أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - موسى فرج - الطابور الخامس والعدمية المعاصرة في العراق ...















المزيد.....

الطابور الخامس والعدمية المعاصرة في العراق ...


موسى فرج

الحوار المتمدن-العدد: 8329 - 2025 / 5 / 1 - 00:48
المحور: قضايا ثقافية
    


جاءت تسمية الطابور الخامس متأخرة لتصف حالة موجودة على أرض الواقع منذ العصور الوسطى وقبل ذلك ...وتنطوي أنشطة الطابور الخامس السرية على أعمال تخريب وتضليل وتجسس يُنفذها مؤيدو القوى الخارجية التي تريد بالبلاد شراً، ضمن خطوط الدفاع في بلادهم لصالح العدو.
في العراق عندما احتله العثمانيون عام 1534 بعد إن طردوا محتليه الذين سبقوهم وهم من الدولة الصفوية تحت حكم شاه طهماسب، فإن من بين بعض العراقيين من بقي مواليا للصفويين وهم اما منتمين لهم أو منتفعين من حكمهم والذريعة كانت ...المذهب.
ولم يدرك العراقيون وقت ذاك ان للمذهب رب يحميه ولكن عراقهم لهم بالذات وينبغي الدفاع عنه هو بالذات ...
استمر حكم الدولة العثمانية للعراق ٤٠٠ عام من التخلف والجوع والاقطاع وترسخ فيه الصراع المذهبي الذي انتشر بين العراقيين بالنيابة عن الدولة الصفوية في إيران والدولة العثمانية في تركيا والذي صبغ العراق بصبغته الطائفية المقرفة والماثلة اليوم ...
وعندما احتلت الجيوش البريطانية العراق عام 1917 أثر هزيمة الجيوش العثمانية تحرك الطابور الخامس من بقايا تلك الدولة ومن المنتفعين من وجودها وجيشوا البسطاء لشن حملة الجهاد في الشعيبه ضد الإنكَليز فتغنى بهم أتباعهم من عديمي الوعي بنظم الشعر وإقامة النصب والتماثيل ...وهذه المرة الذريعة كانت ...الدين.
ولم يدرك العراقيون وقت ذاك ان للدين رب يحميه ولكن عراقهم لهم بالذات وينبغي الدفاع عنه هو بالذات ...
وعلى الرغم من ان قائد الجيوش البريطانية الجنرال ستانلي مود قد أعلن من قلب بغداد "بيان بغداد" الشهير قائلا: "لم تأتِ جيوشنا إلى مدينتكم وأرضكم كغزاة أو أعداء، ولكن كمحررين"، لكن جيوشه المحتلة ودولته المستعمرة أمعنت في نهب واضطهاد الشعب العراقي واهان جنوده وضباطه كرامة العراقيين فحصل التململ الذي انقلب الى هيجان في عام 1918 في بغداد ومدن العراق الأخرى لتكلل بثورة العشرين التحررية في العراق التي نجم عنها قناعة الإنكَليز بأن حكم العراق حكم مباشر غير ممكن ويكلف الخزانة البريطانية أكثر مما يجلب لها من منافع.
تحرك الطابور الخامس ممثلاً بالجواسيس والمنتفعين وحاول افراغ ثورة العشرين من محتواها التحرري بدعوى ان قادتها كانوا أميّون...! في حين أن محمد مهدي البصير وغيره من قادة الفكر الذين هيأوا لها فكريا لم يكونوا أميين ...ثم ان شعلان أبو الجون ورفاقه لم تكن مساقط رؤوسهم باريس أو موسكو لتنتج لك فولتير ورسو ولينين وتروتسكي. ولا هم تلامذة عصر التنوير بل نتاج "الفترة المظلمة" التي سادت بلاد ما بين النهرين لقرون عديدة...لكن ثورة العشرين أجبرت بريطانيا باستبدال الحكم المباشر بالحكم غير المباشر، وايضا ،لكن بريطانيا العجوز دولة الاستعمار العتيدة لم ترخ قبضتها من على اعناق العراقيين وبدلاً من منهج الحرب وتجييش الجيوش واستخدام الطائرات والدبابات و"مطر اللوز" استخدمت هذه المرة الخداع والحيلة واصطناع نظام عميل لها جلبته من الحجاز وعينته مسز بيل وتشرشل وهم يعتلون سنام الجمال العربية بين اهرامات خوفو وخفرع ملكاً على العراق ...فأمعن نظام "الباشا" والوصي في اضطهاد الشعب ونصب المشانق وتعليق الناس مصلوبة على باب وزارة الدفاع ...
وعندما هاجت الناس وماجت ضد الإنكَليز وحلف بغداد ونهب الشركات البريطانية لنفط العراق وسياسة بريطانيا الاستعمارية في تسييد الحكومات الصنيعة والعميلة والاقطاع وبعض شيوخ العشائر على رقاب ومصائر العراقيين وتصاعدت الاحتجاجات والانتفاضات واكتظاظ السجون وتكللت نضالات الشعب العراقي بثورة 14 تموز عام 1958 التي اسقطت حكم نوري سعيد وعبد الإله وطردت الانكَليز وقوضت حكم الاقطاع وحررت العراق من حلف بغداد ومن كتلة الإسترليني وتمسكت بسيادة العراق الحر المستقل الواحد استقتلت طوابير شتى لكنها تلتقي جميعا في نهاية المطاف على أبواب الإنكليز وموائدهم:
طابور يتكون من الاقطاعيين ومطايا الإنكَليز والمنتفعين من نوري سعيد استبدل قميص عثمان بقميص عبد الإله ونوري سعيد وهذه المرة الذريعة كانت مقتل العائلة الهاشمية ...في حين لليوم يناصب ملوك الدولة الهاشمية العداء لـ "أتباع أهل البيت الهاشمي" ويتعاملون معهم بازدراء واحتقار، وكان على هؤلاء مراجعة التاريخ للوقوف على عدد الضحايا التي رافق الثورة الفرنسية او الروسية.
وطابور آخر يتكون من البعثيين والقوميين وذيول عبد الناصر والذريعة كانت الغيرة على القومية العربية...! في حين لو ينتبه هؤلاء الى ان القومية العربية باتت عار وشنار على المدعين بها، وعبد الناصر الذي انتشرت له تسريبات صوتية هذه الأيام تعود لحقبة السبعينيات وهو يكيل التهم والازدراء للعرب وحكوماتهم والتنصل منهم لا يشد الرحال إليه، وانهم كان الأحرى بهم أن يتمسكوا بعراقهم الأبقى والأثمن من كل المسميات.
وطابور ثالث من أرباب التجهيل ذريعتهم كانت. حماية الدين...! في حين انتهى الأمر باتباعهم اليوم ليعلقوا: على نواصيهم قول شاعرهم العتيد:
والله ما فعلت تموز في دينهم * معشار ما فعلت بنو المحاصصه...
فتكالبت تلك الطوابير على تموز وكريمها فاغتالوه واغتالوها في حين أن كل ما إجترحه الرجل من ذنوب هو التمسك بالدفاع عن استقلال وسيادة العراق وثروته واعتماد المواطنة منهجاً.
حل حكم البعث لأربعين عجاف عاث في الأرض فساد واجتث الضرع والزرع وزرع فيافي العراق وسهوبه مقابر جماعيه وتسبب في تعدياته وعنترياته بدمار العراق وإعطاء الذريعة لاحتلاله من قبل الجيوش الأمريكية وتمهيد الحالة العراقية لإقامة نظام حكم المحاصصة والفساد ...في حين أظهرت أفلام وثائقية تعود لتلك الفترة إن كل ما كان يفعله الصفيق المخبول لمواجهة الباتريوت والتوما هوك وآلة الدمار الأمريكية هو استعراض أسلحة مضحكة ومخزية من قبيل المحجال والمصياده والكَزوه وكرات الدعبل التي يأنف الصبية والغلمان في الأزقة والحواري التقاتل بها، وينهي مشوار عنترياته في الحفرة الشهيره...
من ناحية أخرى ففي عام 1787 ظهرت العدمية في ألمانيا، وهي مذهب في الفلسفة ينكر أصحابه المؤسسات الاجتماعية والسياسية القائمة، ومن ثم اختفت لتظهر من جديد في أوربا عام 1862 لتشير الى أولئك الذين ينكرون كل شيء والذين لا يعتنقون أي مبدأ ومهما كان هذا المبدأ، والذين يعتبرون اللاوجود هو الأكثر فائدة من أي شيء.
تُعرِّف الشخصيات العدمية نفسها على أنها أولئك الذين "ينكرون كل شيء"، والذين "لا يعتنقون أي مبدأ في الإيمان، ومهما يكن احترام هذا المبدأ"...
وعندما يفيض بك الكيل وتقول ما كان هذا ليحصل ...تحاصرك طوابير الجهل والتبعية ومعها العدمية لتقول لك: "ما تلومون الماضي الا لتحمون الحاضر! كلاهما وجهان لعملة واحده"، ومع تنميق العبارة حتى لتصلح أن يخطها أصحاب التكتك والستوتة على مؤخرات مركباتهم ...لكنها تفصح وبشكل جلي أن أصحابها يسعون لحماية كوارث الماضي بسوءات الحاضر، وهذه المرة الذريعة هي مساوئ نظام المحاصصة والفساد...!
في حين انهم يروّن ويسمعون اننا نكافح ونجالد وننافح بكل ما أوتينا في مجابهة مساوئ الحاضر والماضي معاً...
مرض عضال يجتاح الثقافة العراقية المعاصرة: الطابور الخامس والعدمية، فسحقاً لهما وسحقاً لمعتنقيهما....



#موسى_فرج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خاب ظني...
- الجولاني ومدينة الثوره...
- عزيزي دولته وصديقي معاليه: لجنتكم العليا والـ 267 لجنة لا تح ...
- يوم سقوط سيزيف العراقي ...
- الحقيقة تستحق السعي اليها وإن كان ثمنها بعضٍ من قناعاتك..
- سلوى زكو وسؤالها حمال الأوجه..
- لماذا لم يعد الأدب والفن مؤثرًا كما السابق..؟ مناقشة أصل الم ...
- هل يستمر القتل في غزه المنحوسه..؟
- عون.. بنسخته الجديدة غير عون صاحبي...
- شقشقة على بقايا الفرات..
- السوداني يكشف عورة ساسة -المدنية- في العراق..
- الانتخابات في العراق.. أداة للتغيير أم وسيلة للتكريس..؟
- لو كنت مكان حميد الشطري لفعلتها..
- مفارقة بيننا وبين بنو عمومتنا...
- استغلوا -خرطة السوكَ- لا أباً لكم...
- حول موقف العراق مما يجري في سوريا...
- صفحات من كتاب تحت الطبع...
- أوراق من كتاب تحت الطبع: نظام الحكم مختلفٌ عليه ويلزمه إثبات ...
- خوازيق ميزوبوتاميا المعاصرة
- موقف...


المزيد.....




- ترامب يدعو لاتفاق سلام بين إيران وإسرائيل: -الاتصالات جارية- ...
- ما مدى انخراط أمريكا في العملية الإسرائيلية ضد إيران؟ مراسلة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل تقليص قواته من غزة لدعم الجبهة ضد إير ...
- هل خدع نتنياهو ترامب في الحرب ضد إيران؟
- ماكرون يصل غرينلاند لتعزيز الدعم الأوروبي للدنمارك
- إسرائيل تمدد حالة الطوارئ حتى نهاية يونيو
- مصادر دبلوماسية عربية تتحدث عن تحرك سعودي عاجل لإعادة إيران ...
- ترامب: قد نتدخل لمساعدة إسرائيل في القضاء على البرنامج النوو ...
- الحرس الثوري الإيراني يعلن إلغاء مراسم تشييع قتلى الضربات ال ...
- الدفاع الروسية: استهداف مركز قيادة أوكراني بصاروخ إسكندر قرب ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - موسى فرج - الطابور الخامس والعدمية المعاصرة في العراق ...