أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - موسى فرج - 8/ 8/ 1988 كما شهدتها...














المزيد.....

8/ 8/ 1988 كما شهدتها...


موسى فرج

الحوار المتمدن-العدد: 8430 - 2025 / 8 / 10 - 18:16
المحور: كتابات ساخرة
    


كان أول يوم لنا في خدمة الاحتياط الأخيرة وكان الجو قائض ‏كالعاده في آب والحر شديد ونحن نفترش ساحة مدرسة قتال فرقه11 في ‏الناصرية وكلنا كبار السن وفايتتنا كل القطارات.
عدد من رفاق السلاح من السماوه بعضهم رحل عن دنيانا ومنهم الصديق ‏منشد محمود آل خوّام رحمه الله والصديق محمد عبد الشهيد وغيرهما وبعضهم مازال ينتظر وما بدلوا تبديلا...‏
كانت مشكلتنا الأساسية العطش ومطلبنا الأهم الماء ... وفجأة ظهر لنا ‏رئيس عرفاء عرف من السماوه زارنا وسلم علينا باستعلاء ‏وسلمت عليه باسمه لكنه لم يرد السلام وأشاح بوجهه عني بتأنيب واضح ووجه نظره الى الخيوط الأربعة المتهدلة على أسفل كتفه، وكان قبل ذلك إذا صادفته في السوق متمتعاً بإجازته الدورية يسلم ‏عليَّ بتودد... لكنها السلطة والرتب فهو ريس وانا "بيس نفر"...‏
فرحنا عندما عرفنا أن أرهيف أبن ولايتنا يشغل منصب ‏سائق التنكر الذي يأتي بالماء إلى المعسكر فانتظرنا إطلالته البهية في ساحة ‏المعسكر وتنكره ليسعفنا بالماء...قمنا بتوزيع العمل وأظهرت ‏القرعة أن زميلنا الذي كان يشغل وظيفة المدعي العام في محكمة ‏السماوة يحتل الترتيب الأول في تنفيذ الواجب ، سلمناه الجليكان ‏وانتظم في نهاية الطابور وكنا نقف قريباً منه لدعمه في مهمته ، وصل السرا لصاحبنا ‏ليسلم الجليكان لرهيف الذي يمسك بخرطوم الماء، ولأن الصياح قائم على ‏قدم وساق الكل يندب أرهيف ليستلم الجليكان، أخونا المدعي العام همين صاح: أرهيف أرهيف ليستلم منه الجليكان لكن أرهيف التفت ‏عليه بغضب ومن ثم أدار عينه باتجاه كتفه الذي ‏يحمل رتبة 4 خيوط ...‏
سارعنا لتنبيه زميلنا بأنه لا يصح مخاطبة الرجل ‏باسمه حاف وإنما ينبغي مخاطبته بلقب ريس فخاطبه بأدب ‏قائلا: ريس، ريس... لكن أرهيف ألتفت عليه قائلاً باستهزاء: شتهيس...؟! ففقد صاحبنا أعصابه وشمر ‏الجليكان على الأرض وخرج من السرا...
وبالشافعات قبل أرهيف ‏أن يقف أحدنا في مكان زميله المنسحب من دون أن يبدأ من المربع الأول ويأخذ محله في آخر ‏الطابور... ‏
العصر جمعونا بالساحه يسلمونا بطانيات لكن همهمه سرت بين الجنود ‏مصدرها المرحوم منشد محمود الذي كان يملك راديو صغير، تحولت الهمهمة إلى ‏ما يشبه الفرح الطاغي والهياج، شنو الموضوع ...؟ كَالوا صدر بيان إيقاف ‏الحرب بين العراق وإيران...هاي هيه بعد شكو نستلم بطانيات راح نرجع ‏لهلنا ...أشار نائب الضابط بعصاه علينا إن اجلسوا فجلسنا هادئين خوفاً من استثناءنا من قرار وقف الحرب، واستلمنا البطانيات صاغرين، وانتهى اليوم دون أن يقولوا لنا: كفيتوا ووفيتوا، عودوا لأهلكم راشدين...
بالتدريب ينزعونا القمصان ونبقي بالبناطير ‏نركض على وقع: طالعلك يعدوي طالع ...من كل بيت وحاره وشارع ...طالعلك، يعدوي...
ونائب الضابط يأمرنا برفع اصواتنا وان نضرب الأرض بقوه حتى يتفجر من تحتها النفط !
صديقي أبو علي يركض كَدامي وهو مشرف تربوي ‏اختصاص رياضه ومسيطر لأنه أساساً رياضي بس مشاكس ‏وينكت، النائب الضابط كل شويه يصيح علينا: انتو شنو؟ نصيح: حديد ...! واحنا لاكفين هوا من جوا...أبو علاوي بدل ما يصيح حديد صاح: تنك...سمعه النائب الضابط، وكّف التدريب وطلعه لبو علاوي من الرتل وراح خبّر الضابط عليه دكَوموا وسجنوه ، من دخل ‏للحبس طلب من احد زملاء السجن أن يرسم بظهره عقارب وحيايا على الدفتين ‏وبينهما نسر شايل بمخالبه لافته مكتوب عليها: ابتعد عني خريج سجون...! وثاني يوم بالتدريب يركض ‏كَدامي ويحرك العقارب...‏
اليوم يسرحونا باچر يسرحونا ماكو... ويخلصون اشهر الحر اللاهب ‏بروسنا بمدرسة قتال فرقه 11 بالناصريه ، نقلونا بعدها لمركز تدريب ‏مشاة الحله ومن ثم إلى معسكر التاجي وصادف بسنتها البرد فضيع ...‏
وذهبت بشارة 8/ 8/ 1988 سدى، بس صدام احتفل بيها على أساس منتصر وعجبته الشغله وچبحنا بالكويت ورا سنتين، ولليوم كَنارة خور عبد الله قائمه على "أريولها" على كَولت الكويتيين....
أمس الصبح رن الموبايل باوعت عليه شفت صورة صديقي أبو علاوي رأساً صحت: "منين طلعت الشمس ...منّاك من العوجه"، هاه أبو علي منين تخابر...؟ كَال: هسا وصلت من استراليا بعد 16 ساعه طيران وراح أنام بس ضروري اشوفك لأن هالمره جاي أطالب بشمولي بقانون السجناء السياسيين! كَلتله: أبو علي هنه 4 ساعات ...يمعود ! كَال: إذا أطب لها من خرم المكون أضيفها...
كَلتله: أبو علاوي متشوف الشغله بيها عدم تكافؤ فرص ...؟ كَال: شلون...؟ كَلتله: مكونكم كبير وخرمه يفوت بعير، أخواننا المسيحين شلون ...؟ المندائيين شلون...؟
كَال: إي هيه هاي ديمقراطية نظام حكم المكونات عود من يتطبق نظام حكم المواطنه تنحل المشكله....



#موسى_فرج (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية خور عبد الله، وسط الهرج والتهريج لعل هذه تختصر الأمر.
- هل يصلح علي للحكم على فعل -أتباعه-...؟
- أنصار حقبة نوري سعيد لم يخسروها وما زالوا يعيشون في كنفها فل ...
- الانتخابات في العراق...
- نقد ذاتي...
- ربيطنا وچلبة جدي...
- درجات الانتماء للوطن...
- ورقة الجوكر...
- أعان الله إيران وقيادة إيران...
- حزيرانيات...
- بستوكة الانتخابات في العراق ...
- موخيكا..مات...
- كتب وذكريات...3 ثورة الزنج للدكتور فيصل السّامر:
- كتب وذكريات... ثورة الزنج للدكتور فيصل السّامر ج2
- كتب وذكريات... ثورة الزنج للدكتور فيصل السّامر:
- الطابور الخامس والعدمية المعاصرة في العراق ...
- خاب ظني...
- الجولاني ومدينة الثوره...
- عزيزي دولته وصديقي معاليه: لجنتكم العليا والـ 267 لجنة لا تح ...
- يوم سقوط سيزيف العراقي ...


المزيد.....




- فنانون وكتاب ومؤرخون أرجنتينيون يعلنون موقفهم الرافض لحرب ال ...
- سليمان منصور.. بين الريشة والطين: إبداع مقاوم يروي مآساة وأم ...
- أمير تاج السر: أؤرخ للبشر لا للسلاطين والرواية تبحث عن الحقي ...
- العودة إلى زمن (المصابيح الزرق) لحنّا مينه.. علامة مبكرة من ...
- حسين الجسمي يحيي -ليلة من العمر- في الساحل الشمالي وليلى زاه ...
- أنطونيو بانديراس في عيده الـ65: لن أعتزل التمثيل
- مقهى -مام خليل-.. حارس ذاكرة أربيل وقلبها النابض
- بمشاركة 300 دار نشر.. انطلاق -معرض إسطنبول للكتاب العربي- في ...
- الصدق أحلى يا أصحاب. قصة للأطفال جديدة للأديبة سيما الصيرفي
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - موسى فرج - 8/ 8/ 1988 كما شهدتها...