|
اللقاء الثامن والتسعون في غرفة بزاف
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 8420 - 2025 / 7 / 31 - 22:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كحراك فكري ثقافي كنا في قبلب الصراع منذ اكثر من عشرة أعوام ، وانجزنا الكثير بخصوص معرفة حالة الحركة السياسية الكردية السورية كماهي على ارض الواقع ، واوجه ازمتها الداخلية على الصعيد الذاتي خصوصا ( الفكرية ، السياسية ، التنظيمية ) ، والسبيل الى حلها ، وإعادة بنائها من جديد . لسنا حزب او تنظيم سياسي هرمي تقليدي غير مستقل عاجز عن انجاز وظائفه حتى نعلن عن حل – انفسنا – ، نحن الضمير الحي لشعبنا ، وسننبض من اجل الحقيقة، وفي سبيل تحقيق التغيير ، ونشر الوعي بصورة متواصلة دون توقف ، قدمنا لشعبنا في الفترة الماضية – قرابة عشرة أعوام - وحتى اللحظة مشروعا قوميا وطنيا متكاملا ، تم تعديله عبر الاليات الديموقراطية التشاورية خمس مرات ، يستند الى التحليل العلمي الموضوعي ، يربط الحاضر بالماضي ، ليستشرف المستقبل ، ينشد التغيير في الفكر ، والممارسة السياسية ، ويركز على الرئيسي الأهم وهو إعادة بناء الحركة السياسية الكردية ، واستعادة وحدتها ، وشرعيتها الشعبية ، ودورها الوطني في بناء الوطن ، والشراكة في السلطة والقرار في عهد الحرية منذ الثامن من ديسمبر ٢٠٢٤ . قدمنا مشروع – حراك بزاف – الى جانب خطوات مكملة من عشرات المبادرات ، والمقترحات ، الموجهة الى اكثر من طرف : الساحة الكردية ، أحزاب طرفي ( الاستعصاء ) ، الإدارة الانتقالية منذ التحرير ، واسقاط الاستبداد ، كما واكبنا كل ذلك من خلال نحو مائة لقاء حي وافتراضي شملت بالإضافة الى الداخل الوطني جغرافية كردستان العراق ، وأوروبا ، ومختلف البلدان التي يتوزع فيها الكرد السورييون . وضعنا أساسا غنيا لمصادر الوعي الفكري والثقافي ، والسياسي ، ووثقنا كل ماقمنا به ، وماطرحناه ، وماناقشناه طوال الأعوام الماضية ، في موقع متاح للمتابعة وهو موقع " بزاف " www.bizav.org ، كما تضمنت غالبية الأجزاء العشرة من مذكرات الأستاذ صلاح بدرالدين الصفحات الأساسية من تلك الوثائق . محاولتنا الأساسية هي توفير شروط عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع ، ولم تتحقق طموحاتنا في عقده بإقليم كردستان العراق قبل أعوام ، ولا داخل الوطن وفي مناطقنا رغم جهودنا في الأشهر الأخيرة ، ومازلنا ننتظر حدوث ذلك في عاصمة بلادنا دمشق ، والى حين تحقيق ذلك ستنكب لجان متابعة مشروع حراك " بزاف " على متابعة التطورات ، وإعادة قراءة مشروعها ، وبحث ومناقشة الخيارات المتعددة المتاحة ، والسبل الكفيلة بتحقيق خطوات باتجاه عقد حوار مثمر ومنتج بين ممثلي الكرد السوريين الشرعيين و العهد الجديد . ان مايجري الان من إخفاقات لاحزاب الطرفين بشان التمثيل الكردي السوري ، والتحدث باسمه امام الإدارة الانتقالية بدمشق ، مردها كما هومعلوم ان هذه الأحزاب لاتحظى بالشرعية الشعبية في المحيط الكردي السوري ، وانها رفضت عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع حيث فضلت مصالحها الخاصة على مصلحة المجموع ، ولاتعبر بشكلها الحالي عن إرادة الغالبية لاسابقا ولا الان ، وان طرف – قسد – والمسميات الأخرى الذي يتصدر المشهد محكوم بوظيفة خارجية إقليمية ، ولاينفك عن تعقيدات ، واشكاليات الارتباط بالحزب الام – ب ك ك – الذي يشهد تطورات دراماتيكية عنوانها الأول الحل ، وتسليم السلاح ، وبهذه الحالة على هذا الطرف دفع الثمن المطلوب أيضا أي الاقتداء بمركز قراره . سنواصل جهودنا الإعلامية ، والمنهجية في سبيل فصل القضية الكردية السورية عن تطورات ، وتعقيدات ، واستعصاءات المجموعات " السورية " التابعة لحزب العمال الكردستاني – ب ك ك - ، والحيلولة دون ان يدفع شعبنا ثمن مغامرات الاخرين ، او تصبح قضيته ضحية لمصالح أحزاب ومجموعات لم تخدم يوما نضالنا القومي والوطني ، والديموقراطي ، نحن الكرد السورييون جزء لايتجزء من التحولات الوطنية في بلادنا ، وشركاء في تحمل المسؤوليات ، وأداء الواجبات ، ومع الحوار والتفاهم مع العهد الجديد ، لتحقيق سوريا جديدة تعددية ديموقراطية حرة . بعد احداث السويداء ماهو السبيل لحل الازمة الوطنية ؟ يجب مراجعة ماحصل في الساحل والسويداء من جانب الإدارة الحاكمة ، واجراء التحقيقات النزيهة اللازمة ، وتقديم الجناة من أي طرف كان للمحاكم العادلة ، يجب استكمال انجاز اهداف الثورة بتحقيق التغيير الديموقراطي في الحياة السياسية ، تطبيق مبدأ التشاركية بافساح المجال لجميع من عارض ، وثار ضد الاستبداد والعمل المشترك من اجل تحقيق الأهداف الأخرى مثل العدالة الانتقالية ، والمضي بالعملية السياسية ، وإعادة بناء المؤسسات ، والاعمار ، وعودة اكثر من نصف الشعب السوري الى الوطن ، واجراء الانتخابات البرلمانية ، وكل هذه الأهداف ، والمهام السامية لن تتحقق من دون المشاركة الوطنية الشاملة . نعم خلف نظام الاستبداد البعثي – الاسدي طوال حكمه الذي دام اكثر من نصف قرن – الخراب – وتراكم المشاكل ، والفتن القومية ، والدينية المذهبية ، وحتى المناطقية ، والخطيئة الأعظم التي اقترفها النظام المقبور هي انكار التعددية القومية ، والثقافية ، والاجتماعية ، بل محاولة تغيير ليس التركيب القومي في بعض المناطق فحسب بل محاولة القضاء على الاخر المختلف سياسيا ، ومذهبيا أيضا بقوة الحديد والنار ، والقرارات التعسفية ، لذلك من اول واهم الواجبات والمهام الوطنية ادانة وتعرية تلك الخطيئة ، وعدم السماح بتكرارها مرة أخرى . ولابد من التخلص من " عقدة " اللون الواحد ، وافساح المجال لتحقيق التشاركية الوطنية ، وتوفير الآليات المناسبة العملية لتحقيقه ، واذا كان هناك هدامون ، واشرار في هذا المكون او ذاك فلا تنكروا وجود وطنيين ، ومناضلين ، واحرار أيضا في سائر الجغرافيا الوطنية ، والمبدأ ينطبق على فصيل – جبهة النصرة – أيضا ، وفي جميع الأحوال لن تتوفر مصداقية التقييم والفرز الاعبر المؤسسات الوطنية الديموقراطية المنتخبة . ومن الضروري إعادة النظر في مسالة تحديد الفترة الانتقالية بخمسة أعوام ، واقتصارها على مدة زمنية اقصر بكثير وذلك حفاظا على الوحدة الوطنية ، ودرء لاية اخطار قادمة ، داخلية وخارجية . حتى لاتتكرر – الخطايا – ولا تنشأ جروحا أخرى نازفة كما حصل في الساحل سابقا ، والسويداء لاحقا ، من الواجب الاعتراف الرسمي والصريح والدستوري والقانوني بان سوريا بلد متعدد الاقوام ، والثقافات ، والأعراف ، والعقائد ، والخصوصيات ، وان هذه المكونات هي التي تشكل النسيج الوطني التاريخي ، والقاعدة الأساسية للوحدة الوطنية التي ستنطلق منها سوريا الجديدة . الخطوة التالية المكملة هي التعامل ، والتفاعل مع ذلك الواقع على الأرض بآليات عملية شفافة ، وليس عبر التستر ، والتمرير تحت غطاء ( حقوق المواطنة ) كشعار فضفاض فقد مضمونه وحتى احترامه منذ زمن الاستبداد . مازالت الغالبية العظمى من الوطنيين السوريين لم تفقد الامل في إعادة الأمور الى نصابها ، ومازال هناك متسع من الوقت للتامل والمراجعة . ختاما نهنئ شعبنا بالذكرى الستين للكونفرانس الخامس عام ١٩٦٥ الذي تصادف الخامس من آب القادم ، وندعو الى وقفة مراجعة نقدية بالعمق لمعاني ذلك التحول الاعمق الأهم بتاريخ حركتنا السياسية الكردية السورية . لجان تنسيق مشروع حراك " بزاف "
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الى الإدارة الانتقالية الحاكمة في دمشق : لاتربطوا القضية ال
...
-
عطفا على ندائنا السابق للإدارة الانتقالية بدمشق لات
...
-
بعد تفاقم الوضع الأمني في السويداء رسالتي الى الإدارة الانتق
...
-
بانتظار - اليوم التالي -
-
قراءة نقدية في رسالة- اوجلان -
-
المسار التحرري لانتفاضة الشيخ سعيد
-
اللقاء السابع والتسعون للجان حراك - بزاف -
-
الحزام العربي تلك الحلقة الأشد وطأة من السلسلة العنصرية
-
المدلول الاستراتيجي لسقوط النظام الإيراني
-
عندما يتجاوز الكردي العموميات يصطدم بالحقيقة المرة
-
لايمكن حل القضية الكردية السورية الا على ايدي أصحابها
-
حول المقاتلين الأجانب في الثورات ( سوريا مثال
...
-
عود على بدء : القضية الكردية السورية الى اين ؟
-
التقرير السياسي الشهري
-
تعقيب على مداخلة السفير الأمريكي في تركيا
-
ذكريات أيام زمان
-
من دفتر يومياتي عودة الى ازمة العلاقات ( الكردستانية )
-
هل سيكون حل القضية الكردية على ايدي الإسلاميين ؟
-
لقاء مع صلاح بدرالدين 2
-
مقابلة موسعة مع صلاح بدرالدين
المزيد.....
-
روسيا تدّعي سيطرتها على بلدات أوكرانية استراتيجية.. والأخيرة
...
-
المبعوث الأمريكي يوضح عدد الساعات التي قضاها في غزة والهدف م
...
-
بين الخوف والحاجة: صراع على معبر زيكيم من أجل المساعدات في غ
...
-
هل يكون إسقاط المساعدات في غزة بديلا عن الممرات البرية؟
-
أبرز المواقف الدولية بشأن الاعتراف بدولة فلسطين
-
-كانابا- ملحمة هندية على الطريقة الهوليودية
-
قصة يمني مع النزوح والجوع.. انتظار مؤلم لمساعدات غابت عامين
...
-
الاتحاد الأوروبي يخفف قيود 100 ملليلتر على السوائل في المطار
...
-
ترامب يفرض رسوما جمركية مرتفعة على عشرات الدول
-
هل تعكس زيارة ويتكوف إلى غزة تغير في سياسة الإدارة الأمريكية
...
المزيد.....
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|