاف كان حول وجود حزب ثوري مناضل ام جمعية ثقافية ، وحول فكر ومضمون وسياسة الحزب حول هل الكرد شعب ام اقلية ؟ ومسالة حق تقرير المصير الكردي في اطار سوريا ديموقراطية ، وموقع الحركة الكردية الى جانب الحركة الديموقراطية السورية ام الى جانب نظام البعث الاستبدادي ؟ ، والموقف القومي بخصوص ثورة أيلول والقيادة الشرعية للزعيم الراحل مصطفى بارزاني . قول احدهم : " الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي نادى بتحرير وتوحيد كردستان تعرض للانشقاق ، وحصل انقلاب على ثلاثة اهداف الأول – اسم الحزب والثاني شعار الحزب والثالث نسف العلاقة مع قيادة الثورة الكردية بقيادة البارزاني .." ، والاجابة السريعة على هذا الجاهل هي : عندما انعقد كونفرانس الخامس من آب ١٩٦٥ من اجل الإنقاذ كان اسم الحزب – الحزب الديموقراطي الكردي ، ولم يكن بند ( تحرير وتوحيد كردستان ) موجودا في المنهاج ، وبالعكس تماما تبنى الكونفرانس مبدأ تقرير المصير ، كما حسم الموقف تجاه ثورة أيلول والزعيم الراحل البارزاني ، وتوجه وفد من قيادة الحزب الى كردستان العراق – المنطقة المحررة عام ١٩٦٧ وكنت بعداده والتقينا بالبارزاني ووضعنا الأساس لعلاقات مستقبلية متينة ، اما اسم الحزب فلم نبدله الا بعد أعوام ، فقط أضاف الكونفرانس اليه عبارة اليساري للتميز من حزب اليمين المنشق ، اما مقارنته ماجرى بانشقاق عام ١٩٦٦ بكردستان العراق فامر يدعو الى الاستغراب فهؤلاء انشقوا عن الثورة بدعم النظام العراقي والإيراني ، وماحصل عندنا ان الكونفرانس رفع شعار اسقاط نظام البعث بخلاف اليمين الذي كان في الموالاة دائما ، وظل الحزب معارضا وبسبب ذلك حاربه النظام وارسل – محمد منصورة – لتصفيته والقصة معروفة . فعلا من الغرابة بمكان ان يعاتب البعض من موالي ( سلطة الامر الواقع ) الراهنة اتباع مدرسة آب الذين ضحوا وبدؤوا من الصفر ، وانجزوا مهام إعادة تعريف قضيتهم ، وعانوا الامرين خلال خمسين عاما من العوز ، ومن ظروفهم الأمنية الصعبة ، من ملاحقات ، وقمع ، واعتقالات ، لانهم لم يحققوا بناء حركة كردية يسارية واسعة ، ويتناسون ان مرجعية – سلطتهم – الذي كان باحضان عائلة ونظام الأسد واجه بكل قواه نهج اليسار ، واصبح طرفا الى جانب نظام الاستبداد ، ثم يتناسون أيضا ان – سلطتهم – ومنذ أربعة عشر عاما بعسكرها واموالها ووارداتها من المبالغ الخيالية ، ماذا عملت من اجل توحيد الحركة ؟ وفي سبيل انبثاق حركة يسارية موحدة ؟ والامر نفسه يسري على أحزاب ( المجلس الكردي ) الذي يتلقى الدعم السخي من إقليم كردستان العراق ، وتبين لاحقا بان الطرفين متحدان ضد انعقاد المؤتمر الكردي السوري الجامع الذي يسعى اليه اتباع مدرسة آب وغالبية الوطنيين الكرد السوريين .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ستون عاما على كونفرانس الخامس من آب ١٩٦
...
-
اللقاء الثامن والتسعون في غرفة بزاف
-
الى الإدارة الانتقالية الحاكمة في دمشق : لاتربطوا القضية ال
...
-
عطفا على ندائنا السابق للإدارة الانتقالية بدمشق لات
...
-
بعد تفاقم الوضع الأمني في السويداء رسالتي الى الإدارة الانتق
...
-
بانتظار - اليوم التالي -
-
قراءة نقدية في رسالة- اوجلان -
-
المسار التحرري لانتفاضة الشيخ سعيد
-
اللقاء السابع والتسعون للجان حراك - بزاف -
-
الحزام العربي تلك الحلقة الأشد وطأة من السلسلة العنصرية
-
المدلول الاستراتيجي لسقوط النظام الإيراني
-
عندما يتجاوز الكردي العموميات يصطدم بالحقيقة المرة
-
لايمكن حل القضية الكردية السورية الا على ايدي أصحابها
-
حول المقاتلين الأجانب في الثورات ( سوريا مثال
...
-
عود على بدء : القضية الكردية السورية الى اين ؟
-
التقرير السياسي الشهري
-
تعقيب على مداخلة السفير الأمريكي في تركيا
-
ذكريات أيام زمان
-
من دفتر يومياتي عودة الى ازمة العلاقات ( الكردستانية )
-
هل سيكون حل القضية الكردية على ايدي الإسلاميين ؟
المزيد.....
-
صندوق الأمم المتحدة للسكان يطلق تحذيرا بشأن الوضع الإنساني ف
...
-
أمنستي: -إكس- سهلت انتشار خطاب الكراهية والعنف ضد المسلمين و
...
-
أمنستي: -إكس- سهلت انتشار خطاب الكراهية والعنف ضد المسلمين و
...
-
الأمم المتحدة: إسرائيل تسعى لإلغاء تراخيص عشرات المنظمات الإ
...
-
شبكة رقمية تغذي خطاب الكراهية ضد المهاجرين بعد طعن شرطي في أ
...
-
شبكة رقمية تغذي خطاب الكراهية ضد المهاجرين بعد طعن شرطي في أ
...
-
الأمم المتحدة: إسرائيل تسعى لإلغاء تراخيص عشرات المنظمات الإ
...
-
إسرائيل.. عائلات الأسرى تعد خطة نتنياهو لاحتلال غزة -ضمانا ل
...
-
سفينة مساعدات إماراتية جديدة إلى غزة تحمل أكثر من 7 آلاف طن
...
-
الاحتلال يشن حملة اعتقالات ومداهمات في الضفة ويعتقل الصحفية
...
المزيد.....
-
“رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”.
/ أزاد فتحي خليل
-
رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر
/ أزاد خليل
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
المزيد.....
|