أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - موسى فرج - ربيطنا وچلبة جدي...














المزيد.....

ربيطنا وچلبة جدي...


موسى فرج

الحوار المتمدن-العدد: 8383 - 2025 / 6 / 24 - 23:26
المحور: كتابات ساخرة
    


أيام زمان كان بيت جدي شأن بقية بيوت القرية مبني بالقصب والبواري على ضفة الفرات، ورغم مغادرة الناس لذلك النوع من البناء باستثناء ما هو قائم منها في الأهوار حاليا فإن القارئ لا يلزمه شرح مستفيض لشكل وكيفية بناء تلك البيوت بفضل الفيديوهات المنتشرة ولأغراض سياحية عنها في مناطق الاهوار حاليا في الچبايش من نواحي الناصرية والأهوار الممتدة بين البصرة والعماره...
جدي رمضان عدهم چلبه "كلبه" وحيده ولضعف بنيتها يسموها چليبه، لكن مشكلة چليبة جدي رمضان انها انعزاليه وما تندمج مع مجتمع الكلاب في القريه ، ومن تطلع مرات لغاية في نفسها فإن بقية الكلاب يرونها غريبه بينهم ويتناوشونها افتراسا وبشكل قاس ومهين للغايه، فترجع المسكينه لأهلها زحفاً تسحل بجسدها المثخن بالجراح ، لكنها وبمجرد وصولها بيت أهلها تدخل الى الربعه "المضيف" كونه فارغ وتباشر بإفراغ شحنتها من الحزن المشوب بالغضب بِعَضّ حنايا "أقواس بيت القصب" وأهطر البيت "حُزَّم القصب التي تربط الأقواس" اللذان يشكلان كلاهما الرافعة التي تفرش عليها البواري "حصران القصب" في البيت، وتستمر چليبة جدي تعضعض بالحنايا والأهطر بحميه وإصرار على مواصلة عملها بشكل غريب ، من أين تأتيها القوه...؟ لا أحد يدري.
شاع خبر چليبة آل رمضان في القرية وتعدت سمعتها الى القرى المجاورة، واتخذها الناس مثلاً ليس للحيوانات وانما للبشر، فكل واحد يواجه العسف والعدوانيه من الغير فيعمد الى إفراغ غضبه بأهله وذويه يقولون عنه: هذا مثل چليبة آل رمضان تدغثها ال چلاب "تفترسها بقسوه" ترجع تعضعض بيت أهلها...!
ليش ما تتكرر القصه في السنوات الأخيرة معي شخصياً ولكن بطريقة أخرى، فقبل بضع سنوات كنا ننتظر مولوداً في العائلة وبصفتي ضليع بالاقتصاد وأريد كبش لذبحه عند قدوم الوليد ولأن الأكباش غالية عندنا قررت أن اشتري طلياً "حمل" صغير قبل أربعة أشهر وأتركه ربيطاً "تربية بيوت"، يرعى في الحديقة ونعلفه حتى يبلغ أشده...لكن الطلي شيبني فهو إن تركته طليقاً ...أكعد الصبح ما ألكَيه وأبقى أصفكَ بأديّه 400 ألف راحت عليَّ، وثاني يوم يجيبوه الجيران لأنه قفز السياج وأغار عليهم ليلاً ...واذا أربطه بحبل، ثاني يوم الصبح ألكَيه ملتف على ساق الشجره المربوط بيها ومختنكَ واحتمال يموت قبل قدوم المولود وتصير الخساره بخسارتين...
الطلي كبر وصارت عنده كَرون وأليته باتت عريضه وهو دائم التباهى بها ...تورطت في إحدى الليالي بربطه بالدنكَه يم الهول تلافياً لالتفافه بساق الشجرة واحتمال يموت...
بالليل أسمع ربد بس ما ماخذ الأمر على محمل الجد ...
صحيت الصبح وطلعت أتفقد الطلي الذي صار كبشاَ بقرون قوية وليَّه عريضه ، فوجدته في وضع الاستنفار الكامل والهجوم...! فقد كان يرى صورته المنعكسة في زجاج الشباك ويرجع للخلف فيحرك رأسه ليستعرض قرونه فتهتز ليته العريضه بحركة معاكسة لحركة القرون، ويهجم مستبسلاً وبأسلوب دون كيشوتي على صورته المنعكسة في الزجاج يحسبها خروفاً آخر مهاجم فينقض على خصمه المتخيل فيهشم الزجاج ...!
تفقدت بقية زجاج الشبابيك المجاورة، وجدته مهشماً عن آخره...يا للمصيبه...!
سحبت خروفي بدون كلام واوثقته بساق الشجرة وربطت أربعه مع بعض، واستذكرت كل معارفي الموروثة عن طرق الذبح وأنهيت الأمر وعدت وكأني قد ذبحت ضرغاما...
وعندما تعرضت للوم العائلة باعتبار أن المولود لم يشرف بعد قلت لهم: قررت أن أكون مدنياً متحضراً وأجلب لكم حينها كيكة عيد ميلاد عظيمه ولكن اعتقوني من الخرفان وبلاوي الخرفان. وأنشدتهم:
لا تشتر كبشاً إلا والسكين حاضرة ...فإن الخرفان حمقى مناكيدُ



#موسى_فرج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درجات الانتماء للوطن...
- ورقة الجوكر...
- أعان الله إيران وقيادة إيران...
- حزيرانيات...
- بستوكة الانتخابات في العراق ...
- موخيكا..مات...
- كتب وذكريات...3 ثورة الزنج للدكتور فيصل السّامر:
- كتب وذكريات... ثورة الزنج للدكتور فيصل السّامر ج2
- كتب وذكريات... ثورة الزنج للدكتور فيصل السّامر:
- الطابور الخامس والعدمية المعاصرة في العراق ...
- خاب ظني...
- الجولاني ومدينة الثوره...
- عزيزي دولته وصديقي معاليه: لجنتكم العليا والـ 267 لجنة لا تح ...
- يوم سقوط سيزيف العراقي ...
- الحقيقة تستحق السعي اليها وإن كان ثمنها بعضٍ من قناعاتك..
- سلوى زكو وسؤالها حمال الأوجه..
- لماذا لم يعد الأدب والفن مؤثرًا كما السابق..؟ مناقشة أصل الم ...
- هل يستمر القتل في غزه المنحوسه..؟
- عون.. بنسخته الجديدة غير عون صاحبي...
- شقشقة على بقايا الفرات..


المزيد.....




- شباب سوق الشيوخ يناقشون الكتب في حديقة اتحاد الأدباء
- الجزيرة 360 تشارك في مهرجان شفيلد للفيلم الوثائقي بـ-غزة.. ص ...
- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - موسى فرج - ربيطنا وچلبة جدي...