الذكاء الاصطناعي بين انتاج محتوى ؛ وترسيخ البلادة الفكرية

عبدالقادربشيربيرداود

الحوار المتمدن-العدد: 8347 - 2025 / 5 / 19 - 08:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

انتشرت في الاعوام الماضية بشكل مهول ؛ تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي لاسيما بعد الشعبية الهائلة التي حظي به روبوت الدردشة تشات ( G B T ) حيث بلغ عدد المشاهدين والمستخدمين له اكثر من مليون خلال شهر واحد فقط ...
ان هذه التقنية المعقدة تتمتع بمهام كثيرة ومفيدة ؛ مثل تلخيص الوثائق الطويلة ؛ صياغة رسائل الكترونية روتينية ؛ ترجمة نصوص بسيطة ؛ كتابة السيرة الذاتية بطريقة مهنية ؛ وانتاج محتوى ؛ في ثوان معدودات ؛ وبشكل دقيق ؛ ثم يخطو خطوة اضافية ؛ ليفكر بالنيابة عنا ايجابيا ؛ وليس لالغائنا كبشر له طاقاته وامكانياته ....
ان ما يميز الذكاء الاصطناعي هو امكانياته على تغيير طريقة التفكير النقدي لدى الاشخاص بتقليل المجهود الذهني المطلوب لتنفيذ المهام ؛برغم ذلك يجب ان لانقلل من شان التفكير النقدي لما له من اهمية كبيرة في تعزيز اتخاذ القرارات ؛ تحسين مهارت اللغة والتعبير عن الافكار خاصة في المواقف المصيرية او الغامضة التي لايستطيع الذكاء الاصطناعي التعامل معها ؛ برغم معطياته التقنية الجبارة ...
هنا ربما يتساءل البعض عما اذا كان اعتمادنا على هذه التقنية هو اسوأ من اعتمادنا على محركات البحث على الانترنت ؛ تبين من خلال البحث والتقصي ان محركات البحث تشتت أنتباهنا أو توجهها بحيث تؤدي الى تفتت تفكيرنا أو اغراقها بالمعلومات الضحلة ...
في السابق كنانعبر عما نفكر فيه بالكلام او الكتابة او بالرسم او بعزف موسيقي ؛ من يدري في المستقبل القريب ؛ قد نعبر عنه بطرق تعتمد على التفاعل مع ادوات الذكاء الاصطناعي التوليدي ؛ او أستخدامها لمساعدتنا على القيام بكافة تلك الانشطة ؛ وربما الجيل القادم من المفكرين سيظهر مواهبه بالطريقة التي يستخدم بها الذكاء الاصطناعي ...
أن تعاملنا مع الذكاء الاصطناعي على اعتباره مساعد لنا ؛ يقدم الدعم فحسب ؛ وليس بديلا لتفكيرنا يجعلنا ان نتناقش معه ؛ نطرح الاسئلة عليه لاستكشاف وجهات نظر مختلفة ؛ ننتقد افتراضاته ؛ ونتحقق من صحة مزاعمه بالتعامل العقلاني مع مخرجاته ؛ بهذا الاتجاه والفهم الصحيح نستطيع ان نحافظ على قدراتنا المعرفية دون افراط وتفريط ...
اتوقع من باب الرفاه المعرفي أن تنتشر تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد ؛ مثله كمثل أي تقنية آخرى يمكن ان تكون لها منافع هائلة للافراد والمجتمعات ؛ الامر يتوقف الى حد كبير على طريقة استخدامنا لها ؛ التوعية بامكانياتها ؛ طريقة عملها ؛ مواطن ضعفها ؛ والتشجيع المسؤول على التفاعل معها بشكل لايلغي تفكيرنا ؛ بذلك يمكن استثمار امكاناتها الهائلة من دون ان نصبح أقل ذكاء عند استعمالاتها المختلفة ؛ قال تعالى : ((وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ / يوسف: 76)) ... وللحديث بقية

#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات