عبدالقادربشيربيرداود
الحوار المتمدن-العدد: 8430 - 2025 / 8 / 10 - 17:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قال تعالى في الحديث القدسي : ( انكم تخطئون في الليل والنهار ؛ وانا أغفر الذنوب جميعا .. ) فذكر سبحانه ( الذنوب ) بالاف واللام للتعريف ؛ وأتبعه بقوله ( جميعا ) لئلا يقنط احدا من رحمته لذنب أرتكبه ؛ وهذا دليل على ان سمات شخصية الانسان ؛ ما هي الا مزيج من العادات ؛ الحالات الذهنية ؛ السلوك ؛ والشعور القابلة للتغيير ؛ للارتقاء نحو سلم الاصلاح ...
من هذا المنطلق نرى ان اكثر الناس يميلون الى الجانب المشرق في الشخصية رغم ما يعتريهم من عيوب ؛ ويميلون بالسليقة الى فعل الخير بدافع الايمان ان البشر هم الغاية ؛ برغم ان فئة منهم يتأرجحون ما بين المشرق من الشخصية الى المظلم منها ؛ ولكن من باب السعة في الايجابية ؛ نلقي بثقلنا أكثر بأتجاه الصلاح في حياتنا اليومية دون تردد ...
بناء على ما تقدم ؛ ليسأل كل منا نفسه بروح رياضية عالية ؛ هل نميل لرؤية الجانب الايجابي لمن حولنا ؟ أم نفترض أن الآخرين يريدون الحاق الضرر بنا !! .. وهل نلتزم بالصدق في الحديث ؟ أم نعمل على أغراء الآخرين بما لدينا من مكائد شيطانية لأبهارهم ؛ والسعي بالوقيعة بينهم !! لان البعض منا لايتورع عن الغش ؛ الكذب ؛ والتنمرعلى من هم اضعف منهم ...
أرى من خلال تجربتي في الحياة ؛ ان هذه السمات السلبية والمظلمة فينا لها ارتباط بأمور شتى ؛ مثل النجاح في العمل من فشله ؛ اضطراب العلاقات ؛ ضغوطات الحياة وبانواعها المختلفة ؛ ولكن عند هذا المفترق لاتقف الامور على ما هي عليها ؛ لان الله بشرنا بما يسرلنا من فسحة رحمته ... قال تعالى :( ولاتيأسوا من روح الله .. ) ؛ فما علينا الا ان نركزعلى الجانب المشرق في شخصيتنا ؛ بدء من رؤية الافضل في الناس ؛ الصفح الجميل ؛ الفرح لنجاح الاخرين وتشجيعهم ؛ ورفض التلاعب بالاخرين لخدمة اغراض شخصية ؛ قيل ( كن جميلا ترى الوجود جميلا ) ...
أن هذا السعي الحثيث لتحقيق الايجابية في حياتنا ؛ ماهي الا نزعة انسانية وافرة العطاء ؛ كون الانسان هو غاية في نفسه ؛ وله قيمة وكرمة انسانية أصيلة ؛ يجب التعامل معه برقي ؛ وليس وسيلة لتحقيق الربح به ؛ فكلما اعتقدنا أن الاخرين طيبين ؛ قل شعورنا الى الحاجة لدرء شرهم ؛ او معاقبتهم على اخطائهم ؛ والحصيلة هي شعورنا بالرضى تجاه الاخرين ؛ وبالحياة عموما ؛ وبقيمتنا الذاتية ؛ وباتجاه أنفسنا ؛ قال تعالى : ) رضي الله عنه ؛ ورضوا عنه ...) ... للحديث بقية ...
#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟